جابري محمد
New member
ما حقيقة الإعجاز العلمي للقرآن ؟
تتوالى الكتابات في مجال الإعجاز القرآني، وتتتابع وكلما عنت نكتة علمية وإشارة خفية أو واضحة لدلالة علمية استندت لدلالة شرعية إلا وتجد من يأخذ القلم ليحيط قراءه علما بما تختزنه تلك الإشارة من إعجاز قرآني أو من سر لإخبار نبوي. ومن هذا القبيل كتابات د. زغلول النجار حفظه الله وغيره، وموقع إعجاز القرآن الكريم للجنة العالمية للإعجاز....
والحقيقة إنه لا تخلو آية من كتاب الله من إشارات علمية، لكن مدارك البشر تفاوتت في الوقوف عند نكتها ؛ لكننا نصطدم عادة لمن ينفي الإعجاز العلمي عن القرآن ويذود بما أوتي من عارضة البيان بأن القرآن ليس كتاب علم وإنما هو رسالة ربانية للبشرية وكفى ؛ وما انتبه هذا الصنف نمن الناس بأن عنادهم هو عناد لدلالات القرآن نفسه إذ القرآن الكريم كتاب علم بامتياز قبل كل شيء :
{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } [آل عمران19].
{ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } [الشورى : 14].
{ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [الجاثية17].
فالقرآن الكريم كله كتاب علم بامتياز، وهذا سر إعجازه العلمي، قد يتأثر البلاغي بنظم القرآن وينثر درره ويقول قائل ليته لم يسكت، أما إذا خاض القول عن لفظه الحابل فحدث ولا حرج ؛ وذلك لكون البلاغة علما من علوم اللغة بها يتوصل إلى إدراك معاني النص وجمالية تراكيبه. وما الإعجاز البياني إلا إعجاز علمي تم إدراكه بواسطة علم البلاغة.
وهكذا يخوض كل صاحب علم في مجاله ، ويتوقف عند كل نص قرآني أو حديث نبوي يتعلق بتخصصه ، على أننا نربأ بأحبتنا أن لا تنغمس أقلامهم في الكلام عن الإعجاز العلمي ، إلا فيما أصبح حقيقة علمية يقينية ؛ لكون أصحاب التجارب العلمية يقولون قولا اليوم ثم ما يلبثون إلا قليلا حتى تسفر أبحاثهم عن تأكيد قول ناسخ لقولهم السابق.
{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ : 6].
ولمعالجة الموضوع نبحثه ضمن الأسئلة التالية :
أ- الغاية من الإعجاز القرآني؛
ب- ما القدر المعجز من القرآن ؟
ت- ما هو جوهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟
يتبع