"ما جعل اللهُ لرجُلٍ من قلبيْن في جوفِه " هل ما انتشر حول كلمة "رجل" في الآية صحيح ؟؟

أم حمزة

New member
إنضم
10 سبتمبر 2008
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
"ما جعل اللهُ لرجُلٍ من قلبيْن في جوفِه " هل ما انتشر حول كلمة "رجل" في الآية صحيح ؟؟

بسمِ اللهِ ، والحمدُ لله
وصلى اللهُ وسَلَّمَ وباركَ على النَّبي المُصطفى ، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثرِهِ اقتفى


السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركـاته
***************************

مشايخنا وأساتذتنا الأفضال - زادكم الله هُدىً وفضلاً - .

انتشر بصورةٍ كبيرة في المُنتديات العامة موضوعًا مفاده أنّ قوله تعالى " ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفِه " أن الآية خُصَّت بكلمة " رجل " لأن المرأة الحامل تحمل قلبين في جوفِها ، وقالوا إن هذا من إعجاز القُرآن العظيم .


فهل هذا الكلام صحيح ؟؟

لاسيما وأن الصيغة التي تُكتب بيها مثل هذه المواضيع توحي للقاريء أن الآية ليس لها إلا ذلك المعنى ! فمثلاً في مثل هذه الحالة لا يُعتبر أن كلمة " رجل " قد تأتي لتعم الرجال والنساء ، ولم يُعتبر سبب النزول ، وسبحان الله أشعر أن أسلوب القرآن أعظم بيانًا وبلاغةً وفصاحةً من ذلك بمراحل ، وأيضًا حدث مثل ذلك في قوله تعالى " بعوضةً فما فوقها " ووصفوا " ما فوقها" بأنها الحشرة التي فوق البعوضة ! ولم يعتبروا المعنى اللغوي ل " مافوقها " وأسلوب القرآن فيه .

فما توجيهكم بارك الله فيكم
جزاكُم اللهُ خيرًا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يمكن أن يرجع ذلك لأحد ثلاثة أمور :
الأمر الأول : أن سبب النزول كان في رجل فقد ذكر ابن جرير رحمه الله وغيره عدة أقول في سبب النزول وكلها ترجع إلى كون المنفي عنه ذلك رجل وهذه مجمل الأقوال :
1 / قيل عنى بذلك تكذيب قوم من أهل النفاق وصفوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بأنه ذو قلبين فنفى الله ذلك عن نبيه وكذبهم روي عن ابن عباس رضي الله عنهما .
2 / وقيل عني بذلك : رجل من قريش كان يدعى ذا القلبين من دهيه روي عن ابن عباس رضي الله عنه أيضا ومجاهد وقتادة والحسن وعكرمة
3 / وقيل : عني بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تبناه فضرب الله بذلك مثلا روي عن الزهري .
ثم قال ابن جرير رحمه الله ( 10 / 255 ) : ( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : ذلك تكذيب من الله تعالى قول من قال لرجل في جوفه قلبان يعقل بهما على النحو الذي روي عن ابن عباس وجائز أن يكون ذلك تكذيبا من الله لمن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأن يكون تكذيبا لمن سمى القرشي الذي ذكر أنه سمي ذا القلبين من دهيه وأي الأمرين كان فهو نفي من الله عن خلقه من الرجال أن يكونوا بتلك الصفة )
المر الثاني : أن لفظة ( رجل ) لا مفهوم لها لأنه أريد بها الإنسان بناء على ما تعارفوه في مخاطباتهم من نوط الأحكام والأوصاف الإنسانية بالرجال جريا على الغالب في الكلام ما عدا الأوصاف الخاصة بالنساء فيعلم أيضا أنه لا يدعى لامرأة أن لها قلبين بحكم فحوى الخطاب أو لحن الخطاب ذكره صاحب التحرير والتنوير .
الأمر الثالث : ما ذكره الزهري ومقاتل في تفسير هذه الآية بقولهما : هذا مثل ضربه الله عز وجل للمظاهر من امرأته وللمتنبي ولد غيره يقول : فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة للمظاهر أمه حتى تكون أمان ولا يكون له ولد واحد ابن رجلين .
فيكون سياق الآيات في الظهار هو سبب النص على الرجل والله أعلم .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87890
 
لماذا كان التعبير بالجوف وما هو الجوف
لماذا كان التعبير ب ٭جعل٭ ولم يكن بخلق وما هو الفرق بين الجعل والخلق
وفي سورة الحج ( 46) يقول تعالى وفإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمىالقلوب التى في الصدور فعبر بالصدر عندما اراد الاشارة الى الجسم الصنوبري
لماذا سبق ذكر القلببين ولم يقل وما جعل الله لرجل في جوفه من قلبين
 
الأخوة الكرام

أحب هنا أن أنقل إليكم هذا المقال للشيخ بسام جرار يعالج فيه هذه المسألة، والمقال منشور في صفحة مركز نون للدراسات القرآنية:

ما جعل الله لرجل من قلبين: بقلم بسام جرار

جاء في الآية 4 من سورة الأحزاب:" مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ".
قال الرازي:" ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ: قال بعض المفسرين الآية نزلت في أبي معمر كان يقول: لي قلبان أعلم وأفهم بأحدهما أكثر مما يفهم محمد. فرد الله عليه بقوله: ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ، وقال الزمخشري قوله: وَمَا جَعَلَ أزواجكم اللائي تظاهرون مِنْهُنَّ أمهاتكم، أي ما جعل لرجل قلبين كما لم يجعل لرجل أُمّين ولا لابن أبوين، وكلاهما ضعيف، بل الحق أن يقال إنّ الله لما أُمر النبي عليه الصلاة والسلام بالاتقاء بقوله: ياأيها النبى اتق الله، فكان ذلك أمراً له بتقوى لا يكون فوقها تقوى، ومن يتقي ويخاف شيئاً خوفاً شديداً لا يدخل في قلبه شيء آخر، ألا ترى أنّ الخائف الشديد الخوف ينسى مهماته حالة الخوف. فكأن الله تعالى قال يا أيها النبي اتق الله حق تقاته، ومن حقها أن لا يكون في قلبك تقوى غير الله...".
لعل ما ضعفه الرازي من قول الزمخشري هو الوجه الأقوى، ونأمل أن يظهر ذلك في الاستعراض الآتي:
" ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ": المتبادر إلى الذهن أنّ المقصود هنا هو القلب المادي الوارد ذكره أيضاً في الحديث الذي أخرجه البخاري:"ألا وإنّ في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". ويؤيد هذا ما ورد في القرآن الكريم من إشارة إلى وجود أكثر من قلب يتعلق بالإدراك، انظر قوله تعالى في الآية 4 من سورة التحريم:" إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا"، فالمخاطب هنا مثنى والقلوب جمع. وقد جاءت الدراسات العلمية المعاصرة لتجعل هذا الأمر أقرب إلى الفهم.
" ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ": نفي مؤكّد بإدخال (من)، وهذا يعني أنّ الله تعالى لم يجعل لرجل من قلبين بأي صورة من الصور. وهذا يعني، فيما يعني، أنّه سبحانه لم يجعل للإنسان أيضاً ثلاثة قلوب أو أكثر، لأنّ ذلك يتضمن صيغة القلبين المنفيّة.
"ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ": تشير ظواهر النصوص القرآنيّة إلى أنّ أصل الخلق هو آدم عليه السلام، ثم خُلقت منه زوجه. وربما يكون مناسبة الكلام عن الرجل هنا أنّ الحديث في الآية الكريمة هو عن الظِّهار من الزوجات وعن التبني، الذي يجعل غير الابن منسوباً إلى رجل ما.
" ما جَعَلَ الله ": فأصل الخلق والجعل أن يكون للرجل قلب واحد، فإذا وجد رجل بأكثر من قلب فإنّ ذلك شذوذ وخلل وانحراف في الخلق يخل بالوظيفة.
" وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ": هناك انسجام بين سنن الله في الخلق والتكوين وسننه في التشريع؛ فالله سبحانه وتعالى جعل القلب مركزاً يتأثر بوظيفته كل الجسد. وجعل قانون التناسل يقوم على أساس الزوجيّة من أبٍ وأمٍ، ويقوم على هذا الأساس بنيان المجتمع البشري كله، كما هو الأمر في القلب والجسد. فإذا كانت هذه من قوانين الخلق والتكوين، فمن المتوقّع أن تكون منسجمة مع سنن التشريع، لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل وشرّع.
" ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ": أما مزاعم البشر في جعل الزوجات أمهات، وفي جعل غير المولود بيولوجياً ابناً، فلا تزيد عن كونها ألفاظاً تخرج من الأفواه، تخالف الواقع وتناقض القانون وتبذر بذور الفساد والتحلل.
" وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ": أما خالق السنن التكوينيّة ومنزل السنن التشريعيّة فهو الذي يقول الحق ويبين الطريق المؤدي إلى الانسجام وتحقيق حكمة الخلق والتشريع.
 
هذا مثال آخر للخطأ في تفسير القرآن الكريم.
وذلك أن من قواعد التفسير أن يفسر القرآن على معهود الأميين في الخطاب ،وهم العرب الأقحاح، ومن أصول معهودهم في الخطاب: مراعاة السباق واللحاق أوفهم الكلام في سياقه.
والآية الكريمة واضحة المعنى بقراءتها كاملة وهو أن الله ضرب مثلا، فكما لا يمكن أن يكون لرجل قلبان، فكذا لا يمكن أن تكون زوجة المظاهر كأمه لأنه لا يمكن أن يكون له أمّان.
وليس من المراعى في الآية لفظ رجل دون امرأة، لأن المقصود أن هذا الأمر لا يكون لأحد من البشر أبدا.
 
الأخ الكريم العبادي

لا أخفيك أنني عجبت من كلامك وقلّبته فلم أدر أين الخطأ في المقال؟!!

كلمة رجل لا تعني بأي حال الرجل والمرأة. أما كلمة إنسان أو شخص أو فرد... فواضح أنها لا تخص ذكر دون الأنثى.
من هنا كان لابد من الوقوف عند قوله تعالى (لرجل) وكان لا بد من مراعاة السياق.
 
من حقك أن تعجب أخي أبا عمرو !
فأنا لم أتكلم أصلا عن المقال الذي أوردته!
إنما كنت أعني التفسير الذي ذكرته الأخت السائلة في مشاركتها وسؤالها.
وهو ما عنيته بالتخطئة.

أشكرك أخي على صراحتك الدالة على عمق روحك الأخوية..
وأظن الآن أن عجبك قد زال..
فإذا عرف السبب بطل العجب!
 
[align=center]بالمناسبة انقل لكم سيرة مختصرة للشيخ بسام جرار وقد رأيت أخي أبا عمرو كثيرا

ماينقل عنه وحق له ذلك فيظهر أن الشيخ بسام صاحب نظرة عميقة في التفسير 0


سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :


الاسم: بسّام جرّار

البلد: البيرة - فلسطين

محاضر في الثقافة والفكر الإسلامي في كلية مجتمع رام الله منذ سنة 1977م.

مدير مركز نون للدراسات القرآنية.

عضو هيئة ائتلاف الخير، وعضو رابطة علماء فلسطين.

أحد مبعدي مرج الزهور عام 1992م.

له عدة مؤلفات في الفكر الإسلامي، والإعجاز القرآني.

المحاضرات الصوتية هي بعض من الدروس الأسبوعية في مسجد البيرة الكبير، والتي تعقد منذ ما يقارب العشرين سنة.




وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح [/align]
 
عودة
أعلى