معنى قوله تعالى : ( ما يعبؤا بكم ) أي شيء يصنع بكم( ) .
واختلف المفسرون في المصدر في قوله تعالى : ( لولا دعاؤكم ) هل هو مضاف إلى فاعله ، أو إلى مفعوله :
فذهب بعضهم إلى أنه مضاف إلى فاعله ، والمعنى : لولا أنكم تدعونه وتعبدونه( ) ، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -( ) ، واختاره شيخ الإسلام ، وأبو حيان( ) ، وابن القيم( ) ، والألوسي( ) ، ومن أدلة هذا القول قوله تعالى (فإذا ركبوا في الفلك .... ) ( ) .
القول الثاني : أن المصدر مضاف إلى مفعوله ، والمعنى : لولا دعاؤه إياكم إلى توحيده ، وعبادته على ألسنة رسله( ) ، وروي عن مجاهد( ) ، واختاره الفراء( ) ، وابن عاشور( ) .
ومن أدلة هذا القول قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ( ) .
والراجح - والله تعالى أعلم - القول الأول ؛ لأن معناه أظهر .
هذا ويرى بعض الباحثين أنه لا مانع من حمل الآية على المعنيين ؛ لأنه لا مانع من إرادتهما جميعاً( ) .