ما تفسير(( أَعِيبَهَا ))،(( فَخَشِينَا . فَأَرَدْنَا ))، (( فَأَرَادَ رَبُّكَ ))

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع hus_an
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

hus_an

New member
إنضم
31/10/2004
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
السلام عليكم
في قصة سيدنا موسى والخضر
" أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ "
" وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا(80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا(81)
" وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82)} "
ألاية الاولى (( أَعِيبَهَا )) ، ألاية الثانية (( فَخَشِينَا . فَأَرَدْنَا )) ، ألاية الثالثة (( فَأَرَادَ رَبُّكَ ))
سؤالي إخواني في ألاية الثانية هو من هم المعنيون اللذين خشوا أن يرهق الغلام والديه فارادوا أن يبدل لهما ربهما أخر .
كذلك على ماذا تدل الكلمات (( تفسر )) التي وضعتها بين قوسين أعلاه . ليس المقصود بالتفسير النصي .
هل ما فهمته من قرائتي أن :
الخضر لديه من الله عز وجل القدرة (( أو كلف من الله جل جلاله )) في ألاية ألاولى هنا شخص واحد قرر .
أخرين لديهم من الله عز وجل القدرة (( أو كلفوا من الله جل جلاله )) في ألاية الثانية هنا مجموعة من ألاشخاص قرروا .
الشكر الجزبل
 
السلام عليكم

أنقل لك تفسير النسفي لما طلبت


قال(([color=CC0033]ذكر أولا فأردت لأنه إفساد في الظاهر وهو فعله---وثالثا فأراد ربك لأنه إنعام محض وغير مقدور البشر--وثانيا فأردنا لأنه إفساد من حيث الفعل إنعام من حيث التبديل---

وقال الزجاج"معنى فأردنا فأراد الله عز وجل ومثله في القرآن كثير"[/color]


وقال النسفي----[color=990033]فمعنى فخشينا فعلمنا إن عاش أن يصير سببا لكفر والديه[/color]
 
السلام عليكمم و رحمة الله و بركاته

سأنقل لك ما جاء في " التحرير و التنوير" للفاضل الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله . كما سأنقل ما ذكره في شخص الخضر و ما قيل عنه و ذلك حتى تعم الفائدة .

وإنما لم يقل: فعبتها، ليدل على أن فعله وقع عن قصد وتأمل. وقد تطلق الإرادة على القصد أيضا. وفي اللسان عزو ذلك إلى سيبويه.
وتصرف الخضر في أمر السفينة تصرف برعي المصلحة الخاصة عن إذن من الله بالتصرف في مصالح الضعفاء إذ كان الخضر عالما بحال الملك أو كان الله أعلمه بوجوده حينئذ، فتصرف الخضر قائم مقام تصرف المرء في ماله بإتلاف بعضه لسلامة الباقي. فتصرفه الظاهر إفساد وفي الواقع إصلاح لأنه من ارتكاب أخف الضرين.
وهذا أمر خفي لم يطلع عليه إلا الخضر. فلذلك أنكره موسى.
وأما تصرفه في قتل الغلام فتصرف بوحي من الله جار على قطع فساد خاص علمه الله وأعلم به الخضر بالوحي، فليس من مقام التشريع، وذلك أن الله علم من تركيب عقل الغلام وتفكيره أنه عقل شاذ وفكر منحرف طبع عليه بأسباب معتادة من انحراف طبع وقصور إدراك، وذلك من آثار مفضية إلى تلك النفسية وصاحبها في أنه ينشأ طاغيا كافرا. وأراد الله اللطف بأبويه بحفظ إيمانهما وسلامة العالم من هذا الطاغي لطفا أراده الله خارقا للعادة جاريا على مقتضى سبق علمه، ففي هذا مصلحة للدين بحفظ أتباعه من الكفر، وهو مصلحة خاصة فيها حفظ الدين، ومصلحة عامة لأنه حق لله تعالى فهو كحكم قتل المرتد.
والزكاة: الطهارة، مراعاة لقول موسى " أقتلت نفسا زاكية". والرحم بضم الراء وسكون الحاء: نظير الكثر للكثرة.
والخشية: توقع ذلك لو لم يتدارك بقتله.
وضميرا الجماعة في قوله "فخشينا" وقوله "فأردنا" عائدان إلى المتكلم الواحد بإظهار أنه مشارك لغيره في الفعل. وهذا الاستعمال يكون من التواضع لا من التعاظم لأن المقام مقام الإعلام بأن الله أطلعه على ذلك وأمره فناسبه التواضع فقال " فخشينا.. فأردنا" ، ولم يقل مثله عند ما قال "فأردت أن أعيبها" لأن سبب الإعابة إدراكه لمن له علم بحال تلك الأصقاع. وقد تقدم عند قوله تعالى " قال معاذ الله أن تأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون" في سورة يوسف.
وقرأ الجمهور "أن يبدلهما" بفتح الموحدة وتشديد الدال من التبديل. وقرأه ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بسكون الموحدة وتخفيف الدال من الإبدال.

وأما قضية الجدار فالخضر تصرف في شأنها عن إرادة الله اللطف باليتيمين جزاء لأبيهما على صلاحه. إذ علم الله أن إياهما كان يهمه أمر عيشهما بعده. وكان قد أودع تحت الجدار مالا. ولعله سأل الله أن يلهم ولديه عند بلوغ أشدهما أن يبحثا عن مدفن الكنز تحت الجدار بقصد أو بمصادقة. فلو سقط الجدار قبل بلوغهما لتناولت الأيدي مكانه بالحفر ونحوه فعثر عليه عاثر، فذلك أيضا لطف خارق للعادة. وقد أسند الإرادة في قصة الجدار إلى الله تعالى دون القصتين السابقتين لأن العمل فيهما كان من شأنه أن يسعى إليه كل من يقف على سره لأن فيهما دفع فساد عن الناس بخلاف قصة الجدار فتلك كرامة من الله لأبي الغلامين.
وقوله " رحمة من ربك وما فعلته عن أمري" تصريح بما يزيل إنكار موسى عليه تصرفاته هذه بأنها رحمة ومصلحة فلا إنكار فيها بعد معرفة تأويلها.
ثم زاد بأنه فعلها عن وحي من الله لأنه لما قال " وما فعلته عن أمري" علم موسى أن ذلك بأمر من الله تعالى لأن النبي إنما يتصرف عن اجتهاد أو عن وحي، فلما نفى أن يكون فعله ذلك عن أمر نفسه تعين أنه عن أمر الله تعالى. وإنما أوثر نفي كون فعله عن أمر نفسه على أن يقول: وفعلته عن أمر ربي، تكملة لكشف حيرة موسى وإنكاره، لأنه لما أنكر عليه فعلاته الثلاث كان يؤيد إنكاره بما يقتضي أنه تصرف عن خطأ.
وانتصب " رحمة " على المفعول لأجله فينازعه كل من أردت، وأردنا، وأراد ربك .
وجملة "ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا" فذلكة للجمل التي قبلها ابتداء من قوله "أما السفينة فكانت لمساكين" ، فالإشارة بذلك إلى المذكور في الكلام السابق وهو تلخيص للمقصود كحوصلة المدرس في آخر درسه.
و"تسطع" مضارع " اسطاع" بمعنى "استطاع ". حذف تاء الاستفعال تخفيفا لقربها من مخرج الطاء. والمخالفة بينه وبين قوله " سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا" للتفنن تجنبا لإعادة لفظ بعينه مع وجود مرادفه. وابتدئ بأشهرهما استعمالا وجيء بالثانية بالفعل المخفف لأن التخفيف أولى به لأنه إذا كرر "تستطع" يحصل من تكريره ثقل.
وأكد الموصول الأول الواقع في قوله "سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا" تأكيدا للتعريض باللوم على عدم الصبر.


واعلم أن قصة موسى والخضر قد اتخذتها طوائف من أهل النحل الإسلامية أصلا بنوا عليه قواعد موهومة.
فأول ما أسوه منها أن الخضر لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا، وأن العلم الذي أوتيه ليس وحيا ولكنه إلهام، وأن تصرفه الذي تصرفه في الموجودات أصل لإثبات العلوم الباطنية، وأن الخضر منحه الله البقاء إلى انتهاء مدة الدنيا ليكون مرجعا لتلقي العلوم الباطنية، وأنه يظهر لأهل المراتب العليا من الأولياء فيفيدهم من علمه ما هم أهل لتلقيه.
وبنوا على ذلك أن الإلهام ضرب من ضروب الوحي، وسموه الوحي الإلهامي، وأنه يجيء على لسان ملك الإلهام، وقد فصله الشيخ محيي الدين ابن العربي في الباب الخامس والثمانين من كتابه الفتوحات المكية ، وبين الفرق بينه وبين وحي الأنبياء بفروق وعلامات ذكرها منشورة في الأبواب الثالث والسبعين، والثامن والستين بعد المائتين، والرابع والستين بعد ثلاثمائة، وجزم بأن هذا الوحي الإلهامي لا يكون مخالفا للشريعة، وأطال في ذلك، ولا يخلو ما قاله من غموض ورموز. وقد انتصب علماء الكلام وأصول الفقه لإبطال أن يكون ما يسمى بالإلهام حجة. وعرفوه بأنه إيقاع شيء في القلب يثلج له الصدر، وأبطلوا كونه حجة لعدم الثقة بخواطر من ليس معصوما ولتفاوت مراتب الكشف عندهم. وقد تعرض لها النسفي في عقائده، وكل ما قاله النسفي في ذلك حق، ولا يقام التشريع على أصول موهومة لا تنضبط.
والأظهر أن الخضر نبي عليه السلام وأنه كان موحى إليه بما أوحي، لقوله " وما فعلته عن أمري"، وأنه قد انقضى خبره بعد تلك الأحوال التي قصت في هذه السورة، وأنه قد لحقه الموت الذي يلحق البشر في أقصى غاية من الأجل يمكن أن تفرض، وأن يحمل ما يعزى إليه من بعض الصوفية الموسومين بالصدق أنه محوك على نسج الرمز المعتاد لديهم، أو على غشاوة الخيال التي قد تخيم عليهم.
فكونوا على حذر، ممن يقول: أخبرني الخضر.
اهـ .

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
 
و هذا تأويل آخر

و هذا تأويل آخر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري ما يلي :

قوله تعالى " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها ..." قاله الخضر في خرق السفينة .
وقال في قتل الغلام " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه "
وفي إقامة جدار اليتيمين " فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما "

لأن الأول في الظاهر إفساد محض , فاسنده إلى نفسه .
و في الــثــالـــث إنعام محض , فأسنده إلى ربه تعالى .
و في الـــثــاني إفساد من حيث القتل و إنعام من حيث التبديل , فأسنده إلى ربه و نفسه , كذا قيل في الأخيرة .

ثم أضاف المؤلف :

و الأوجه فيه ما قيل : إنه عبر عن نفسه فيه بلفظ الجمع تنبيها على أنه من العظام في علوم الحكمة , فلم يقدم على القتل إلا لحكمة عالية .

اهــ .
 
أبا زينب


التأويل الذي نقلته أنا عن النسفي والذي نقلته أنت عن الأنصاري خرجا من مشكاة واحدة والله أعلم


وهو تأويل أرضاه
 
عودة
أعلى