بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
سورة الفرقان, الآية 45:
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا
سورة الفرقان, الآية 46:
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
سبحان الله تعالوا أخواتي نتأمل نور الشمس والظلال.
عند الصباح تنطلق أشعة الشمس على الأشياء وتكون الشمس في مستوى منخفض ونور ضعيف فيكون ما خلفها ظل طويل وكلما ارتفعت الشمس وقوى نورها قصر الظل حتى اذا كانت الشمس في وسط السماء وأعلى نقطة فيها وقوة نورها هي الأعلى اختفت الظلال
والظلال مخفيه خلف الأشياء والناظر للشيء من جهة الشمس لا يرى ما وراءها شيء مختبئ.
ثم اذا اذا نزلت الشمس جهة الغروب وتناقص ضوءها ونقصت منزلتها وعلوها بدأ الظل يظهر من خلفها مرة أخرى ويتزايد كلما نزلت الشمس عن منزلتها وخفت نورها
سورة النحل, الآية 48:
أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون
هذه الآية تبين أن نقطة الانطلاق للظل واحدة وهي تبدأ من الشيء بمعنى الشيء هو نقطة البداية ثم تزداد من الجهتين الشرق والغرب
واليمين هو في القرآن ذكرت لأصحاب اليمين أصحاب الايمان والتقوى وهم قلة والشمائل هي الظلال متحركة تزيد وتنقص هي الظلمات في نفس الانسان مخفية تزيد وتنقص بحسب نور الذكر كلما قوي نور الذكر وارتفع كلما تناقص الظل وكلما قل نور الذكر وانخفض كلما زادت الظلمات
سورة الإنسان, الآية 14:
ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا
الظلال هي منطقة راحة من شدة نور الشمس تختبيء تحتها للراحة والاستجمام
وكذلك من يرتاح من الذكر ويقل ويتركه يظن أنه مرتاح ولكنه في الواقع يعيش تحت الظلمات .
في الجنة من نعيمها ظلالها لأن الجنة هي منطقة الراحة والاستجمام الخالد الأبدي
قد تكون حياة الذكر شاقة ومتعبة كنور الشمس كلما ارتفعت اتعبك نوها وحرها وقد تحدثك نفسك بالراحة تحت الظل ولكن انتبه!
الذكر ينير قلبك وحياتك مهما اتعبك ذلك والاعراض انه يتعبك ويدخلك في الظلمات مهما ظننت أن مرتاح ففي الواقع أنت في ضنك ولا تشعر ولا تعلم.
سورة الحديد, الآية 9:
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم
سورة طه, الآية 124:
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
فاجعلي نور الذكر عليك كالسراج المنير في أعلى نقطة يعينك الله على وصولها ولا تتنازلي عن تلك النقطة
مهما أتعبك حرها وكربها وتعرقها ومشاقها فذلك أفضل لك من أن تكوني في ظلال مخفية في نفسك لا تعلمين ولا تشعرين بوجودها ولا يراها عليك غيرك .
فتتوهين وتحسبين أنك تحسنين صنعا.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك