الصرح
الصرح : بناء يستخدم فيه وسائل وتقنيات مادية ملموسة ومحسوسة للهداية و للإبانة ولإظهار ولكشف شيء موجود وغير محسوس [أ] ومستور ومكتوم ومخبأ ومخفي.
n إما بالرؤية من خلاله كصرح نبي الله سليمان عليه السلام لكشف ما كانت بلقيس [ب] تبحث عنه من إجابات وتساؤلات مخفية [ج] فشاهدت في الصرح الممرد من قوارير إجاباتها بصور تفاعلية تقربها من الصورة الحقيقية.
n وإما بالصعود عليه ( كصرح فرعون المزعوم[د] ) لرؤية ما فوقه إذا أُستشكل والتبس وأبهمت الرؤية أسفل منه
تفسير الآيات لاستخراج معنى الصرح منها
أولا : صرح سليمان عليه السلام [ه]
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿النمل: ٤٤﴾
أولا علينا التذكير أن المحور الذي يدور القرآن الكريم في فلكه ( قضية توحيد الله عز وجل وعدم الشرك به ) وهذه الرسالة الأساس التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل فنظرة القرآن الكريم إلى الأمور جميعها وفي سرد القصص ( التوحيد ) فهو يؤكد على هذه القضية في كل آياته وسوره دون الخوض في التفاصيل الثانوية للقصة. وقضية ملكة سبأ والصرح يراد بها أنه كيف أزيلت الغمة واللبس في فهم وتصور الملكة بواسطة الصرح فآمنت واستسلمت لله رب العالمين حتى أنه لم يذكر اسمها فالعلم به لا ينفع والجهل به لا يضر .
ولم الصرح أخذ هذا الإهتمام والمقام تحديدا لأن الله عز وجل يؤيد الرسل بالآيات التي تكون من جنس ما برع به أهل زمانه وعصره فاستخدم نبي الله سليمان عليه السلام الصرح والبناء تحديدا لأنه من جنس ما برع به أهل سبأ بالبنيان والعمران كعمران القصور والسدود المائية فالصرح لن يكون صرحا عاديا بل صرحا فوق العادة والطبيعة والقدرات البشرية إلى آخر الزمان ( فهو آية من آيات نبي الله سليمان عليه السلام ) .
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿ص: ٣٥﴾
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ها هي ملكة سبأ وصلت إلى مكان وجود الملك نبي الله سليمان عليه السلام ووقفت على بابه تنتظر أوامر الملك لها التي جاءته صاغرة مستسلمة
قيل لها (من مجهول من حاشية نبي الله سليمان عليه السلام وقد يكون مسؤول عن المراسم الملكية لنبي الله ) فنبي الله سليمان عليه السلام لم يكن لغاية اللحظة من ضمن مستقبلي ملكة سبأ فهو ( الملك الأقوى والأعلى مكانة ) الذي طلب من الملكة وحاشيتها
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ [و]﴿٢٩﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾ ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾ النمل
فلا بد أن نبي الله عليه السلام كان ينتظرها داخل الصرح على عرشه لتقدم له فروض الولاء والطاعة وهذه عادة الملوك في عصره وهو الملك العظيم الذي يؤوب إليه الملوك وملأه من الجن والإنس والطير والوحش أليس هو من تفقد الطير
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿النمل: ٢٠﴾
فإلى هنا نستدل بعض وظائف الصرح ( قبل الدخول )أنه بيت العرش لأن سليمان عليه السلام استقبل ملكة سبأ فيه ففيه تتجلى عظمة ملكه كله فهو مرآة ملكه وعظمته .
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ إذا فصرح نبي الله سليمان عليه السلام ليس مصمتا ( بل مجوفا ) فيه قاعة العرش الذي عليه يحكم على زمام الأمر في مملكته
فَلَمَّا رَأَتْهُ من الداخل حَسِبَتْهُ لُجَّةً فهو ليس لجه بل يشبه اللجة وال لجة تشير إلى أن أرضيته ( ليست ساكنة) بل متحركة باضطراب وبصخب وهيجان بين صعود وهبوط كالحركة الموجية للماء [ز] لأنها وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا .
فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا هذه الجزئية من الآية تكشف رد الفعل المنعكس اللإرادي لملكة سبأ حال رؤيتها الصرح من الداخل [ح] فقد أصابتها الرهبة و الخوف والفزع بداية ... ولكنه جاءها الأمان من الملك النبي عليه السلام أنه ليس على الحقيقة بل أنه صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ فامشي عليه ولا تخافي .
وبدهيا من يريد أن يسير على لجة ماء يكشف (يشمر) عن ساقيه لكي لا يبلل الجزء السفلي من ثوبه إن كان طويلا يكاد أن يلامس هذه اللجة أو الماء وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على طول الثوب التي كانت تلبسه وأنه كان ملامسا للأرض أو قريبا منه وكان من عادة الملوك قديما إرتداء ملابس طويلة يجرها خلفه خيلاء وبطر فكيف وإذا كانت إمرأة ملكة .
والقرآن الكريم لم يحدد ماهية وطبيعة مادة اللجة أهي ماء أم شيء آخر فباب الإحتمالات قائم إلى أن يقع أحدهم على دليل قاطع ينفي ويبطل باقي الإحتمالات ولكن القرآن الكريم ما ذكر اللجة إلا مع الماء والعتو والطغيان ولا أعتقد أن العتو والطغيان كانا جزءا من بناء الصرح فيبقى الماء كاحتمال باقٍ ووحيد لأن القرآن يستخدم المفدرة ذات المعنى المعين في كل آياته وما زلت في موضع الشك هل استخدم الماء على الحقيقة كعنصر بناء مع القوارير الممردة لصنع اللجة أم استخدمت القوارير الممرد فقط لصنع اللجة ( الله أعلم ) وسأوضح الإحتمالين إن شاء الله عز وجل لاحقا.
قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ فصرح نبي الله سليمان عليه السلام ممرد [ط] أي مصقول أملس وخال من الشوائب ( شفاف ) إلى درجة وضوح الرؤية التامة من خلاله ( لا يحجب شيئا من الضوء ) ، وللصقل أنواع إما أن يكون صقلا لوجه واحد كالألواح الزجاجية للنوافذ وإما صقلا من عدة جوانب فينتج عنها ما يسمى البلورة الكريستالية بزوايا معينة وإما صقلا مقعرا للداخل أو الخارج فينتج عنها ما يسمى بالعدسات أو أنه استخدم فيه كافة الأنواع ومما يشير على أن الصقل لم يكن مستويا بل كان منحيا على شكل عدسات أو بلورات كريستالية ( أنها من قوارير ) التي يكون فيها تعرجات وانحناءات أنه يمكن تجميع الضوء من خلالها في نقاط ضوئية معينة لتشكيل صور معينة وهذا معنىً من معاني القوارير [ي]
مِّن قَوَارِيرَ فالمعنى السابق للقوارير معنى استنتاجي ومن معاني القوارير الممردة أي أنها ( تكون شفافة لما خلفها منحنية تستقر بداخلها الموائع ولاتتحرك ) فالقارورة من معانيها مكان ثبوت وعدم حركة الموائع [ك] فيبقى فيها غير متحرك.
بناء الصرح من قوارير ممردة
الإحتمال الأول
مِّن قَوَارِيرَ دليل على أنه تم استخدام أكثر من قارورة ( عدة قطع ) في بناء الصرح وهو على ما أعتقد أشبه بطبقات مختلفة المناسيب والإرتفاعات ينساب الماء عليها فيستقر للحظة على إحداها حتى تمتلئ ويفيض الزائد منها لينتقل إلى الأخفض منها تارة وتارة للأعلى لكي يتحرك الماء بينها بين انخفاض وارتفاع .
ويبدوا أن الصرح إن كان مبنيا بهذه الكيفية مكون من أكثر من طبقة ممردة
· طبقة مستوية ممردة للسير عليها ( دليل أنها كشفت عن ساقيها )
· طبقات أخرى من القوارير الممردة أسفل من الطبقة السطحية مموجة لحركة الماء عليها لكي يظهر الماء أنه يتحرك عليها حركة موجية مضطربة ( تصنيع أمواج مضطربة بصخب وهيجان " لجي " )
ويظهر والله أعلم أن الماء يتحرك و ينساب و يجري على القوارير الممردة على الحقيقة وليس خيالا فالذي يمشي على سطح القوارير الممردة على الطبقة الممردة المستوية السطحية يظن من نقائها وصفائها أنه يمشي على الماء اللجي مباشرة .
ولا بد في هذه الحالة أن يكون هناك ما يدفع ويحرك الماء بسرعات مختلفة لكي يظهر الماء وكأنه يتحرك على الحقيقة في الطبقة السفلى ويكون ذلك إما أن يكون الصرح مبني على نهر جار مضطرب أو قريب جدا منه باستخدام قنوات مائية إعتمادا على الحركة الإنسيابية ( يتحرك الماء من المنطقة الأعلى ضغطا إلى الأخفض ) [ل] أو بواسطة مضخات وآلات
الإحتمال الثاني
أو أن البناء من قوارير استخدمت فيه هندسة الضوء الذي لا ماء فيه البتة فيظهر وكأن الضوء عندما يمر من خلالها بانعكاساته وإنكساراته وتداخلاته وحيوده فيظهر بألوان مختلفة وكأنه الماء يجري من خلاله ( استخدام الزجاج لتكوين صور خيالية غير حقيقية متحركة) وذلك إعتمادا على فنية وحرفية تصنيعه (من تكور وتقعر وتكوين بلورات صغيرة أو كبيرة في داخله إعتمادا على سرعة التبريد أو المواد الشائبة التي تتخلله أو فنية تصنيع الزجاج) . .
فجدران الصرح الممرد من قوارير لا يسمح لمن كان خارجه الكشف عما في داخله ورؤيته كم بينا واسلفنا سابقا، فبلقيس لم ترى وهي بالخارج اللجة ولكن رأتها وهي في داخل الصرح فقد تكون جدران الصرح معتمة وقد تكون أحادية إتجاه الرؤية ( الداخل يشاهد الخراج وليس العكس وهذا نوع آخر من القوارير ) ، ومن خلال هذا التصور نرى أنه تم وصف أرضية قاعة الصرح وجدران الصرح ولم يتطرق نهائيا إلى سقفه ولا يمنع أن يكون سقف الصرح من عدسات محدبة لتجمع الضوء و الحرارة صيفا وعدسات مقعرة لتفريق الضوء والحرارة شتاءا أو من بلورات كريستالية للإضاءة بأنوار مختلفة تشبه القبة السماوية أو استخدمت فيه العدسات لرؤية قبة السماء وأجرامها ماخفي منها واسستر ( وهو من وظائف الصرح ) أو من كل ذلك فالصرح كما قلنا وأسلفنا سابقا آية من آيات سليمان عليه السلام ولم لا يكون أعظم من ذلك .
مقارنة ومقاربة
فبلقيس ملكة سبأ عندما دخلت الصرح إلى قاعة كبيرة أرضها من قوارير ممردة وأغلب الظن أن عرش نبي الله سليمان عليه السلام [م] " كرسي الملك " [ن] كان في مواجهتها يجلس عليه وكأنه على الماء وكان الهدف من ذلك خلب لب الملكة العظيمة [س] بالصرح ومقتنياته لتتصاغر عظمتها وعظمة ملكها بجانب عظمة ملك نبي الله سليمان عليه السلام [ع] الذي آتاه إياه الله عز وجل ويجيب أيضا ضمنيا عن أحد تساؤلات الملكة التي تختلج فؤادها ولابد أن نبي الله عز وجل في ذلك الموقف نسب فضل ذلك كله لله عز وجل وحده وإلا لماذا قالت فورا ﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فاستخدام الصرح بالتقنية الموجودة كان فيه إجابة على تساؤلات واستفسارات تتقلب في صدرها.
المتأمل في قصة نبي الله سليمان والهدهد وملكة سبأ يجد أن هناك إشارات عدة للعرش
- إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ النمل
- اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿٢٦﴾ النمل
- قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾النمل
- قَالَ نَكِّرُوا [ف] لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾النمل
وتعقيبا على الآيات ( 41 – 42 ) النمل لم كان تنكير عرش بلقيس
فبعد أن حدث التنكير لعرش الملكة بلقيس بناءا على طلب نبي الله عليه السلام قبل أن تصل إلى عاصمته ثم وصولها إلى عرين ممكلة نبي الله سليمان عليه السلام سئلت من ( مجهول ) أحد رعايا نبي الله سليمان عليه السلام أهكذا عرشك ؟
فعندما شاهدته
- وجدت في العرش المعروض أمورا تعرفها فلم تنفي معرفته
- ووجدت في العرش المعروض أمورا لا تعرفها فلم تثبت معرفته
فجمعت في إجابتها الإحتمالين بين المعروف ( ماتعرف منه ) والمنكر ( ما تنكر منه ) فقالت ( كأنه هو ) فاهتدت إلى الحلق وكأن النجاح في هذا الأختبار سيقودها إلى المرحلة الثانية وهو دخول الصرح فلدخول الصرح لا بد لها أن تهتدي للإجابة الحق (أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ) لأنها لو لم تهتدي إلى الإجابة الحق فلن تهتدي إلى الله عز وجل الحق الذي سوف ترى آياته داخل الصرح التي تهدي وتُدِلُ على الله عز وجل وحده.
وقد تبادر إلى ذهني عرش سليمان عليه السلام وعرش الرحمن [ص] وعرش إبليس وكلها على الماء
- عرش سليمان عليه السلام فقد تكلمنا عنه وقد يكون أنه استمد تقنية بناء عرشه من عرش إبليس فقد سخر الله عز وجل لنبي الله سليمان عليه السلام عفاريت من الجن والشياطين
﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴿٣٦﴾ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴿٣٧﴾ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٣٨﴾ هَـٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٩﴾ص
- عرش الرحمن [ق] ، فهذا العرش العظيم الذي يحوي في جوفه كل الخلق من السماوات والأرض والجنة والنار يطفو على الماء ... والله أعلم [ر]
- عرش إبليس : وكذلك عرش إبليس لعنه الله موجود على الماء . [ش]
ثانيا : صرح فرعون
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿القصص: ٣٨﴾
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ غافر
قبل أن نشرع بتفسير الآيتين سأطرح سؤالا
هل فرعون بنى هذا الصرح ؟ أم كان طلبه فيه نوع من الإستهزاء والسخرية والتهكم بموسى وهارون عليهما السلام ولخداع المستمعين والتدليس عليهم وتضليلهم؟
الجواب لا أعتقد أنه بناه ولم يشرع به أساسا حيث أن هذا كان أحد أساليبه التي برع بها في المراوغة والإلتفاف على الآيات التي جاء بها نبيا الله موسى وهارون عليهما السلام .
- فهو من شق أراد أن يقلل من شأن الآيات التي جاء بها موسى وهارون عليهما السلام وعظمتها ( إمتصاص صدمة الناس )
- ومن شق آخر أراد أن يستهزئ بنبيي الله عليهما السلام ليقلل من شأنهما في نظر الملأ و الجمهور الحاضر الذي كان متواجدا
- ومن شق آخر أراد أن يشرك حاشيته ورعيته ( الملأ ) معه في الهجوم على أصحاب الرسالة وآياتهما ، إستخفافا بهم لخداعهم وإيهامهم بانهم أصحاب قضية وأن عليهم مواجهة عدوهم الذي جاء يحارب معتقداتهم وآلهتهم التي كانوا يعبدون [ت] [ث]
§ ﴿قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ [خ] ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾الشعراء
§ [ذ]﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٩﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ [ض] [غ] ﴿١١٠﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿١١١﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿١١٢﴾الأعراف
- ومن شق آخر أراد أم يكذب دعوى نبيا الله موسى وهارون عليهما السلام وأنهم يعبدون إلها مخفيا ومستترا لا يرى فهو غير موجود .
عودة لتفسير الآيات
فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ
الوقود : أي مادة تحترق فينشب منها نارا
أوقد : ( الإشعال والإضرام بواسطة مادة تحترق وينشب منها النار فتؤججها على الحقيقة مثل أوقد نارا بالحطب أو أي من مشتقات النفط وعلى المجاز أوقد حربا بواسطة الدسيسة والوقيعة بين طرفين ، أوقد فتنة بسبب الكذب )
هامان [ظ] : مسؤول البناء ومسؤول عن ملف بني إسرائيل عند فرعون فهامان [أأ] صفة لشخص محدد تجمع في جعبتها عدة مهام يقوم بها شخص معين عند فرعون .
الطين : التراب إذا مزج بالماء فيصبح سهل التشكل بالماء بالهيئة المطلوبة
فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ
فَأَوْقِدْ : أي أشعل نارا ( باستخدام مواد قابلة للإشتعال من خشب وفحم وزيوت... ) ( بمعنى إحرق الطين لتحويله إلى طوب ) إلى درجة ( عدم تحويله لزجاج ) فالطين هنا لا يصبح نارا يشتعل كالزجاج المصهور المشتعل ولكنه يجفف بالحرارة العالية
ولو وضعت النار أسفل الطين لتحول الطين إلى زجاج لشدة النار ولذلك قال فرعون "فأوقد لي يا هامان على الطين " أي فوقه لتحميص الطوب وتجفيفه [بب] وليس إشعاله [جج] .
عودة (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) ولنرسم الصورة كاملة ( صنع الطوب الحراري )
مراحل صنع طوب الطفلة ( القرميد ) ( الطوب المعالج حراريا ) ( الخزف و الفخار الحراري)( الحجارة التي تشبه حجارة الأهرامات ) :
1- تصنع الطينة من الصلصال والرمل والماء وقليل من القش والتبن ( العجينة )
2- تشكيل الطينة بالهيئة والحجم المطلوب
3- تجفيف الطين المشكل بالشمس لمدة تقريبا 10 أيام
4- حرق الطين المجفف ( تسوية الطين المجفف ) زيادة في التجفيف والتحميص
5- فيتحول الطين المجفف ( المحمص ) إلى طوب صلب وصلد ويصبح لونه مائلا إلى الحمرة صالحا للبناء.
فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ = ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ
أي إجعل لي يا هامان من الطين المجفف الذي تم إحراقه وتحويله إلى طوب صرحا عاليا لأبلغ (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ ) وأطلع على إله موسى المستتر الذي لا يمكن رؤيته ( الغاية و الهدف من الصرح ).
أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ = فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَى
الإطلاع :الكشف عن شيء مستور ومكتوم ومخبأ ومخفي
وهذه العبارة بحد ذاتها تشير إلى أن فرعون يريد إلها ظاهرا أمام عينيه وليس مستترا ومخفيا
ولا بد أنه في سياق الحوار الذي كان في قصر فرعون بحضور ملئه وجنده وحشمه أنهم تطرقوا إلى :
أين مكان الله عز وجل فكان جواب موسى وهارون عليهما السلام أنه في السماء
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿الأنعام: ١٠٣﴾
فأراد فرعون أن يستهزئ بموسى وهارون عليهما السلام من هذا الباب ويجعلها حجة أمام رعيته بكذبهما.
ولسان حال فرعون وملأه كحال من عاصروهم في زمنهم ( من بني إسرائيل )
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّـهَ جَهْرَةً ... ﴿البقرة: ٥٥﴾
وقد بينا سابقا أن فرعون أراد الإستهزاء والسخرية والتهكم بموسى وهارون عليهما السلام ولخداع المستمعين والتدليس عليهم وتضليلهم
ما بين الطين والطوب والزجاج
الطين يتشكل ويعالج بالحرق ( التجفيف شديد الحرارة ) فيصبح طوبا فيتصلب ويتصلد فيصبح ( الآجر : قوالب اللبن المحروق ) فيأخذ شكله وصلابته ولونه الأحمر ( كلون الفخار الأحمر )
بينما لو زادت الحرارة إلى درجة معينة فإن هذا الطوب يتبلور ويصبح زجاجا
الطين ( يتشكل بالماء ) + حرارة Ù طوب صلب + حرارة Ùزجاج ( لين سهل التشكل ) الزجاج المصهور سهل التشكل بالنار [دد] فيصبح كعجينة الطين .
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] أشبه بالوسيلة متعددة الوسائط البصرية - السمعية التفاعلية Multimedia حيث يمكنها من توظيف الإمكانات التقنية في رسم الحقيقة أو الفكرة أو الشيء المجهول لكي يمكن إدراكها حسيا وتقريبها إلى الأذهان وفهم وقدرات الشخص الفكرية ومداركه العقلية (لتعذر أو استحالة الوصول إليها)
حيث لا ينفع الصرح مع من وسائله الإدراكية الحسية معطلة كالسمع و البصر أو أن مجال ترددات الطيف الكهرومغناطيسي والأمواج الصوتية له لا تقع ضمن نطاق ترددات الصرح .
[ب] هذا الإسم لم يرد صراحة في القرآن الكريم
[ج] كانت تبحث عن إجابات حول الله عز وجل الذي يؤمن به نبي الله سليمان عليه السلام ودعاها إلى دخول دين جديد باسمه وعن ماهية إلهها الشمس الذي كانت تعبده .
[د] سنشير لاحقا أنه لم يبنه أساسا .
[ه] في التوراة المحرفة جاء ذكر الصرح باسم البيت دون تعليق أو تعقيب عن طبيعته ولماذا بناه ولكن سياق الكلام أن البيت كان أحد أسباب هدايتها إلى الحق
الملوك الأول 10 – 4 " فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه "
الملوك الأول 10 –5 " وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ، وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ، وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ، وَسُقَاتَهُ، وَمُحْرَقَاتِهِ الَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ."
الملوك الأول 10 – 6 " فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحًا كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ"
الملوك الأول 10 –7 " وَلَمْ أُصَدِّقِ الأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحًا عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ".
الملوك الأول 10 –8 " طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا السَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ."
الملوك الأول 10 –9 " لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَبِرًّا".
[و] ما هو الكريم في هذه الرسالة التي تتنفس عظمة وشموخا وعزا وأنفة
الكريم : من كل شيء أحسنه وأجوده وأشرفه وأنفسه عما دونه من نفس النوع وهي صفة لما قبلها ومشتركة لعدد من الأشياء ( تفوقه على أقرانه ونظرائه وأترابه وأشباهه ).
[ز] أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴿النور: ٤٠﴾
البحر اللجي لا يمكن من خلاله أن يمر الضوء إلى الطبقات السفلى لأن هيجان واضطراب الماء يؤدي إلى تشتت الضوء وتبعثره فلا ينكسر على شكل حزم ضوئية داخل الماء فتزداد ظلمة البحر وقت اللجة ومن المعروف علميا أن طبقات الماء في البحر ليست متجانسة تركيبيا أو ثابتة حركيا وبسبب عدم التجانس وعدم الثبوت في الحركة تتكون طبقات فوق بعضها البعض غير متجانسة في الكثافة الضوئية تزداد ظلمة إلى درجة إنعدام الضوء الذي هو سبب الرؤية
[ح] هي استجابة فورية لمحفز ما على شكل حركة لا إرادية وهذه الإستجابة ليست خاصة بملكة سبأ بل حباها الله لكل الناس وهي من أساليب مواجهة الخطر بالعضو الأقرب له وقد كان ذلك بالكشف عن ساقيها دليل على أن المحفز ( اللجة الوهمية ) أول ما ستصيب ساقيها فلم ترفع يديها ولم تغمض عينيها ولكنها كشفت عن ساقيها وهذا دليل على أن اللجة في أرضية قاعة العرش وليست في سقفه أو جوانبه.
[ط]
- مردوا على النفاق : هم منافقين أمام عينك ولا تستطيع تمييزهم ، فانت تراهم مؤمنين ( من شدة إتقانهم للنفاق )
- الشيطان المارد : الشيطان السماوي الذي يسترق السمع وأخبار السماء والذي لاتستطيع رؤيته ولو كان أمامك
- الشيطان المريد : الشيطان الأرضي الذي يُعبد ولو أتباع والذي لاتستطيع رؤيته ولو كان أمامك ، فقد يكون الشيطان المريد ماردا ولكن ليس كل شيطان مارد مريد ،
- إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿النساء: ١١٧﴾
فالمشركون عندما يسجدون للأصنام والأوثان فهم يسجدون للشيطان المريد الذي يكون أمام الأوثان والأصنام ( ولا يرى ).
[ي] فالقوارير بهذا المعنى ما هي إلا عدسات وبلورات كريستالية تعمل على تجميع الضوء في مكان محدد ( تجعله مستقرا فيه ) لتكوين صور معينة في أماكن معينة .وقد تتداخل هذه الصور عند حركة العدسة والبلورات الكريستالية لتكوين صور متحركة وهمية وكأنها حقيقية
[ك]
أولا : الموائع : أي مادة قابلة للانسياب كالسوائل والغازات
ثانيا : المجرات بعظمتها وكبرها إلا أنها تتحرك حركة كلية كالموائع في الكون الشاسع الوسع والكبر ( كحركة الماء ) نحو مستقر لها .
[ل] لمعرفة المزيد عن حركة السوائل خاصة والموائع عامة ابحث في ميكانيكا الموائع عن قاعدة باسكال ومبدأ برنولي
[م] جاء في (الملوك الأول – 10 )
1 وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ.
4 فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ،
6 فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «صَحِيحًا كَانَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ.
7 وَلَمْ أُصَدِّقِ الأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحًا عَلَى الْخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ.إنتهى الإقتباس
فهل كانت إجابات هذه المسائل بالصرح الممرد من قوارير عندما أبصرتها بعينيها ( الله أعلم )
[ن] جاء وصف هذا الكرسي في التوراة المحرفة ( وأذكرالوصف هنا ليس كدليل صحيح وإنما أريد أن أستأنس به للإشارة إلى عظمة بناء الصرح وعظمة مقتنياته علما أن العلم به لا ينفع والجهل به لا يضر )
جاء في الملوك الأول - الإصحاح - 10
18 وَعَمِلَ الْمَلِكُ كُرْسِيًّا عَظِيمًا مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ.
19 وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ الْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ الْيَدَيْنِ.
20 وَاثْنَا عَشَرَ أَسَدًا وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى الدَّرَجَاتِ السِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ الْمَمَالِكِ.
[س] فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿النمل: ٣٦﴾
[ع] قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿ص: ٣٥﴾
[ف] تبديل وتغيير وإخفاء المعروف والمعلوم لها و( الذي يتصف بالحسن ) ( بشيء سيء مبالغ فيه إلى حدوده القصوى )
[ص] ( للتذكير ليس دليلا وإنما مقاربة لوصف عرش الله الذي جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي 4 - 6 وعرش سليمان عليه السلام )
حيث جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي 4 - 6 "وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ" وقد بينا ماهية العرش في بحوث سابقة منفصلة استنادا لما جاء في كتابنا القرآن الكريم ومن خلاله يتضح الفرق وموضع الخلاف مع كتب أهل الكتاب المحرفة من خلال النص .
[ق] راجع الأبحاث التالية ( العرش / السماء بمعنى السمو والعلو / الإستواء )
[ر] عرش الله عز وجل على الماء وليس على زجاج شبه البلور وليس بهذه الهيئة والكيفية .
- وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿هود: ٧﴾
- الجامع الصغير وزيادته (ص: 861)
"كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة و عرشه على الماء"( صحيح )
- الجامع الصغير وزيادته (ص: 405)
"إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض ؟ فإنه لم يغض ما في يمينه و عرشه على الماء و بيده الأخرى القبض يرفع و يخفض" ( صحيح )
[ش]
- الجامع الصغير وزيادته (ص: 241)
"إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا و كذا فيقول : ما صنعت شيئا و يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه و بين أهله فيدنيه منه و يقول : نعم أنت !" ( صحيح )
- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 779)
"إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه، فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة".أخرجه مسلم.
- الجمع بين الصحيحين (2/ 386)
عن أبي نضرة عن جابر قال: لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صياد ومعه أبو بكر وعمر، وابن صياد مع الغلمان. نحو حديث قبله، فيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله. ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ترى عرش إبليس على البحر " قال: " وما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكاذبا، وكاذبين وصادقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لبس عليه، دعوه ".( صحيح )
[ت] وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي ... ﴿القصص: ٣٨﴾
[ث] فرعون رسول عابر للزمن لفراعنة هذا الزمان
[خ] هنا يظهر كيف أراد فرعون إشراك الملأ من رعيته في محاربة موسى وهارون عليهما السلام
[ذ] ( سنجمع بين الآيات ( 34-37) الشعراء و ( 109-112)الأعراف
لو تصورنا قاعة ملك فرعون ومن حوله فرعون والملأ وموسى وهارون عليهما السلام وتصورنا الأحداث التي كانت آنذاك لرأينا أن فرعون ( الملك ) سيتكلم بداية ويقول (إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ"من سورة الشعراء" ) فيجيب الملأ من حوله (إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ "من سورة الأعراف") فيعيد فرعون سؤاله (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "من سورة الأعراف" )
[ض] ( فماذا تأمرون ) هذا سؤال فرعون
[غ] هنا يظهر كيف أراد فرعون إشراك الملأ من رعيته في محاربة موسى وهارون عليهما السلام بتكرار طلبه لهم .
[ظ] ذكر موريس بوكاي ما نصه " يذكر القرآن الكريم شخصاً باسم هامان هو من حاشية فرعون، وقد طلب إليه هذا الأخير أن يبني صرحاً عالياً يسمح له، كما يقول ساخراً من موسى، أن يبلغ رب عقيدته. وأردت أن أعرف إن كان هذا الاسم يتصل باسم هيروغليفي من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من وثائق العصر الفرعوني، ولم أكن لأرضى بإجابة عن ذلك إلا إذا كان مصدرها رجلاً حجة فيما يخص اللغة الهيروغليفية وهو يعرف اللغة العربية الفصحى بشكل جيد، فطرحت السؤال على عالم المصريات وهو فرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً. لقد كتبت أمامه اسم العلم العربي (أي هامان) ولكنني أحجمت عن إخبار مخاطبي بحقيقة النص المعني واكتفيت بإخباره أن هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن السابع الميلادي. كان جوابه الأول أن هذا الأصل مستحيل، لأنه لا يمكن وجود نص يحتوي على اسم علم من اللغة الهيروغليفية وله جرس هيروغليفي ويعود إلى القرن السابع الميلادي وهو غير معروف لحد الآن والسبب أن اللغة الهيروغليفية نسيت منذ زمن بعيد جداً. بيد أنه نصحني بمراجعة كتاب "معجم أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة" للمؤلف هرمان رانك ( Dictionary of Personal names of the New kingdom, by Hermann Ranke ) والبحث فيه إن كان هذا الاسم الذي يمثل عندي الهيروغليفية موجوداً فيه حقاً. لقد كان يُفترض ذلك، وعند البحث وجدته مسطوراً في هذا المعجم تماماً كما توقعته، ويا للمفاجأة!! ها أنا فضلاً عن ذلك أجد أن مهنته كما عُبر عنها باللغة الألمانية (رئيس عمال المقالع) ولكن دون إشارة إلى تاريخ الكتابة إلا أنها تعود إلى الإمبراطورية التي يقع فيه زمن موسى، وتشير المهنة المذكورة في الكتابة إلى أن المذكور كان مهتماً بالبناء مما يدعو إلى التفكير بالمقاربة التي يمكن إجراؤها بين الأمر الذي أصدره "فرعون" في القرآن وبين هذا التحديد في الكتابة.
المصدر : https://ar.wikipedia.org/wiki/هامان
[أأ] كان من عادة الشعوب القديمة أن تطلق أوصافا على الأشخاص دلالة وإشارة عليهم
[بب] أشار إلى ذلك علماء غربيين مثل جوزيف دافيدوفيتس مواليد 1935 – عالم فرنسي (عالم جيوبوليميرات ) صاحب فرضية الحجر الجيري الخرساني لبناء الأهرامات ( أن حجارة الأهرمات من صنع الإنسان وليست مقطوعة من الصخر )
[جج] الإشعال : جعل الطين يشتعل فينصهر فيتبلور ويتحول إلى زجاج
[دد] يمكن انه استخدم في الأهرامات الزجاج المصهور كملاط لملئ الشقوق بين الحجارة التي لا يمكن أن تضع شعرة بين حجر وآخر في بنائها .