ما بين الصلاة والزكاة !

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان


ما بين الصلاة والزكاة !

جاء ذكر الصلاة والزكاة _أو الإنفاق _متلازمين في أكثر من ثلاثين آية في القران الكريم مثل :

ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) , ( وأقام الصلاة وآتي الزكاة ) ,, ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) ,( يأمر أهله بالصلاة والزكاة ) , ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ) ….الخ

عدا آيتين فرقت فيهما بين الصلاة والزكاة جملتان أو موضوعان , وذلك تنبيه من الله تعالى للمسلمين للتركيز على أهميتهما الكبيرة في الحياة , فهما اشبه بالفريضة ,
والجملتان هما :



  1. [*=right]البعد عن اللغو .
    [*=right]الإستعانة بالشورى.



  1. [*=right]البعد عن اللغو :
الآية ( قد افلح المؤمنون , الذين هم في صلاتهم خاشعون , والذين هم عن اللغو معرضون , والذين هم للزكاة فاعلون ). سورة المؤمنون.

واللغو يعني كل ما لا يفيد الإنسان من قول او عمل , فعلى الإنسان المؤمن أن يستفيد من زمنه في ما يفيد دنياه وآخرته , ويضع جدولا زمنيا جادا ليومه و أسبوعه , وألا يمضيه في الثرثرة الفارغة أو مشاهدة البرامج التلفزيونية الغثة , او النوم الكثير ، فلا يفيد نفسه ولا يفيد مجتمعه المسلم بعمل نافع أو عمل خير .
فمن اسباب تطور الشعوب المتقدمة معرفتهم الكبيرة بأهمية الزمن وحسابه بشكل دقيق , مواعيد النوم والأستيقاظ ومواعيد العمل والقراءة المفيدة والرياضة و الزيارات الإجتماعية المبرمجة والترفيه المفيد للعقل وللبدن.


2- الشورى .


الآية ( والذين إستجابوا لربهم و أقاموا الصلاة , وامرهم شورى بينهم , ومما رزقناهم ينفقون)

هذا تنبيه من الله تعالى الى ان يستعين المؤمن , وكل مسؤول موكل له شأن من شئون المسلمين بإستشارة ذوى الخبرة وذوي الحكمة وذوي المعرفة و ذوي العلم , في كل أمر كبير يخص حياة المسلمين , ولا يستفرد بقرار وحده دون الإحاط بكل جوانبه من المختصين حتى لا يكون الفشل والخيبة والحسرة وضياع الزمن وللجهد والمال
كما في الشورى من تواضع وحكمة و أدب يشعر المشاركين بأهميتهم و تقدير آراءهم . وبالقرآن سورة بإسم الشورى ،

وقص القرآن الكريم قصة ملكة سبأ التى أوتيت من كل شئ ولها ملك عظيم، ومع ذلك لم تتكبر وتفرض رأيها، بل بها من العقل والحكمة والتواضع ما جعلها تسأل مشورة من حولها بعد أن ألقي إليها النبي سليمان كتابا بأن تسلم له، ( قالت يا أيها الملأ أفتوني فى أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) ثم بعدها أسلمت لسليمان عليه السلام عند رؤيتها لآية واحدة منه، ولم تعاند ولم تتجبر.

وكذلك كان الأمر مع الملك الذى كان حاكما على مصر فى فترة يوسف عليه السلام، فبعد أن رأي الرؤية الشهيرة أخذ يسأل من حوله من الناس (يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنت للرؤي تعبرون). فلجوءه الى إستشارة من حوله لتعبير رؤيته تعبيرا صحيحا فيه حكمة وتواضع وعقل، وبالفعل بعد أن عبر له النبي يوسف الرؤيا، إتخذه وزيرا ووكل له خزائن مصر وهو الأجنبي الغريب .

بينما فى تعريف القرآن عن فرعون نجده يقول (قال فرعون ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)-سورة غافر،
فبه ما به من تكبر وعناد وإعتزاز برأيه وصلفه وغروره، ولذلك رغم ما جاء به موسي عليه السلام من آيات، لم يؤمن أبدا، الى أن كانت نهايته غرقا فى البحر .

 
بالمناسبة بعض المفسرين فسر الزكاة في قوله تعالى في سورة المؤمنون (والذين هم للزكاة فاعلون)
أن الزكاة هنا من الزكاء والطهر والصلاح والبر بدليل قوله تعالى (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) مريم 13​

وليست بمعنى الصدقة المالية وذكروا أن الصدقة يناسبها لفظ (مؤدون) أو (مخرجون) إنما العمل الصصالح والبر يناسبه (فاعلون)

والقول الثاني أن الزكاة هنا بمعنى الصدقة
 
شكرا أخى الكثيرى على التعليق،

الغريب فى الأمر أنه لم يأت فى القرآن الكريم أبدا لفظ (أدى الزكاة أو أخرج الزكاة)

كلها جاءت كالتالى :
وايتاء الزكاة
وآتوا الزكاة
وأقام الصلاة وآتى الزكاة
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وآتين الزكاة
والمؤتون الزكاة
الذين لا يؤتون الزكاة
لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة


الصلاة والزكاة مقترنات فى عشرات الآيات، لذا فاعلون يقصد بها مؤتون الزكاة (الصدقة)
 
عودة
أعلى