ما المقصود من الايه

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع زينب
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
ز

زينب

Guest
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون

انفال 26
انا ماافهم ارتباط المعني بين فسم الول من الايه لهي استجابت دعوه الرسول وقسم الثاني من الايه لهي حول بين المرء قلبه
ماهي معني الحول بين المرء وقلبه هل هي يعني ان الانسان اذا اراد ان يفعل شي الله جل جلاله يكون حايل بين نفسه وبين من اراده

لكن اذا اختارنا هذا المعني نكون معتقدين بالجبر

بالذات ماالمعني المفيده لهذه الايه وماهو الارتباط بين القسمين واردت معني الدقيق لقسم الثاني
 

أضع أمامك التفسير الذي في القرطبي للآية 24 من سورة الأنفال

قال((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا

قَوْله تَعَالَى : " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ " هَذَا الْخِطَاب لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُصَدِّقِينَ بِلَا خِلَاف . وَالِاسْتِجَابَة : الْإِجَابَة . وَ " يُحْيِيكُمْ " أَصْله يُحْيِيُكُمْ , حُذِفَتْ الضَّمَّة مِنْ الْيَاء لِثِقَلِهَا . وَلَا يَجُوز الْإِدْغَام . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : مَعْنَى " اِسْتَجِيبُوا " أَجِيبُوا ; وَلَكِنْ عُرْف الْكَلَام أَنْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِلَامٍ , وَيَتَعَدَّى أَجَابَ دُون لَام . قَالَ اللَّه تَعَالَى : " يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّه " [ الْأَحْقَاف : 31 ] . وَقَدْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِغَيْرِ لَام ; وَالشَّاهِد لَهُ قَوْل الشَّاعِر : وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ تَقُول : أَجَابَهُ وَأَجَابَ عَنْ سُؤَاله . وَالْمَصْدَر الْإِجَابَة . وَالِاسْم الْجَابَة ; بِمَنْزِلَةِ الطَّاقَة وَالطَّاعَة . تَقُول : أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ جَابَة . هَكَذَا يَتَكَلَّم بِهَذَا الْحَرْف . وَالْمُجَاوَبَة وَالتَّجَاوُب : التَّحَاوُر . وَتَقُول : إِنَّهُ لَحَسَن الْجِيبَةِ ( بِالْكَسْرِ ) أَيْ الْجَوَاب . " لِمَا يُحْيِيكُمْ " مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ : " اِسْتَجِيبُوا " . الْمَعْنَى : اِسْتَجِيبُوا لِمَا يُحْيِيكُمْ إِذَا دَعَاكُمْ . وَقِيلَ : اللَّام بِمَعْنَى إِلَى , أَيْ إِلَى مَا يُحْيِيكُمْ , أَيْ يُحْيِي دِينَكُمْ وَيُعَلِّمكُمْ . وَقِيلَ : أَيْ إِلَى مَا يُحْيِي بِهِ قُلُوبَكُمْ فَتُوَحِّدُوهُ , وَهَذَا إِحْيَاء مُسْتَعَار ; لِأَنَّهُ مِنْ مَوْت الْكُفْر وَالْجَهْل . وَقَالَ مُجَاهِد وَالْجُمْهُور : الْمَعْنَى اِسْتَجِيبُوا لِلطَّاعَةِ وَمَا تَضَمَّنَهُ الْقُرْآن مِنْ أَوَامِر وَنَوَاهِي ; فَفِيهِ الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة , وَالنِّعْمَة السَّرْمَدِيَّة , وَقِيلَ : الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " لِمَا يُحْيِيكُمْ " الْجِهَاد , فَإِنَّهُ سَبَب الْحَيَاة فِي الظَّاهِر , لِأَنَّ الْعَدُوَّ إِذَا لَمْ يُغْزَ غَزَا ; وَفِي غَزْوه الْمَوْت , وَالْمَوْت فِي الْجِهَاد الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة ; قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء " [ آل عِمْرَان : 169 ] وَالصَّحِيح الْعُمُوم كَمَا قَالَ الْجُمْهُور .

رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد بْن الْمُعَلَّى قَالَ : كُنْت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فَدَعَانِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ , ثُمَّ أَتَيْته فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّه , إِنِّي كُنْت أُصَلِّي . فَقَالَ : " أَلَمْ يَقُلْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْفَاتِحَة . وَقَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه : هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ الْفَرْض أَوْ الْقَوْل الْفَرْض إِذَا أُتِيَ بِهِ فِي الصَّلَاة لَا تَبْطُل ; لِأَمْرِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِجَابَةِ وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاة .

قُلْت : وَفِيهِ حُجَّة لِقَوْلِ الْأَوْزَاعِيّ : لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُصَلِّي فَأَبْصَرَ غُلَامًا يُرِيد أَنْ يَسْقُط فِي , بِئْر فَصَاحَ بِهِ وَانْصَرَفَ إِلَيْهِ وَانْتَهَرَهُ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ بَأْس . وَاَللَّه أَعْلَم .

يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ

قِيلَ : إِنَّهُ يَقْتَضِي النَّصّ مِنْهُ عَلَى خَلْقه تَعَالَى الْكُفْر وَالْإِيمَان فَيَحُول بَيْن الْمَرْء الْكَافِر وَبَيْن الْإِيمَان الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ , فَلَا يَكْتَسِبهُ إِذَا لَمْ يُقَدِّرهُ عَلَيْهِ بَلْ أَقْدَره عَلَى ضِدّه وَهُوَ الْكُفْر . وَهَكَذَا الْمُؤْمِن يَحُول بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفْر . فَبَانَ بِهَذَا النَّصّ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق لِجَمِيعِ اِكْتِسَاب الْعِبَاد خَيْرهَا وَشَرّهَا . وَهَذَا مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : " لَا , وَمُقَلِّب الْقُلُوب " . وَكَانَ فِعْل اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ عَدْلًا فِيمَنْ أَضَلَّهُ وَخَذَلَهُ ; إِذْ لَمْ يَمْنَعهُمْ حَقًّا وَجَبَ عَلَيْهِ فَتَزُول صِفَة الْعَدْل , وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ لَا مَا وَجَبَ لَهُمْ . قَالَ السُّدِّيّ : يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه فَلَا يَسْتَطِيع أَنْ يُؤْمِن إِلَّا بِإِذْنِهِ , وَلَا يَكْفُر أَيْضًا إِلَّا بِإِذْنِهِ ; أَيْ بِمَشِيئَتِهِ . وَالْقَلْب مَوْضِع الْفِكْر . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " بَيَانه . وَهُوَ بِيَدِ اللَّه , مَتَى شَاءَ حَالَ بَيْنَ الْعَبْد وَبَيْنَهُ بِمَرَضٍ أَوْ آفَة كَيْلَا يَعْقِلَ . أَيْ بَادِرُوا إِلَى الِاسْتِجَابَة قَبْل أَلَّا تَتَمَكَّنُوا مِنْهَا بِزَوَالِ الْعَقْل . وَقَالَ مُجَاهِد : الْمَعْنَى يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَعَقْله حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَصْنَع . وَفِي التَّنْزِيل : " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب " [ ق : 37 ] أَيْ عَقْل . وَقِيلَ : يَحُول بَيْنه وَبَيْنَهُ بِالْمَوْتِ , فَلَا يُمْكِنهُ اِسْتِدْرَاك مَا فَاتَ . وَقِيلَ : خَافَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ بَدْر كَثْرَة الْعَدُوّ فَأَعْلَمَهُمْ اللَّه أَنَّهُ يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه بِأَنْ يُبَدِّلهُمْ بَعْدَ الْخَوْف أَمْنًا , وَيُبَدِّل عَدُوَّهُمْ مِنْ الْأَمْن خَوْفًا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى يُقَلِّب الْأُمُور مِنْ حَال إِلَى حَال ; وَهَذَا جَامِع . وَاخْتِيَار الطَّبَرِيّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِخْبَارًا مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ أَمْلَك لِقُلُوبِ الْعِبَاد مِنْهُمْ , وَأَنَّهُ يَحُول بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا إِذَا شَاءَ ; حَتَّى لَا يُدْرِك الْإِنْسَان شَيْئًا إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ .

وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ

عَطْف . قَالَ الْفَرَّاء : وَلَوْ اِسْتَأْنَفْت فَكَسَرْت , " وَإِنَّهُ " كَانَ صَوَابًا .

 
بعد أن تقومي بقراءة التفسير من المفضل ان تعيدي صياغة أسئلتك إذ لربما أجيب بعضها
 
شكرا لكن

شكرا لكن

بسم الحق
اشكر الاستاذ المحترم لكن شي المهم ان ما العلاقه بين القسمين من الايه اول يقول الله جل جلاله ان استجيبوا الله والرسول اذا دعاكم بعدا يقول الله يحول بين المرئ وقلبه
اولا كل ما كتب لي الاستاذ المحترم من الاقاويل ليس شي جديد اذا نحن نريد ان نتدبر في الايات لازم نري ان فكرنا ما هو انا اردت رايكم انتم اذا نريد ان نري المفسرين ما قالوا كل واحد منهم يعطي راي احد منهم يقول ان المعني تكون كذا والثاني يقول كذا اذا كما نقلت من المفسرين ان معنا الحول تكون حول بين المرئ الكافر والعبد الصالح بصوره ان الانسان اذا ارار ان يكفر الله يقف امامه نكون معتقدون بالجبر لكن نحن نقول اذا الرسول دعا احد الانسان يكون مختار بان يقبل الدعوه او لا او اذا نقبل كلام المفسرين المتاخرين ما العلاقه بين القسم الاجابه الدعوه وحول بين المرء وقلبه
 
السلام عليكم


الذي يظهر أن الأخت تحتاج لمن يربط لها بين بداية الآية ونهايتها



أي بين(([color=990033]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ [/color]))


وبين(([color=990033]وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقلبه))[/color]


وأنا أرى أن الأخت مصيبة في طلبها


فهل من مجتهد يحاول الربط بين قسمي الآية؟؟؟
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]




[align=justify]

[color=0000FF]الفاضلة / زينب

قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون )

النبي محمد عليه السلام .. لا يكون ( نبياً ) إلا إذا جاء برسالة ( خاصة ) من الله لأمة بعينها .. والنبي محمد عليه السلام جاء برسالة خاصة من الله لخصوص أمته وبذلك كان عليه السلام ( نبياً ) .

كل الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى أمم بعينها كانوا يحملوا من الله ( الكتاب والحكمة ) .. والكتاب هو المعلومات والحكمة من القدرات الفكرية .. وكل تشريع من أي نبي يمثل لأمة ذلك النبي ( المنهاج والشرعة ) ... والنبي محمد عليه السلام جاء إلى قومه برسالة ( خاصة ) بهم من الله تمثل لهم ( المنهاج والشرعة ) وتعليمات هذا المنهاج هي مناط الإتباع من النبي محمد عليه السلام ومن أمتة .
قال تعالى ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما )
الآية .. تؤكد أن النبي محمد عليه السلام أنزل الله عليه ( الكتاب والحكمة ) وهذا يؤكد خصوصية الرسالة في أمة محمد ( ص ) ... ووحي الكتاب النبوي شيء ووحي القرآن الكريم شيء آخر .
قال تعالى ( واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ) .
الآية .. تؤكد أن كل الأنبياء الذين بعثوا في أقوامهم أو أممهم الخاصة أتاهم الله ( كتاب وحكمة ) .. وهذا ما نطلق عليه الكتب النبوية ( الملة ) .. والكتاب النبوي في الأمة ليس هو رسالة الله للعالمين ( القرآن الكريم ) الذي بين أيدينا .. وهو الرسالة المعنية في الآية المتعلقة بالسؤال ( ... جاءكم رسول مصدق لما معكم .... ) ..
لما معكم .. لما جاء به الأنبياء من الله لخاصة أممهم كـ ( تشريع خاص بأممهم ) .
رسول مصدق .. المقصود هنا بالمصادقة هو الرسالة والتي هي ( القرآن الكريم ) كطرف .. والتشريع في المنهاج والشرعة الذي جاء به النبيين في سائر الأمم كطرف ثاني ... والمصادقة وثقها القرآن الكريم ..
من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة ( الملة ) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام . وكانت تمثل فترة معلومة . ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع ... هو المنتصف الزمني لعمر إستخلاف الإنسان المقرر منه تعالى في الأرض .. وما قبل حجة الوداع .. هو عهد الكتب النبوية أو المنهاج والشرعة الخاصة بالأمم . ومن تاريخ حجة الوداع .. والذي هو نهاية عهد الرسالات الخاصة في الأمم وبداية عهد رسالة الله الواحدة في الناس كافة .. [/color]

[color=990000]الإنتقال من مرحلة الإمتثال لتعليمات المنهاج والشرعة أو الملة الخاصة بالأمة إلى تعليمات أخرى لدين جديد يمثل رسالة الله ( للناس كافة ) .. من الأمور الصعبة في كل المجتمعات .. وأمة محمد ( ص ) تحديداً من أصعب الأمم التي تقتنع بالحق خارج خاصتها ... لذلك نجد أن إنتقال أمة محمد ( ص ) من تعليمات الملة والتسليم برسالة دين الإسلام مر بضروف ( بينة ) حتى إقتنعوا بالتخلي عن الإنضباط تحت تعليمات المنهاج والشرعة الخاص بهم و التسليم بتعليمات وضوابط رسالة الله لكل الناس في دين الإسلام ( القرآن الكريم ) .. وهناك الكثير من التفصيل بجوانب متعددة ولعل الآية الواردة في الطرح كانت تمثل لجزء من هذا الجانب .. سيما وأن القرآن الكريم هو المرجعية العلمية والثقافية والتاريخية لدين الإسلام .. سنجد أنه وثق ( تاريخياً ) أحداث أمة محمد ( ص ) في فترتي الملة والدين .. كذلك الضغوط التي مورست على أمة محمد ( ص ) بالتخلي عن إتباع تعليمات الكتاب النبوي .. السابق في الأمة قبل الإسلام .. والتسليم بضوابط دين الإسلام .. ومن تلك الجوانب المتعددة .. كان الجانب الإلهي المباشر .. قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون ) .. ونحن نلحظ أن الآية موجهة لأمة محمد عليه السلام الذين كانوا يتبعوا تعليمات الكتاب النبوي ( الملة ) .. لذلك جاء الخطاب القرآني في الآية بـ ( يا أيها الذين آمنوا أستجيبوا لله وللرسول ... الآية ) .. وطلب الإستجابة ( لله ورسوله ) .. يطلب الله من أمة محمد ( ص ) الإستجابة للتسليم بتعليمات الإسلام والقرآن الكريم .. وهو ما إرتبط بـ كلمة ( رسوله ) .. وقوله ( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ ( الخاص بهم ) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم ..
[/color]

ن[color=0000FF]صيحة علمية .. أي لفظة لكلمة ( كتاب) في القرآن الكريم مرتبطة بكلمة رسول .. فالكتاب المقصود هنا بلا شك هو القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. وأي لفظة لكلمة ( كتاب ) في القرآن الكريم ومرتبطة بكلمة ( نبي ) فالكتاب المقصود هو أحد الكتب النبوية التي أنزلت على أنبيائه في خصوص أمتهم .. وليس القرآن الكريم الذي بين أيدينا ..


أي لفظة لكلمة ( كتاب ) تتبع الفعل ( نزل أو تنزل ) .. فالكتاب المقصود هنا بلا شك هو القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. وأي لفظة لكلمة ( كتاب ) في القرآن الكريم تتبع الفعل ( أنزل أو أنزلنا ) فالمقصود به هو أحد الكتب النبوية التي أنزلت على أنبيائه في خاصة أمتهم ... قد يكون هناك تشويش في إدراك بعض الآيات التي قد تستدعي مني الإشارة إليها ... مثل ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .... الآية ) .. واللبس هنا أن ما أقوله ( كقاعدة تفريق للكتاب ) لا تتوافق هنا مع معاني فرضتها الآية .. أقلها أن الفعل ( أنزل ) يعود لأحد الكتب النبوية وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. والآية تؤكد أن المعني بالفعل ( أنزل ) هو القرآن .. وليس كتاب آخر .. وللتوضيح .. ( أنزل ) .. الواردة في الآية تعود لكتاب نبوي وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. ولفظة ( القرآن ) الواردة في الآية تحديداً تعود للكتب النبوية ولا تعود للقرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .
مثال آخر .. قال تعالى : .. ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) .. والعقل هنا يقول .. أن الفعل ( أنزلناه ) يعود لكتاب نبوي بعينه وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وبما أن لغة الكتاب حددت في الآية بالعربية .. فهو الكتاب النبوي في أمة محمد ( ص ) تحديداً .. وأمة المؤمنين بعث الله فيهم نبيان هما إبراهيم ومحمد عليهما السلام .. ولكن الله أقر لأمة المؤمنين ( كتاب محمد ) هو المعتمد ككتاب نبوي خاص بأمة المؤمنين بعد أن حكم الله بهيمنة معلوماته على كتاب إبراهيم عليه السلام .. فالكتاب الوارد ذكره في الآية جاء موصوفاً .. بأنه الكتاب النبوي الذي أنزله الله على نبيه ( قرآناً عربياً ) .. والكتاب الذي أنزل على عبده محمد ( ص ) في خصوص أمته يتطابق وصفه والوارد في الآية ( قرآناً عربياً ) .. وليس المقصود القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم ...
بالتنظيم ستتجلى لنا قراءة أخرى لآيات القرآن الكريم .. تختلف عن أي قراءة سابقة قبل ( التنظيم ) .. وتتميز القراءة المنظمة للقرآن الكريم بأن معلومات القراءة المنظمة المختلفة عن سابقتها تتميز بأنها أكثر قناعة للعقل والمنطق وتتوافق مع معاني أخرى أقرها القرآن في مواقع أخرى ومع معاني أحاديث شريفة معلومة .. لم تكن تتوافق مع آيات القرآن الكريم .. في القراءة السابقة أو الغير منظمة .
معلومة مهمة : . ( أصول الكتب النبوية ) موجودة بين دفتي القرآن الكريم الذي بين أيدينا .. ونستطيع أن نجزم يقيناً أنها ( تحديداً ) كل السور التي إبتدأت بأحرف مقطعة ( فواتح السور ) .. فأي سورة من السور التي تبدأ بأحرف مقطعة تعود لكتاب نبوي بعينة .. والموجود في القرآن الكريم من تلك الكتب هو ما يمثل ( الأصول ) لتلك الكتب ..
من هنا ندرك أن كتاب محمد ( ص ) في خاصة أمته لابد أن تكون أصوله موثقة في سور معينة من القرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وهو كذلك .
( 8 سور كاملة ) ...

1- سورة الفاتحة
2- سورة غافر
3- سورة فصلت
4- سورة الشورى
5- سورة الزخرف
6- سورة الدخان
7- سورة الجاثية
8- سورة الأحقاف

قال تعالى : .. ( ولقد ءاتينك سبعا من المثانى والقرءان العظيم )
( الفاتحة 7 آيات ) = القرآن العظيم
( بسم الله الرحمن الرحيم *1 الحمد لله رب العالمين *2 الرحمن الرحيم *3 مالك يوم الدين *4 إياك نعبد وإياك نستعين *5 إهدنا الصراط المستقيم *6 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *7 )

سبعاً من المثاني .. الآيات الأول في سور الحواويم
سورة غافر ...... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة فصلت ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الشورى ... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الزخرف ... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الدخان ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الجاثية ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الأحقاف .... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )

( حم ) .. أول سبع آيات من سور الحواويم = سبع من المثاني ( 7 * 2 )

قال تعالى ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغاً فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله . والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلى أولوا الألباب )

الكتاب المقصود في الآية هو الكتاب النبوي الخاص بأمة محمد ( ص ) والذي أنزل على نبيهم محمد عليه السلام ... وكما قلنا فكل ( أصول ) الكتب النبوية محفوظ في سور معلومة في القرآن الكريم . والآية هنا تكشف معلومات تفيد في تحديد أصول كتاب محمد ( ص ) من القرآن الكريم

الآيات المحكمات = كامل سورة الفاتحة ( سبع آيات )
( بسم الله الرحمن الرحيم *1 الحمد لله رب العالمين *2 الرحمن الرحيم *3 مالك يوم الدين *4 إياك نعبد وإياك نستعين *5 إهدنا الصراط المستقيم *6 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *7 )


الأخر المتشابهات = الآيات الأول من سور الحواويم .

سورة غافر ...... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة فصلت ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الشورى ... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الزخرف ... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الدخان ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الجاثية ..... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )
سورة الأحقاف .... ( حم ) ..... آية رقم ( 1 )

إشارة أخرى إلى أصول كتاب محمد النبوي في خاصة أمته الموجودة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : ... الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد
مثال آخر
قال تعالى : .. ( وَمَا كَانَ القُرآنُ أَن يُفْترَى مِن دُونِ اللهِ وَلَكنِ تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَديهِ وَتَفصيلَ الكِتابِ لاَ رَيبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العَالمِينَ )
هنا وردت لفظة ( القرآن ) صفة للكتاب النبوي الذي أنزل على عبده محمد ( ص ) في خاصة أمته ( أمة محمد ) رغم أنه لم يرد في الآية لفظة ( كتاب ) .. أو لفظة فعل بصيغة ( نزل أو أنزل ) .. تبقى كلمة ( القرآن ) الواردة في الآية تعود للكتاب النبوي الخاص بالنبي محمد ( ص ) وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وللتوضيح ..

كتاب محمد النبوي في خاصة أمته ( يصادق ) على الذي بين يديه .. والذي بين يدي كتاب محمد النبوي .. هو الكتاب السابق في نفس الأمة ( أمة المؤمنين ) والكتاب الذي بين يدي كتاب محمد ( ص ) هو كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام .
نشوف الآية التالية ... تتضح الصورة أكثر ..
قال تعالى ( وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )
هنا تأكيد أن الكتاب الذي اطلق عليه مسمى( القرآن ) في الآية الأولى يعود للكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه محمد ( ص ) .. وهو الذي يصادق على كتاب إبراهيم عليه السلام ...... وفي الآية الثانية جاء مسمى الكتاب الذي أنزل على نبيه محمد ( ص ) .. بـ ( الكتاب ) .. وهو الذي يصادق على كتاب إبراهيم عليه السلام ..
مصادقة كتاب محمد ( ص ) الذي أنزل عليه في خاصة أمة محمد ... مع الكتاب النبوي السابق في نفس الأمة ( كتاب إبراهيم ) عليه السلام ..
المصادقة تكون من خلال أصول تلك الكتب النبوية ... وأصول كتاب محمد ( ص ) هي كما وضحت أعلاه ... وأصول كتاب إبراهيم عليه السلام في نفس الأمة .. محددة أصوله في سورة ( إبراهيم ) في القرآن الكريم ...
حاولي أن تحاكي المصادقة بين الكتابان .. وقبل ذلك يجب إدراك أن كتب الأنبياء في الأمم لم تصل إليهم بـ ( اللغة العربية ) .. ولكن توثيقها في القرآن الكريم بصيغة لغوية واحده هو ( اللغة العربية ) لا يجرح من هذه الأصول بلغتها العربية حتى لو وصلت تعاليم تلك الكتب بلغات أخرى .. وشيء آخر شديد الأهمية .. ألا وهو أن أصول الكتب النبوية في القرآن الكريم .. ( السور التي تبدأ بأحرف مقطعة ) أو ما نقول عنه فواتح السور ... هي المحور الرئيسي .. لإعجاز القرآن الكريم .. والإعجاز هنا لا علاقة له باللغة العربية أو بلغة أخرى ... والإعجاز الذي أعنيه يستطيع إدراكه كل إنسان طبيعي الإدراك ومهما كانت جنسيته ولغته .. من خفايا هذا الإعجاز .. أنه يحدد ( العمر الزمني ) بين الكتب النبوية والتاريخ ( الفعلي ) لكل كتاب نبوي ...
الطرح بحاجة إلى ( تركيز ) ..
والإعجاز صيغ أو أشير إليه بـ ( الذكر ) ... ولفظة الذكر من النعوت التي تكررت كثيراً في القرآن الكريم .. وبالتنظيم نجد أن الذكر هو ( التاريخ ) وعلاقة فواتح السور بتحديد التاريخ هو ركيزة إعجاز القرآن الكريم ... قال تعالى ( وأنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ) ... كتاب خاص بأمة محمد ( ص ) في هذا الكتاب توثيق لتاريخ هذه الأمة ( أمة محمد ) ... قال تعالى : . ( كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا ) ... وهنا تأكيد على أن تحديد تاريخ ( زكريا ) مربوط بالأحرف التالية .. ك هـ ي ع ص ...... ( نتابع آيات أخرى عن الذكر )
قال تعالى : ( بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ) .. أنتهت الآية بكلمة – يتفكرون – وهذا مهم .. و ( أنزلنا إليك الذكر ) تأكيد على الكتاب النبوي الذي ( أنزل ) على محمد ( ص ) في خاصة أمته (( فيه )) الآلية الرئيسية التي تحدد تواريخ كتب الأنبياء وتحديد الزمن الفعلي بين كل كتب الأنبياء .. لذلك لا غرابة أن ورد في آيات أخرى ما يفيد أن الكتاب الذي أنزل على نبيه محمد ( ص ) أخذ مسمى ( الذكر ) .. وهذا صحيح ..
قال تعالى ( ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز ) ... هنا إشارة صريحة إلى كتاب محمد النبوي الذي أنزل على نبيه محمد ( ص ) وجاء مسماه هنا بالذكر
قال تعالى ( ص والقران ذي الذكر ) .. وكما ذكرت فلفظة القرآن تعود لكامل كتاب الله الذي بين أيدينا .. ويمكن أن تعود على كتاب محمد النبوي تحديداً .. فكلمة ( القرآن ) تعني ( إستقراء الإعجاز ثنائي اليقين ) .. والقرآن في الإعجاز الذي تحققه أصول كتب الأنبياء او السور المبتدأه بأحرف مقطعة .. جزء من كل .. فالإعجاز الإستقرائي والذي تعود إلية التسمية أو اللفظة ( قرآن ) له أوجه أخرى .. وما أعنيه هنا .. هو الإستقراء بين مواقع النجوم في السماء الدنيا .. ومواقع النجوم الواقعة بين الآيات في القرآن الكريم أو ما نسميه ( التنجيم ) .. وتأكيد آخر أن إعجاز ( القرآن ) والذي هو كتاب الله لكل الناس .. لا علاقة له بـ ( اللغة العربية ) ... وحين يقول تعالى ( فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه قرآن كريم ) .. وهنا الوضوح شديد في قاعدة إستقراء الإعجاز والتي ربطت الإعجاز بموقعين مختلفين .. الأول ( مواقع النجوم في السماء ) .. الثاني ( مواقع التنجيم بين الآيات في القرآن الكريم العلاقة ) .. والتطابق هنا يحقق ظاهرة الإعجاز لمتلقي كتاب الله .. والأمر لا علاقة له باللغة العربية .. فالإعجاز هنا يعتمد على ( الرسم وموقعه )
قال تعالى : . ( وما ارسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا ( أهل الذكر ) إن كنتم لا تعلمون ) .. المقصود هنا بأهل الذكر .. هم أهل التاريخ أو المتخصصين في علم وتوثيق التاريخ ...
قال تعالى : .. ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) .. المعني بالحفظ في الآية .. هو تاريخ كتب الأنبياء جميعاً .. وليس المعني هنا هو الحفظ لكامل القرآن الكريم من التبديل والتحريف .. وكامل القرآن الكريم غير قابل للتبديل والتحريف . ولكن ليس بالإستدلال بهذه الآية .. التي أشارة إلى خاصية الحفظ التاريخي الموثق لكل كتب الأنبياء ... وهذا مهم .
.. هناك الكثير .. مما يجب تغطيته .. آمل أن أكون قد وفقت في نقلك إلى صورة أفضل .. أو أضفت ما قد يفيد في تغطية سؤال الطرح ..





شكراً للجميع [/color].[/align]




.
 
السلام عليكم أخي ولد الديرة

الحقيقة لم أستطع ان أحدد لك منهجا تسير بحسبه في دراسة آيات الكتاب


كما أنك أسهبت في مواضيع شتى أخالفك في الكثير منها ولا دخل لسؤال السائلة بها

ومثال بسيط هو[color=990033]((من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة ( الملة ) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام . وكانت تمثل فترة معلومة . ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع [/color])) هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب


وما يهمني هو ردك الخاص بسؤال الفاضلة إذ قلت[color=990000]((وقوله ( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ ( الخاص بهم ) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم ..)[/color]) وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا


والله أعلم
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]

[align=justify]

[color=990000]الفاضل / جمال حسني ..

[color=0000FF]تقول : الحقيقة لم أستطع ان أحدد لك منهجا تسير بحسبه في دراسة آيات الكتاب

( كما أنك أسهبت في مواضيع شتى أخالفك في الكثير منها ولا دخل لسؤال السائلة بها )

ومثال بسيط هو [/color]( من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة ( الملة ) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام . وكانت تمثل فترة معلومة . ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع )) [color=0000FF]هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب [/color]


بداية .. أختلافك اللفظي ( دون توضيح ) لما يخص مشاركاتي .. لا يعني لي شيئاً .. حتى تتفضل ( معلوماتياً ) .. بإيضاح وجهة نظرك التي تقول أنك تختلف مع الكثير من مشاركاتي التي وصفتها بـ ( مواضيع شتى ) مع أنها لا تتجاوز الثمانية مساهمات وليست كلها مواضيع رئيسية ..
جاء التعقيب من شخصكم الفاضل على هيئة جزئين .. الجزء الأول .. كانت إضافتك فيه هي التالي .
(( [color=0000FF]هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب[/color] ))

أقول ..
ما غريب إلا الشيطان .... المعلومة الوحيدة التي جاءت في تعقيبك بالكامل هو التالي ( ... وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب )) ... وطالما أن المداخلة لم تتفعل معلوماتياً .. إلا في هذه الجزئية .. فتجاوباً لشخصكم الفاضل . وتشجيعاً وحافزاً لمداخلات قادمة .. عليه .. فإني أقر لك بصحة المعلومة التي أوردتها .. وإني هنا أعلن موافقتي على المعلومة التي جاء بها الفاضل / جمال حسني ... وبموافقتي على ما جاء في المداخلة .. فإني في حكم المتراجع عن أي أرآء سابقة تخالف ما سلمت بصحته هنا .. ونعم .. الحق .. أحق أن يحق .. الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب .. وعلى ذلك أوقع ......... هاه إنشاء الله مستانس ,,


نشوف الجزء الثاني ..

[color=0000FF]تقول . .. ( وما يهمني هو ردك الخاص بسؤال الفاضلة إذ قلت((وقوله [/color]( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ ( الخاص بهم ) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم ..)) [color=0000FF]وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..[/color]

.. الجزء الثاني لم ينتقد معلومه ولم يعرض معلومة .. غير كذا إن فيه لخبطة لا يمكن لأحد أن يمشيها وفق أي منطق .. وأي مداخلة من الأعضاء لتعقيب خاص بي على موضوع لأحد الأعضاء .. فإني في حكم المرحب وبأكثر مما تتصور وبأي مداخلات تخص مواضيع لي سواء أكانت تعقيب على أحد أو غير ذلك .. نفند ونشوف المداخلة .

[color=0000FF]وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..[/color]

[color=0000FF]وقولك هذا غير مستفاد من الآية[/color]
.. طيب قول إنت المستفاد من الآية .. تصير مداخلة معلوماتية ونرد عليها أو نوافقك على المستفاد من الآية ..

[color=0000FF]لا منطوقا[/color]
.. هذه ما عنيته باللخبطة .. الجميع بما فيهم أنت وأنا .. لا نستطيع أن نقدم تفسير أو شرح يبين لنا ما قصة ( لا منطوقاً ) .. عجزت أفهم ..

[color=0000FF]ولا مفهوما[/color]... هنا .. رأيك الصريح لما يخص طرحي أنه غير مفهوم وهذا لا يعيبك ولا ينتقص من حقك في الإعتراض أو الإختلاف مع ما أطرح ولكن حقوقك تبقى مرتبطة بفهمك وإدراكك لما طرحت .. أما أن تقر بأن ما طرحت غير مفهوم عندك .. فهذا الأمر لا يمثل رغبتي وليس بيدي ...
غير مفهوم .... طيب إيش حكاية ( لا منطوقا ) .. هل كانت بناء على أمر ( فهمته ) ومخبي علينا .. أم كانت بناء على أمر ( ما فهمته ) ..

[color=0000FF]وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..[/color]
.. أيها الفاضل .. ما تجي ( وأنا مع عجزي الواضح ) مع ( لا أجد لك مسوغاً ) .. وهنا تأكيد أن ( ولا مفهوماً ) هو المعني بتحديد وجهة العجز في ( الفهم ) .. وحالة وصول ( الفهم ) عند الإنسان حدود العجز .. وكمان الواضح ... لأي موضوع .. فلا يمكن له الحكم على أي رأي لم يدركه ... والعقل يقول ... لابد أن أدرك وأفهم ... وبعدين أختلف أو أعترض أو أوافق والموضوع ليس مربوطاً بالهوى والرغبة .. بل بالفهم والإدراك .. وبالفهم والإدراك .. وبتحقيق ذلك سأجد لك مسوغاً .. أن تقول ما تشاء .

.. أعد قراءت ما طرحت بتأني .. وأي معلومة تجد أنها تضيف لثقافتك فلا تبخل على نفسك .. والإفادة من أي معلومة . ولو كانت من حرفين في موضوع طوله مترين .. فيه مصلحة .. ومعلومة الحرفين تضيف لك .. وترك ما هو خارج الحرفين في موضوع .. طول مترين .. لا يضرك بشيء ... وعلى العموم أنا مرحب بأي إختلاف أو إعتراض منك .. والجدية .. وترتيب الإختلاف أو الإعتراض .. يعود لك ....

شكراً .. لمرورك وتعقيبك .[/align][/color]






.
 
السلام عليكم

المنطوق والمفهوم إصطلاحان فقهيان


مثال(([color=990000]ولا تقل لهما أف[/color])) لها منطوق وهو المعنى المتبادر السريع---ولها مفهوم هو أي لا تضربهما أيضا----والمفهوم نوعان موافقة ومخالفة---وبعض الفقهاء لا يعتبر مفهوم المخالفة حجة


لذلك قولي(([color=990033]وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا [/color].))

لا يعني أنني لم أفهمك كما توصلت أنت من جوابي فقلت لي((.[color=990000]ولا مفهوما... هنا .. رأيك الصريح لما يخص طرحي أنه غير مفهوم وهذا لا يعيبك ولا ينتقص من حقك في الإعتراض أو الإختلاف مع ما أطرح ولكن حقوقك تبقى مرتبطة بفهمك وإدراكك لما طرحت ))[/color]


إنما يعني أن تفسيرك للأية لا يدل عليها مفهومها ولا منطوقها

عقب على ماقلت ثم نكمل
 
الرد الي ولد الديره

الرد الي ولد الديره

اشكرك علي التوضيحات الكامله
 
الرد الي ولد الديره

الرد الي ولد الديره

اشكرك علي التوضيحات الكامله
اما بيانك من الذكر لقلت هو كل الكتب الانبياء اذا كلامك صحيح لما نري الان ان الانجيل والتورات ليست بصورتها الصحيحه الانجيل انقسم الي كتب لوقا .يوحنا ... اذا قول الله تعاله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ننظر الي سبب نزول هذا الايه نقرا ء التاريخ نري ان لدي النصاري كتاب واحد من النبي عيسي بن مريم وهناك قال الله تعالي ياتي نبي من بعدي اسمه احمد لما للان النصاري بالرغم ما عندهم معلومات من نبينا ما دخلوا للاسلا م نري التاريخ الحواريون لكان عددهم مذكور باختلاف او 5 و7 او...
غيروا الانجيل ولنفعهم حتي كان هدفهم المال كانوا يشترون ايات الله ويبيعونه بسعر كثير حتي وصل الي حد انقسموا ال فرق متعدده
طبعا انت تعرف قول الله تعالي يستلزم الصدق بالضروره اذا نحن له لحافظون مختص الكتب الانبياء جميع لما نري قاموا بالتحريف
لكن القران بالرغم من كانوا كتاب النبي مختلفين لكن ا لصحابه ما قاموا بالتحريف بل جمعوه اذا قال نحن له لحافظون

ه ضمير الام مفرده ولا لنا دلبل ان نقول ان مختص للجمع هنا يبين ان محافظه الله من القران الكريم كانت باحسن الوجه
لكن بيانت الاخري صح ممكن ان نقول كا سمي الله تعالي كتاب محمد الذكر الفرقان الكتاب ... سمي التورات الانجيل الزبور بهذه العناوين

اما انا افتكر انت تاخذ المعني من يحييكم من الايه كما قلت ان وحي الكتاب النبوي شي غير القران وتستند بايه لا يفهم منها ما قلته
انت مكان تقول رسول مصدق لما معكم وفي مكان تقول وحي النبوه شي غير. لا اقول ان كلامك متانقض لا بل انا اقول كما تعلم معني الرسول والتبي مختلفان محمد نبيتا كان نبي لان كان له كتاب كان ايضا رسول لان كان يوصل من الله اليه وحي

وحي الله كان القران وكان الشريعه كان الحكمه لان النبي كان مسوول علي ما ينزل اليه من الله
ان لازم ان يبلغ للناس باكمل الوجه لا ينقص ولا يزيد من نفسه شي
اذا الوحي غير الكتاب لما لانري شي غير القران كما نعلم ان النبي مسوول ان ما ينزل اليه
النبي كان كل ما ينزل ايه يتلوها للناس وكانوا الناس يحفظونها وبعدها الكتاب يكتبوها خلال الايات كان النبي يفسر الايات ويقول التاويل منها لان لازم ناس الذين كانوا في زمن النبي يفهمون ما يقوا الله لذا الله في كلامه نري ان في بعض الايات يدخل في كليات والنبي مامور بالجزييات
نري ان الوحي شي واحد اذا النبي كان له الحكمه تكون من الله لا من نفسه لهذا الله اعطا النبي الحكمه لان النبي كان من بيننا شخص الذي ينزل اليه القران وكلام الله يستلزم ان يكون له القوه الروحيه والحكمه لان اول هو بفهم بعدا ينقله طبعا النبي كان كذلك
الوحي اخي المحترم كان شي واحد دليلك ومفهوم التي انت تفهمه من الايه التي تستند بها لا يكون صحيح الرسول كان مصدق الكتاب الذي كان بين اليهودو والنصاري لان اذا كان يقول شي غيره ما قبلوه لكن اكمل من الانجيل والكتب الانبياء لان الناس الذين كانوا في زمن النبي مختلفين عن الزمن الانبياء والنبي كان خاتم الانباء الرساله الخاصه هي القران بس لان كانت هذه الرساله تصدق ما بين ايدي اليهود والنصاري اذا كما تقول الرساله لكل نبي تختلف ورساله النبي لزمنه كانت تختلف ان زمن عيسي لزمنه لما الله تعالي قال مصدق لما معكم الرساله كانت الشريعت كانت الحكمه كانت ايات الله شريعت الانبياء كله واحده لان نزلت من شي واحد وهو الله صح ان الناس مختلفين لكن امر واحد يختلف بصوره جزييه شريعت التي نزلت لنوح ما تختلف من نبينا شي واحد وكل نبي كان يجئ كان يصدق كلام النبي من قبله الشريعه واحده وكما قلت الناس مختلفيتن العرب في زمن االنبي كانوا
ينكرون بعض الايات وبعضهم كانوا يقبلونها
اذا كلامك من الله يحول بين ... يكون انتخاب منهج الخاص من جانب الناس لكان بصعوبه لهذا الله كان يحول بينهم انا اقول ما كان منهج خاص او عام كان منهج واحد لكن العرب بعضهم اشد كفرا وبعضهم يومنون بالله كلامك من قسمي الايه لا يقنع
لكن كان جميل وهذا شي طبيعي ان الناس وافكارهم مختلفه وكل واحد له مفهوم الخاص من الايه وهذا شي جميل ان نحن لا نكتفي بس للمفسرين بل نحن ايضا نتدبر بالايات يمكن انت ايضا لا تقبل كلامي لكن انا ايضا لي دلايل من التاريخ كما انت استدلت بها كلامك لي محترم ايضا نظرياتك لكن لازم ان الكلام يقنع

انا للان ما فهمت ما العلاقه بين القسمين
 
السلام عليكم

لم أجد من ربط بين قسمي الأية إلا صاحب الكشاف وسوف أكتب ما فهمته من الربط بلغتي أنا


يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم وهو الالتزام بما جاء به من عند ربه واعلموا أن عليكم الإستجابة قبل أن يحول الله بين المرء وقلبه بالموت


وهاكم قوله بدقة

[color=990033]((إِذَا دَعَاكُمْ } وحد الضمير كما وحده فيما قبله، لأن استجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاستجابته، وإنما يذكر أحدهما مع الآخر للتوكيد، والمراد بالاستجابة. الطاعة والامتثال. وبالدعوة: البعث والتحريض. وروى أبو هريرة:

(419) " أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على باب أبيّ بن كعب فناداه وهو في الصلاة فعجل في صلاته ثم جاء فقال: ما منعك عن إجابتي؟ قال: كنت أصلي. قال: ألم تخبر فيما أوحي إليّ { اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ } قال: لا جرم لا تدعوني إلا أجبتك " وفيه قولان، أحدهما: إن هذا مما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني أن دعاءه كان لأمر لم يحتمل التأخير، وإذا وقع مثله للمصلي فله أن يقطع صلاته { لِمَا يُحْيِيكُمْ } من علوم الديانات والشرائع، لأن العلم حياة، كما أنّ الجهل موت. ولبعضهم:لاَ تُعْجِبَنَّ الْجَهُولَ حُلَّتُه فَذَاكَ مَيْتٌ وَثَوْبُهُ كَفَنُ
وقيل لمجاهدة الكفار، لأنهم لو رفضوها لغلبوهم وقتلوهم، كقوله:
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حياة}
[البقرة: 179] وقيل للشهادة، لقوله:
{ بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ }
[آل عمران: 169]. { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبِهِ } يعني أنه يميته فتفوته الفرصة التي هو واجدها وهي التمكن من إخلاص القلب ومعالجة أدوائه وعلله ورده سليماً كما يريده الله، فاغتنموا هذه الفرصة، وأخلصوا قلوبكم لطاعة الله ورسوله { وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فيثيبكم على حسب سلامة القلوب وإخلاص الطاعة. [/color]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الأنفال : 24 )

1- قوله تعالى:( اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ )
أمر للذين آمنوا بأن يستجيبوا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أمر يقتضي الوجوب.. ولكنه ليس أمرًا مطلقًا؛ بل هو أمر مقيد بقوله تعالى:
( إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ) حياة طيبة.
وما يحييهم حياة طيبة هو كل حق وصواب يدعَون إليه، ويدخل فيه الدعوة إلى الإيمان، والقرآن، والجهاد، وكل أعمال البر والطاعة.

2- قوله تعالى:( وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )
اختلفوا في تفسيره بحسب اختلافهم في الجبر والقدر.
أ‌- فأما القائلون بالجبر فقالوا: المراد منه أن الله تعالى يحول بين المرء الكافر، وبين قلبه.. وبين المرء المؤمن، وقلبه.. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء!
فإذا أراد الكافر أن يؤمن، والله تعالى لا يريد إيمانه، يحول بينه، وبين قلبه.. وإذا أراد المؤمن أن يكفر، والله تعالى لا يريده أن يكفر، يحول بينه، وبين قلبه.
يقول تعالى:( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) (إبراهيم : 27 ).
ب‌- وأما القائلون بالقدر فقالوا في تفسير الآية وجوهًا؛ منها: أن المراد: بادروا في الاستجابة إلى الله ورسوله، لما دعاكم، قبل أن يأتيكم الموت، ويحول بينكم، وبين الاستجابة، فتكونوا من الخاسرين.. ولهذا قال تعالى يعد ذلك:
( وأنه إليه تحشرون ).

وقريب من معنى الآية قوله تعالى في الدعوة إلبى الإنفاق:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة : 254 )

فمن استجاب لله ولرسوله، فاز ونجا.. ومن لم يستجب خسر وهلك.. وهذا هو الذي يحول الله تعالى بينه وبين قلبه.. إنها رياح الدعوة إلى الله تعالى قد هبَّت، فمن اغتنمها بالاستجابة كان من الفائزين، ومن لم يغتنمها، كان من الخاسرين... وإلى مثل هذا ذهب أحد الشعراء حين قال:
إذا هبت رياحك فاغتنمها .... فعقبى كل خافقة سكون


وأما ما تمسك به أهل الجبر من مثل قوله تعالى:( وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) فلا حجة لهم فيه؛ لأن مشيئة الله تعالى، وإن كانت مطلقة، فإنها تابعة لحكمته سبحانه. فالله تعالى لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة.. ( ولا يظلم ربك أحدًا ).
وخير الكلام ما قل ودل.. والحمد لله على منه وتعليمه.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
 
دكتور عماد


مع أحترامي البالغ فقد نقلت حضرتك قولي


أهل الجبر وأهل القدر

فهل القول الثالث لأهل السنة الأشعرية معتبر عندكم--والذي ذكره القرطبي قائلا(([color=990033]قِيلَ : إِنَّهُ يَقْتَضِي النَّصّ مِنْهُ عَلَى خَلْقه تَعَالَى الْكُفْر وَالْإِيمَان فَيَحُول بَيْن الْمَرْء الْكَافِر وَبَيْن الْإِيمَان الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ , فَلَا يَكْتَسِبهُ إِذَا لَمْ يُقَدِّرهُ عَلَيْهِ بَلْ أَقْدَره عَلَى ضِدّه وَهُوَ الْكُفْر . وَهَكَذَا الْمُؤْمِن يَحُول بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفْر . فَبَانَ بِهَذَا النَّصّ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق لِجَمِيعِ اِكْتِسَاب الْعِبَاد خَيْرهَا وَشَرّهَا . وَهَذَا مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : " لَا , وَمُقَلِّب الْقُلُوب " . وَكَانَ فِعْل اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ عَدْلًا فِيمَنْ أَضَلَّهُ وَخَذَلَهُ ; إِذْ لَمْ يَمْنَعهُمْ حَقًّا وَجَبَ عَلَيْهِ فَتَزُول صِفَة الْعَدْل , وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ لَا مَا وَجَبَ لَهُمْ ))[/color]

أم أنك تعتبر ما نسبته للجبرية وهو(([color=990033]فأما القائلون بالجبر فقالوا: المراد منه أن الله تعالى يحول بين المرء الكافر، وبين قلبه.. وبين المرء المؤمن، وقلبه.. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء[/color]!))

هو نفسه قول أهل السنة الاشعرية؟؟

وهل قول أهل القدر أي المعتزلة والذي نقلته أنا عن الزمخشري يلق تأييدا عندك؟؟
وضح الأمر لو تكرمت؟؟
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ربما لن آتي بجديد و لكن - ليعذرني بعض الإخوة - سوف أنقل لكم هذا التفسير - رغم طوله - لأن صاحبه قد أتى على عدة أمور أثارتها الأخت زينب أو تناولها المشاركون في المداخلات المتوالية .

إليكم إذا ما جاء في تفسير "التحرير و التنوير " لابن عاشور .

( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )

إعادة لمضمون قوله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ) الذي هو بمنزلة النتيجة من الدليل أو مقصد الخطبة من مقدمتها كما تقدم هنالك.
فافتتاح السورة كان بالأمر بالطاعة والتقوى، ثم بيان أن حق المؤمنين الكمل أن يخافوا الله ويطيعوه ويمتثلوا أمره وإن كانوا كارهين، وضرب لهم مثلا بكراهتهم الخروج إلى بدر، ثم بكراهتهم لقاء النفير وأوقفهم على ما اجتنبوه من بركات الامتثال وكيف أيدهم الله بنصره ونصب لهم عليه أمارة الوعد بإمداد الملائكة لتطمئن قلوبهم بالنصر وما لطف بهم من الأحوال، وجعل ذلك كله إقناعا لهم بوجوب الثبات في وجه المشركين عند الزحف ثم عاد إلى الأمر بالطاعة وحذرهم من أحوال الذين يقولون سمعنا وهم لا يسمعون، وأعقب ذلك بالأمر بالاستجابة للرسول إذا دعاهم إلى شيء فان في دعوته إياهم إحياء لنفوسهم وأعلمهم أن الله يكسب قلوبهم بتلك الاستجابة قوى قدسية.
واختير في تعريفهم، عند النداء، وصف الإيمان ليومي إلى التعليل كما تقدم في الآيات من قبل، أي أن الإيمان هو الذي يقتضي أن يثقوا بعناية الله بهم فيمتثلوا أمره إذا دعاهم.
والاستجابة: الإجابة، فالسين والتاء فيها للتأكيد، وقد غلب استعمال الاستجابة في إجابة طلب معين أو في الاعم، فأما الإجابة فهي إجابة لنداء وغلب أن يعدى باللام إذا اقترن بالسين والتاء، وتقدم ذلك عن قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم " في آل عمران.

وإعادة حرف بعد واو العطف في قوله )وللرسول( للإشارة إلى استقلال المجرور بالتعلق بفعل الاستجابة، تنبيها على أن استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم أعم من استجابة الله لأن الاستجابة لله لا تكون إلا بمعنى المجاز وهو الطاعة بخلاف الاستجابة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنها بالمعنى الأعم الشامل للحقيقة وهو استجابة ندائه، وللمجاز وهو الطاعة فأريد أمرهم بالاستجابة للرسول بالمعنيين كلما صدرت منه دعوة تقتضي أحدهما.
ألا ترى أنه لم يعد ذكر اللام في الموقع الذي كانت فيه الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو الطاعة، وذلك قوله تعالى " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " فإنها الطاعة للأمر باللحاق بجيش قريش في حمراء الأسد بعد الانصراف من أحد فهي استجابة لدعوة معينة.
وإفراد ضمير " دعاكم" لأن الدعاء من فعل الرسول مباشرة، كما أفرد الضمير في قوله " ولا تولوا عنه " وقد تقدم آنفا.
وليس قوله " إذا دعاكم لما يحييكم" قيدا للأمر باستجابة ولكنه تنبيه على أن دعاءه إياهم لا يكون إلا إلى ما فيه خير لهم وإحياء لأنفسهم.
واللام في " لما يحييكم " لام التعليل أي دعاكم لأجل ما هو سبب حياتكم الروحية.
والأحياء تكوين الحياة في الجسد، والحياة قوة بها يكون الإدراك والتحرك بالاختيار ويستعار الأحياء تبعا الاستعارة الحياة للصفة أو القوة التبيبها كمال موصوفها فيما يراد منه مثل حياة الأرض بالإنبات وحياة العقل بالعلم وسداد الرأي، وضدها الموت في المعاني الحقيقية والمجازية، قال تعالى " أموات غير أحياء - أومن كان ميتا فأحييناه" وقد تقدم في سورة الأنعام.
والإحياء والإماتة تكوين الحياة والموت. وتستعار الحياة والإحياء لبقاء الحياة واستبقائها بدفع العوادي عنها )ولكم في القصاص حياة" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" .
والإحياء هذا مستعار لما يشبه إحياء الميت، وهو إعطاء الإنسان ما به كمال الإنسان، فيعم كل ما به ذلك الكمال من إنارة العقول بالاعتقاد الصحيح والخلق الكريم، والدلالة على الأعمال الصالحة وإصلاح الفرد والمجتمع، وما يتقوم به ذلك من الخلال الشريفة العظيمة، فالشجاعة حياة للنفس، والاستقلال حياة، والحرية حياة، واستقامة أحوال العيش حياة.
ولما كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخلوا عن إفادة شيء من معاني هذه الحياة أمر الله الأمة بالاستجابة له، فالآية تقتضي الأمر بالامتثال لما يدعو إليه الرسول سواء دعا حقيقة بطلب القدوم، أم طلب عملا من الأعمال، فلذلك لم يكن قيد لما يحييكم مقصودا لتقييد الدعوة ببعض الأحوال بل هو قيد كاشف، فان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعوهم إلا وفي حضورهم لديه حياة لهم، ويكشف عن هذا المعنى في قيد " لما يحييكم" ما رواه أهل الصحيح عن أبي سعيد بن المعلى، قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ثم أتيته فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم" ثم قال: إلا أعلمك صورة الحديث في فضل فاتحة الكتاب، فوقفه على قوله " إذا دعاكم" يدل على أن "لما يحييكم" قيد كاشف وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال: يا أبي وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه وصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك فقال: يا رسول الله إني كنت في الصلاة فقال: أفلم تجد فيما أوحي إلي أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم قال بلى ولا أعود إن شاء الله الحديث بمثل حديث أبي سعيد بن المعلى قال ابن عطية: وهو مروي أيضا من طريق مالك بن انس (يريد حديث أبي بن كعب وهو عند مالك حضر منه عند الترمذي ) قال ابن عطية وروي أنه وقع نحوه مع حذيفة بن اليمان في غزوة الخندق، فتكون عدة قضايا متماثلة ولا شك أن القصد منها التنبيه على هذه الخصوصية لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.


( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون[24])

مقتضى ارتباط نظم الكلام يوجب أن يكون مضمون هذه الجملة مرتبطا بمضمون الجملة التي قبلها فيكون عطفها عليها عطف التكملة على ما تكمله، والجملتان مجعولتان آية واحدة في المصحف.

وافتتحت الجملة باعلموا للاهتمام بما تتضمنه وحث المخاطبين على التأمل فيما بعده، وذلك من أساليب الكلام البليغ أن يفتتح بعض الجمل المشتملة على خبر أو طلب فهم بأعلم أو تعلم لفتا لذهن المخاطب.
وفيه تعريض غالبا بغفلة المخاطب عن أمر مهم فمن المعروف أن المخبر أو الطالب ما يريد إلا علم المخاطب فالتصريح بالفعل الدال على طلب العلم مقصود للاهتمام، قال تعالى " اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم" وقال( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) الآية وقال في الآية بعد هذه ' واعلموا أن الله شديد العقاب" وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي مسعود الأنصاري وقد رآه يضرب عبدا له اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود: أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام وقد يفتتحون بتعلم أو تعلمن قال زهير.

قلت تعلم أن للصيد غرة وإلا تضيعها فإنك قاتله
وقال زياد بن سيار
تعلم شفاء النفس قهر عدوهـا فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقال بشر بن أبي خازم
وإلا فاعلموا أنا وأنتـم بغاة ما بقينا في شقاق

و" أن" بعد هذا الفعل مفتوحة الهمزة حيثما وقعت، والمصدر المؤول يسد مسد مفعولي علم مع إفادة أن التأكيد.
والحول، ويقال الحؤل: منع شيء اتصالا بين شيئين أو أشياء قال تعالى ( وحال بينهما الموج) .

وإسناد الحول إلى الله مجاز عقلي لأن الله منزه عن المكان، والمعنى يحول شأن من شؤون صفاته، وهو تعلق صفة العلم بالاطلاع على ما يضمره المرء أو تعلق صفة القدرة بتنفيذ ما عزم عليه المرء أو بصرفه عن فعله، وليس المراد بالقلب هنا البضعة الصنوبرية المستقرة في باطن الصدر، وهي الآلة التي تدفع الدم إلى عروق الجسم، بل المراد عقل المرء وعزمه، وهو إطلاق شائع في العربية.

فلما كان مضمون هذه الجملة تكملة لمضمون الجملة التي قبلها يجوز أن يكون المعنى: واعلموا أن علم الله يخلص بين المرء وعقله خلوص الحائل بين شيئين فانه يكون شديد الاتصال بكليهما.
والمراد بالمرء عمله وتصرفاته الجسمانية.
فالمعنى أن الله يعلم عزم المرء ونيته قبل أن تنفعل بعزمه جوارحه، فشبه علم الله بذلك بالحائل بين شيئين في كونه أشد اتصالا بالمحول عنه من أقرب الأشياء إليه على نحو قوله تعالى " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" .
وجيء بصيغة المضارع" يحول" للدلالة على أن ذلك يتجدد ويستمر، وهذا في معنى قوله تعالى" ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" قاله قتادة.
والمقصود من هذا تحذير المؤمنين من كل خاطر يخطر في النفوس: من التراخي في الاستجابة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتنصل منها، أو التستر في مخالفته، وهو معنى قوله " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه" .
وبهذا يظهر وقع قوله" وأنه إليه تحشرون" عقبه فكان ما قبله تحذيرا وكان هو تهديدا.
وفي الكشاف، وابن عطية: قيل إن المراد الحث على المبادرة بالامتثال وعدم إرجاء ذلك إلى وقت آخر خشية أن تعترض المرء موانع من تنفيذ عزمه على الطاعة أي فيكون الكلام على حذف مضاف تقديره: أن أجل الله يحول بين المرء وقلبه، أي بين عمله وعزمه قال تعالى " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت" الآية.
وهنالك أقوال أخرى للمفسرين يحتملها اللفظ ولا يساعد عليها ارتباط الكلام والذي حملنا على تفسير الآية بهذا دون ما عداه أن ليس في جملة )أن الله يحول بين المرء وقلبه( إلا تعلق شأن من شؤون الله بالمرء وقلبه أي جثمانه وعقله دون شيء آخر خارج عنهما، مثل دعوة الإيمان ودعوة الكفر، وأن كلمة "بين" تقتضي شيئين فما يكون تحول إلا إلى أحدهما لا إلى أمر آخر خارج عنهما كالطبائع، فان ذلك تحويل وليس حؤلا.
وجملة" وأنه إليه تحشرون" عطف على" أن الله يحول بين المرء وقلبه" والضمير الواقع اسم أن ضمير اسم الجلالة، وليس ضمير الشأن لعدم مناسبته، ولإجراء أسلوب الكلام على أسلوب قوله" أن الله يحول" الخ.

وتقديم متعلق " تحشرون" عليه لإفادة الاختصاص أي: إليه إلى غيره تحشرون وهذا الاختصاص للكناية عن انعدام ملجإ أو مخبإ تلتجئون إليه من الحشر إلى الله فكني عن انتفاء المكان بانتفاء محشور إليه غير الله بأبدع أسلوب، وليس الاختصاص لرد اعتقاد، لأن المخاطبين بذلك هم المؤمنون، فلا مقتضى لقصر الحشر على الكون إلى الله بالنسبة إليهم.

[line]

لا أشك أن في كلام الشيخ ابن عاشور إعادة لبعض ما جاء في ما نقله الاخوين جمال و عماد - أثابهم الله و أجزل لهم العطاء - و لكن لم أشأ أن أقتطع مثل ذلك الكلام حتى لا أخل بتفسيره و حتى يكون كلامه مسترسلا و متناسقا .

و الله اعلم .

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
 
الرد لابو زينب

الرد لابو زينب

اشكر ابو زينب للمشاركه لكن اسئل منك ابو زينب

كلنا ندري النسان قبل ان يفعل شي اللهجل جلاله يعلم ماذا يريد العبد ان يفعل كلام جمال حسني وعماد ايضا علي عين والراس لكن
كلام الجميع ينختم الي شي واحد الي الجبر وانا اعلم بان انتم ليس كدلك زمخشري وابو عاشور ايضا لهم تفسير لكن ما يفهم منه لا له علاقه بالقسم الاول
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ألف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي - حفظه الله - كتابا سماه " الإنسان مسير أم مخير ؟ " وهو " دراسة علمية شاملة لمسألة التسيير و التخيير و القضاء و القدر وما يتعلق بها من ذيول و مشكلات " .. قد أتى في كتابه على الآية منن سورة الأنفال .

سوف أنقل لكم بعض الفقرات التي بين فيها معنى الشق الثاني من الآية و هو قوله تعالى " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه "

ففي حديثه عن معنى آية المدثر " و ما يذكرون إلا أن يشاء الله " يقول :

الآية توقف فعل الإنسان على أن يشاء الله له ذلك الفعل .أي مهما عزم الإنسان على فعل أو تصرف ما فلن يتأتى منه ذلك إلا بعد أن يشاء الله أن يقدره و يوفقه لتنفيذ ذلك الفعل . و هذه حقيقة ثابتة لا ريب فيها , سبق أن أوضحناها و ذكرنا الأدلة عليها عند حديثنا عن خلق الله لفعل الإنسان و بيََـنـََا أن هذه الحقيقة لا تخل بالحرية الثابتة للإنسان .....
غير أنك قد تسأل قائلا: فما الحاجة إلى التذكير بشيء أبرم البيان الإلهي القرار بشأنه عندما أكد منح الله الحرية و المشيئة للإنسان ؟ إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي و أكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته و عزمه إلى شيء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته و عزمه . و من ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه إليه عزمه و قصده . فما الحاجة إلى أن يقول بعد هذا القرار الذي أكده له : إنك لن تستطيع ممارسة التذكرة و وضعها من حياتك العملية موضع التنفيذ إلا إن شئتُ لك ممارسة ذلك و تنفيذه ؟

و الجواب أن هذا الكلام هنا سيق مساق التهديد لأولئك الذين ظلوا معرضين عن التذكرة التي تعرفهم و تنبههم و تحذرهم ..فهو يقول لهم : بوسعكم إن شئتم أن تلتفتوا إلى هذه التذكرة و تحفلوا بها و لكن فلتعلموا أن هذا الوسع قد يُـحجب عنكم إذا شاء الله ذلك و تطاول أمد استكباركم و إعراضكم ..ترغبون عندئذ في الالتفات إلى هذه التذكرة و العمل بها و لكنكم لا تقدرون على ذلك و لا تجدون سبيلا إليه و هذا من قبيل قول الله تعالى " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه " و من قبيل قوله :" سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها و إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا و إن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا " و من قبيل قوله :" الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري و كانوا لا يستتطيعون سمعا "

فها هنا تصريح بأن هؤلاء الناس قد حيل بينهم و بين الاستفادة من عقولهم و أسماعهم و قواهم على الرغم من أنهم يتمتعون بذلك كله .. و ذلك بمقتضى عقاب عاجل حاق بهم من الله عز و جل جزاء على إمعانهم في العناد و الاستكبار . وهي سنة ربانية يأخذ الله بها بعضا من عباده ...

و صفوة القول أن المشيئة التي يتمتع بها الإنسان في اختيار تصرفاته و أعماله متوقفة على مشيئة الله أن يكرمه و يمتعه بها . و لما شاء الله أن يمتع عباده بهذه النعمة كانت هي المزية الكبرى التي امتازواا بها عن سائر الحيوانات الأخرى . و غني عن البيان أن الله إن شاء سلب عن عباده هذه المكرمة كما يسلبها فعلا عن أناس حاق بهم غضب الله عز و جل ....


..... أما الإنسان الذي ركل فطرة البحث عن الحق و الرغبة في الركون إليه بقدمه و استسلم لأمواج التربية الجانحة و الضلالات الفكرية الباطلة ثم آثر الانقياد لكبرياء نفسه على الاستجابة لقرار عقله ثم أصر إصراره على أن يستمر على هذا النهج معرضا عن التذكرة و الحوار مستكبرا عليهما آنا و ساخرا بهما و بأصحابهما آنا آخر . فهل من الظلم له أن يطبع الله على قلبه بعد طول تنبيه و تحذير و إنذار كما قد قرر في الآيات التي سبق إيرادها مما يتضمن هذا القانون الرباني ؟
وعن هؤلاء العتاة و المستكبرين يقول الله تعالى وهو يصف جانبا من استكبارهم على الحق و سخريتهم به : " و منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم : ماذا قال آنفا * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و اتبعوا أهواءهم " سورة محمد 16
( * تعليق من الكاتب : أي قالوا ذلك استهزاء و يأتي بعد هذه الآية مباشرة قوله تعالى " و الذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تقواهم " فانظر إلى دقة المقابلة لتدرك دقة القانون الإلهي )

أجل أعود فأسأل : هل منن الظلم أن يعاقب الله هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم بهذا العتو و الاستكبار فيطبع على قلوبهم و يستلب منها قابلية الهداية نتيجة لما حكموا به على أنفسهم من الظلم لها و الإساءة إليها ؟

لقد كان الإنسان خلال مرحلة طويلة من حياته قادرا على أن يتحرر من كبره و عصبيته و عناده و أن يختار لنفسه الانقياد لقرار عقله إذ لم يكن العقاب الرباني العاجل قد حل بعد , و لكنه أصر .. ثم أصر .. ثم أصر .. فلما ثابر على هذه الحال و أصر إصراره نزل به عقاب الله و حكمه فقطع روافد الهداية عن عقله و طبع على قلبه و غلفه بالران فلا العقل يعي و لا القلب يرق و يتأثر . و كأن الله يقول له : ما حاجتك إلى هاتين النعمتين و أنت لا تستعملهما إلا لحظوظ نفسك و إشباع كبريائك . فها أنا بقضاء عادل مني أحول بينك وبينهما فلن ترقى بهما بعد اليوم إلى سدة الهداية و الرشد و هذا معنى قوله عز وجل " واعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه " أي عندما يشاء عز وجل وو إنما تسير مشيئته طبق هذا القانون الذي ألزم به ذاته .

وأليك هذه الحادثة التي تبرز جانبا عمليا واضحا من هذه السنة الإلهية التي لا يلحقها خلف .
أستاذ جامعي ذو ثقافة واسعة كان دأبه التباهي بانحلاله و ابتعاده عن ضوابط الدين و قيمه . ولم يكن يقابل تذكرة الناصحين و المذكرين له إلا بالتعالي و السخريةة .. توفي قريب لصديق له فدخل داره معزيا مع زميل له . وما كاد يجلس مع الجالسين في قاعة العزاء و تطرق سمعه آيات من كتاب الله تعالى يتلوها القارئ حتى همس في أذن زميله قائلا: قم .. قم .. فإن هذا الكلام الذي أسمعه يكاد يغير لي فكري .. و هب فقام منصرفا لا يلوي على شيء .

أليس هذا من الغرابة بمكان ؟ هل هناك من يعادي عقله فيفر من نصائحه و أحكامه ؟
أجل هناك من يعادي عقله في مجال الهداية و اتباع سبيل الرشد و هم أولئك الذين حاق بهم مقت الله و أنزل بهم عقابه العاجل فضرب بينهم و بين عقولهم بحاجز و أفقد سلطانها على نفوسهم فكانوا مظهرا دقيقا لقوله عز و جل : " إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا وو إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذن أبدا " الكهف 57 . " و لقوله عز و جل " و لاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا " الهف 28. و لقوله تعالى " و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عنن ذكري و كانوا لايستطيعون سمعا " الكهف 100-101 .

اهــ

أكتفي بهذا القدر على أمل أن يكون الأمر قد انجلى إلى أختنا زينب - وفقها الله -

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
 
اشکرک علی توضحات الکامله

اشکرک علی توضحات الکامله

کانت التوضحات وافیه وکامله

الان ما العلاقه بین هذا التفسیر الذی قلت وقسم الاول لهو استجیبوا ...
 
بين الاستجابة و الحؤول

بين الاستجابة و الحؤول

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

يقول الحق سبحانه " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم . و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه . "

أكثر الفقهاء على أن ظاهر الأمر للوجوب فالأمر هنا للوجوب حتى يكون له معنى و فائدة , صونا للنص عن التعطيل و لأن قوله بعدئذ : " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه . " جار مجرى التهديد و الوعيد وهو لا يليق إلا بالإيجاب .

فيجب بناء عليه امتثال ما أمر به الرسول صلى الله عليه و سلم بجد و عزم و نشاط من أمور الدين عبادة و عقيدة و معاملة .

ومن أعرض عما أمر النبي به من الإيمان و القرآن و الهدى و الجهاد فهو ميت لا حياة طيبة أو روحية فيه . كما قال تعالى : " أو من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " (الأنعام 122 )

و معنى قوله " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه وأنه إليه تحشرون . " بادروا إلى الاستجابة قبل ألا تتمكنوا منها بزوال العقل و القلب : موضع الفكر . قال مجاهد في الآية " يحول " أي حتى يتركه لا يعقل . و المعنى : يحول بين المرء و عقله حتى لا يدري ما يصنع .

فالمقصود من الآية الحث على الطاعة قبل وجود الموانع من مرض و موت مثلا . و الدليل على ذلك ما ختمت به الآية " و أنه إليه تحشرون " أي أسرعوا في العمل و أعدوا العدة ليوم الحشر فإنكم إلى الله مرجعكم و مصيركم فيجازيكم بأعمالكم .

أرجو أن أكون قد وُفقتُ في بيان العلاقة بين الجملتين في الآية .
 
عودة
أعلى