ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟

البتول

New member
إنضم
27/02/2006
المشاركات
46
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
السلام عليكم
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟
وما علاقته بعموم و مرونة الشريعة؟
 
أرجوا أن تعودي إلى كتاب الإعتصام في نهاية الجزء الثاني عرض الإمام الشاطبي بعض الدعاوى لمن ينسب التعارض لكتاب الله من ضمنها هذه الأية مع قوله تعالى:"و أنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" أدعوا لك الله بالتوفيق
 
قال السعدي رحمه الله :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين أصوله وفروعه.
فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة، من علم الكلام وغيره، فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله.
 
المقصود بـ" أكملت "
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
لقد أحالت الأخت ريحانة على الإعتصام ، وهي مشكورة على ذلك ، لكن طلب الأخت البتول هو:" ما المقصود بالكمال ؟ " ‏
‏ لا أريد هنا أن أذكر كلام المفسرين في هذه الآية فإنها شائعة , ذائعة ، وأكتفي بالجديد الذي ذكره الإمام الشاطبي ‏
‏ قال الشاطبي : " ولأن الحفظ المضمون في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".‏الحجر :9 إنما المراد به حفظ أصوله الكلية المنصوصة, وهو المراد بقوله:" اليوم أكملت لكم ‏دينكم ".المائدة :3، لا المراد المسائل الجزئية " الموافقات ص: 20شرح: عبد الله دراز, وترجم ‏لأعلامه ابنه:محمد عبد الله دراز، وفهرس موضوعاته: عبد السلام عبد الشافي محمد, دار الكتاب ‏الحديث ط الأولى (1425هـ- 2004م)‏
‏ وقال في كتابه الإعتصام(2/: " ولكن المراد- أي بالكمال- كلياتها فلم يبق للدين قاعدة ‏يحتاج إليها في الضروريات والحاجيات أو التكميليات إلا وقد بينت غاية البيان نعم يبقى تنزيل ‏الجزئيات على تلك الكليات موكولا إلى نظر المجتهد فإن قاعدة الاجتهاد أيضا ثابتة في الكتاب ‏والسنة فلا بد من إعمالها ولا يسع تركها وإذا ثبت في الشريعة أشعرت بأن ثمَّ مجالا للاجتهاد ولا ‏يوجد ذلك إلا فيما لا نص فيه ولو كان المراد بالآية الكمال بحسب تحصيل الجزئيات بالفعل ‏فالجزئيات لا نهاية لها فلا تنحصر بمرسوم وقد نص العلماء على هذا المعنى فإنما المراد الكمال بحسب ‏ما يحتاج إليه من القواعد الكلية التي يجرى عليها ما لا نهاية له من النوازل "‏
‏ ومن العلماء الذين سبقوا الشاطبي إلى هذا المعنى إمام الحرمين أبو المعالي الجويني في كتابه الفريد ‏الذي لم ينسج على منواله في الفكر السياسي إلى يومنا ، والموسوم بـ" غياث الأمم في إلتياث ‏الظلم" ‏
‏ وللطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية-أيضا- كلام يعد كالشرح لما ذكره الشاطبي في كتابيه‏
‏ أما عموم الشريعة فهو ميزة من مزاياها التي لا تتخلف عنها بأي حال من الأحوال، فقد ‏استطاعت أن تعالج كافة المشكلات في كل البيئات التي حلت بها, ولها ميزات غيرهذه الميزة منها :‏
‏ -‏ الربانية.‏
‏ -‏ الإنسانية العالمية.‏
‏-‏ العدل المطلق.‏
‏-‏ الجمع بين الثبات والمرونة ؛ فالثبات في الأصول والأهداف , والمرونة في الفروع والوسائل ‏
‏ وأحيلك على كتاب للشيخ يوسف القرضاوي عنوانه:" شريعة الإسلام ‏خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان " فهو كتاب مليء من شيخ مليء ‏
‏ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أُحيل أحدكم على مليء فليتبع " .‏
‏ رواه الترمذي بهذا اللفظ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* يتجلى مبدأ المرونة في اليوم الذي يلي عرفة , فقد سئل يومها عن ما قدم وأخر في مناسك الحج " فما سئل يومها عن شيء قدم أو أخر إلا قال :" افعل ولا حرج "‏
 
نذكر أن الشيخ الراشد قد قام بتلخيص كتاب الإ مام الجويني، وسماه " الفــقــه اللاهـــــب "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجعل لسانك رطبا دائما بذكر الله تعالى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَلِمَتَانِ:
- خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ
-ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ
-حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " . متفق عليه
 
الذي يستفاد من كلام الراغب في المفردات أن التمام بمعنى الكم والكمال للكيف؛ وعلى هذا فمعنى التمام في الآية ان الإسلام قد استوعب كل جزئية من جزئيات الحياة، اما الكمال فيفيد أن كل جزئية من هذه الجزئيات قد بلغت الغاية في الحكمة والعظمة.والله أعلم
 
عودة
أعلى