ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
قال جل في علاه:" و ندخلهم ظلا ظليلا"-النساء:57-، و قال عز في علاه:" و ظل ممدود"-الواقعة:30-، و قال جل شأنه:" إن المتقين في ظلال و عيون"- المرسلات:41-، و قال جل جلاله:" هم و أزواجهم في ظلال على الأرائك متكؤون" –يس56:-
و معلوم أن الظل لا يكون إلا من شمس أو حر، و الجنة لا شمس فيها، كما قال تعالى:" لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا"- الانسان:13-
فما المقصود بالظل الذي وعده الله عباده المؤمنين في جنان الخلد؟؟
- من أهل العلم من قال أن المراد به النعيم:
يقول الشيخ أبو زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في كتابه" فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن": هو عبارة عن المستلذ المستطيب كقوله:" و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا" جريا على المتعارف بين الناس و إلا فلا شمس في الجنة طالعة و لا غاربة كما أنه لا بكرة فيها و لا عشية" اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لحديث النبي صلى الله عليه و سلم:" إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، و اقرؤوا إن شئتم:" و ظل ممدود"": وقوله في ظلها أي في نعيمها وراحتها ومنه قولهم عيش ظليل وقيل معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها ومنه قولهم أنا في ظلك أي ناحيتك قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى". اهـ .
- و من أهل العلم من قال أنه ظل لا يحدث له ما يحدث للظل في الدنيا من تأثره بحر الشمس و غير ذلك:
يقول الإمام القرطبي:" { وندخلهم ظلا ظليلا } يعني كثيفا لا شمس فيه، قال الحسن : وصف بأنه ظليل لأنه لا يدخله ما يدخل ظل الدنيا من الحر والسموم ونحو ذلك وقال الضحاك : يعنى ظلال الأشجار". اهـ.
قال الراغب في المفردات:" ظلل : الظل ضد الضح وهو أعم من الفئ فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة ، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس ، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة ، قال { إن المتقين في ظلال } أي فيه عزة ومناع ... وقوله : { وندخلهم ظلا ظليلا } كناية عن غضارة العيش ..."
- و قيل أن المقصود ظل دائم لا تنسخه الشمس كظل أهل الدنيا وذلك لأن الجنة ظل كلها لا شمس فيها.
- و قال الربيع ابن أنس هو ظل العرش.
- وقيل : الظل ليس ظلّ أشجار بل ظلّ يخلقه الله تعالى .
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الجنة سَجْسَج، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
فتلك بعض الأقوال في معنى الظل الذي سينعم به أهل الجنان.
و يمكن القول أن الله تعالى سيخلق لأهل الجنة ظلا زيادة لهم في التنعم، و إن لم تكن هناك شمس و لا حر يحتاجون معه إلا ما يظلهم لكن الكريم سبحانه سيغدق عليهم من النعم ما لا يخطر على بال، و من ذلك الظلال الوافرة التي و إن علمنا معناها لكن حقيقتها غير معلومة لنا، و مهما تخيلنا و تصورنا فإن نعيمها فوق الوصف كما هو الحال بالنسبة لكل ما في الجنة من نعم، و رضي الله عن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس إذ يقول:" ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلا الأسماء" - و هذا الأثر أخرجه ابن جرير و ابن أبي حاتم و البيهقي و غيرهم، و صححه العلامة الألباني في الصحيحة و غيرها-.
و الله أعلم و أحكم.
ما المقصود بالظل الموعود لأهل الجنة التي لا شمس فيها و لا حر؟
من نعم أهل الجنة التي سينعمون بها الظل و قد ذكره الله تعالى في أكثر من آية:
قال جل في علاه:" و ندخلهم ظلا ظليلا"-النساء:57-، و قال عز في علاه:" و ظل ممدود"-الواقعة:30-، و قال جل شأنه:" إن المتقين في ظلال و عيون"- المرسلات:41-، و قال جل جلاله:" هم و أزواجهم في ظلال على الأرائك متكؤون" –يس56:-
و معلوم أن الظل لا يكون إلا من شمس أو حر، و الجنة لا شمس فيها، كما قال تعالى:" لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا"- الانسان:13-
فما المقصود بالظل الذي وعده الله عباده المؤمنين في جنان الخلد؟؟
- من أهل العلم من قال أن المراد به النعيم:
يقول الشيخ أبو زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في كتابه" فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن": هو عبارة عن المستلذ المستطيب كقوله:" و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا" جريا على المتعارف بين الناس و إلا فلا شمس في الجنة طالعة و لا غاربة كما أنه لا بكرة فيها و لا عشية" اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لحديث النبي صلى الله عليه و سلم:" إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، و اقرؤوا إن شئتم:" و ظل ممدود"": وقوله في ظلها أي في نعيمها وراحتها ومنه قولهم عيش ظليل وقيل معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها ومنه قولهم أنا في ظلك أي ناحيتك قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى". اهـ .
- و من أهل العلم من قال أنه ظل لا يحدث له ما يحدث للظل في الدنيا من تأثره بحر الشمس و غير ذلك:
يقول الإمام القرطبي:" { وندخلهم ظلا ظليلا } يعني كثيفا لا شمس فيه، قال الحسن : وصف بأنه ظليل لأنه لا يدخله ما يدخل ظل الدنيا من الحر والسموم ونحو ذلك وقال الضحاك : يعنى ظلال الأشجار". اهـ.
قال الراغب في المفردات:" ظلل : الظل ضد الضح وهو أعم من الفئ فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة ، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ولا يقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس ، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة ، قال { إن المتقين في ظلال } أي فيه عزة ومناع ... وقوله : { وندخلهم ظلا ظليلا } كناية عن غضارة العيش ..."
- و قيل أن المقصود ظل دائم لا تنسخه الشمس كظل أهل الدنيا وذلك لأن الجنة ظل كلها لا شمس فيها.
- و قال الربيع ابن أنس هو ظل العرش.
- وقيل : الظل ليس ظلّ أشجار بل ظلّ يخلقه الله تعالى .
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الجنة سَجْسَج، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
فتلك بعض الأقوال في معنى الظل الذي سينعم به أهل الجنان.
و يمكن القول أن الله تعالى سيخلق لأهل الجنة ظلا زيادة لهم في التنعم، و إن لم تكن هناك شمس و لا حر يحتاجون معه إلا ما يظلهم لكن الكريم سبحانه سيغدق عليهم من النعم ما لا يخطر على بال، و من ذلك الظلال الوافرة التي و إن علمنا معناها لكن حقيقتها غير معلومة لنا، و مهما تخيلنا و تصورنا فإن نعيمها فوق الوصف كما هو الحال بالنسبة لكل ما في الجنة من نعم، و رضي الله عن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس إذ يقول:" ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلا الأسماء" - و هذا الأثر أخرجه ابن جرير و ابن أبي حاتم و البيهقي و غيرهم، و صححه العلامة الألباني في الصحيحة و غيرها-.
و الله أعلم و أحكم.