ما المراد بالغرائب في عبارة ابن القيم التالية

إنضم
10/04/2007
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (
قال الواحدي في بسيطه ومعنى تعولوا تميلوا وتجوروا عن جميع أهل التفسير واللغة وروي ذلك مرفوعا روت عائشة رضي الله عنها عن النبي في قوله ذلك أن لا تعولوا قال أن لا تجوروا وروي أن لا تميلوا قال وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة والربيع والسدي وأبي مالك وعكرمة والفراء والزجاج وابن قتيبة وابن الأنبا ري
قلت ويدل على تعين هذا المعنى من الآية وان كان ما ذكره الشافعي رحمه الله لغة حكاها الفراء عن الكسائي أنه قال ومن الصحابة
من يقول عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائي وهو لغة فصيحة سمعتها من العرب لكن يتعين الأول لوجوه
أحدها أنه المعروف في اللغة الذي لا يكاد يعرف سواه ولا يعرف عال يعول إذا كثر عياله إلا في حكاية الكسائي وسائر أهل اللغة على خلافه
الثاني أن هذا مروي عن النبي ولو كان من الغرائب فانه يصلح للترجيح...)
سؤالي أيها الكرام: ما هو المراد بالغرائب في عبارة ابن القيم رحمه الله تعالى، هل المراد الضعيف، ما مدى حجية الضعيف في التفسير، وهل أفهم منه أن ابن القيم رحمه الله تعالى يرى حجية الضعيف في التفسير
 
سؤ ال طيب يا أخي الكريم نرجو من أصحاب الفن أن يجيبو عليه لنسفيد شكر الله لك يا أخي محمود
 
الغرائب في عبارة ابن القيم هي الأحاديث الأفراد الغَرَائب الَّتي ينفرد بها ثقة من الثِّقات, والحديث الغريب فيه الصحيح كما في الأحاديث الغرائب في الصحيحين ففيهما مئتي حديث جمعها الضياء المقدسي ، وفيه غير الصحيح وهو الغالب على الغرائب التي في خارج الصحيحين .

قال السيوطي في تدريب الراوي :
الغريب هو ما رواه راو منفرداً بروايته فلم يروه غيره أو انفرد بزيادة في متنه أو إسناده سواء انفرد به مطلقاً أو بقيد كونه عن إمام شأنه أن يجمع حديثه لجلالته وثقته وعدالته كالزهري وقتادة وإنما سمى غريباً لانفراد راويه عن غيره كالغريب الذي شأنه الانفراد عن وطنه والغالب أنه غير صحيح ومن ثم كره جمع من الأئمة تتبعها قال مالك ((شرا العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس)) وقال الإمام أحمد ((لا تكتبوا هذه الغرائب فإنها مناكير وغالبها عن الضعفاء)) انتهى

ولو رجعتم أخي العزيز محمود إلى كتب مصطلح الحديث مثل فتح المغيث للسخاوي ، لوجدتم لهم في كلامهم عن الحديث الغريب تفاصيل نافعة حول هذا النوع من أنواع الحديث .
 
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري على ما تفضلتم به من توضيح وبيان غير أن ما أشكل عليَّ من عبارة ابن القيم رحمه الله تعالى لم يتضح لي بعد ذلك أن ابن القيم رحمه الله تعالى نقل عن الواحدي رحمه الله تعالى رواية عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " أن لا تعولوا" قال أن لا تجوروا، وهذه الرواية هي التي علق عليها بعد بقوله: الثاني أن هذا مروي عن النبي ولو كان من الغرائب فانه يصلح للترجيح، وهذا يشير إلى أن الغرائب في عبارته يريد بها هنا الضعيف جريا على اطلاق الغريب بمعنى الضعيف عند بعض المتقدمين كما في عبارة الإمامين مالك وأحمد رحمهما الله تعالى التي تفضلتم شيخنا عبد الرحمن بنقلها من التدريب، ولا يرد هنا أن يقال إن المراد بالغرائب جمع الغريب المتعارف عليه بين أهل المصطلح، إذ لا يستغرب إمام كابن القيم رحمه الله تعالى يقول بحجية خبر الواحد أن يكون الغريب الاصطلاحي الذي منه الصحيح من المرجحات عند اختلاف المفسرين بل الغريب الاصطلاحي إذا كان صحيحا مؤسس للتفسير لا مرجح، ومن هنا أشكلت عليَّ عبارة ابن القيم رحمه الله تعالى إذ فهمت منها أنه يرجح بين المعاني المختلف فيها في التفسير بالحديث الضعيف، وسؤالي المنبني على هذا هل الترجيح بالضعيف في التفسير معتبر عند العلماء عموما، وعند ابن القيم على وجه الخصوص، علما أن حديث عائشة المرفوع الذي سبق ذكره ودارت حوله عبارة ابن القيم رحمه الله تعالى ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا كما ذكر ذلك بعض المحدثين المتقدمين، وأختم بما ابتدأت داعيا المولى جل في علاه أن يجزيكم شيخنا عبد الرحمن خير جزاء وأتمه
 
من وجوه الترجيح في التفسير مجيء المعنى مروياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا لا يكاد يختلف فيه أهل التفسير, ثم يتفاوت تقديم هذا المروي وتأخيره في الترجيح بحسب نصه على المعنى صراحة ودخوله في أفراده واحتماله, وكذا يتفاوت بحسب صحته وحسنه وضعفه.
ولو تأملت أخي الحبيب ترجيحات ابن القيم - مثلاً - بالمروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدتها متفاوتة بحسب ما ذكرت وليست على نسقٍ واحد, ولعلك تتتبعها من كتابه النفيس "التبيان في أقسام القرآن" ولو كان بين يدي لأعنتك بأمثلته.
 
رغم قدم عهد الموضوع فإني أرى مما يزيده ثراء
الإحالة على (اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير دراسة موازنة) لمحمد القحطاني، وهي رسالة علمية مقدمة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، عام 1426ه 1427ه.
 
عودة
أعلى