مرحبا بك أخي..
وسؤالك مهم ويشكل حقا على الكثير، خصوصا مع انتشار الجلالين، واعتماد فهم تفسيرهما على معرفة ما اعتمداه من قراءة.
الواقع أن الجلالين -رحمهما الله- لم يلتزما قراءة واحدة في تفسيرهما، وإن كان اعتمادهما غالبا على قراءة أبي عمرو البصري.
يقول الدكتور فخري قباوة في مقدمة تحقيقه للجلالين -وهو أحسن التحقيقات الموجودة- :
" ولما كان الجلالان على علم قليل بالقراءات، تلقيا وحفظا وإقراء، كما ذكر السيوطي نفسه، فقد بدا للدارسين أنهما لم يتقيدا في هذا التفسير بقراءة أو رواية واحدة، ولم يلتزما قراءة معينة في جميع الآيات، وكأنهما اختارا ما كان يحفظ من النص القرآني في ذلك العصر وتلك البقاع المصرية، وهو غير ذي إسناد واحد معين.
وعندما وقفت على إحدى مطبوعات البابي الحلبي لتفسير الجلالين، رأيت في الصفحة الثانية منها النص التالي: " مراعاة لحقوق المؤلفين، قد أثبتنا القرآن الكريم مضبوطا بالشكل الكامل، على حسب رواية الشيخين المفسِّرَين، وإن كانت تخالف رواية حفص "
ثم يقول:
" وبتتبع ما جاء في هذه المطبوعة، مع ما تحصل في النسخة الخطية التيمورية (1)، والتعليقات على الجلالين، تبين لي أن القراءة التي اختارها هذان المفسران لآيات القرآن الكريم جمهورها الأساس معتمد على قراءة إمام البصرة ومقرئها أبي عمرو ابن العلاء (ت154)، وما خالف ذلك كان فيه أشياء من قراءة إمام مكة المكرمة ومقرئها عبد الله بن كثير (ت120)، ثم من قراءة إمام أهل المدينة المنورة ومقرئها نافع بن عبد الرحمن (ت169)، ثم من قراءة إمام أهل الشام ومقرئهم عبد الله بن عامر (ت118).
وما خالف ذلك في بعض المواضع فهو قليل، ومعظمه عند الجلال المحلي " ا.هـ.
ــــــــ
(1) وهي أفضل نسخة خطية للجلالين.