ما الفرق بين قول المفسر : هذا قول ٌباطل،وهذا قولٌ مردودٌ، وهذا قولٌ ضعيف؟

قطرة مسك

New member
إنضم
07/01/2008
المشاركات
180
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
يتفنن المفسرون في استعمال عباراتهم أثناء رد الأقوال التفسيرية ، فتارة يحكمون على القول بالضعف، وتارة بالبطلان، وتارة بالرد، وغير ذلك !
فهل هذه المصطلحات مترادفة، أم أن لكل منها معنى خاص لا يشمل غيره ؟
فلو أردت التعبير بمصطلح يجمع هذه العبارات وغيرها من صيغ التضعيف والرد، فما الأقرب لذلك، والذي دفعني إلى هذا السؤال أنه حصل إشكال في تسمية عنوان رسالتي وهي :
نقد... للأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة.
أرجو إفادتي عاجلاً خلال هذين اليومين فأنا في عجلة من أمري.
 
أوّلاً لا بدّ من بيان مسألة مهمّة، وهي أن هذه مصطلحات لم يتمّ الاتفاق عليها، ولم يُتّفق على تحديد المراد منها بدقّةٍ بين المفسّرين، فليس الأمر فيها كالأمر في علم الحديث، الذي اتفق علماؤه -إلى حدٍّ بعيد - على استعمال مصطلحات معيّنة لأنواع معيّنة من الحديث، واشتُهر ذلك، بحيث صار هو المتبادر عند الإطلاق، بدون الحاجة إلى التوضيح أو التعليق .

أما ثانياً، فالذي أراه أن هذه الاستعمالات على أصل معناها اللُّغويّ، لا زيادة اصطلاحيّة على معناها، فإذا قال المفسّرُ : هذا باطل، يعني أنه لا يصحّ بحال ولا وجه، وهكذا .

أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات :
أن المردود والباطل ما لا وجه له بحال، ولا يَستندُ إلى دليل يصلحُ للاعتماد عليه .
أما الضعيف، فما يَعتضد بشيءٍ من الأدلّة، النقلية أو العقلية، إلا أنها ضعيفة في مواجهة أدلّة أخرى أقوى منها استدِلَّ بها لقولٍ آخر في المسألة .

ورابعاً، فقد يكون لمفسّرٍ ما اصطلاحٌ معيّن أثناء تفسيره، فالواجب -العلمي - ههنا تتبّع استعماله لهذا اللفظ لضبط مقصوده به، ويكون اصطلاحاً خاصّاً به، والله أعلم .
 
شكر الله لك هذا الإيضاح، وزادك علما.

أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات :

المردود لم أجد له في المعاجم اللغوية في مادته ما هو متصل بموضوعنا؛ لذا أشكل كثيرا استعمال هذا اللفظ.
 
شكر الله لك هذا الإيضاح، وزادك علما.



المردود لم أجد له في المعاجم اللغوية في مادته ما هو متصل بموضوعنا؛ لذا أشكل كثيرا استعمال هذا اللفظ.

=================

ماذكره الأخ صحيح ،فلم يتفق على هذه المصطلحات عند أهل التفسير ، ولو حصل ذلك _ افتراضاً_ فقد يتجوز في العبارة ويعبر عن الباطل مثلا بالضعيف أو المردود والعكس صحيح كذلك ،، ،،
المشهور استعمال الباطل في مسائل الاعتقاد فهو يقابل الحق
والضعيف يقابل الصحيح ، يعني مما له وجه لكن الأدلة القوية تعضد القول الآخر . ، والصواب يقابل الخطأ المحض .
وبإمكانك جعل العنوان _ نقد ....للأقوال التفسيرية .........وتبيين المراد بنقده للأقوال في تضاعيف خطة البحث ، على أنه يعني :
ما يُحكم فيه على الأقوال بالبطلان أو الرد ، وهذا بحسب ما يطلقه على هذه التفسيرات من أوصاف ، وقد تكون أحكامه أو أوصافه مما لا يوافق عليه .......والله أعلم
 
عذب الشجن;81766[size=3 قال:
المشهور استعمال الباطل في مسائل الاعتقاد فهو يقابل الحق
[/size]

ويستعمل أيضًا في المسائل الفقهية ؛ مثاله ما جاء في تفسير ابن كثير عند الآية الثالثة من سورة المجادلة :
وقوله : { وَالّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِم ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ } اختلف السلف والأئمة في المراد بقوله : { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ } فقال بعض الناس : العود هو أن يعود إلى لفظ الظهار فيكرره ، وهذا القول باطل ، وهو اختيار ابن حزم ، وقول داود ، وحكاه أبو عمر بن عبدالبر عن بكير بن الأشج ، والفراء وفرقة من أهل الكلام .
..
أختي الفاضلة : إن أذنتِ لي باقتراحين حول اسم بحثكِ :
1- البحث في أيهما أصوب أو أصح أو أفصح ( نقد للأقوال .. ) أم ( نقد الأقوال .. ) بحذف اللام ؟
2- ما رأيكِ لو اختصرتِ في العنوان : ... الأقوال الضعيفة والمردودة والباطلة والتي فيها نظر .. إلى غير ذلك من استعمالات المفسرين ، فاعتمدتِ كلمة ( الغير مقبولة أو الغير مرضية ) ثم فصلتِ في أثناء البحث علة عدم قبولها أو ارتضائها عند المفسرين ، مع ملاحظة : هل يقال ( الغير مقبولة ) أم ( غير المقبولة ) ؟ أرجو بيان ذلك من شيوخنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا .
 
إسهاماً في جواب السؤال مع شكري لمن سبقوني بالجواب ، وإثراء لمادة السؤال
أقول:


ينبغي أن يفرق في هذا الأمر بين جانبي التنظير والحكم المبني على استقراء عبارات المفسرين في نقد بعض الأقوال التفسيرية وتنزيلها منازلها اللائقة بها.

فعند التنظير يمكن القول: إن الأقوال الضعيفة والباطلة والمردودة والساقطة والواهية ونحوها من هذه العبارات يجمعها حكم الضعف لكنها تدل على أنها على مراتب في درجة ضعفها حسب المدلول اللغوي الذي يمتاز به كل لفظ عن الآخر.
وهذه المراتب لا تخرج عن درجتين:
الدرجة الأولى: القول الضعيف الذي له مستند له حظ من النظر لكن دلت الأدلة أو قرائن الترجيح على ضعفه.
والأصل في صاحب هذا القول من المفسرين أنه مجتهد معذور في خطئه.
ومن هذا الصنف ما يبقى الاحتمال قائما لأن يوجد ما يقويه ويجاب به عما اعترض عليه فيه فيخرجه من دائرة القول الضعيف.

الدرجة الثانية: القول الباطل الذي يخالف أصول التفسير مخالفة بينه إما لعدم قيامه على دليل مع غرابة مؤداه أو لمخالفته الصريحة لدليل صحيح معلوم
فهذا القول لا يمكن أن يبقى احتمال لتقويته بما يعضده.

وهاتان الدرجتان حكمهما الرد
فالأقوال المردودة وصف حكمي للأقوال غير المقبولة وهو يشمل الأقوال الضعيفة بمراتبها.
فالرد هو حكم الأقوال الضعيفة.
وكلما ازداد القول ضعفاً ازداد نصيبه من الرد.
هذا من جهة التنظير

وأما من جهة التطبيق باستقراء نقد المفسرين للأقوال وحكمهم عليها فنجد بعض المفسرين يحمله الانتصار لقول يراه صحيحاً على الحكم على بعض الأقوال التي لها حظ من النظر وقد يكون في بعضها بعض الصواب وجزء من إصابة المعنى الصحيح فيصفها بأنها باطلة.
وفي المقابل نجد منهم من يتورع فيصف بعض الأقوال الباطلة بأنها غير معتمدة أو غير معروفة ويكتفي بذلك.

ومما يتصل بهذه المسألة تنوع عبارات المفسرين في الحكم على بعض الأقوال الضعيفة
وهذه أمثلة لبعض عباراتهم.
- قول باطل.
- قول مرذول.
- قول ساقط.
- قول مهجور.
- قول بارد
- قول بارد جداً
- غيره المعتمد.
- غيره أولى.
- غير معروف.
- لا أصل له.
- لا يصح.
- قول فاسد.
- قول شاذ.
- غير جيد.
- لا أرتضيه.
- غلط.
- معلول.
- سمج.
- تمحل.
- تكلف بعيد.
- من بدع التفاسير.

وغيرها كثير، وبعضهم ربما تحمله المقابلة على الخروج بوصف يقتضيه تحسين العبارة كما قال ابن عاشور في نقد ما ذهب إليه أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله تعالى: (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة)
حيث زعم معمر أن في التركيب قلباً والتقدير عنده ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه
قال ابن عاشور: (وأما قول أبي عبيدة بأن تركيب الآية فيه قلب، فلا يقبله من كان له قلب!!).

وكما قال الألوسي لما ذكر قولاً ذهب إليه بعض الأئمة وهو يضعفه، قال: (وعن سعيد بن منصور مثله وليس بالمنصور). يريد ذلك القول.

فينبغي للباحث في أقوال المفسرين وأحكامهم على الأقوال أن ينزلها منازلها اللائقة بها ، ويميز ما تدل عليه بالدلالة اللغوية المباشرة للفظ، أو بدلالة السياق ، وربما احتاج لموازنة قول ذلك الناقد بغيره لاستجلاء مقصده وإعمال بعض القرائن الخارجية.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وختم لنا ولهم بالصالحات.
 
أحسن الله إليكم ونفع بكم شيخنا الفاضل ، والشكر موصول للأخت قطرة مسك جزاها الله خيرًا .
 
..
أختي الفاضلة : إن أذنتِ لي باقتراحين حول اسم بحثكِ :
1- البحث في أيهما أصوب أو أصح أو أفصح ( نقد للأقوال .. ) أم ( نقد الأقوال .. ) بحذف اللام ؟
.
الأخت الفاضلة : متبعة، شكر الله لك وجزاك خيراً على مقترحاتك الطيبة.
لو قلنا : ( نقد الإمام فلان للأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة ) ، هو مغايرٌ تماماً لـقولنا( نقد الأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة عند الإمام فلان )، فالأول يفهم منه أنه هو من يتعقب هذه الأقوال برد ونقد وتوجيه، أما الثاني فيفهم منه أنه هو يوردها في تفسيره، ففرقٌ بين المصطلحين.
2- ما رأيكِ لو اختصرتِ في العنوان : ... الأقوال الضعيفة والمردودة والباطلة والتي فيها نظر .. إلى غير ذلك من استعمالات المفسرين ، فاعتمدتِ كلمة ( الغير مقبولة أو الغير مرضية ) ثم فصلتِ في أثناء البحث علة عدم قبولها أو ارتضائها عند المفسرين ، مع ملاحظة : هل يقال ( الغير مقبولة ) أم ( غير المقبولة ) ؟ أرجو بيان ذلك من شيوخنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا .
الاختصار في العنوان أمرٌ مطلوب؛ ولذا حصل الإشكال في التسمية، فأنا أريد عبارة تجمع هذه المصطلحات كلها وغيرها، وليس الأمر مقتصراً على هذه الألفاظ الثلاثة، فهناك عبارات كثيرة للمفسرين منثورة في كتبهم في هذا المجال.
 
الأستاذ عبد العزيز، جزاك الله خيراً على هذا الإيضاح والبيان، وزادك من واسع فضله.
ومن هذا الصنف ما يبقى الاحتمال قائما لأن يوجد ما يقويه ويجاب به عما اعترض عليه فيه فيخرجه من دائرة القول الضعيف.
أريد توضيحاً لهذه العبارة،شكر الله لك.

أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات :
أن المردود والباطل ما لا وجه له بحال، ولا يَستندُ إلى دليل يصلحُ للاعتماد عليه .
أما الضعيف، فما يَعتضد بشيءٍ من الأدلّة، النقلية أو العقلية، إلا أنها ضعيفة في مواجهة أدلّة أخرى أقوى منها استدِلَّ بها لقولٍ آخر في المسألة .
الأستاذ أبو رأفت يرى أن المردود والباطل مصطلحان مترادفان، والضعيف مغايرٌ لهما.

فالأقوال المردودة وصف حكمي للأقوال غير المقبولة وهو يشمل الأقوال الضعيفة بمراتبها.
فالرد هو حكم الأقوال الضعيفة.
وكلما ازداد القول ضعفاً ازداد نصيبه من الرد.
هذا من جهة التنظير
والأستاذ عبد العزيز يرى أن لفظ ( المردود ) يشمل الضعيف وغيره.

الرد: هو رد القول من حيث عدم صحة تفسير الآية به.

البطلان: القول نفسه باطل لا يصح.

هذا وجه في التفريق بين المصطلحين، والأمر في ذلك يسير.

ولأبي مجاهد العبيدي وفقه الله رأي آخر في التفريق بين المصطلحين، فهو يرى أن المردود قد يكون صحيحاً في ذاته، لكن لايصح تفسير الآية به.
أما الباطل : فهو باطلٌ في ذاته ولايصح تفسير الآية به.

والكل متفق على أن الفرق بين هذه المصطلحات وغيرها يتضح بالرجوع إلى الأصول اللغوية لهذه الألفاظ، وهذا الأمر سيتضح أثناء الدراسة - إن شاء الله -.
لكن أنا أريد عبارة جامعة لهذه الألفاظ حتى أثبتها في عنوان البحث، وإن كانت بغير ماذكرنا.
وأكرر شكري لجميع من ساهم في إثراء مادة هذا الموضوع، فلا حرمهم الله أجر الإفادة والتوجيه.
 
أما الأقوال الضعيفة التي يبقى الاحتمال قائماً لوجود ما يقويها فهي الأقوال التي تكون مستندة على حجة قابلة للتقوية كأن يعلق القول في التفسير على خبر لم يظهر للمفسر صحته فيعتبره ضعيفاً حتى يثبت له صحة ذلك الخبر.
وكذلك ما كان معلقاً على صحة الاستعمال اللغوي ثم يظهر للمفسر نفسه أو لغيره بعد ذلك صحة ذلك الاستعمال

والمقصود أن الحكم على قول ما بأنه ضعيف ليس دائماً يكون وصفاً لازماً لا يتغير إلا ما انعقد الإجماع على ما يضعفه أو دل الدليل الصحيح على ضعفه.
إذ قد يوجد ما يقويه كما أن بعض الأقوال التي يتداولها بعض المفسرين ويعتقد بعضهم صحتها قد يظهر لبعض المحققين ضعفها ويبينون ذلك بأنواع من الأدلة
وهذه الأحوال موجودة بكثرة في كتب الخلاف في التفسير وغيره.


وأما النقطة الثانية وهي ما يشمله وصف المردود فقد بينت في المشاركة السابقة أن المردود وصف حكمي للأقوال الضعيفة ولم أقل إنه يشمل الضعيف وغيره
فإن كان في عبارتي السابقة ما أوجب اللبس فإني أوضح المراد ههنا
فأقول: كل قول ضعيف فهو مردود حكماً ، والضعف له درجات
وأما الباطل فهو القول الشديد الضعف الذي دل النص أو الإجماع على بطلانه أو كان مخالفاً لأصول التفسير مخالفة ظاهرة.
والأقوال إما صحيحة حكماً وإما ضعيفة وليس بينهما إلا ما يتوقف فيه ، والتوقف ليس بقول ، وإنما حال عارضة تعرض للناقد حتى يتبين له صحة القول أو ضعفه.
فالقول الصحيح هو المقبول
والقول الضعيف هو المردود.
وكما أن الأقوال الضعيفة على درجات في ضعفها
فكذلك الأقوال الصحيحة على درجات في إصابة الحق فبعضهم يعبر عن المعنى الصحيح تعبيراً كافياً شافياً ، وبعضهم يصيب جزءاً منه.
ومن الأقوال ما يكون بعضه صحيح مقبول وبعضه ضعيف مردود.
ولكل ذلك أمثلة كثيرة في كتب التفسير.

وأما العنوان الذي ذكر أولاً وهو نقد الإمام فلان للأقوال الضعيفة والمردودة
فهو عنوان صحيح مستقيم لغة واستعمالاً لشموله وصف الأقوال الضعيفة على مراتب ضعفها ، وبيانه لحكمها وهو الرد.
والعطف يقتضي المغايرة وهي حاصلة ههنا بتغاير الصفات وإن كان الموصوف واحداً

أما الأقوال الباطلة فهي شديدة الضعف وإذا أضيفت للعنوان فيكون ذلك من باب عطف الخاص على العام.

أما إذا كان المراد دراسة نوع من أنواع الأقوال الضعيفة كالأقوال الشاذة، والأقوال المهجورة، والأقوال البدعية، ونحو ذلك فينبغي أن يكون العنوان محدداً لموضوع الدراسة.

وفقك الله وأعانك.
 
الأستاذ الفاضل : عبد العزيز
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة، وبلغك ما تأمله وزيادة.
أحسن الله إليك، وشكر مساعيك.
 
الأخت الكريمة متبعة،

إجابة عن سؤالك: الصحيح أن نقول: (غير المقبولة)، أما قول (الغير مقبولة ) فيبدو أنه خطأ شائع.
 
عودة
أعلى