ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير

المنذر

New member
إنضم
11/11/2003
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير

أخواني في ملتقى أهل التفسير من مشرفين وأعضاء ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أسعدني الليلة أن انضم إليكم في هذا الموقع المفيد والنافع ... والذي كنت أبحث عن مثل هذه المواقع المتخصصة خاصة في مجال تخصصي وهو التفسير ..

ومن خلال تصفحي للإنترنت للبحث عن مراجع في أصول التفسير ...

أرشدني الله عزو جل إلى هذا الموقع والذي رأيت فيه بغيتي .. وما كنت أبحث عنه في الإجابة على تساؤلاتي فيما يخص التفسير وعلوم القرآن ...

وأما ما يخص سؤالي فهو : ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير؟ مع أنه كما ذكر في تعريف علوم القرآن بإنه ( مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه .... ويسمى بأصول التفسير .. لأنه يتناول العلوم التي يشترط على المفسر معرفتها والعلم بها ..

لكن ما لاحظته في المؤلفات التي تناولت علوم القرآن .. والمؤلفات أيضاً التي عنت بأصول التفسير أن في مواضيعها تداخل وتشابه .. فكيف أفرق بين هذين العلمين .. ثم هل هناك مواضيع خاصة بأصول التفسير ومواضيع خاصة بعلوم القرآن ...

ارجو الإجابة على تساؤلاتي وإفادتي في ذلك ... لا عدمت تواصلكم ...

ولكم خالص الدعوات ....
 
مرحباً بكم أخي المنذر بين إخوانك في ملتقى التفسير.
وأما الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير ، فعلم (أصول التفسير) أحد (علوم القرآن). وبعض العلماء أدخله ضمن كتب علوم القرآن كالزركشي والسيوطي . ومناع القطان والرومي من المتأخرين يريان أنه يجوز إطلاق أصول التفسير على علوم القرآن وأنهما يكادان يكونان مترادفين في الدلالة على علم واحد.
وقد عرف الدكتور مساعد الطيار علم أصول التفسير بأنه (الأسس والقواعد التي يعرف بها تفسير كلام الله ، ويرجع إليها عند الاختلاف فيه). وأنصحك أخي الكريم بالعودة إلى كتاب الشيخ مساعد الطيار بعنوان (فصول في أصول التفسير) فهو نفيس في هذا الباب . وكذلكم كتاب (تفسير القرآن الكريم - أصوله وضوابطه) للدكتور على بن سليمان العبيد. فقد فصلا في كتابيهما كثيراً من المسائل المتعلقة بعلم أصول التفسير والتفريق بينه وبين علوم القرآن.
 
وعليكم السلام وحياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً .
أما بخصوص استفسارك فالعلاقة بين أصول التفسير وعلوم القرآن هي علا قة جزء من كل فأصول التفسير هو علم من علوم القرآن المتعددة . ولذا تجد بعض المؤلفات معنونه بعلوم القرآن وفي ثناياها بعض مباحث أصول التفسير ، وهذا لا إشكال فيه ، أما من سمى كتابه ب أصول التفسير وأورد مباحث من علوم القرآن فهذا إما ان المؤلف اطلق الجزء وأراد الكل ، أو ان هذه المباحث يراها من أصول التفسير خاصة إذا علمت أنه لم يتفق على كل المواضيع الخاصة بأصول التفسير ، ولذا تجد اختلاف في المواضيع المذكورة في كتب أصول التفسير.
 
الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن .
أصول التفسير هي المبادئ العلمية الأولى التي يحتاجها من يريد تعلم علم التفسير والتبحُّرَ فيه ، وهي جزء من علم التفسير .
وعلم التفسير جزء من علوم القرآن .
فكل معلومة من أصول التفسير هي من علوم القرآن ، وليس كل معلومة من علوم القرآن هي من أصول التفسير .
وقد تجد كتبًا مُعَنْونةً بأصول التفسير ، وفيها جملة من علوم القرآن التي لا علاقة لها بالتفسير .
والنظر في تحديد المعلومة من علوم القرآن وجعلِها من أصول التفسير مرتبط بإفادتها في التفسير من عدمها ، وعلوم القرآن من هذه الجهة على قسمين :
علمٌ لا تفيد المفسرَّ معرفتُه ولا علاقة له بالتفسير ؛ كعدِّ الآي .
وعلمٌ له علاقة بالتفسير ، ويستفيد المفسر منه ، وتختلف استفادة المفسر منه بحسب نوع العلم ، فعلم الناسخ والمنسوخ مما يحتاج المفسر معرفته بتفاصيله في الآيات ، لكنه ليس بحاجة إلى معرفة توجيه جميع وجوه القراءات من الآداء وغيرها ، إنما هو بحاجة إلى توجيه ما يختلف به المعنى .
والدارس لأصول التفسير يصوغ تأصيلاته وتقعيداته العلمية من هذه العلوم التي لها مساس بالتفسير ؛ كعلم المكي والمدني الذي تفيد معرفته في توجيه بعض الأقوال ، أوبيان ضعف بعضها وترجيح غيرها عليها .
ومن الأمثلة على ذلك :
قال ابن عطية (ت : 542 ) في قوله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) ( فصلت : 33 ) : (( ابتداء توصية لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهو لفظ يعمُّ كلَّ من دعا قديمًا وحديثًا إلى الله تبارك وتعالى وإلى طاعته من الأنبياء عليهم السلام ومن المؤمنين .
والمعنى : لا أحد أحسن ممن هذه حاله ، وإلى العموم ذهب الحسن ، ومقاتل ، وجماعة ، وبَيِّنٌ أن حالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت كذلك مبرِّزة .
وإلى تخصيصه في الآية ذهب السدي ، وابن زيد ، وابن سيرين ، وقال قيس بن أبي حازم ، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وعكرمة : نزلت هذه الآية في المؤذِّنين ، قال قيس : ( وعمل صالحا ) : هو الصلاة بين الأذان والاقامة ، وذكر النقاش ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ومعنى القول بأنها في المؤذنين : أنهم داخلون فيها ، وأما نزولها فمكية بلا خلاف ، ولم يكن بمكة أذان ، وإنما ترتَّب بالمدينة ، وإنَّ الأذان لمن الدعاء إلى الله تعالى ؛ لكنه جزء منه .
والدعاءُ إلى الله تعالى بقوة ؛ كجهاد الكفار ، وردع الطغاة ، وكفِّ الظلمة ، وغيره = أعظمُ عناءً من تولِّي الأذان ؛ إذ لا مشقة فيه ، والأصوب أن يعتقد أن الآية نزلت عامة ) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 13 : 112 ـ 113 )
وهذا يمكن أن يشكِّل قاعدة ترجيحية بين أقوال المفسرين ، وهي العلم بتاريخ النُّزول ، فالعلم بتاريخ النُّزول يدل على القول الصحيح في معنى الآية .
وقال ابن عطية ( ت : 542 ) في قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ) ( إبراهيم : 28 ) : ( وقال ابن عباس : هذه الآية في جبلة بن الأيهم .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ولم يرد ابن عباس أنها فيه نزلت ؛ لأن نزول الآية قبل قصته ، وإنما أراد أنها تخصُّ من فعل فِعْلَ جَبَلة إلى يوم القيامة ) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 10 : 241 ـ 242 ) .
وهذا المثال يتعلق بعلمي أسباب النُّزول والمكي والمدني ، وقد بين ابن عطية أن عبارة ابن عباس لا يراد بها أن جَبَلَة هو سبب نزول الآية المكية ؛ لأن خبره في عهد عمر  .
ومن هنا يقال : إن معرفة طريقة السلف في عباراتهم في التفسير والإفادة من هذه الطريقة من أصول التفسير .
والمقصود من هذا أنَّ أصول التفسير ليست هي علوم القرآن ، وقد يشكل في ذلك تسمية بعض العلماء لكتبهم بمسمى أصول التفسير ، وهي في جملتها في علوم القرآن ، ككتاب الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله ، وهذا من باب التسامح في الإطلاق في المصطلحات ، وإلا فأغلب كتابه في علوم القرآن لا أصول التفسير.
ويمكن تقسيم أصول التفسير إلى أقسام ثلاثة :
الأول : المقدمات النظرية لهذا العلم ، وتشمل جملة من المسائل كالتعريف والنشأة والكتب المدونة فيه ، وطريقة التأليف فيه ... الخ مما يُكتب في المقدمات التي تناسب هذا العلم .
الثاني : طرق التفسير ومصادره .
الثالث : الاختلاف في التفسير ، ويشمل :
دراسة عبارات السلف في التفسير .
أسباب الاختلاف .
أنواع الاختلاف .
كيفية التعامل مع الاختلاف ( قواعد الترجيح ) .
وغيرها من المسائل العلمية المتعلقة بأصول التفسير ، هذه أهم مسائله ، وهناك غيرها مما لا تسعه هذه العجالة .
 
إلى المشرفين العزيزين عبدالرحمن الشهري وأحمد البريدي .. أشكركما كثيراً على ترحيبكما بانضمامي إلى الملتقى المبارك ...

وعلى ما أفدتموني فيما يخص استفساري عن أصول التفسير من علم ومراجع .. فجزاكما الله خيراً وزادكما من العلم والفقه .

وأما أستاذي الفاضل الدكتور مساعد الطيار .. فقد أعطيت الموضوع حقه .. وأوضحت لي ما غمض علي فهمه .. فجزاك الله خيراً وبارك في علمك ونفعنا به .
 
عودة
أعلى