ما الفرق بين (الأنبياء) و (النبيين) في الاستخدام القرآني ؟

إنضم
13/05/2010
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا إخوان أرجو منكم الرد على استفساري

ما الفرق بين (الأنبياء) و (النبيين) في الإستخدام القرآني ؟

وأرجو أن تكون الإجابة مع ذكر المصدر...[info]أرجو الرد سريعا[/info]
 
الأخ راشد فلاح الحربي

لعلي أبدأ هذه المداخلة المفتوحة بمحاولة استقراء أولي تاركا المجال لمن له المزيد

من خلال الاستقراء يتبين ما يلي :
1- (نبي) كلمة قرآنية لها جمعان : نبيون وأنبياء
2- جاءت كلمة نبي في القرآن الكريم على صيغة جمع السلامة كما جاءت على صيغة جمع التكسير ( وقد ذهب بعضهم إلى أن الاسم إن كان له جمع تكسير وجمع سلامة كالجفان والجفنات فجمع السلامة للقلة وجمع التكسير للكثرة، وإن لم يكن له إلا جمع سلامة فجمع السلامة مشترك بين القلة والكثرة ) شرح شافية ابن الحاجب
3- جاء ذكر النبيين مكملا للأنبياء : محمد صلى الله عليه وسلم ، إبراهيم ، إسماعيل ، إسحاق ، يعقوب ، الأسباط ، موسى ، عيسى ، نوح ، أيوب ، يونس ، هارون ، سليمان ، داود عليهم صلوات الله وسلامه .
4- النبيون أنزل معهم الكتاب
5- النبيون أخذ الله منهم المثاق
6- النبيون من بعد نوح
7- النبيون من ذرية آدم
8- محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين .
9- بينما الأنبياء فهم كثر وتعرضوا للقتل بغير حق
10- بنو إسرائيل منهم أنبياء كما جاء على لسان موسى عليه السلام : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ }المائدة20

والله أعلم
 
طرح هذا السؤال في شبكة الفصيح وأحابوا عليه بما هو آت:
في السياقات التي لا تقتضي التهويل والمبالغة والكثرة، ترد (النبيون) و (النبيين) بجمع القلة على الأصل مناسبة لتلك السياقات، وما يجيء على أصله لا يسأل عن علته، لكن إذا خرج الشيء عن أصله سئل عن علته.

وأما في السياقات التي تقتضي التهويل والمبالغة والكثرة فترد (الأنبياء) بجمع الكثرة على غير الأصل مناسبة لتلك السياقات، ولا تأتي على الأصل بجمع القلة.
ونبي تجمع فنقول ( أنبياء ) ونقول ( نبيون ) ولكن متى نقول أنبياء ومتى نقول نبيون ؟
إذا أردنا جمع القلة فإن الجمع السالم يدل على قلة فنقول ( نبيون ) .
وإن أردنا جمع الكثرة نأتي بجمع التكسير ونقول ( أنبياء ) .
مثل كلمة ( سنبلة ) ... ( سنابل ) و ( سنبلات ) .
والله تعالى أعلم .
 
يقول الله تعالى :
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ }المائدة20

يقول طنطاوي في تفسيره : الوسيط في تفسير القرآن الكريم
والتنكير فى قوله { أَنْبِيَآءَ } للتكثير والتعظيم. أى: تذكروا يا بنى إسرائيل نعم الله عليكم، وأحسنوا شكرها، حيث جعل فيكم أنبياء كثيرين يهدونكم إلى الرشد. قال صاحب الكشاف: " لم يبعث الله فى أمة ما بعث فى بنى إسرائيل من الأنبياء ".

ويقول الشعراوي في خواطره :

"{ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } وكلما أدركتهم غفلة فإن الحق يرسل لهم نبياً كأسوة سلوكية. ولم يغضب عليهم ولم يقل: أرسلت لهم رسولا واثنين وثلاثة وأربعة. ولم يهتدوا، بل كلما عصوا الله واستعصت داءاتهم أرسل لهم رسولا، مثلهم في ذلك كمثل المريض الذي لا يضن عليه عائله بطبيب أو بطبيبين أو ثلاثة أو أربعة، بل كلما لاحظ عائله شيئا فإنه يرسل له طبيباً. وفي ذلك امتنان؛ لأن الله أرسل إليهم كثيراً من الرسل. وكان عليهم أن يعلموا أن داءاتهم قد كثرت وصار مرضهم مستعصيا؛ لأنه لو لم يكن المرض مستعصيا؛ لما كانوا في حاجة إلى هذه الكثرة من الأطباء والأنبياء، ومع ذلك رحمهم الله وكلما زاد داؤهم أرسل لهم نبيا."



 
ومن كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل السامرائي (باب التشابه والاختلاف - صفحة 188-189)

من التشابه والاختلاف: (صفحة 188 – 189)
ومن هذا الباب الاختلاف في التعريف والتنكير وذلك نحو قوله تعالى (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة) وقوله (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران).
فعرّف (الحق) في الأولى ونكره في الثانية، وذلك أن كلمة الحق المعرّفة في آية البقرة تدل على أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، والحق الذي يدعو إلى القتل معروف معلوم.
وأما النكرة فمعناها أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق أصلاً لا حق يدعو إلى قتل ولا غيره. أي: ليس هناك وجه من وجوه الحق الذي يدعو إلى إيذاء الأنبياء فضلاً عن قتلهم. فكلمة (حق) ههنا نكرة عامة، وكلمة (الحق) معرّفة معلومة. والقصد من التنكير الزيادة في ذمهم وتبشيع فعلهم أكثر مما في التعريف، وذلك لأن التنكير معناه أنهم قتلوا الأنبياء بغير سبب أصلاً لا سبب يدعو إلى القتل ولا غيره (انظر ملاك التأويل 1/71 -73). فمقام التشنيع والذمّ ههنا أكبر منه ثم كلاهما شنيع وذميم.
فجاء بالتنكير في مقام الزيادة في ذمهم وإليك سياق كل من الآيتين:
قال تعالى (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة) فعرّف (الحق) فيها.
وقال: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران) فنكّر (الحق).
ومن الواضح أن موطن الذمّ والتشنيع عليهم والعيب على فعلهم في آية آل عمران أكبر منه في آية البقرة يدل على ذلك أمور منها:
أنه في سورة البقرة جمع (الذلة) و(المسكنة) (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) وأما في آية عمران فقد أكّد وكرّر وعمّم فقال: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا) فجعلها عامة بقوله (أينما ثقفوا) ثم قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) فأعاد الفعل وحرف الجر للزيادة في التوكيد فإن قولك (أنهاك عن الكبر وأنهاك عن الرياء) آكد من قولك (أنهاك عن الكبر والرياء).
ثم إنه ذكر الجمع في آية البقرة بصورة القِلّة فقال (ويقتلون النبيين) وذكره في آية آل عمران بصورة الكثرة فقال (ويقتلون الأنبياء) أي يقتلون العدد الكثير من الأنبياء بغير حق.
فالتشنيع عليهم والعيب على فعلهم وذمّهم في سورة آل عمران أشدّ من هنا يتبين أن التعريف في آية البقرة أليق والتنكير في آية البقرة أليق (انظر كتاب معاني النحو باب المعرفة والنكرة (المعرّف بـ أل)).
 
وأجاب الدكتور فاضل السامرائي على هذا السؤال في برنامج لمسات بيانية قائلاً:

سؤال: في سورة البقرة (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) البقرة) وفي آل عمران (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)) وفي آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112))) فما اللمسة البيانية في الآيات؟
وردت في أكثر من آية وردت في البقرة (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وفي آل عمران (وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) يعني هناك نبيين وأنبياء وتنكير الحق وتعريفه، وفي آية أخرى في آل عمران (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ). الحق المعرَّف المعرفة تدل على أنه كانوا يقتلون الأنبياء بغير الحق الذي يدعو إلى القتل، ما يدعو إلى القتل معلوم إذن هم يقتلونهم بغير الحق الذي يستوجب القتل إذن إذا كان أي واحد يقتل واحداً بغير الحق الذي يستوجب القتل كان ظالماً هذا (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) يعني بغير الأسباب الداعية إلى القتل. (بغير حق) أصلاً ليس هنالك ما يدعو إلى هذه الفعلة لا سبب يدعو إلى القتل ولا غيره من الأسباب، أحياناً واحد يقسوعل واحد بالكلام يقول له أنت سفيه فيقتله هذا بغير حق الذي يدعو للقتل قد يكون أثاره، حتى أحياناً تحصل عندنا مشادات إذن هذا بغير الحق الذي يستوجب القتل هذه (يقتلون النبيين بغير الحق) يعني ليس هنالك سبب يدعو إلى القتل، إعتداء هكذا فأيُّ الأسوأ؟ بغير حق أسوأ. هذا أمر والأمر الآخر النبيين جمع مذكر سالم جمع قلة والأنبياء جمع كثرة إذن هم يقتلون كثرة من الأنبياء بغير حق، أيُّ الأسوأ؟ (يقتلون الأنبياء بغير حق) أسوأ من ناحيتين من ناحية الكثرة ومن ناحية بغير حق يقتلون كثيراً من الأنبياء بدون داعي. نقرأ سياق الآيتين (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) البقرة) هذه آية البقرة.في آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112)) هذه عامة، كرر (ضربت). في البقرة قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) جمعهما في كلام واحد بينما في آل عمران أكّد وكرر وعمم قال (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) ما قال المسكنة، ثم قال (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) ضربت مرة أخرى، كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد لأنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا هذا الكلام التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة. هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ لا يمكن. في آل عمران قال (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ) هذه عامة هذه ليست في بني إسرائيل أما (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (112)) هذه في بني إسرائيل تحديداً في بينما الآية الأخرى هذا حكم عام (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)) هذا حكم آخر ثم يتكلم عن الآخرة (أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (22)) أولئك كانت عقوبة الدنيا بينما هنا الحكم عام في الدنيا والآخرة، هذا فيمن قتل النبيين فما بالك بمن قتل الأنبياء؟! لو قال الأنبياء يعني لم يشمل النبيين فلما قال النبيين شمل الأنبياء فالذي قتل القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر، هو قتل قلة بدون داعي فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها. الألف واللام في اللغة ربما تحول الدلالة بغير حق وبغير الحق وجمع الكثرة وجمع القلة، جمع المذكر السالم وجمع التكسير. جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع كثرة، جمع التكسير أفعُل أفعال أفعِلة فُعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة 23 وزن جموع كثرة.
 
النبيين

النبيين

بارك الله بك أخت سمر فقد أجملت وكفيت وأجدت . ويا حبذا لو كانت اجابتك هذه في بداية الموضوع لكفيتنا عناء المئونة.
 
للتأمل

فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم . ونصرت بالرعب . وأحلت لي الغنائم . وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا . وأرسلت إلى الخلق كافة . وختم بي النبيون .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 523
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
ارجو من جميع من تحدث عن قتل الانبياء والنبيين ان يلاحظ ان القرءان لم يتحدث الا عن قتل نبي واحد ارادوا قتله بني اسرائيل ولم يمكنهم الله من قتله وشبه لهم ذلك ولم يقتلوه ولم يصلبوه ، فلم يقتل غير عيسى عليه السلام الذي شبه لهم قتله وما قتلوه يقينا ، وكذلك لم يقتل في تاريخ الانبياء اي نبي اخر على الاطلاق .
 
يقول الشعراوي في خواطره :
الأنبياء غير الرسل.. والأنبياء أسوة سلوكية ولكنهم لا يأتون بمنهج جديد.. أما الرسل فهم أنبياء بأنهم أسوة سلوكية ورسل لأنهم جاءوا بمنهج جديد.. ولذلك كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. والله سبحانه وتعالى يعصم أنبياءه ورسله من الخطيئة.. ولكنه يعصم رسله من القتل فلا يقدر عليهم أعداؤهم.. فمجيء الأنبياء ضرورة.. لأنهم نماذج سلوكية تسهل على الناس التزامهم بالمنهج، وبنو إسرائيل بعث الله لهم أنبياء ليقتدوا بهم فقتلوهم.. لماذا؟.. لأنهم فضحوا كذبهم وفسقهم وعدم التزامهم بالمنهج.. ولذلك تجد الكافر والعاصي وغير الملتزم يغار ويكره الملتزم بمنهج الله.. ويحاول إزالته عن طريقه ولو بالقتل.. إذن فغضب الله عليهم من عصيانهم واعتدائهم على الأنبياء وما ارتكبوه من آثام.

وجاء في الحديث :
( أفاء الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها بينها وبينهم فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال يا معشر اليهود أنتم أبغض الناس إلَيّ قتلتم أنبياءالله وكذبتم على الله عز وجل وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر فإن شئتم فلكم وإن أبيتم فلي فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض ) (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
1- الراوي: جابر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 4/123
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
 
وبم تفسّر ما سبق أعلاه من آية آل عمران ؟؟


انا لا افسر ، فالتفسير هو كتاب الله وهو التفسير الحق وغيره التفسير الزعم ، وانما اعرض مفهومي وحسب ،
افهم من ذلك ان الله ءاخذهم على جرمهم الكامل بحق عيسى عليه السلام ، واثبت الجناية الكاملة بحقهم وان لم يمكنهم من قتل عيسى ، وجرأتهم على قتل الانبياء لم يسبقهم اليها ولم يلحقهم بها احد غيرهم اي القتل بسبب نبوة الانبياء ، ولا حتى فرعون الذي خاف الله ولم يقتل موسى ، ففرعون لم يتجرأ على قتل نبي ادرك نبوته حقا ، وقوم ابراهيم القوه في النار بحسب ظنهم انه اعتدى على اصنامهم بالتخريب ، القصد ان احدا لم يجرؤ على قتل نبي من انبياء الله ، وبذا فان حجم الجريمة هائلة ، وارى ان تعبير قتل النبيين بسبب عظم الجريمة لا بسبب تعددها ، وهذا مفهومي وحسب .​
 
يرى أبو حيان (ت 754 هـ) في البحر المحيط أنَّه:
"لا فرق في الدَّلالة بين النبيين والأنبياء، لأنَّ الجمعين إذا دخلت عليهما أل تساويا، بخلاف حالهما إذا كانا نكرتين؛ لأنَّ جمع السَّلامة إذ ذاك ظاهر في القلَّة، وجمع التْكسير على أفعلاء ظاهر في الكثرة".

ويؤكد ابن جني على أنَّ جمعا السَّلامة قد يفيدان الكثرة بدلالة السِّياق حيث ورد قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ [ سورة الأحزاب 35 ] والغرض في جميعه الكثرة لا ما هو بين الثَّلاثة إلى العشرة"
(انظر: المحتسب في بيتين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لأبي الفتح بن جني، تحقيق علي النجدي ناصف، والدكتور عبد الحليم النجار، والدكتور عبد الفاتح إسماعيل شلبي، لجنة إحياء كتب السنة، القاهرة، ط 2، 1994م: 1/187 ).

وذكر الغرناطي في ملاك التأويل مبتعداً عن المعهود اللُّغويِّ في دلالة الجمعيْن:
"أنَّ سبب التَّخصيص هو أنَّ جمع التَّكسير يكون لأولي العلم وغيرهم، وأمَّا جمع المذكَّر السَّالم فالأصل أن يختصَّ بأولي العلم، وقد يأتي لغيرهم على سبيل الإلحاق والتَّشبيه، كقوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَعَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ[سورة يوسف:4 ] فإذا تقرَّر هذا فإنَّ ورود جمع المذكَّر السَّالم في آية البقرة مناسب لأمرين:
الأوَّل: شرف الجمع لشرف المجموع، أي: أنَّ جمع المذكَّر أشرف لجمع نبي من جمع التَّكسير.
الثّاني: أنَّ زيادة المدِّ في نبيين مناسبة لزيادة أداة التَّعريف في لفظ الحق.
وأما آية آل عمران فلم يكن فيها إلاَّ شرف المجموع وكانت العرب تتَّسع في جمع التَّكسير فتوقعها على العقلاء أولي العلم وغيرهم، فجيء بجمع التَّكسير لتحصل اللُّغتان، فلا يبقى حجَّة لمن تُحدِّي بالقرآن؛ لأنَّهم مُخاطبون بما في لغاتهم فجيء بالجمعين كليهما؛ لبيان جوازهما ".
( انظر: ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه من أي التنزيل، تحقيق سعيد الفلاح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية2007م : 1 / 217).

ولكن الكرمانيُّ ذكر أنَّ:
" النبيين جُمِع جمْع السلامة في البقرة لموافقة ما بعده من جمعي السلامة، وهو:(النبيين والصَّابئين)، وكذلك في آل عمران: ( إن الذين ـ وناصرون ـ ومعرضون ) بخلاف الأنبياء في السورتين"
( انظر: البرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني (ت 505هـ)، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمي بيروت الطبعة الأولى 1986 : 30)
 
يقول الله تعالى :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ }غافر78
قال ابن عاشور في تفسيره ( التحرير والتنوير) :
"وقد بعث الله رسلاً وأنبياء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى لأن منهم من أعلم الله بهم نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهم من لم يعلمه بهم إذ لا كمال في الإِعلام بمن لم يعلمه بهم، والذين أعلمه بهم منهم من قصّهُ في القرآن، ومنهم من أعلمه بهم بوحي غير القرآن فورد ذكر بعضهم في الآثار الصحيحة بتعيين أو بدون تعيين (...) وقد جاء في القرآن تسمية خمسةَ عشر رسولاً وهم: نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وهُود وصالح وشعيب وموسى وهارون وعيسى ويونس ومحمد صلى الله عليه وسلم واثنا عشر نبيئاً وهم: داود وسليمان وأيوب وزكرياء ويحيى وإلياس واليسع وإدريس وآدم وذو الكِفل وذو القرنين ولقمان ونبيئة وهي مريم."
ولقد كان في بني إسرائيل عدد كثير من الأنبياء ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي قام نبي ، وإنه لانبي بعدي ، وسيكون خلفاء ويكثرون ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أوفوا بيعة الأول فالأول ، وأدوا لهم الذي لهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) (1)
وقد تميز بنو إسرائيل بقتل أنبيائهم ويؤكد ذلك الكتاب والسنة ، يقول الطبري في تفسيره :
"ويعنـي بقوله: { وَيَقْتُلُونَ النّبِـيِّـينَ بِغَيْرِ الـحَقّ }: أنهم كانوا يقتلون رسل الله بغير إذن الله لهم بقتلهم منكرين رسالتهم جاحدين نبوّتهم."
ويقول ابن عاشور : "وقوله: { ويقتلون النبيئين بغير الحق } خاص بأجيال اليهود الذين اجترموا هذه الجريمة العظيمة سواء في ذلك من باشر القتل وأمر به ومن سكت عنه ولم ينصر الأنبياء."
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (...يا معشر اليهود أنتم أبغض الناس إلَيّ قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله عزوجل...) (2)
حاولوا قتل عيسى عليه السلام وادعوا كذبا أنهم قتلوه فأظهر الله حقيقة الأمر : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157

كما كانت محاولة اليهود قتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . قال الطبري في تفسيره : جامع البيان في تفسير القرآن :
(حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن مـحمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبـي بكر، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى بنـي النضير لـيستعينهم علـى دية العامريـين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلـما جاءهم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تـجدوا مـحمداً أقرب منه الآن، فمُروا رجلاً يظهر علـى هذا البـيت فـيطرح علـيه صخرة فـيريحنا منه فقام عمرو بن جحاش بن كعب. فأتـى رسول الله صلى الله عليه وسلم الـخبر، وانصرف عنهم، فأنزل الله عزّ ذكره فـيهم وفـيـما أراد هو وقومه: { يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نَعْمَتَ اللّه عَلَـيْكُمْ إذْ هَمَّ قَوْمٌ أنْ يَبْسُطُوا إلَـيْكُمْ أيْدِيَهُمْ }... الآية.)
كما أن قصة الشاة المسمومة مشهورة وذلك أنه حين اطمأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخيبر بعد فتحها أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سَلاَّم بن مِشْكَم، شاة مَصْلِيَّةً، وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏ ؟‏ فقيل لها‏:‏ الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تناول الذراع، فَلاَكَ منها مضغة فلم يسغها، ولفظها، ثم قال‏:‏ (إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم ، وكان معه بشر بن البراء فأساغ اللحم وازدرده . وجيء بالمرأة الجانية فاعترفت بما صنعت ، وقالت للنبي : بلغت من قومي مالم يخف عليك ، فقلت : إن كان ملكا استرحت منه ، وإن كان نبيا فسيخبر ، فتجاوز عنها النبي ، ثم مات بشر بعد ما سرى السم في جسمه . ) (3)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
1- الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 19/117
خلاصة حكم المحدث: صحيح

2-الراوي: جابرالمحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 4/123
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح
3- الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 347
خلاصة حكم المحدث: رواه البخاري ومسلم من حديث أنس: "أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها فقيل: ألا تقتلها؟ قال: لا" والبخاري نحوه
 
عودة
أعلى