السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالكم أخي أثارني وفتح شهيتي للتدبر وأتمنى أن تكون مساهمتي مصيبة وإن كنت متطفلا عل أخا كريما ينقح ويأتي بالأصوب والأصح إن شاء الله
جاءت ألف القهار ثابثة في المواضع التالية:
في سورة إبراهيم
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
وفي سورة غافر
يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
ويلاحظ من سياق الأيات أنها جاءت في معرض الحديث عن يوم الحساب يوم تبرز الحقائق وتتجلى الأمور وتنجلي الغشاوة عن الناس فيرون منه له الملك ومن له الكبرياء، كما جاء في الحديث فقد ورد في البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟).
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يطوي الله -عز وجل- السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) رواه مسلم.
ولأن قهر الله لعباده يتحقق بجلاء هناك في ذلك الموقف فقد جاءت الألف ثابتة لتحقيق تمام القهر
ويمكن اعتبار ذلك في سورة ص أيضا نظرا للآيات قبلها قل إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
وأما ما ورد في أوائل سورة الزمر وفيه إثبات الألف
لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
فلشناعة وعظم الإفك الذي يقولونه عن الله بجعلهم له أولادا أو شركاء تعالى الله سبحانه عن ذلك فاستدعى المقام اثبات الألف لتبيان تمام قهر الله لعباده كي يكون رادعا لهم عن قولهم
أما آية سورة يوسف
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
فقد اختار قال أغلب علماء الرسم بإثبات الألف فيها ويمكننا القول بأن فيها مراعاة لحال القائل وهو سيدنا يوسف في حال السجن والعبودية
ثانيا : ما ورد فيه الحذف بالإجماع فهي أية سورة الرعد في قوله تعالى قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ فالسياق ليس سياق عقوبة ولاردع بل سياق الآيات والتنبيهات المختلفة بالآيات فيها شيء من رحمة الله لهم كي يؤمنوا ويسلموا ولهذا جاءت الألف في القهار محذوفة والله أعلم
