علي عبد الصمد الهتاري
New member
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سألني أحد الحجّاج العائدين من الحج قائلاً : أدّيتُ شعيرة رمي الجمرات وأنا غير مقتنع بالحكمة منها فهل تعلم ما الحكمة منها ؟
فقلت له : أوّلاً علينا أن نؤدّي كلّ طّاعات وأوامر الله بتسليمٍ لله وإذعانٍ له وإن لم نعرف الحكمة منها فلو تحرّينا
الحكمة في كلّ أمرٍ من أوامر الله لأضعنا كامل الأجر من تأدية الطّاعة ولأصبحت طاعتنا إبتغاء الحكمة من الطّاعة
وليس ابتغاء وجه الله , فعلينا بتأدية كلّ ما أمر الله سواءً فهمنا الحكمة أم لم نفهم , ولكن لا مانع من أن نعرف بعض الحكمة من الطّاعات ولن نعرف كلّ الحكمة لأنّ الله أعلم بمراده
, فمعرفة الحكمة ما هو إلا وسيلة لتأدية الطّاعة ولتأديتها بحبّ أكثر وتسليم لله .
أما ما يخصّ سؤالك : ما الحكمة من رمي الجمرات ؟.
وقبل أن أبدأ أجبني أوّلاً هل تذكر أيام الحرب الباردة بين الإتّحاد السوفيتي سابقاً وبين المعسكر الغربي ؟
قال : نعم .
قلت وتذكر أنّ هناك بعض الدّول التي كانت تسير في معسكر الفلك الشّرقي .
قال : نعم أذكر ذلك . وأذكر كيف كانت هذه الدّول تتهافت لإرضاء الإتحاد السوفيتي آنذاك .
قلت حسناً : الآن أذكر معي كيف كانوا يتعاملون مع زعماء هذه الدّول المتهافتة عندما يزور أحدهم الإتّحاد السوفيتي , فقد كانوا إذا
وصل الزعيم المقصود إلى بلادهم يأخذونه بعد استقباله إلى قبر زعيمهم ( لينين ) ويعطون الزعيم باقة ورد ويقولون له :
فخامة الرئيس ... قم بتحيّة زعيمنا وضع هذه الباقة من الورد على قبره , فيقوم فخامة الرئيس بمراسم التّكريم وينحني للقبر ويضع الزهور .
الآن تخيّل معي التالي :
وإفترض ما يلي : بعد مراسم التكريم لزعيمهم الميّت أخذوا فخامة الرئيس المفترض إلى مزبلة فيها رمز لقبرٍ حقير وقالوا للزّعيم الزائر :
فخامة الرئيس .... هذا رمز قبر عدوّنا ( هتلر ) ونرجو منك أن تعبّر عن سخطك واحتقارك له بما شئت وكيف ما شئت. فما تظنّ سيادته فاعل ؟
وقبل أن يجيب قلت له :
أنا في تصوّري لا أستبعد أن يصنع كما صنع ذلك الأعرابي في البيت الذي بناه ( أبرهه الحبشي ) في صنعاء وأسماه ( ألقُلّيس ) ودعا العرب لحجّ ذلك
البيت بدلاً من حجّ البيت الحرام في مكّة .
قال صاحبي : وما صنع ذلك العربي في ( القلّيس ) ؟
قلت له : لقد قعد فيها أي أحدث فيها أي تغوط فيها على قول ابن هشام في كتاب السّيرة , مما أثار غضب أبرهة فقرّر أن يذهب بجيشه لهدم الكعبة المشرّفة ولأنّ العرب لم يستجيبوا لمطلبه والقصّة معروفة .
وإذا استحيا الزعيم من فعل ذلك بسبب الكاميرات الموجودة فلا أقلّ من أن يرمي القبر بحذائه أو يبصق عليه بلعابه .
ضحك صاحبي الحاجّ وقال : فهمت الآن ما ترمي إليه .
فقلت : نعم , والآن اربط بين الموضوعين يتبين لك بعض الحكمة من زيارة وتعظيم البيت الحرام ورمي الجمرات , وكأنّ الله يقول لنا : هذا بيتي وماهو إلا رمزٌ لي ليس إلاّ , فعظّموه وكرّموه وعظّموا شعائر الله عنده , وأنتم في ضيافتي , وبعد أن تنتهوا من زيارة البيت وتعظيمه والطّواف حوله إذهبوا إلى المزدلفة
وستجدون هناك حجراً صغيراً هو رمزٌ لعدوّي وعدوّكم الذي أخرج أبيكم من الجنّة فحقّروه وارجموه ولا تغالوا في تحقيره برميه بالقاذورات والأذى والأحذية وإن كان
يستحقّ أكثر من ذلك ولكن لسلامتكم ولطهارتكم يكفي أن ترجموه بصغار الحجارة وكما جاء في حديث عن ابن عباس قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " هات , القط لي " فلقطت له حصيّات هي حصى الحذف , فلمّا وضعتهنّ في يده قال عليه الصلاة والسلام :( بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدّين , فإنّما أهلك من قبلكم الغلوّ في الدّين ).
ولا تنسوا أنّ الرّجم ما هو إلا وسيلة لتذكيركم بأنّه عدوّكم فاتخذوه عدوّا
وارموه من صدوركم بقولكم ( أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ) .
والله من وراء القصد .
سألني أحد الحجّاج العائدين من الحج قائلاً : أدّيتُ شعيرة رمي الجمرات وأنا غير مقتنع بالحكمة منها فهل تعلم ما الحكمة منها ؟
فقلت له : أوّلاً علينا أن نؤدّي كلّ طّاعات وأوامر الله بتسليمٍ لله وإذعانٍ له وإن لم نعرف الحكمة منها فلو تحرّينا
الحكمة في كلّ أمرٍ من أوامر الله لأضعنا كامل الأجر من تأدية الطّاعة ولأصبحت طاعتنا إبتغاء الحكمة من الطّاعة
وليس ابتغاء وجه الله , فعلينا بتأدية كلّ ما أمر الله سواءً فهمنا الحكمة أم لم نفهم , ولكن لا مانع من أن نعرف بعض الحكمة من الطّاعات ولن نعرف كلّ الحكمة لأنّ الله أعلم بمراده
, فمعرفة الحكمة ما هو إلا وسيلة لتأدية الطّاعة ولتأديتها بحبّ أكثر وتسليم لله .
أما ما يخصّ سؤالك : ما الحكمة من رمي الجمرات ؟.
وقبل أن أبدأ أجبني أوّلاً هل تذكر أيام الحرب الباردة بين الإتّحاد السوفيتي سابقاً وبين المعسكر الغربي ؟
قال : نعم .
قلت وتذكر أنّ هناك بعض الدّول التي كانت تسير في معسكر الفلك الشّرقي .
قال : نعم أذكر ذلك . وأذكر كيف كانت هذه الدّول تتهافت لإرضاء الإتحاد السوفيتي آنذاك .
قلت حسناً : الآن أذكر معي كيف كانوا يتعاملون مع زعماء هذه الدّول المتهافتة عندما يزور أحدهم الإتّحاد السوفيتي , فقد كانوا إذا
وصل الزعيم المقصود إلى بلادهم يأخذونه بعد استقباله إلى قبر زعيمهم ( لينين ) ويعطون الزعيم باقة ورد ويقولون له :
فخامة الرئيس ... قم بتحيّة زعيمنا وضع هذه الباقة من الورد على قبره , فيقوم فخامة الرئيس بمراسم التّكريم وينحني للقبر ويضع الزهور .
الآن تخيّل معي التالي :
وإفترض ما يلي : بعد مراسم التكريم لزعيمهم الميّت أخذوا فخامة الرئيس المفترض إلى مزبلة فيها رمز لقبرٍ حقير وقالوا للزّعيم الزائر :
فخامة الرئيس .... هذا رمز قبر عدوّنا ( هتلر ) ونرجو منك أن تعبّر عن سخطك واحتقارك له بما شئت وكيف ما شئت. فما تظنّ سيادته فاعل ؟
وقبل أن يجيب قلت له :
أنا في تصوّري لا أستبعد أن يصنع كما صنع ذلك الأعرابي في البيت الذي بناه ( أبرهه الحبشي ) في صنعاء وأسماه ( ألقُلّيس ) ودعا العرب لحجّ ذلك
البيت بدلاً من حجّ البيت الحرام في مكّة .
قال صاحبي : وما صنع ذلك العربي في ( القلّيس ) ؟
قلت له : لقد قعد فيها أي أحدث فيها أي تغوط فيها على قول ابن هشام في كتاب السّيرة , مما أثار غضب أبرهة فقرّر أن يذهب بجيشه لهدم الكعبة المشرّفة ولأنّ العرب لم يستجيبوا لمطلبه والقصّة معروفة .
وإذا استحيا الزعيم من فعل ذلك بسبب الكاميرات الموجودة فلا أقلّ من أن يرمي القبر بحذائه أو يبصق عليه بلعابه .
ضحك صاحبي الحاجّ وقال : فهمت الآن ما ترمي إليه .
فقلت : نعم , والآن اربط بين الموضوعين يتبين لك بعض الحكمة من زيارة وتعظيم البيت الحرام ورمي الجمرات , وكأنّ الله يقول لنا : هذا بيتي وماهو إلا رمزٌ لي ليس إلاّ , فعظّموه وكرّموه وعظّموا شعائر الله عنده , وأنتم في ضيافتي , وبعد أن تنتهوا من زيارة البيت وتعظيمه والطّواف حوله إذهبوا إلى المزدلفة
وستجدون هناك حجراً صغيراً هو رمزٌ لعدوّي وعدوّكم الذي أخرج أبيكم من الجنّة فحقّروه وارجموه ولا تغالوا في تحقيره برميه بالقاذورات والأذى والأحذية وإن كان
يستحقّ أكثر من ذلك ولكن لسلامتكم ولطهارتكم يكفي أن ترجموه بصغار الحجارة وكما جاء في حديث عن ابن عباس قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " هات , القط لي " فلقطت له حصيّات هي حصى الحذف , فلمّا وضعتهنّ في يده قال عليه الصلاة والسلام :( بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدّين , فإنّما أهلك من قبلكم الغلوّ في الدّين ).
ولا تنسوا أنّ الرّجم ما هو إلا وسيلة لتذكيركم بأنّه عدوّكم فاتخذوه عدوّا
وارموه من صدوركم بقولكم ( أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم ) .
والله من وراء القصد .