ما التوجيه البلاغي لسلام الملائكة وسلام إبراهيم؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
ثلاث مسائل في:
سلام الملائكة على إبراهيم عليه السلام (سلاماً)
وَرَدَّ إبراهيم عليهم (سلامٌ)
وسلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ)
قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود: 69]

المسألة الأولى نحوية:
ما سبب نصب (سلاما) ورفع (سلام)؟
(سلاماً): بتقدير جملة فعلية أي: نسلم سلاما.
(سلامٌ): بتقدير جملة اسمية أي: سلام عليكم.

المسألة الثانية بلاغية:
ما التوجيه البلاغي في سلام الملائكة على إبراهيم بـ: (سلاما) بالنصب، وجوابه عليهم إبراهيم: (سلام) بالرفع؟
إن إبراهيم عليه السلام قد رد السلام بأحسن منه، حيث أجاب بجملة اسمية: [سلام عليكم] وهي أكمل في المعنى من الجملة الفعلية، وهذا من باب الحفاوة بالضيوف إكرامهم، حيث إن الأصل في الجملة الاسمية أنها تدل على الثبوت والاستمرار، كما أنها تتضمن معنى التأكيد، أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد.
وقد يلحق قرائن وأدوات بالجملة الاسمية فترمي إلى الدلالة إلى التجدد مع الدوام، وكذلك الجملة الفعلية قد يلحق بها ما يرمي بدلالتها إلى الاستمرارية مع الحدوث والتجدد.

المسألة الثالثة: ما توجيه سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع؟
إن سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع، قال تعالى: (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، فلماذا جاء سلامهم على إبراهيم(سلاماً)؟

أجاب الدكتور: أحمد كسار عن هذه المسألة جوابا عبقريا، قال: إن الملائكة في سلامهم على إبراهيم كان ضُيُوفا عليه، أما في الجنة فالملائكة عليهم السلام هم الْمَضِيفون، ونحن المؤمنين إن شاء الله الضُّيوف، لذلك جاء سلامهم على المؤمنين في الجنة على الوجه الأكمل (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، حفاوة الاستقبال وسلام كريم وبشارة.
والله أعلم.
د. محمد الجبالي
 
(Untitled)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخ الجبالي، جزاك الله خيرا على مواضيعك المفيدة.


لي سؤال و هو إذا طبقنا ما جاء في الموضوع كعلة لسبب وجود كلمة السلام مرة مرفوعة و مرة منصوبة بعد الفعل "قال" و طبقناها في كلمة "الرب" فماذا سيكون التعليل هل بالجملة الإسمية أو الجملة الفعلية في الآيتين التاليتين ؟


1.فهنا جاءت كلمة ربنا جاءت منصوبة بعد "قالوا"

في قوله تعالى {.إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡیَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا﴾
[الكهف 10]

2. بينما هنا جاءت كلمة ربنا جاءت مرفوعة بعد "قالوا"
.
وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُوا۟ فَقَالُوا۟ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَا۟ مِن دُونِهِۦۤ إِلَـٰهࣰاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَاۤ إِذࣰا شَطَطًا [الكهف:14]

فما السبب في ذلك ؟
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضلة: ليسا سواء
بداية: إن منصوب الفعل(قال) قد يأتي مفردا فيقع مفعولا به مثل: قلت الحقَّ، أو مفعولا مطلقا كقولك: قلت قيلا حقا.
وقد يأتي جملة فعلية أو اسمية وهنا تكون الجملة جملة مقول القول في محل نصب مفعول به، كما سلام الملائكة على إبراهيم وجوابه عليهم أو قولك: قال إن الأخبار الواردة كاذبة، وقالوا لنا تفضلوا فدخلنا.

أما نحو ما ذكرته فإن (رب) في قول الله تعالى: (إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡیَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُوا۟ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةࣰ وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدࣰا)[الكهف 10] فالأسلوب هنا إنشائي طلبي نداء و(رب) منادى مضاف منصوب بالفتحة والمنادى وما بعده مقول القول في محل نصب مفعول به.

أما (رب) في قول الله عز وجل: ( وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُوا۟ فَقَالُوا۟ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَا۟ مِن دُونِهِۦۤ إِلَـٰهࣰاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَاۤ إِذࣰا شَطَطًا) [الكهف:14] فالأسلوب خبري، (ربنا) رب مبتدأ مرفوع والضمير مضاف إليه ، و(رب) خبر المبتدأ والجملة في محل نصب مقول القول مفعول به.
والله أعلم
 
(Untitled)

شكرا لك على التوضيح و جعله في ميزان حسناتك
ماذا لو نطق شخص ما مثلا لفظا كلمة الحق أي نطق ا ل ح ق ، و أردت مثلا أن أقول لقد قال الحق، فكيف سيعرف من يسمعني، أني أقصد قالها لفظا و ليس معنا، انطلاقا من الإعراب ، هل أجعل كلمة الحق بالضمة أو بالنصب لكي تعبر أنها قول لفظي...
 
عودة
أعلى