د محمد الجبالي
Well-known member
ثلاث مسائل في:
سلام الملائكة على إبراهيم عليه السلام (سلاماً)
وَرَدَّ إبراهيم عليهم (سلامٌ)
وسلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ)
قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود: 69]
المسألة الأولى نحوية:
ما سبب نصب (سلاما) ورفع (سلام)؟
(سلاماً): بتقدير جملة فعلية أي: نسلم سلاما.
(سلامٌ): بتقدير جملة اسمية أي: سلام عليكم.
المسألة الثانية بلاغية:
ما التوجيه البلاغي في سلام الملائكة على إبراهيم بـ: (سلاما) بالنصب، وجوابه عليهم إبراهيم: (سلام) بالرفع؟
إن إبراهيم عليه السلام قد رد السلام بأحسن منه، حيث أجاب بجملة اسمية: [سلام عليكم] وهي أكمل في المعنى من الجملة الفعلية، وهذا من باب الحفاوة بالضيوف إكرامهم، حيث إن الأصل في الجملة الاسمية أنها تدل على الثبوت والاستمرار، كما أنها تتضمن معنى التأكيد، أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد.
وقد يلحق قرائن وأدوات بالجملة الاسمية فترمي إلى الدلالة إلى التجدد مع الدوام، وكذلك الجملة الفعلية قد يلحق بها ما يرمي بدلالتها إلى الاستمرارية مع الحدوث والتجدد.
المسألة الثالثة: ما توجيه سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع؟
إن سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع، قال تعالى: (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، فلماذا جاء سلامهم على إبراهيم(سلاماً)؟
أجاب الدكتور: أحمد كسار عن هذه المسألة جوابا عبقريا، قال: إن الملائكة في سلامهم على إبراهيم كان ضُيُوفا عليه، أما في الجنة فالملائكة عليهم السلام هم الْمَضِيفون، ونحن المؤمنين إن شاء الله الضُّيوف، لذلك جاء سلامهم على المؤمنين في الجنة على الوجه الأكمل (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، حفاوة الاستقبال وسلام كريم وبشارة.
والله أعلم.
د. محمد الجبالي
سلام الملائكة على إبراهيم عليه السلام (سلاماً)
وَرَدَّ إبراهيم عليهم (سلامٌ)
وسلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ)
قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود: 69]
المسألة الأولى نحوية:
ما سبب نصب (سلاما) ورفع (سلام)؟
(سلاماً): بتقدير جملة فعلية أي: نسلم سلاما.
(سلامٌ): بتقدير جملة اسمية أي: سلام عليكم.
المسألة الثانية بلاغية:
ما التوجيه البلاغي في سلام الملائكة على إبراهيم بـ: (سلاما) بالنصب، وجوابه عليهم إبراهيم: (سلام) بالرفع؟
إن إبراهيم عليه السلام قد رد السلام بأحسن منه، حيث أجاب بجملة اسمية: [سلام عليكم] وهي أكمل في المعنى من الجملة الفعلية، وهذا من باب الحفاوة بالضيوف إكرامهم، حيث إن الأصل في الجملة الاسمية أنها تدل على الثبوت والاستمرار، كما أنها تتضمن معنى التأكيد، أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد.
وقد يلحق قرائن وأدوات بالجملة الاسمية فترمي إلى الدلالة إلى التجدد مع الدوام، وكذلك الجملة الفعلية قد يلحق بها ما يرمي بدلالتها إلى الاستمرارية مع الحدوث والتجدد.
المسألة الثالثة: ما توجيه سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع؟
إن سلام الملائكة على المؤمنين في الجنة (سلامٌ) بالرفع، قال تعالى: (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، فلماذا جاء سلامهم على إبراهيم(سلاماً)؟
أجاب الدكتور: أحمد كسار عن هذه المسألة جوابا عبقريا، قال: إن الملائكة في سلامهم على إبراهيم كان ضُيُوفا عليه، أما في الجنة فالملائكة عليهم السلام هم الْمَضِيفون، ونحن المؤمنين إن شاء الله الضُّيوف، لذلك جاء سلامهم على المؤمنين في الجنة على الوجه الأكمل (سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)، حفاوة الاستقبال وسلام كريم وبشارة.
والله أعلم.
د. محمد الجبالي