علي المالكي
New member
ثَمَّ مسألةٌ دقيقةٌ ينبغي تسليطُ الضوء عليها؛ إذْ يغفُل عنها كثيرٌ من أبناء العرب؛ ألا وهي ماهِيَّةُ اللغةِ الفصحى.
إنّ أيّةَ لغةٍ تتكون من أربعة مستويات: الصوت، والصرف، والتركيب، والدلالة.
وعلى من يريد أن يتحدث بلغةٍ ما أن يأتي بهذه المستويات كلها حتى يقال إنه يتكلم باللغة الفلانية على الحقيقة.
إذَنْ فليس الأمر -كما يظن كثيرون- مقتصرًا على المستوى الصوتي فقط أو على المستويين الصوتي والتركيبي.
ذلك لأن بعض الناس يقولون: المسلسلات التاريخية والكرتونية والبرامج التلفزيونية يتحدثون فيها باللغة الفصحى.
هم يقولون ذلك بناءً على الصورة اللغوية القاصرة التي في أذهانهم؛ إذْ يظنون أن مَن جاء بأصوات اللغة الفصحى ونَظَمَ الكلمات على نحوِ الفصحى فقد تَمَّ له الأمر وحُكِمَ له بأنه يتحدث الفصحى.
وليس الأمر كذلك؛ فالفصحى لغةٌ مستقلة لها مستويات أربعة، لا بد من الإتيان بها كلها.
وإلا فإنّ لقائل أن يقول مثلا: أَمْسِ كُنَّا نأكلُ في الّلحمِ ونحن في الزردةِ، ومَعَنَا شِلّةٌ وَكَّالةٌ ما عَقَّبُوا علَيْنا شيئًا في التَّبَاسِي ولا الطَّناجِر.
هذا الكلام -على قانون الذين يظنون أن الفصحى مجرد أصوات أو أصوات وتراكيب- يتكلم بالفصحى؛ لأنه ينطق أصوات الفصحى، وينطق الكلمات معربةً!
ولكن ذلك القائل لم يأتِ بالمستويين الصرفي والدلالي؛ ولذلك نقول: هو لم يتكلم باللغة الفصحى، وإنما بلغةٍ محرَّفةٍ عن الفصحى.
وهكذا الأمر في المسلسلات والبرامج المذكورة؛ فإنهم يأتون فيها بأشياء دخيلة على الفصحى، مثال ذلك:
يقولون: النوايا. والصواب: النيّات.
يقولون: مدراء. والصواب: مديرون أو مديرين.
يقولون: أنا فخور بك، يقصد أنه يعتز به. وهذا التعبير خطأ؛ فالله يقول: {إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا}.
يقولون: أنا في غاية الفرح. يقصد غاية السرور، وهذا التعبير على إطلاقه خطأ؛ وفي القرآن الكريم: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}.
ويقولون: تجرُبة - تجارُب. والصواب: يجرِبة وتجارِب.
ويقولون: نحن كَعَرب. والصواب: نحن بوصفنا عربًا، أو نحن لكوننا عربًا، أو نحو ذلك من البدائل الصحيحة.
ويقولون: بالتالي. والصواب: ومِن ثَمَّ.
ويقولون: حرِصتُ. والصواب: حرَصتُ.
ويقولون: سَكَنَ عنه الغضب. والصواب: سكت عنه الغضب.
ويقولون: وقفنا على شط البحر. والصواب: شاطئ البحر.
ويقولون: ملأتها بالوُقود. والصواب: الوََقود.
ويقولون: كان خِصْمًا شريفًا. والصواب: خَصْمًا.
ويقولون: خرج منه دُّخَّان. والصواب: الدُّخَان.
ولا يشددون ياء النسب.
إلى غير ذلك مما يقع لهم مما لا يمكن حصرُه من الأخطاء الصرفية والدلالية.
حتى المستويين الصوتي والتركيبي لديهم لم يَخْلُوَا من الأخطاء؛
ففي التركيب هم لا يُعربون كلَّ أواخرِ الكلمات، ويكتفون بوصلِ كثيرٍ منها ساكنةً، وكذلك يصرفون كلماتٍ ممنوعةً من الصرف، ويُعَدُّون أفعالًا بحروف لا تُعَدًّى بها، ويستخدمون تراكيبَ محدَثَةً نشأتْ عن أخطاء المترجمين وليست من الفصحى بسَبَبٍ ولا نَسَبٍ... إلى غير ذلك.
وفي الأصوات هُم لا يقلقلون كلَّ ما يستحق القلقلة، ولا يُخفون ولا يُدغمون دائمًا، وينطقون الجيم غيرَ شديدة، ويخرجون الضاد من طرف اللسان، ويرققون الراء في غير مواضعها، ويفخمون حروفًا لا تفخم، يدغِمون أصواتًا لا تستحق الإدغام، ولا يُخلِصون الكسر ولا الضم ... إلى غير ذلك مما يخلّون فيه بقانون أصوات الفصحى.
فأين هي اللغة الفصحى التي يتحدثون عنها إذنْ؟!
أرجو أن نتنبه إلى هذه الأمور حتى لا نكون مَعَاولَ تهدم اللغة الفصحى من داخلها؛ فنخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي أعداء الإسلام.
هذه كتُبُ علماءِ العربية بين أيديكم، كَتَبَها علماء فحول، أفنوا في جمعها وتصنيفها الأموالَ والأوقاتَ والمُهَج، فلترجعوا إليها حتى يتبين لكم ما هو من الفصحى وما ليس منها، وتميِّزوا الزَّيْفَ من الجياد، حتى لا يخدعَكم البهرَجُ ويَغُرَّكم البريق، ولا يدخل عليكم تزييفُ المبطلين، وانتحال الجاهلين.
إنّ أيّةَ لغةٍ تتكون من أربعة مستويات: الصوت، والصرف، والتركيب، والدلالة.
وعلى من يريد أن يتحدث بلغةٍ ما أن يأتي بهذه المستويات كلها حتى يقال إنه يتكلم باللغة الفلانية على الحقيقة.
إذَنْ فليس الأمر -كما يظن كثيرون- مقتصرًا على المستوى الصوتي فقط أو على المستويين الصوتي والتركيبي.
ذلك لأن بعض الناس يقولون: المسلسلات التاريخية والكرتونية والبرامج التلفزيونية يتحدثون فيها باللغة الفصحى.
هم يقولون ذلك بناءً على الصورة اللغوية القاصرة التي في أذهانهم؛ إذْ يظنون أن مَن جاء بأصوات اللغة الفصحى ونَظَمَ الكلمات على نحوِ الفصحى فقد تَمَّ له الأمر وحُكِمَ له بأنه يتحدث الفصحى.
وليس الأمر كذلك؛ فالفصحى لغةٌ مستقلة لها مستويات أربعة، لا بد من الإتيان بها كلها.
وإلا فإنّ لقائل أن يقول مثلا: أَمْسِ كُنَّا نأكلُ في الّلحمِ ونحن في الزردةِ، ومَعَنَا شِلّةٌ وَكَّالةٌ ما عَقَّبُوا علَيْنا شيئًا في التَّبَاسِي ولا الطَّناجِر.
هذا الكلام -على قانون الذين يظنون أن الفصحى مجرد أصوات أو أصوات وتراكيب- يتكلم بالفصحى؛ لأنه ينطق أصوات الفصحى، وينطق الكلمات معربةً!
ولكن ذلك القائل لم يأتِ بالمستويين الصرفي والدلالي؛ ولذلك نقول: هو لم يتكلم باللغة الفصحى، وإنما بلغةٍ محرَّفةٍ عن الفصحى.
وهكذا الأمر في المسلسلات والبرامج المذكورة؛ فإنهم يأتون فيها بأشياء دخيلة على الفصحى، مثال ذلك:
يقولون: النوايا. والصواب: النيّات.
يقولون: مدراء. والصواب: مديرون أو مديرين.
يقولون: أنا فخور بك، يقصد أنه يعتز به. وهذا التعبير خطأ؛ فالله يقول: {إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا}.
يقولون: أنا في غاية الفرح. يقصد غاية السرور، وهذا التعبير على إطلاقه خطأ؛ وفي القرآن الكريم: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}.
ويقولون: تجرُبة - تجارُب. والصواب: يجرِبة وتجارِب.
ويقولون: نحن كَعَرب. والصواب: نحن بوصفنا عربًا، أو نحن لكوننا عربًا، أو نحو ذلك من البدائل الصحيحة.
ويقولون: بالتالي. والصواب: ومِن ثَمَّ.
ويقولون: حرِصتُ. والصواب: حرَصتُ.
ويقولون: سَكَنَ عنه الغضب. والصواب: سكت عنه الغضب.
ويقولون: وقفنا على شط البحر. والصواب: شاطئ البحر.
ويقولون: ملأتها بالوُقود. والصواب: الوََقود.
ويقولون: كان خِصْمًا شريفًا. والصواب: خَصْمًا.
ويقولون: خرج منه دُّخَّان. والصواب: الدُّخَان.
ولا يشددون ياء النسب.
إلى غير ذلك مما يقع لهم مما لا يمكن حصرُه من الأخطاء الصرفية والدلالية.
حتى المستويين الصوتي والتركيبي لديهم لم يَخْلُوَا من الأخطاء؛
ففي التركيب هم لا يُعربون كلَّ أواخرِ الكلمات، ويكتفون بوصلِ كثيرٍ منها ساكنةً، وكذلك يصرفون كلماتٍ ممنوعةً من الصرف، ويُعَدُّون أفعالًا بحروف لا تُعَدًّى بها، ويستخدمون تراكيبَ محدَثَةً نشأتْ عن أخطاء المترجمين وليست من الفصحى بسَبَبٍ ولا نَسَبٍ... إلى غير ذلك.
وفي الأصوات هُم لا يقلقلون كلَّ ما يستحق القلقلة، ولا يُخفون ولا يُدغمون دائمًا، وينطقون الجيم غيرَ شديدة، ويخرجون الضاد من طرف اللسان، ويرققون الراء في غير مواضعها، ويفخمون حروفًا لا تفخم، يدغِمون أصواتًا لا تستحق الإدغام، ولا يُخلِصون الكسر ولا الضم ... إلى غير ذلك مما يخلّون فيه بقانون أصوات الفصحى.
فأين هي اللغة الفصحى التي يتحدثون عنها إذنْ؟!
أرجو أن نتنبه إلى هذه الأمور حتى لا نكون مَعَاولَ تهدم اللغة الفصحى من داخلها؛ فنخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي أعداء الإسلام.
هذه كتُبُ علماءِ العربية بين أيديكم، كَتَبَها علماء فحول، أفنوا في جمعها وتصنيفها الأموالَ والأوقاتَ والمُهَج، فلترجعوا إليها حتى يتبين لكم ما هو من الفصحى وما ليس منها، وتميِّزوا الزَّيْفَ من الجياد، حتى لا يخدعَكم البهرَجُ ويَغُرَّكم البريق، ولا يدخل عليكم تزييفُ المبطلين، وانتحال الجاهلين.