ما أكتبه ليس بجواب وإنما هو مجرد تأملات في السورة من الآية ( 1 ) إلى الآية ( 13 ) :
الآيات كنظرة عامة لها يُلاحَظ حديثها عن النجوى ، كنتُ أسميها لتلميذاتي بآيات النجوى من حيث :
1- حديثها عن مناجاة المجادِلَة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها وما استتبع حالتها من بيان مفصل لحكم الظهار وتحذير ووعيد من الله عز وجل لمن خالف أحكامه الشرعية والتي منها أحكام الظهار بعد بطلان كونه طلاقا معتدا كما في الجاهلية .
2- حديثها عن مناجاة الناس بعضهم بعضا وعلم الله عز وجل ومعيته جل وعلا العامة للمتناجين .
3- بيان ما حدث من نجوى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي كالتالي :
أ – حادثة مناجاة اليهود بعضهم بعضا لإلقاء الخوف والهم في قلوب المؤمنين حال مرورهم عليهم وهم نجوى.
ب – حادثة مناجاة المؤمنين النبي صلى الله عليه وسلم فيظن غير المُناجَى من المؤمنين أن في مناجاتهم النبي صلى الله عليه وسلم تنقص لهم .
4- بيان من الله عز وجل أنما النجوى من الشيطان ، وهذا الأصل ، فإن كان ثمة خروج عن الأصل فليكن بالتزام شروط ومراعاة آداب تخرجها عن كونها من الشيطان ؛ أما الشروط فأن لا تكون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول بل بالبر والتقوى ، وأما الآداب فتؤخذ من قوله تعالى { لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا } ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه " لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه "
5- إيرادها لحكم مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم بعدما تزاحم عليه المناجون من المؤمنين ومن المنافقين ومن اليهود :
أ – أما مناجاة المؤمنين النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظن إخوانهم من المؤمنين غير المناجَيْنَ أنما يتنقصونهم فيحزنون لأجل ذلك .
ب – وأما مناجاة اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظن المؤمنون أنما يناجونه ليخبروه أن جيشا قد سُيِّرَ إليهم لقتالهم فيهتمون .
ج – وأما مناجاة المنافقين النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يناجونه لينالوا منه بقولهم عنه صلى الله عليه وسلم حال خروجهم منه هو أُذُن يسمع كل ما نقول
فنص الله عز وجل على وجوب تقديم الصدقة قبل مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أرادها ، فانتهى أهل الباطل من اليهود والمنافقين عن المناجاة لأنهم أبعد ما يكونون عن الإنفاق في سبيل الله ، وتحرج المؤمنون من دفع الصدقة لفقرهم وقلة ذات اليد فنسخ الله عز وجل هذا الوجوب بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله والتي منها التزام شروط النجوى وآدابها
وهناك تصوُّر للآيات بعدها مَعْلَمُهُ الإخلاص وما يلزمه ويلازمه من الولاء والبراء إلا أن هذا التصور لم ينضج بعد لاسيما ومعالَجَةُ التدبُّر لا زالت لربط معاني ومعالم شِقَّيْ السورة ببعضهما البعض
وللكاتبة الأمل في تصحيح الشيوخ الأفاضل هنا ما زَلَّ به الفهمُ .