ماهو موضع الإستدراك في قوله تعالى ( وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ).

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
ماهو موضع الإستدراك في قوله تعالى :
(وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ).
وهل لكن هنا المشددة وكيف تعرب ؟
 
قال أبوزهرة رحمه الله :
ويتجه نوح إلى أن يصدع بالحق فيهم بعد هذا الرفق الكريم ويقول: (وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)، وهذا الاستدراك من القول اللين العطوف إلى القول الحق الذي لَا يخلو من عنف في لطف، أراكم قوما تجمعتم وتحزبتم وأنتم تجهلون الحقائق وتمارون بالباطل، انتقل من عذرهم بخفاء الأمور عليهم إلى رميهم بالجهل المستمر الذي يتجدد آنًا بعد آنٍ وقد استمروا عليه.
ثم من بعد ذلك مستنكرا طردهم.

 
وقال ابن عاشور رحمه الله :
وتأكيد الخبر ب ( إنّ ) إنْ كان اللقاء حقيقة لرد إنكار قومه البعث ، وإنْ كان اللقاء مجازاً فالتّأكيد للاهتمام بذلك اللقاء.
وقد زيد هذا التأكيد تأكيداً بجملة { ولكني أراكم قوماً تجهلون }.
وموقع الاستدراك هو أن مضمون الجملة ضد مضمون التي قبلها وهي جملة { إنهم ملاقوا ربهم } أي لا ريب في ذلك ولكنكم تجهلون فتحسبونهم لا حضرة لهم وأن لا تبعة في طردهم.
وحذف مفعول { تجهلون } للعلم به ، أي تجهلون ذلك.
 
عودة
أعلى