ماهو اعتقادك في الاستخلاف!!!

إنضم
02/02/2009
المشاركات
196
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
ليبيا
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض الكتب -كتب الدين- مكتوب فيها إن الإنسان "خلق لعبادة الله وعمارة الأرض" هذا الكلام منتشــــــــــــــــــــر!.فهل مثل هذا القول صحيح؟

أليس مثل هذا القول يخالف النصوص في الزهد!والله تعالى يقول(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)هم حافظين هذا الدليل،لكن يأتون إلى نصوص الاستخلاف،

إن الله استخلف آدم....فهل القول بمثل هذا يهز اعتقادنا؟ماذا نفعل أمام موقف مثل هذا؟القضية حول كلمة الاستخلاف نفسها،فهذا كأنه دليل من الأدلة المتشابهة،فنحن

نبحث عن معنى هذا الدليل على فهم السلف!لو نرجع لكلام السلف رضوان الله عليهم لا نجد أحد من السلف قال

أن الله خلق الناس لأعمار الأرض!!هذا كله تخطيط بعيد المدى قد لا يشعر به،يعني أول شيء أعبد الله واعمر الأرض

،حتى ندخل في الدنيا وننسى العبادة!والله تعالى أعلم .

فما هو اعتقادكم في معنى الاستخلاف؟!
 
شكرا لك أخي الكريم على إثارة هذه النقاط الدقيقة .
أنا أعتقد أن قوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) يعني (خليفة لي) ، وهذا واضح من سياق الكلام ، وقد حذفت (لي) بناء على أن المخاطَب يفهم المقصود . فحينما يقول شخص ذو مسؤولية ( أعيّن نائبا ) ؛ فواضح أنه يقصد نائبا له ، ولا يجب أن يقول ( نائبا لي ) .
هذا إضافة إلى أن مفهوم (الاستعمار) وارد في قوله تعالى (واستعمركم فيها) أي في الأرض . وهذا صريح تماما .
وأما قوله تعالى (وما خلقتُ الجن والإنسَ إلا ليعبدونِ) ؛ فليس معناه أن الجن والإنس مخلوقان من أجل عبادة الله فحسب على الإطلاق ، بل الآية التالية تتمة شارحة ، حيث يقول تعالى (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعمونِ) ، والمعنى أنه لا يُريد منهم شيئا لنفسه فهو لا يحتاج شيئا من الخلق ، بل يُريد منهم العبودية لله فقط ، وهكذا فالنفي يتوجّه إلى الاحتياج (إلى الخلق) ، فلا يمكن أن يُفهَم منه أن الجن والإنس لا وظيفة لهم غير العبادة .
هذا ، ويمكن أن يُقال إن القيام بمهمة خلافة الله على الأرض ، هو جزء من العبودية لله . فالله أراد أن يكون الإنسان خليفة له في الأرض ، وهو استعمر الإنسان في الأرض (أي: طلب منه إعمارَ الأرض)، والتمثل لهذه الإرادة في نفسه عبادة .
والله أعلم .
 
السلام عليكم
فالله أراد أن يكون الإنسان خليفة له في الأرض
الخليفة يخلف المخلوف فيكون بعده فيعني أن المخلوف قد غاب ؛والله لم يغب
الانسان ماذا يملك في الأرض؛ المطر أم الرياح أم البحار والأنهار أم الشروق والغروب ....؛ إنه لا يملك شيئا فكيف خلف الله في الأرض ؟ فكل هذه الأمور يدبرها الله ولم يستخلف الانسان عليها ؛ فعلي أي شيء استخلف إذن ..لا شيء ؛ إذن لا يقال :الانسان خليفة لله .
 
الأخوة الكرام:

1. أهل التحقيق من العلماء فنّدوا مزاعم من قال إن الإنسان خليفة الله في الأرض، إلا إذا كان بمعنى أن الله استخلفه فيها.
2. هناك احتمال أن يكون الإنسان خليفة لكائن سابق.
3. الأرجح عندنا أن الإنسان بفطرته التي فطر عليها يصلح أن يخلف بعضه بعضاً. ولتوضيح ذلك نقول:
يمكن أن نعلم الحصان بعض الأمور -- كما نلاحظ في السيرك مثلاً -- ولكن هذا الحصان لا ينقل هذه الخبرات إلى ولده، ومن هنا لا تتراكم الخبرات لدى عالم الخيول، ومن هنا لا تتطور علومها ومعارفها ولا تقيم الحضارات.
أما الإنسان فتنتقل لديه الخبرات إلى الأجيال المتعاقبة، ومن هنا تتطور علومه ومعارفه وخبراته وينشئ الحضارات.
تنتقل الخبرات والمعارف بواسطة اللغة بالدرجة الأولى، ومن هنا وجدنا أن المبارزة بين آدم والملائكة عليهم السلام كانت تتعلق باللغة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الفضلاء .
لا غرابة في القول بأن الله استخلف الإنسان في الأرض ، وبأن الإنسان خليفة لله في الأرض . ولا يلزم من هذا أن (المخلوف قد غاب) كما أشار الأخ (مصطفى سعيد) . وإنما يلزم منه أن الخليفة يتصرّف بتخويل من المستخلِف (بكسر اللام) ، ويُتمّ مهمّته . ولا غرابة في القول بأن الإنسان يكمل ما بدأه الله في الأرض ! فالله تعالى بدأ الخلق ، وأبدع الطبيعة وفطر السماوات والأرض ، وبهذا يتمّ خلق الطبيعة أو الأرض ، يبقى بعد هذا الأعمال الحضارية ـ العمرانية التي هي المقصود من قوله تعالى (واستعمركم فيها) وقوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) . وهذه الأعمال الحضارية ـ العمرانية هي وإن كانت مما هدى الله الإنسانَ إليها ، ولكنها متروكة تحقيقـها للإنسان . الحضارة هي (أعمال) الإنسان ، وسيرى الله أعمالنا (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). الله استخلف الإنسان بما يعمله في الأرض ، واستعمره فيها ، أي طلب منه إعمارَها ، فالأرض قبل الإنسان كانت خالية من كلّ عمران وأعمال آدمية ومصنوعات مقصودة بالقصد الإنساني ، لم يكن للأشياء في الأرض أسماء قبل الإنسان ، والإنسان هو الذي سمّاها بأسمائها (وعلّم آدمَ الأسماءَ كلها) . خلاصة الكلام : أن الله قد هيّأ الأرض لحياة الإنسان بدحوها وإخراج مياهها ومراعيها وإرساء جبالها ، ثم خلق الإنسان ليعمل أعمالـَه وليصنع حضارته وليُعمِر الأرض بعمرانه وقراه ومدنه وتجمعاته البشرية وإنجازاته . وهذا الاستخلاف (والاستعمار) ليس مخصوصا بالإنسان المؤمن ، بل هو عامّ في الإنسانية . ومعنى هذا الاستخلاف، كما بيّنتُ ، هو أن الإنسان مطالـَب غريزيا وطبيعيا بأن يبدأ حيث انتهت الطبيعة ، بأن يستغلّ الطبيعة (الأرض) ويعمرها ويجعل من القفار الموحشة مدنا عامرة وحواضر .
وأستغرب من الأخ (مصطفى سعيد) قوله بأن الإنسان لا يملك شيئا في الأرض ، أليس كل شيء في الأرض مسخّرا بقدرة الله للإنسان ، ألم يجعل الله الأرض ذلولا يمشي الإنسان في مناكبها ؟ فالله تعالى مكّن الإنسانَ من الأرض وجعله ذا قدرة على استغلالها واستعمارها والتصرف فيها ، وهو مطالَب بذلك ، ولكنه طلب فطريّ غريزي كامن وليس مقتصرا على الوحي والرسالة السماوية ، فالإنسان بطبيعته ينزع إلى استغلال الطبيعة والتصرف فيها كسيّد .
وأنا أرى أن قوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) واضح تماما في أداء معنى استخلاف الله للإنسان في الأرض ، ولكن مما شوّه هذا المعنى الواضح تفسير شائع يُفيد أن الإنسان مسبوق في الأرض بمخلوقات أخرى مكلَّفة أو شبه مكلَّفة مثل الجنّ ، وأن الإنسان (خَلَف) لتلك الكائنات السابقة . وأنا الآنَ لا أعرف مصدر نشوء هذا التفسير الغريب ، ولكنني متأكد من أنه تفسير ملتوٍ لا يتوافق مع السياق القرآني وصيغة الكلام في قصة آدم في سورة البقرة ، التي تبدأ بقوله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) . فإذا كان المقصود هو أن الإنسان يخلف تلك المخلوقات العاقلة السابقة فلماذا لم يُشِر النصُّ إلى تلك المخلوقات ؟ هل يمكن أن يكون البيان القرآني بهذا الغموض والباطنية ؟ الذي أعلمه هو أن القرآن بلسان عربي مبين ، ولكن المشكلة هي أننا في هذا العصر ليس لنا الملكة اللسانية التي كانت للعرب حينما خاطبهم القرآن في عصر النبوة وما تلاه . وفي هذا السياق يمكن أن أسأل : إذا كان الاستخلاف هو غير أن يكون الإنسان خليفة لله في الأرض ؛ فما هو وجه استغراب الملائكة حينما علموا أن الإنسان هو الخليفة المقصود وهو المخلوق الذي قد يُفسِد وقد يسفك الدماء ؟ إذا كان الإنسان مجرّد خلف لكائنات أكثر شرا وفسادا فما هو وجه استغراب الملائكة واستفسارهم ؟ والملائكة أرادوا بذلك أنهم أنسب وأولى بأن يكونوا خليفة الله في الكون . ولكن المشيئة الإلهية قضت بأن يكون الإنسان العاقل الذي يسمّي الأشياء بأسمائها والذي يتعرّف على طبائع الأشياء المادية والذي ينزع بطبيعته إلى استغلال الطبيعة ، هو الخليفة المستخلـَف في الأرض . وليس المقصود أن ذلك الخليفة لا يسفك الدماء ولا يُفسِد في الأرض ، ولكنه مع ذلك يُعمِر الأرض ويأتي من خلال أعماله و إنجازاته بما يمكن أن يكون إكمالا للطبيعة التي فطرها الله .
هذا هو جوهر المسألة كما أفهمه . ولستُ بالـّذي يكتب فور ما يخطر له ، وإنما قلّبتُ هذه الأفكار في رأسي منذ سنوات عدّة .
وقد أعود لهذا الموضوع ، وأحبّ أن تستمرّ المناقشة .
وفّق الله جميع الإخوة لفهم القرآن العظيم .
 
أحسنت أخي جمال فكلامك -خصوصا في المشاركة الأولى- كافٍ في هذه المسألة في نظري.
 
تهذيب كتاب

تهذيب كتاب

هل هناك كتاب جمع مقدمات سيد قطب عن السور في كتابه(في ظلال القرآن)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي القارئ أنا شخصيا لم أعلم أن أحدا جمع هذه المقدمات، وقد أحسنتَ أخي إذ نبهت إلى هذا، فهي مقدمات تعريفية منهجية مفيدة. فلو تتكرم أنت أخي القارى فتقوم بهذا العمل المفيد، والله يجزيك الجزاء الأوفى.
 
الأخ جمال، والأخ العبادي حفظهما الله

قول الأخ جمال في مداخلته الأولى:"أنا أعتقد أن قوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) يعني (خليفة لي) ": هذا الذي نخالف فيه ونرفضه، وأين الدليل على هذا القول. وأطلب الدليل من الأخ جمال والأخ العبادي.
الله تعالى خلق الكون وخلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض. وهذا واضح، ولكن من أين لنا أنه يخلف الله في الأرض؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
إخواني... كل من شارك في هذا الموضوع..لكم الأجر والمثوبة من الله عزوجل ثم الشكر مني... فجزاكم الله خيرا.

ولكن لازال هناك بعض التساؤلات؟؟؟

أليس مثل هذا المقال:
(الانسان مخلوق لعبادة الله و لعمارة الارض )العطف جاءت للتساوي!! كأن الله جل جلاله غير قادر على اعمار الارض فخلق الانسان ليعمر الارض ...!


هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ، لو جاءت الشبهة .. المشكلةان هناك اعتقاد صحيح لا نعرف دليله ,, و لا نعرف كيف نرد على الشبهة ..
القضية الآن كما أسلفت [حول كلمة الاستخلاف نفسها ، هذا كأنه دليل من الأدلة المتشابهة ، لابد أن ((نبحث عن معناها على فهم الســلف ))
إذا أتتنا شبهة ونحن معنا الاعتقاد الصحيح ما شبهتنا الأصلية ؟ أصلاً 1/ الاعتقاد الصحيح الذي نعتقده نحن ما يظهر لنادليله -> ( لماذا ؟ لأن عندقراءة كتاب الله ما نقرأ في المعاني التي عندما نفهمها نثق في المعتقد )
2/ الدليل أمامنا ما عرفنا نعتقد منه اعتقاداً صحيحا .
مثال:
يكتب على بعض المحلات(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..........، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الآن مات.......طيب الآية ما معناها؟أنا الآن عندي دليل لكن لاأفهم ما الاعتقاد الصائب في هذا الدليل ؟

كلما ازددنا تمسكا بأدلة الاعتقاد كلما زادنا الله تعالى بيانا وأظهر الله لنا أدلة اخرى بقراءة كتابه .

اليوم الفتن حولنا تتخطف الناس،كل يوم فكرة جديدة وكلام جديد والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ))
" فالذي لديهم اعتقاد سوي ليس لديهم دليل عليه !!!!!!

فمـــــــــــــــــــــن يفيدنا............؟
 
بارك الله فيك أختاه محبة القرآن, الله عزوجل خلق الإنسان ليعبده, ولكن الله عزوجل لم يرد من خلق الإنسان خلقا كخلق الملائكة وإنما اراد خلقا على مثال آخر, وجعل الله عزوجل ساحة عبادة الإنسان له هذه الأرض, فالله عزوجل لم يخلق الإنسان لكي ينشأ جيل من المعتزلين الحياة الذين لا هم لهم إلا الإكثار من ذكر الله عزوجل بألسنتهم ولا يفعلون شيئا في دنياهم!
إن دار ابتلاء الإنسان بالعمل هل يحسنه أم يهمله هي الدنيا, لذا فلا يمكن فصل العبادة عن إعمار الأرض, لأن إعمار الأرض جزء من العبادة!
وبخصوص قول الأخ جمال فإنا نعترض على قوله: الإنسان خليفة الله, لأن الله تعالى لم يقل ذلك في كتابه, فهذه زيادة من عنده, والله أعلم.
 
الأخت الكريمة محبة القرآن

هل خُلق الإنسان ليعبد الله؟!! الجواب يحتمل نعم ويحتمل لا. ومن هنا أرجو أن يكون لديك الصبر على قراءة هذا المقال المفاجئ. وهو للشيخ بسام جرار أخذته من صفحة مركز نون.

لماذا خلقنا الله؟! مقال مقتبس من كتابنا (رسائل نون):
سؤال حّير العقول ولا يزال الناس يتساءلون: لماذا خلقنا الله ؟! وقد يبادر البعض إلى القول: إنّ الله خلقنا لنعبده، ويدللون على ذلك بقول الله تعالى: "وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون". ولكن هل صحيح أنّ الآية تشير إلى ذلك؟. الذي نراه أنّ الآية لا تجيب عن سؤال لماذا خلقنا الله، وإنما تشير إلى وظيفة الإنسان في الحياة الدنيا. وحتى يتّضح هذا الأمر يجدر بنا في البداية أن نبيّن المقصود بالعبادة في المفهوم الإسلامي.
المتتبع للآيات القرآنيّة والأحاديث الشّريفة، يدرك شمول مفهوم العبادة لكل جوانب الحياة. وهذا يعني أنّ العبادة هي: كل سلوك إيجابي يُقصد به التقرب إلى الله تعالى. ونظراً لاستحالة اتفاق البشر على تحديد ما هو إيجابي وما هو سلبي فقد بيّن الإسلام ذلك بوضوح.
لماذا خلقنا الله ؟! الذي يسأل هذا السؤال قد يقصد في سؤاله أن يقول: كان الإنسان عدماً، فما هي الحكمة الربانيّة في خلقه بعد أن كان غير موجود؟! وقد يكون قصد السائل أن يقول: الإنسان موجود، ولا أسألك عن خلقه بعد أن كان عدماً، وإنما أسألك أنّه الآن موجود، لماذا؟! أي أنّ السائل يسأل عن وظيفة الإنسان بعد أن خلقه الله. وهذا السؤال أجابت عنه الآية القرآنيّة:" وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون"، فهي إذن تُحدد وظيفة الإنسان بعد وجوده، ولا تتحدث عن حكمة خلقه قبل أن يوجد. وقد عرفنا أنّ العبادة هي كل سلوك إيجابي يقصد به التقرب إلى الله تعالى. وعليه يكون معنى الآية: وما خلقت الجن والإنس إلا ليسلكوا سلوكاً إيجابياً وفق ما أحدده لهم، فأنا لم أخلقهم للسلبيات. أنا خلقتهم والشأن شأنهم أن يكونوا إيجابيين. ثم يأتي الدين ويفصل في ما هو إيجابي وما هو سلبي، ما يطلب فعله وما يطلب تركه.
لا توجد دولة إلا وتضع القانون الذي ينظم علاقة الناس بعضهم ببعض. وتقوم السلطة التنفيذيّة بحماية هذا القانون، وتكون طاعة الدولة من الواجبات التي لا يُسمح لأحد أن يفرّط فيها. أما الشّريعة الإسلاميّة فلم تقتصر على تنظيم علاقة الناس بعضهم ببعض، بل تعدّت ذلك إلى تنظيم علاقة الإنسان بالوجود، ثم هي تعمل على تربية الإنسان والارتقاء به. ومن أجل تحقيق التفاعل والالتزام من قبل الناس جعل الله تعالى الالتزام بهذه الشّريعة عبادة يثاب عليها المؤمن، وجعل المفرّط بها عاصياً مستحقاً للعقوبة. وإذا كان للقانون سلطة إلزام دنيويّة، فإنّ للشريعة سلطة دنيوية وأخرى أخروية. وهذا يعني أنّ الله تعالى قد تعبّدنا بمصلحتنا، فنحن الذين بحاجة إلى تنظيم ورعاية وهداية وتربية وتنمية، فكان من نعمة الله بالناس ورحمته أن جعل تَحقق مصالحهم عبادة له نسبها إلى نفسه لتكون هذه النسبة سلطة إلزام تدفع الناس لتحقيق المصالح ودرء المفاسد. من هنا لا يصح سؤال من يقول: " وهل يحتاج الله لعبادتنا؟"، لأننا نحن الذين بحاجة إلى عبادته تعالى، فعبادته سبحانه هي التي تحقق مصالحنا، ومردودها على الفرد والجماعة واضح وملموس. والله تعالى يقول:"إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر".
يمكن أن يقودنا هذا إلى القول بأنّ العبادة وسيلة لإصلاح الدنيا من أجل صلاح الآخرة. ومن أبرز الأدلة على أنّ العبادة وسيلة وليست غاية أنّ تكاليف بالعبادات في الدنيا غير موجودة في الآخرة. وعليه فلو كان الله تعالى قد خلقنا من أجل هذه العبادات لكانت من أهم حقائق الآخرة.
إذن فلماذا خلقنا الله؟!
حتى نصل إلى الإجابة عن هذا السؤال نقوم أولاً بطرح المثال الآتي:
لدينا ساعة يد، ويمكن أن نسأل حولها ثلاثة أسئلة أساسيّة: هل احتاجت الساعة إلى صانع؟ كيف صنعت الساعة؟ لماذا صنعت الساعة؟
السؤال الأول: هل احتاجت الساعة إلى صانع؟ ونقصد بالصانع هنا الصفات الآتية: العلم،الإرادة، القدرة. وللإجابة عن هذا السؤال لا بد أن ننظر في السّاعة. وبمجرد النظر السريع إلى السّاعة يحكم الإنسان على الفور بأنّها احتاجت إلى صانع. ويمكن أن نتلقى إجابة إيجابية 100% من قبل كل العقلاء من غير تردد. وهذا أمر بدهي. فالإجابة عن سؤال: هل صنع؟ يكون فقط عن طريق النظر في المصنوع.
السؤال الثاني: كيف صنعت السّاعة؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من النظر في السّاعة، أو سؤال الصانع. وتنخفض هنا نسبة الذين يمكنهم أن يجيبوا عن هذا السؤال إجابة إيجابية.
السؤال الثالث: لماذا صنعت السّاعة؟ وحتى نجيب عن هذا السؤال لا بد أن يكون لدينا علم بالخلفيّات التي سبقت الوجود، أي لا بد من العلم مسبقاً بأنّ البشر قد قسّموا اليوم إلى 24 جزءاً، ثم قسّموا كل جزء منها إلى 60 جزءاً، ثم قسّموا كل جزء إلى 60 جزءاً أيضاً. إذا لم تُعلم هذه الخلفيّة التي سبقت وجود الساعة فلا يمكن اطلاقاً معرفة الإجابة عن هذا السؤال على وجه الجزم. ويرجع سبب عدم إمكانيّة الإجابة إلى كون سؤال (لماذا) يتعلق دائماً بعالم ما قبل الوجود. أمّا سؤال (هل) وسؤال (كيف) فيتعلقان بالوجود. لذلك يمكن معرفة الإجابة عنهما عن طريق النظر في الوجود، على خلاف سؤال (لماذا) المتعلّق بما قبل الوجود.
والآن نسأل: هل خُلق الكون؟ الإجابة عن هذا السؤال هي من مسئوليتك أنت، لأنّه لا بد أن تنظر إلى الكون وفي الكون حتى تحصل على الإجابة. ولستَ بحاجة إلى أن تسأل أحداً عن ذلك، فمن السخافة أن نسأل عن إمكان وجود فنان من وراء اللوحة البديعة، لأنّ الإجابة تقدمها لك اللوحة نفسها، فعندما تنظر إليها يسهل عليك أن تجد الإجابة، بغض النظر عن خبرتك أو مستواك العقلي أو العلمي. لذلك فإنّ من أعجب العجب أن يطلب الملحد دليلاً وإثباتاً على وجود الخالق.
كيف خلق الكون؟ إنّ البشريّة منذ وجدت وإلى يومنا هذا وهي تنظر في الكون في محاولة لمعرفة كيف خلق، وإنّ تطور العلوم كان نتيجة لهذه المحاولات. وقد قدّم الدين للإنسان الإجابات عن بعض كيفيّات الخلق، فالقرآن الذي حث البشر على أن ينظروا في كيفيّة الخلق:" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، هو الذي قدّم لهم بعض المعارف المتعلقة بأصل الوجود، مثل:" ثم استوى إلى السماء وهي دخان"، ومثل:"أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي". واللافت أنّ آلاف السنين لم تكن كافية للإنسان حتى يلم إلماماً واسعاً بكيفيّة الخلق، ولا يزال الإنسان يحاول ذلك، وهو ينجح كل يوم ولكنه لا يزال يجهل الحقيقة.

لماذا خلق الله الكون؟
هذا السؤال لا يمكن أن نحصل على إجابة عنه من خلال النظر في الكون، لأنه يتعلق بأمر ما سبق الوجود، فكما سبقت فكرة الزمن وجود السّاعة لا بد أن تسبق فكرة خلق الكون وجوده الفعلي. من هنا لا يتوقّع أن يعطي العلم الإجابة عن هذا السؤال، لأنّ العلم يبحث في الوجود، وسؤال (لماذا) يبحث فيما قبل الوجود. والإجابة لا تكون إلا عند الخالق، لأنّه وحده الحكيم الذي أراد أن يخلق قبل أن يخلق. وعليه هل نجد في الوحي إجابة عن هذا السؤال؟
في الواقع لا نلحظ أنّ هناك إجابة. وقد يرجع ذلك إلى أمور منها:
1. مجال تفكير الإنسان وحدود علومه هو الكون المخلوق، والسؤال هنا يتعلق بأمر كان قبل الوجود.
2. لا يزال الإنسان قاصراً عن فهم حقيقة الكيفيّة فأنّى له أن يفهم ما هو أكبر؟!
3. قد تكون المسألة من المسائل التي لا يطيقها العقل البشري. ومن البدهي أن يكون علم الخالق فوق علم المخلوق، وحكمته فوق حكمته. بل إننا نلحظ بوضوح تفاوتاً كبيراً في القدرات بين البشر أنفسهم. وعليه لا نتوقّع من الطفل الصغير أن يدرك الحكمة من وراء بعض تصرفات الآباء والأمهات. وقد وجدنا بالتجربة أنّ الإجابة عن السؤال المشهور: من خلق الخالق؟ هي أسهل عندما يكون السائل مثقفاً ذكياً، ولكن إذا سأل هذا السؤال طفل صغير نجد أنفسنا عاجزين عن أن نقدم له الإجابة التي يقتنع بها الكبار.
4. من السهل أن يجيب الإنسان عن سؤال هل؟، ومن الممكن أن يجيب عن سؤال كيف؟، وهذا يكفي لخلافته ولأداء وظيفته في الأرض. ولكن من قال إنّ الإنسان قد خُلق للدنيا، فمعلوم أنّ الدنيا تزول؛ إمّا بموت الناس، أو بزوالها يوم القيامة. من هنا لا معنى ظاهراً ولا حكمة بيّنة لوجود الإنسان في الأرض لمدة محدودة من الزمن، حتى لو بلغت مليارات السنوات، لأنّ النهاية تجعل البداية غير ذات معنى، والخلود فقط هو الذي يعطي البداية معناها، ومعلوم في الدين أنّ الآخرة هي دار الخلود. وعليه فالآخرة فقط هي التي تعطي الدنيا معناها. وقد ورد في الأثر الذي معناه صحيح:"خُلِقت الدنيا لكم وخلقتم للآخرة". وعليه لا إجابة دنيويّة حول الغاية النهائيّة لخلق الوجود والإنسان، ولكن هناك إجابة واضحة عن وظيفته الدنيويّة وعلاقة هذه الوظيفة بالمصير الأخروي الأبدي.
ليس بالضرورة أن تكون الإجابات كلها دنيويّة، وإلا فبماذا تتميّز الآخرة عن الدنيا؟! ولا مجال لعالم المحدودات والنهائيات أن يجيب عن أسئلة تتعلق بعالم اللانهائيات. وهذا من أهم الفروق بين الدنيا والآخرة.
هذا المقال يخاطب أهل الإيمان، أمّا غير المؤمنين من الماديين فلا يعنيهم مثل هذا الأمر، لأنّ الحياة في فلسفتهم مجرد صُدفة وبالتالي لا يوجد عندهم شيء له معنى، والحكمة منتفية من الوجود كله. ولا ندري لماذا يعيشون!! ا.هـ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين نحمده حمد الشاكرين،ونشكره شكر الحامدين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمينصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين...
إخواني الفضلاء...أسأل الله أن يبارك في أعمالكم...وأعماركم...وأن يجعل الجنة مثواكم.على ما قدمتم لنا من نفع.
أهم المفاهيم المرتبطة بقضية الاستخلاف :
الخلافة: الخليفة بحسب اللغة:من خلف من كان قبله وقام مقامه.
فلماذا سمي آدم خليفة؟ توجد هنا أراء:
الأول:أن أدم سمي خليفة لأنه خلف مخلوقات الله سبحانه في الأرض وهذه المخلوقات إما
أن تكون ملائكة،أو يكونوا الجن الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا فيها الدماء، كما روي ابن عباس.
أو يكونوا آدميين آخرين قبل آدم.

الثاني :أنه سمي خليفة، لأنه وابناءه يخلف بعضهم بعضا،فهم مخلوقات تتناسل ويخلف بعضها البعض الآخر.
وقد نسب هذا القول إلى الحسن البصري .
الثالث:أنه سمي خليفة لأنه يخلف الله سبحانه في الأرض.وفي تفسير هذه الخلافةلله سبحانه وعدم ارتباطها
بالمعنى اللغوي تعددت الآراء واختلف:
أ.انه يخلف الله في الحكم والفصل بين الخلق.
ب.يخلف الله سبحانه في عمارة الأرض واستثمارها من انبات الزرع واخراج الثمار وشق الانهار وغير ذلك.
هذا الرأي وما قبله ذكره الطوسي في التبيان.
ج.يخلف الله سبحانه في العلم بالأسماء كما ذهب الى ذلك العلامة الطباطبائي.
د.يخلف الله سبحانه في الارض بما وهبه الله من قوة غير محدودة سواء في قابليتهاأو شهواتها أو علومها.كما ذهب إلى ذلك
الشيخ محمد عبده.
والله تعالى أعلم
---------------------------------------------------------------------------------
يقول السعدي رحمه الله في تفسير قوله:
( وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) أي: مسكن وقرار، ( وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) انقضاء آجالكم, ثم تنتقلون منها للدار التي خلقتم لها, وخلقت لكم، ففيها أن مدة هذه الحياة,

مؤقتة عارضة, ليست مسكنا حقيقيا, وإنما هي معبر يتزود منها لتلك الدار, ولا تعمر للاستقرار.
 
جزى الله كل الذين شاركوا في إثراء الموضوع وإغنائه بالآراء المختلفة . وأشكر الأخت (مجبة القرآن) على تفضّلها بإيراد الآراء المختلفة في تفسير الخليفة في قوله تعالى (.. إني جاعل في الأرض خليفة ..) .
وأعتذر إن كنت تغيّبت عن مجلسكم ، فإني لم أستطع الدخول في الشبكة منذ مدة . وأنا الآنَ بصدد تحقيق تامّ عن هذا الموضوع (مفهوم الاستخلاف والخليفة المقصود في الآية الآنفة الذكر) ، وسأنزل ما أنتهي إليه في مداخلة لاحقة . وربما سأغيّر رأيي السابق ، وربّما سأزيده إثباتا ووضوحا.
نفعني الله بكم ، وجمعنا على ما فيه الخير كله . والسلام عليكم ورحمة الله ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين نحمده حمد الشاكرين،ونشكره شكر الحامدين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمينصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين...
إخواني الفضلاء...أسأل الله أن يبارك في أعمالكم...وأعماركم...وأن يجعل الجنة مثواكم.على ما قدمتم لنا من نفع.
أهم المفاهيم المرتبطة بقضية الاستخلاف :
الخلافة: الخليفة بحسب اللغة:من خلف من كان قبله وقام مقامه.
فلماذا سمي آدم خليفة؟ توجد هنا أراء:
الأول:أن أدم سمي خليفة لأنه خلف مخلوقات الله سبحانه في الأرض وهذه المخلوقات إما
أن تكون ملائكة،أو يكونوا الجن الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا فيها الدماء، كما روي ابن عباس.
أو يكونوا آدميين آخرين قبل آدم.

الثاني :أنه سمي خليفة، لأنه وابناءه يخلف بعضهم بعضا،فهم مخلوقات تتناسل ويخلف بعضها البعض الآخر.
وقد نسب هذا القول إلى الحسن البصري .
الثالث:أنه سمي خليفة لأنه يخلف الله سبحانه في الأرض.وفي تفسير هذه الخلافةلله سبحانه وعدم ارتباطها
بالمعنى اللغوي تعددت الآراء واختلف:
أ.انه يخلف الله في الحكم والفصل بين الخلق.
ب.يخلف الله سبحانه في عمارة الأرض واستثمارها من انبات الزرع واخراج الثمار وشق الانهار وغير ذلك.
هذا الرأي وما قبله ذكره الطوسي في التبيان.
ج.يخلف الله سبحانه في العلم بالأسماء كما ذهب الى ذلك العلامة الطباطبائي.
د.يخلف الله سبحانه في الارض بما وهبه الله من قوة غير محدودة سواء في قابليتهاأو شهواتها أو علومها.كما ذهب إلى ذلك
الشيخ محمد عبده.
والله تعالى أعلم
---------------------------------------------------------------------------------
يقول السعدي رحمه الله في تفسير قوله:
( وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ ) أي: مسكن وقرار، ( وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) انقضاء آجالكم, ثم تنتقلون منها للدار التي خلقتم لها, وخلقت لكم، ففيها أن مدة هذه الحياة,

مؤقتة عارضة, ليست مسكنا حقيقيا, وإنما هي معبر يتزود منها لتلك الدار, ولا تعمر للاستقرار.

ذكرت الآراء فقط وهي منقولة ولكن لم ألحظ بعض أسماء المفسرين إلا الآن !!!فأرجواالمعذرة.
 
عودة
أعلى