مامعنى هذه الجملة :

المنصور

New member
إنضم
16/04/2003
المشاركات
283
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
الرياض
الإخوة الفضلاء :
أحتاج من يشرح لي عبارة الماوردي التي ذكرها في مطلع تفسيره :
( الاسم : كلمة تدل على المسمى دلالة إشارةٍ ، والصفة كلمة تدل على الموصُوف دلالة إفادة ، فإن جعلت الصفة اسماً ، دلَّت على الأمرين : على الإشارة والإفادة ) .
وآمل أن يكون الشرح بذكر المصدر لوأمكن ذلك,
شاكرا لكم سلفا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ المنصور ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني رجعت إلى تفسير الماوردي فلم أجد النص الذي أشرتم إليه . طبعة " دار الكتب العلمية " بلبنان 1412 هـ / 1992 م .
أما بخصوص استفساركم فإن الاسم علامة دالة على معنى في ذاته ، دون اقتران هذه الدلالة بزمن، مثل محمد ، عائشة ، كتاب ، جمل ، حجر ، شجرة . ومن علاماته الجر و النداء ، والإسناد إليه ، والتنوين ، وقبول (أل) .
فالعلاقة بين الاسم والمسمى هي علاقة اعتباطية أي غير ضرورية ، فليس في المسمى ما يوجب تسميته بالاسم المصطلح عليه من قبل مجموعة لغوية منسجمة .
أما الصفة فهي تدل على الموصوف دلالة إفادة ، بمعنى أنها اسم دال على بعض أحوال الذات ، وذلك نحو : طويل ، وقصير ، وعاقل ، وقاعد ... فالعلاقة بين الصفة و الموصوف علاقة مباشرة ، أي إن الموصوف يتضمن ما يوجب وصفه بتلكم الصفة على وجه الحقيقة أو المجاز ، وهو يفيد معنى يمكننا من التمييز بين المشتركين في الاسم ، ويقال إنها للتخصيص في النكرات ، وللتوضيح في المعارف ." شرح المفصل لابن يعيش ج 3 ، ص 46 " .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
أشكر لفضيلتكم التفاعل ، وإفادتي بالمصدر المهم .
والكلام موجود عند كلام الماوردي على البسملة أثناء تفسيره لها بعد الاستعاذه في أول التفسير .
نرجع لمعني الجملة : هل إذا قلت : صالح : لرجل ما ، فإن أردت الصفة فهي دلالة إفادة وإن أردت الاسم فهي دلالة إشارة ، بمعني أنها كصفة فهي تفيد أن الرجل صالح فعلا ، أما إذا كانت اسما فهي تشير إشارة فقط قد تصح وقد لاتصح دلالتها على صلاح الرجل .
هل هذا الفهم مني صحيح .
آمل إفادتي ، وفقكم الله تعالى لكل خير، مكررا شكري لكم .
 
اعتباطية العلامة اللغوية

اعتباطية العلامة اللغوية

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل المنصور ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
ما أشرتم إليه موجود فعلا في تفسير الماوردي ، ج 1 ، ص 48 . وقد أورد فيه تعريف الكوفيين والبصريين للاسم ، مع الانتصار لاعتباطية علاقة الاسم بالمسمى ، حيث يقول : " وزعم قوم أن الاسم ذات المسمى ، و اللفظ هو التسمية دون الاسم ، وهذا فاسد ، لأنه لو كان أسماء الذوات هي الذوات ، لكان أسماء الأفعال هي الأفعال ، وهذا ممتنع في الأفعال فامتنع في الــذوات " . ( تفسير الماوردي ج 1 ، 48 ).
وما ذهبتم إليه من أن الصفة تدل على الموصوف دلالة إفادة ، وإن أردت الاسم فإنه يدل دلالة إشارة ، فإنه صحيح على العموم ، مع التنبيه إلى أن الصفة تدل على الموصوف بحيث تميزه عما يناظره بسمات مميزة ، وذلكم معنى الإفادة .
ولما كانت الصفة من باب الخبر ، فإنها تحتمل الصدق و الكذب ، فإذا وصفنا رجلا ب " صالح " فإن صفة الصلاح تفيد أن الرجل متصف بذلك على جهة الحقيقة ، إذا كان متصفا بمواصفات الصلاح فعلا. فالاستعمال اللغوي مرتبط بالواقع الذي يحيل عليه ، وطبيعة المتخاطبين ، وواقعهم الثقافي ، ومن ثم فصدق الصفة في الدلالة على الموصوف مرتبط بحقيقة الموصوف ، ونسبية الأحكام .
وقد تخرج الصفة عن الاستعمال الحقيقي إلى الاستعمال المجازي فيقصد بها خلاف الواقع الذي تحيل عليه ، وذلك لتحقيق أغراض تواصلية أو جمالية كالاستهزاء و السخرية و المدح ، أو تحقيق الانسجام و الاتساق بين مكونات الخطاب اللغوي .
أما الاسم فإنه يحيل على المسمى ، وهذا هو معنى الإشارة ، أي إنه علامة لغوية تحيل على مدلول، فالعلاقة بين الدال و المدلول ، الاسم و المسمى هي علاقة اعتباطية . فليس في المسمى ما يوجب تسميته بذلكم الاسم المتعارف عليه من قبل المجتمع اللغوي . ذلك أنه من الناحية النظرية كان بإمكان المجموعة اللغوية المنسجمة أن تصطلح على مسمى معين بأي اسم . يقول أبو حاتم الرازي (ت322هـ) في كتابه الشهير و المفيد " الزينة في الاصطلاحات الإسلامية " : " إن كل شيء يعرف باسمه ، ويستدل عليه بصفته من شاهد يدرك أو غائب لا يدرك . وربما دُعِيَ الشيء باسم لا يعرف اشتقاقه من أي اسم هو ، بل يكون مصطلحا عليه ، وقد خفي على الناس ما أريد به ، ولأي شيء سمي بذلك الاسم كقولك : الفرس و الحمار ، والجمل و الحجر و أشــباه ذلك " ( الزينة 1/33 ) .
ومن هنا استقر لدى اللغويين مفهوم اجتماعية الدلالة اللغوية وعرفيتها ، أي اكتسابها حركتها وفاعليتها بفضل الاصطلاح بين أبناء المجتمع اللغوي . ( علم الدلالة العربي ، فايـــز الداية ، ص 17 ) .
هناك دراسة قيمة أعدها الأستاذ الدكتور المنصف عاشور بعنوان : ظاهرة الاسم في التفكير النحوي ، منشورات كلية الآداب منوبة ، تونس 2004 م .


والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
 
شكر الله تعالى لك إفادتك الجميلة ، ومتعك الله بقوتك ، ووفقك لكل خير ،،،
 
عودة
أعلى