المعنى والله تعالى أعلم
المعنى والله تعالى أعلم
جاءت هذه الجملة " جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ " في مواطن كثيرة من القرآن ، وهذا ما حرره المفسرون في بعض تلك المواطن وبالله التوفيق :
قال الطبري رحمه الله تعالى تحت الآية 13 من سورة النساء:(((جَنَّاتٍ ))) يعني: بساتين تجري من تحت غروسها وأشجارها الأنهار.
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى تحت الآية 57 من النساء: "هذا إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن، التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها ومحالها وأرجائها حيث شاؤوا وأين أرادوا."
و قال صديق حسن خانرحمه الله تعالى تحت الآية(72) من سورة التوبة: "وصف الله الجنة هنا بأوصاف: الأول: جري الأنهار من تحتها ليميل الطبع إليها.
والثاني: أنهم فيها خالدون لا يعتريهم فيها فناء ولا تغيير.
والثالث: طيب مساكنها الخالية عن الكدورات،
والرابع: أنها ذات عدن أي: إقامة غير منقطعة".فتح البيان (5/347).
فائدة:
قال الشيخ خليل الهراس في شرح نونية ابن القيم (2/356).: "والجنة إذا أُفردت فإنما يُراد بها اسم الجنس الذي يندرِج تحته ما لا يحصى من الجنات الخاصة، ولكنها مع كثرتها ترجع إلى أصلين، أولهما: جنتان ذهبيتان بكل ما اشتملتا عليه من آنية وحليّ وقصور، والثاني: جنتان فضيتان كذلك بكل ما احتوتاه من حلي وآنية وبنيان".
قلت: وقد ذكرتا في حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن».أخرجه البخاري (8/803/4878)، مسلم (1/163/180) وغيرهما
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : " تحت الآية التي في سورة الحج :" جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ": قال: أي: تتخرق في أكنافها وأرجائها وجوانبها، وتحت أشجارها وقصورها، يصرفونها حيث شاؤوا وأين شاؤوا يُحَلَّوْنَ.
تفسير القرآن العظيم (5/403).
و قال السعدي رحمه الله تعالى تحت الآية 12 من سورة الصف :" وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أي: من تحت مساكنها وقصورها وغرفها وأشجارها، أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.
قلت: وهذا مبين في سورة محمد
وقال رحمه الله تحت الآية 11 من سورة الطلاق:" الْأَنْهَارُ: فيها من النعيم المقيم، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر."
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى تحت الآية 11 من سورة البروج:" وقد تقدّم كيفية جري الأنهار من تحت الجنات في غير موضع، وأوضحنا أنه إن أريد بالجنات الأشجار، فجري الأنهار من تحتها واضح، وإن أريد بها الأرض المشتملة عليها، فالتحتية باعتبار جزئها الظاهر، وهو الشجر؛ لأنها ساترة لساحتها." وبالله التوفيق