مامعنى قوله تعالى : ( قل سموهم ) ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).
هل هو للتحدي أم للتوبيخ أم هناك كلام مقدر محذوف ؟
ومعلوم أن هذه المعبودات كانت لها أسماء أطلقها عبادها عليها !
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأسماء تستمد شرعيتها وحقيقتها إذا كانت مبنية على صفات حقيقية موجودة في المسميات، وعلى ذلك فإن تسمية الأشياء ليست عملية عشوائية اعتباطية بل يجب أن تستند إلى صفة حقيقية موجودة في المسمى.
يقول الله تعالى:" إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ...".
والأسماء للإله المعبود يجب أن يكون لها فعلا وتأثيرا حين الدعاء بها مثلما هو حال الإنسان حين يدعو الله بأسمائه الحسنى فهي أسماء تقوم على صفات لله تبارك وتعالى يتحقق للداعي بها مراده إن شاء الله، فحين نطلب من الله الرحمة وندعوه بإسمه الرحمن فهذا الاسم فيه صفة الرحمة وهي صفة حقيقية ذاتية لله عز وجل ، أما المشركون فقد جعلوا لله شركاء وأطلقوا عليهم أسماء لا تستند إلى صفات حقيقية ولذلك ليس لتلك الأسماء المزعومة أية فعل أو تأثير ، ولذلك فخطاب الله تعالى للمشركين في الآية السابقة فيه تحد وتوبيخ وقبل كل ذلك فيه إنكار لفعلهم ذلك.
والله تعالى أعلم.
 
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن
جوابك لا يحتاج إلى مزيد إيضاح أو نقاش بارك الله فيكم وفي علمكم .
وهذا القول هو الذي استقر عندي من جملة قراءتي لكلام أهل العلم وإن لم أجده محررا بهذا الوضوح الذي عرضتموه .
فهل تعلم أن أحدا من المفسرين المتقدمين قد قال به ؟
فأنا تلزمني الإحالة وإن كان ماعرضته عندي أنه جلي قوي!
 
تحية طيبة أخي محمد ،
لا يحضرني قول أحد من المفسرين فيما علقت به على موضوعك، وقد كان تعليقي مبنيا على مسألة لغوية وهي كيف تبنى دلالة الأسماء وهي من المسائل التي أهتم بدراستها من ناحية بنائية وبيانية .
 
أخي عبدالرحمن
وجدت كلاما لأحد المتأخرين وهو الإيجي يناسب ماتفضلتم به حيث قال رحمه الله :
قل سموهم بأسماء من القادر أو الرازق أو الخالق أو القاهر أو غيرها من مثل أسماء الله الحسنى حتى تعرفوا أنهم غير مستحقين للعبادة .
انتهى .
وهو قول يلتئم به السياق ، والله أعلم .
 
بالإضافة إلى ما تم ذكره ، فإن هذا رد على من زعم أن لله شركاء ، فيقول (سموهم) أي هاتوا الدليل عليهم -وذكر أسمائهم- من القرآن الذي هو كتاب الله ، أم أنكم تعلمون الله بما لا يعلم (وهو القائم على كل نفس بما كسبت) أو تبنون هذا الشرك على ظاهر من القول.
وهذا هو عين المكر ، فيترك هؤلاء صريح النص بأن الله واحد أحد ، ويبنون شركهم على الزيادة على الله و ما أخبر به ، ويزعمون أن لله شركاء كما يقال -على سبيل المثال- أن قوله سبحانه (إنّا) و (اللهم) فيه إشارة إلى وجود الشركاء مع الله تعالى الله عن ذلك.
يقول سبحانه: (..وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) البقرة

وقضية الشرك أخطر من قضية إنكار الخالق ، فالاستدلال على الخالق أمر لا شك فيه أولاً ، ثم إن هؤلاء لا يريدون نفي وجود خالق بل يريدون أن يجعلوا أنفسهم أرباباً وشركاء مع الله ، وهذا لا يتحقق إلا إذا وجد خالق.
وفي قوله تعالى (أم تنبؤونه بما لا يعلم في الأرض) إشارة إلى وجود الشركاء المزعومين في الأرض ، ظاهرين للناس.

والله أعلم والحمد لله رب العالمين
 
إضافه اخرى..
ذكرت اخي محمد في بداية المشاركة هذا السؤال ..
ومعلوم أن هذه المعبودات كانت لها أسماء أطلقها عبادها عليها
الايات فيها حجة الله البالغة على المشركين ، والايات على ظاهرها ، فعند قول الرسول عليه الصلاة والسلام لهم (سموا الهتكم ) ، فردهم معلوم سيذكرون أسماء الهتهم كمناة ، واللات والعزى ، وغيرها من المعبودات الباطله ، الان سيرد عليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالشطر الثاني من الاية ، وقوله تعالى ({ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ } (سورة الرعد 33) . (أم ) هذه هي (أم ) المنقطعة وتقدر ب (بل ) والاستفهام فهي في موقع الاستفهام الانكاري وفيها معنى التقريع والتوبيخ

والمعنى والله اعلم ، بتسميتكم لهؤلاء المعبودات هل تخبرون الله (والعياذ بالله ) بما لايعلم ، أم تخبرونه بامر ظاهر وبين وفي كل الحالتين فانتم في ضلال عظيم و أبان لهم سفه عقولهم وضعف حجتهم ، وانها اسماء ما انزل الله بها من سلطان

والله اعلم
 
عودة
أعلى