مامعنى قوله تعالى(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ)

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
في الآية:
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
 
[emoji255]بسم الله الرحمن الرحيم [emoji255]
اسمحوا لي بمقتطفات من حديقة مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله مقدمة ًلتفسير الآية
لايستقر للعبد قدم في المعرفة ولا في الايمان حتى يؤمن بصفات الله
فالايمان بالصفات ومعرفتها وإثبات حقائقها وتعلق القلب بها وشهوده لها. هو مبدأ الطريق ووسطه وغايته وهو روح السالكين
إنها أعظم الشواهد
وهذه الصفات دلَّ عليها الوحي الذي جاء من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
والحس الذي شاهد به آثار الصنعة فاستدلَ بها على صفات صانعها
والعقل الذي طابت حياته بزرع الفكروحسن النظر بين التعظيم والاعتبار

والطريق الثاني لإثبات الصفات هو دلالة الصنعة عليها
فإن المخلوق يدل على وجود خالقه وعلى قدرته وعلمه ومشيئته
فصفات كماله بآثار صنعته المشهودة

والقرآن مملوءٌ بذلك
فيظهر شاهد اسم الخالق في نفس المخلوق
وشاهد اسم الرازق من وجود الرزق والمرزوق
وشاهد اسم المعطي من وجود العطاءالذي هو مدار لاينقطع لحظة واحدة
وشاهد اسم الحكيم من العلم بما خلقه وأمره من الحكم والمصالح ووجود المنافع
وشاهد اسم الحليم من حلمه عن الجناة والعصاة وعدم معاجلتهم بالعقوبة
وهكذا كل اسم من اسمائه الحسنى له شاهد من خلقه وأمرهِ
فالخلق والأمر ُ من أعظم شواهد أسمائه وصفاته
ويكفي شاهد الصنع ِ فيك قال تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )الذاريات 21
فالموجودات بأسرها شواهد صفات الرب جل جلاله ونعوته وأسمائه
كما قيل

تأمل سطورَ الكائناتِ فإنها
من الملك الأعلى إليك رسائلُ[emoji255]

وقد خطَّ فيها لو تأملت خطها
ألا كلُ شيئ ما خلا باطلُ[emoji255]

تشير بإثبات الصفات لربها
فصامتها يهدي من هو قائلُ[emoji255]

فهي تدل عقلاً وحساً ونظراً وإعتباراً
وكلما قوي النور في قلب العبد كان بصره أتمُ وأكملُ
والتفكر يساعدعلى هذا الإدراك ولذلك كان من صفات المؤمنين يستدلون بها على توحيده وصفات كماله وصدق رسله والعلم بلقائه[emoji255]

نعود للآية
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (54)

هذه الآية رداً للمشركين المكذبين بالقرآن قال تعالى ( .قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)
فأخبرهم أن القرآن حق و أنه لابد أن يريهم آياته المشهودة مايبين أن آياته المتلوة حق وويوجهم إلى التفكر بآياته في آفاق الكون وآفاق الأنفس

السِّين للاستقبال، سَنُريهم ! المُتَكَلِّم هو الله، والمُخاطب هو النبي عليه الصلاة والسلام
فالحديث عن الذين لم يؤمنوا، قال سَنُريهم ! يُفْهم من هذه السِّين أنَّ معجزات الأنبياء كلّها كانت حِسِيَّة، بِمَعنى أنها وقَعَت في عهد الأنبياء، ثمّ انتَهتْ، وأصْبَحَت خبرًا يُصَدِّقهُ من يُصَدِّقهُ، ويُكَذِّبُهُ من يُكَذِّبُهُ، إلا معْجزة نبِيِّنا عليه الصلاة والسلام إنّها معجزة القرآن الكريم ! كلّما تقدَّم العِلم في كلّ يومٍ، وفي كلّ شهرٍ، وفي كلّ سنة، يكشِفُ العِلم جانبًا من القرآن الكريم، لذلك هذا الكتاب معجزةٌ خالدة إلى يوم القيامة، ولا يزال الناس الذين لم يؤمنوا يكْتشِفُوا حقائق تُؤيِّدُهُ إلى يوم القيامة، فنحن مع معجزةٍ بين أيدينا، وليْسَت معْجزة نبيِّنا عليه الصلاة والسلام خبرًا ؛ إما أن نصدِّقُه أو لا نصدِّقه ! إنَّها معجزةٌ حيَّةٌ، قال: سَنُريهِم، فبَعْدَما تقدَّمَتْ البُحوث تقدُّمًا كبيرًا اكْتُشف أنَّ الذي يُحدِّد جنس المولود ذكرًا كان أو أنثى ليْست بُوَيضة المرأة ولكنَّه حُوَين الرَّجل، فهناك كروموزنات أي مورِّثات، هناك شكل واي وشكل أكس بالإنجليزي ! الواي ذكر و الإكس أنثى، فالبويضة لا دخل لها في تحديد جنس المولود، هذا بعد ألف وخمس مائة عام اكْتُشِفت هذه الحقيقة قال تعالى ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى(45)مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى(46)﴾النجم

‎اكْتُشِف أنّ الشَّمس تدور حول الأرض، ثمّ عُلم أنَّ الأرض هي التي تدور حول الشمس، ثمّ اكتُشف أنَّ الشمس تجري، وتُشَكِّل في جريانها مع الأرض لولبًا، قال تعالى:
‎﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)﴾

‎هؤلاء الكافرون، والذين لم يؤمنوا، وأنكروا سوف يرَوْن مِن خِلال العِلم أنَّ
آيات القرآن الكريم التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام مطابقة ولقد صدقهم الله وعده فكشف لهم آياته ومازال يكشف لهم كل يوم جديد بالقدر الذي شاء الله
ولكنهم في شك قال الله عنهم (أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (54)

ماذا تجدي الآيات إذا القلوب استغفلت والقلوب تعطلت
إنهم لاينقصهم الدليل ولكن ينقصهم اليقين
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم [emoji255]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد
هذا سؤال تقريري، ولا يسأل السائل مثل هذا السؤال إلا لعلمه أن المخاطب سيكون جوابه (بلى) ، ولكي يكون هذا هو جواب المخاطب فيجب أن يكون السائل قد قدم لمن يخاطبه أدلة كافية تثبت أنه على كل شهيد (إن كانت المسألة تتعلق بالشهادة) ، أو يقدم أدلة كافية تثبت أنه بكل شيء خبير (إن كانت المسألة تتعلق بالخبرة في شيء ما ) ، فالذي يأتي بشهادة مفصلة هو الشهيد حقا وليس الذي جاء بها مجملة ، والتفصيل إنما يكون بذكر أربعة أشياء :
ماهية الحدث، وهو الذي يسأل عنه بما الذي حصل؟
شخصية الحدث ، وهو الذي يسأل عنه بمن هو؟
المكان الذي حصل فيه، وهو الذي يسأل عنه بأين؟
زمن وقوع الحدث ، وهو الذي يسأل عنه بمتى؟
إن جئت لأبلغ عن حادثة سير كنت شهيدا عليها فسأسأل هذه الأسئلة الأربعة ، إن أجبت عن ثلاثة أسئلة فقط ولم أجب عن الرابع فأنا لست على كل شيء شهيد في هذه الحادثة.
نأتي الآن إلى قوله تعالى :

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

هذه الآية وإن كانت تتحدث عن آيات غيرها - سيرينها الله في الآفاق وفي الأنفس - هي نفسها آية ، ينبغي أن نرى ما تحمله من معنى مطبقا فيها ، فالمعنى الذي تحمله هذه الآية هو أن المتكلم عنهم بضمير الجمع في (سنريهم) لن يروا فقط تأويلها وإنما سيروا أيضا تاريخها، سيروا أن الله قد أنبأهم بتاريخ تأويلها (الأفق الزمني) ومكانها الذي يجب أن تكون فيه (أفق المكان).
تعالوا لنرى إن كان مضمون الآية 53 من سورة فصلت قد تحقق واقعا في ما يتعلق بالآية نفسها ، فتأويل هذه الآية عرفته عام 1431 ، فأين نجد في القرآن أنه سيُعْلم تأويل هذه الآية حين يصل مجموع السنين الهجرية إلى 1431 سنة؟
وجدنا فعلا أن هذه الآية هي الآية 53 من سورة فصلت ، وأن هذا هو مكانها الذي ينبغي أن تكون فيه لأننا عند جمع أعداد أرقام آيات سورة فصلت من أول آية إلى أن نصل إلى الآية 53 فسيكون المجموع هو 1431.
الآية 53 من سورة فصلت هي نبأ مفصل لنبإ مجمل جاء قبله في سورة النمل وهو :


وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
هذه الآية المحكمة تم تفصيلها في سورة فصلت ، وعلمنا تفصيلها في القرن 15 الهجري ، فينبغي أن يعبر الأفق المكاني عن الأفق الزمني، أي يجب أن يبعد النبأ المفصل عن النبأ المحكم ب15 سورة ، وبالفعل فإن سورة فصلت هي السورة الخامسة عشر عند بدء العد من سورة النمل.
لقد ختمت الآية بقوله تعالى (أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) ، فأولو الألباب يكفيهم ما قدمته الآية من تفصيل يطابق إحكامه العددي الواقع الزمني ، أما غيرهم فليس هذا كافيا لهم ليروا أن الله على كل شيء شهيد، سيقال عنه إنه جاء صدفة ، فالإحكام العددي إنما يكون تكذيبه بالادعاء أنه صدفة، ونفي الصدفة إنما يتم بالتكرار ، فالصدفة لا تكرر نفسها ، لذلك وجب أن يظل حرف السين باقيا في آية سورة فصلت لكي تعيد الآية نفسها ، وننطلق منها كما انطلقنا من آية سورة النمل ، فإذا كانت سورة فصلت هي السورة الخامسة عشر بعد سورة النمل وهي التي أدركنا فيها آية الإحكام العددي وأن الإحكام العددي يجب أن يكرر نفسه فإن السورة الخامسة عشر بعد سورة فصلت هي سورة الرحمن ، وبالفعل وجدنا سورة الرحمن قد قرأت ما في خواطرنا ، ونبهتنا إلى أن الآية التي توقعنا أن تكرر نفسها (تكرر نفس الإحكام العددي 1431) موجودة في الآية التي تكرر نفسها في سورة الرحمن، وهي (فبأي آلاء ربكما تكذبان) ، وفعلا فإن مجموع أرقام آيات (فبأي آلاء ربكما تكذبان) يساوي 1431 .
فالآية نفسها على صيغة سؤال تقريري ، والسؤال التقريري هو إقرار ببلوغ الحجة على منكر الآية، فمن يدع الصدفة نأته بما يبطل زعمه ثم نسأله سؤالا شبيها بالآية المتكررة في سورة الرحمن : هل ما زلت مصرا على تكذيبك وقد رأيت نفس الإحكام العددي يتكرر مرة أخرى!؟ هل الصدفة تتكرر؟
لقد تكررت الآية (فبأي آلاء ربكما ) 31 مرة ، وسورة الرحمن هي السورة الخامسة عشر بعد سورة فصلت ، فكأن سورة الرحمن تمثل القرن 15 الذي يبدأ من عام 1400 ، وبإضافة 31 مرة تكرار الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان = 1431
 
أخي الكريم محمد عبدالله حفظك الله ..
إذا أردت التفسير الصواب لهذه الآية فعليك بالرجوع لكتب التفسير المأثورة، مع الحرص عن الابتعاد قدر الإمكان من التكلف في تفسير الآية والخروج عن ماقاله السلف في تفسيرها وإليك ماذكره الطبري في تفسيرها :
قال الطبري: "الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أَنْفُسهمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : سَنُرِي هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ , مَا أَنْزَلْنَا عَلَى مُحَمَّد عَبْدنَا مِنْ الذِّكْر , آيَاتنَا فِي الْآفَاق . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْآيَات الَّتِي وَعَدَ اللَّه هَؤُلَاءِ الْقَوْم أَنْ يُرِيَهُمْ , فَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِالْآيَاتِ فِي الْآفَاق وَقَائِع النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَوَاحِي بَلَد الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْل مَكَّة وَأَطْرَافهَا , وَبِقَوْلِهِ : { وَفِي أَنْفُسهمْ } فَتْح مَكَّة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23631 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ عَمْرو بْن دِينَار , عَنْ عَمْرو بْن أَبِي قَيْس , عَنِ الْمِنْهَال , فِي قَوْله : { سَنُرِيهِمْ آيَاتنَا فِي الْآفَاق } قَالَ : ظُهُور مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاس . 23632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد , قَالَ : ثنا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ { سَنُرِيهِمْ آيَاتنَا فِي الْآفَاق } يَقُول : مَا نَفْتَح لَك يَا مُحَمَّد مِنَ الْآفَاق { وَفِي أَنْفُسهمْ } فِي أَهْل مَكَّة , يَقُول : نَفْتَح لَك مَكَّة . وَقَالَ آخَرُونَ : عَنَى بِذَلِكَ أَنَّهُ يُرِيهِمْ نُجُوم اللَّيْل وَقَمَره , وَشَمْس النَّهَار , وَذَلِكَ مَا وَعَدَهُمْ أَنَّهُ يُرِيهِمْ فِي الْآفَاق . وَقَالُوا : عَنَى بِالْآفَاقِ : آفَاق السَّمَاء , وَبِقَوْلِهِ : { وَفِي أَنْفُسهمْ } سَبِيل الْغَائِط وَالْبَوْل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23633 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { سَنُرِيهِمْ آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أَنْفُسهمْ } قَالَ : آفَاق السَّمَوَات : نُجُومهَا وَشَمْسهَا وَقَمَرهَا اللَّاتِي يَجْرِينَ , وَآيَات فِي أَنْفُسهمْ أَيْضًا . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ الْقَوْل الْأَوَّل , وَهُوَ مَا قَالَهُ السُّدِّيّ , وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَانُوا بِهِ مُكَذِّبِينَ آيَات فِي الْآفَاق , وَغَيْر مَعْقُول أَنْ يَكُون تَهَدَّدَهُمْ بِأَنْ يُرِيَهُمْ مَا هُمْ رَاءُوهُ , بَلْ الْوَاجِب أَنْ يَكُون ذَلِكَ وَعْدًا مِنْهُ لَهُمْ أَنْ يُرِيَهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا رَاؤُهُ قَبْل مِنْ ظُهُور نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَطْرَاف بَلَدهمْ وَعَلَى بَلَدهمْ , فَأَمَّا النُّجُوم وَالشَّمْس وَالْقَمَر , فَقَدْ كَانُوا يَرَوْنَهَا كَثِيرًا قَبْل وَبَعْد وَلَا وَجْه لِتَهَدُّدِهِمْ بِأَنَّهُ يُرِيهِمْ ذَلِكَ.

{ حَتَّى يَتَبَيَّن لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : أُرِي هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَقَائِعنَا بِأَطْرَافِهِمْ وَبِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا حَقِيقَة مَا أَنْزَلْنَا إِلَى مُحَمَّد , وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ مِنَ الْوَعْد لَهُ بِأَنَّا مُظْهِرُو مَا بَعَثْنَاهُ بِهِ مِنْ الدِّين عَلَى الْأَدْيَان كُلّهَا , وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.' وَقَوْله : { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّك أَنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء شَهِيد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّك يَا مُحَمَّد أَنَّهُ شَاهِد عَلَى كُلّ شَيْء مِمَّا يَفْعَلهُ خَلْقه , لَا يَعْزُب عَنْهُ عِلْم شَيْء مِنْهُ , وَهُوَ مُجَازِيهمْ عَلَى أَعْمَالهمْ , الْمُحْسِن بِالْإِحْسَانِ , وَالْمُسِيء جَزَاءَهُ . وَفِي قَوْله : { أَنَّهُ } وَجْهَانِ : أَحَدهمَا : أَنْ يَكُون فِي مَوْضِع خَفْض عَلَى وَجْه تَكْرِير الْبَاء , فَيَكُون مَعْنَى الْكَلَام حِينَئِذٍ : أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّك بِأَنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء شَهِيد ؟ وَالْآخَر : أَنْ يَكُون فِي مَوْضِع رَفْع رَفْعًا , بِقَوْلِهِ : يَكْفِ , فَيَكُون مَعْنَى الْكَلَام : أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّك شَهَادَته عَلَى كُلّ شَيْء ."
هذا والله أعلم..
 
تفسير الآية 53 من سورة فصلت ليس جديدا ، فقد قلته سنة 1431 ؛ وهو ليس تكلفا أو تحميلا للنص أكثر مما يحتمل ، وإنما فرضته الحكمة لتظهر صدق الآية متحققا، فلنفرض مثلا أن من ضمن تلك الآيات التي قيل عنها (سنريهم) هي فيروس كورونا، فلا بد من ذكر الفيروس باسمه وذكر مكان ظهوره والزمن الذي يظهر فيه ، وبهذا نرى رؤية يقين أن الله على كل شيء شهيد في هذه القضية، فنحن نؤمن إيمانا غيبيا أن الله على كل شيء شهيد، أما هنا في هذه الآية خاصة فالله يقول (سنريهم) ، سيريهم أن الله على كل شيء شهيد وليس فقط إيمانا بالغيب. فمن الذي يعتبر شهيدا على كل شيء يتعلق بكورونا ؟ هل الذي ذكر ذلك في نبأ مختصر أن وباء سيصيب أهل الأرض في المستقبل أم أنه هو ذلك الذي ذكر النبأ بالتفصيل : إسم الوباء والمكان الذي يظهر فيه وزمن ظهوره؟ لا شك أن الشهيد على كل شيء يتعلق بحدث من الأحداث هو الملم بكل تفاصيله (ماهيته وآفاقه : متى وأين).
وبالفعل فقد أكد الله تعالى على تفصيل آيات السورة في الآية الثانية، وزيادة في التأكيد على تفصيل آياتها سميت السورة بفصلت.
فالآية 53 وإن كانت تتكلم عن آيات سيرينها الله في الآفاق وفي الأنفس فيجب أن تكون هي نفسها مثلا مضروبا لتلك الآيات ، وأنه لا بد أن نرى هذه الآية نفسها في الآفاق وإلا سيقال عنها فاقد الشيء لا يعطيه، إذن فالمعني الذي أعطته لنا هذه الآية يشملها أيضا،وهذا ما جعلني أبحث عن مصداقية هذه الآية في أفق المكان والزمان، ولقد بحثت في التفاسير عن تفسير يوافق ما فهمته من الآية فلم أجد أحدا قد سبقني إليه ، وهو تأويل صائب لا شك فيه عندي ، وأني أدركت فهمه عام 1431 ، فأين أجد إشارة لذكر زمن علم تأويلها؟ فالآية يجب أن تحمل مصداقية محتواها في نفسها ، فأين أجد أن الآية قد نبأتنا بتاريخ تأويلها؟
اهتديت إلى أن تاريخ 1431 هو مجموع السنين الهجرية من أول عام هجري إلى العام الذي حدث فيه فهم تأويل الآية (1431) ، وأن مجموع أرقام آيات سورة فصلت من أول آية إلى آيتنا هذه رقم 53 ينبغي أن يكون المجموع هو 1431 ، وبالفعل فإن المجموع هو 1431 ، ففي هذا إشارة أن تأويل هذه الآية سيعلم في أفق سنة 1431
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخ ابو علي حفظك الله، الاية تتكلم عن المشركين و المكذبين عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، أي أنهم الان ميتون،


قال الله تعالى :سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} أي ان الايات سيرها المشركين في عهد الرسول.

و انت يا اخ في الله تقول <فالمعنى الذي تحمله هذه الآية هو أن المتكلم عنهم بضمير الجمع في (سنريهم) لن يروا فقط تأويلها وإنما سيروا أيضا تاريخها، سيروا أن الله قد أنبأهم بتاريخ تأويلها (الأفق الزمني) ومكانها الذي يجب أن تكون فيه (أفق المكان).>


و كيف سيرون ما تدعي و هم ميتون، أم سيدرسون الاعجاز في القبور
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ياسيد إحسان ، قال تعالى : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ).
هل الذين كفروا بالقرآن وقالوا عنه إنه ليس من عند الله هم فقط الذين عاصروا رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
سيكون جوابك هو : كلا، هم موجودون في كل زمان ومكان ) ، فإذا كانوا كذلك فلماذا جعلت الآية خاصة بزمن معين وبمكان معين!!
فالآية حتى وإن كانت تتكلم عن قوم عاصروا التنزيل فإن الآية التي بعدها عامة عن كل من كفر بالكتاب العزيز وادعى أنه ليس من عند الله ، فهذا هو الذي يسمى : العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب . فحتى هذه الآية فهي تتضمن جوابا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما لو كان حيا في كل عصر يوجه كلامه إلى كل من كفر بالقرآن وادعى أنه ليس من عند الله. فكل آية يخاطب فيها الله رسوله ب (قل) فهي ليست زمنية محلية، وإنما هي كما لو أنه عليه الصلاة والسلام حي يجيب عن سؤال أو يقول كلاما.
قال تعالى : وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
حسب كلامك السابق فإن هذه الآية كانت موجهة للمعاصرين لرسول الله فقط !! كلا ، فهي موجهة لمن سيعيشون أحداثا شبيهة بأحداث قصص سورة النمل، ومع ذلك تجد الله سبحانه وتعالى يأمر رسوله عليه الصلاة والسلام أن يقول ما في الآية وكأنه حي يعيش عصرهم.
فالذين كذبوا القرءان وقالوا عنه إنه ليس من عند الله موجودون في كل زمن، فالآيات التي ستحدث في المستقبل يعتبرونها أكاذيب أو أساطير ، مثل : آية الدخان، خروج الدابة، دخول المؤمنين المسجد الأقصى ليتبروا ما علاه بنو إسرائيل .... هذه الآيات قد تكون مما سيرى في الآفاق ، فمن البديهي أن النبوءة التي يجمع أهل الأرض جميعا أنها من عند الله هي الآية المفصلة التي تعطي تاريخا ومكانا وإسما، أما النبوءة المجملة فهي ليست دليلا أنها وحيا من عند الله ، أي النبوءتين التي يتبين بها للناس أنها حقا وحي من عند الله، هل التي تقول إن وباء سيصيب العالم في الألفية الثالثة (لم تحدد إسما ولا زمنا ولا مكانا) ؟ أم النبوءة التي يقول صاحبها : إن وباء (ف ك) سيخرج من الصين وسينتشر في العالم سنة 2020 ؟
إذن فالآية يفسر بعضها بعضا : حتى يتبين لهم أنه الحق === لا يحصل ذلك إلا إذا جاء النبأ مفصلا (زمن ومكان وإسم الشيء وماهيته) ==== من يأت بهذه التفاصيل هو الشهيد حقا على الحدث .
 
الاخ ابو علي حتى لو كانت الأية ليست فقط الذين عاصروا للنبي أي للمسلمين في عصرنا الحالي و لهم أيضا فيبقى الشرط هو أن الذين عاصروا الرسول سيريهم الايات في الافاق و الأنفس و تكون تلك الايات هي نفسها التي سيريها الله للأجيال القادمة....

فلهذا يا أخي استعذ بالله من الشيطان الرجيم و دعك من ما تدعوه إليك نفسك.....
 
عودة
أعلى