محمد السيد
مدير إشراف ملتقى البرامج الإعلامية
كنت معه قبل أقل من عام ، كان يرتشف فنجاناً من القهوة ، منتشياً بنجاح حفل تدشين البوابة الإليكترونية لمركز تفسير بحضور كوكبة من العلماء والمختصين في القرآن وعلومه ، وحصد - كعادته - يومها ثناءً عاطراً.
لم يصبه ذلك النجاح بالمخدّر الذي يصيب البعض ، فيظل يتحدث عن بطولةٍ واحدة أو وحيدةٍ حصّلها ذات يومٍ ووقف عندها.
كان يحدثني عن تحضيره لمؤتمر تطوير الدراسات القرآنية بعد سنة من الآن - من ذلك التاريخ - ، وكان مغتبطاً بصدور الموافقة السامية على هذا المؤتمر ، مردداً كلمته الأثيرة التي صارت عنوان المؤتمر قولاً وفعلاً : ما بعد المؤتمر سيكون مختلفاً عما قبله.
مضت الأيام سراعاً ، وعقد المؤتمر - بحمدالله
- وكعادته - حصد نجاحاً ربما أكثر من المتوقع أو ما خطط له ، ونال شهادات ثناء تغنيه عن شهادتي هذه وتفُوقها ، بيد أني سأقرأ هذا النجاح قراءةً أخرى ، أحببت أن أشارككم فيها لنستفيد منها.
يتكيء عبدالرحمن الشهري في جميع أعماله على شبكة من العلاقات والتحالفات والارتباطات العلمية والعملية التي يمكنها - بعد توفيق الله - أن تكون سبباً لإنجاح أية مشروعٍ علمي.
أول أسباب النجاح مركز تفسير للدراسات القرآنية ، حيث يعتمد على قاعدة معلومات ضخمة لموضوعات ولأشخاصٍ تكونت عبر عقد من الزمان من خلال ملتقى أهل التفسير ، - وهو المشروع الذي شغل باله إبان دراسته في مرحلة الدكتوراه - هيأت له الأرضية التي انطلق منها نحو هذا المؤتمر .
إن مراكز البحوث والدراسات المحترمة لا تصنع مؤتمرات فحسب ، بل تصنع سياسات وتسهم في التغيير الإيجابي لمجتمعاتها .
وما دمنا نتحدث عن مركز تفسير ؛ هل يعلم القاريء الكريم أن هذا المركز وضع خطة استراتيجية له قام على إعدادها أحد بيوت الخبرة المحترفة عبر عقد سلسلة من ورش العمل مع مجموعة من المختصين في مجالات مختلفة، وقد وضعت له البوصلة التي تمكنه من تبوء الريادة في مجال الدراسات القرآنية من خلال عمل مؤسسي محترف يخرجه من الارتجال .
لقد صغرت في عينه العظائم ، حتى جعلت أحد العاملين في المؤتمر والمركز يهمس في أذني قائلاً : قل لصاحبك أن يضع رجله على الكوابح قليلاً ، فهو أمامنا ، ونحن لا نستطيع اللحاق به ، ولذلك كان ينقلهم من نشاط إلى نشاط وبرنامج إلى برنامج ، وهم في إثره .
شكّل فريقاً متناغماً تجد فيه العالِم الذي بلغ منزلة علمية عالية ، والمهني في المجالات الإدارية المختلفة والمبتديء ، وهؤلاء جميعاً بهذا الامتزاج كانوا الأدوات التي استطاعت أن تصنع الحدث .
وإلى ذلك ؛ استقطب مجلس إدارة يشار إليه بالبنان ، جمع بين مجموعة من الكبار في العلم والجاه والتجارة والإدارة ، وهم أمنية كل أحد يود أن يكون لمجلسه شأن .
وعلى الصعيد الرسمي كانت علاقته بالمسؤولين علاقة طيبة أثمرت دعماً لمشاريعه وقبولاً لها ، ولذلك جاء هذا المؤتمر لا ليؤسس هذه العلاقة بل ليحصد ثمرة بضع سنوات من الثقة ويتوجها ، ولتفتح له هذه الثقة أبواب إمكانات جامعة عملاقة كجامعة الملك سعود ، فبادل هذه الثقة مسؤولية أكدت أن الرهان عليه لم يكن رهاناً على حصانٍ خاسر .
وخلال عقد من الزمن لم يكن عبدالرحمن الشهري نكرةً ، بل كان حاضراً في برامج علمية وإعلامية هنا وهناك وهنالك يستضيف ويستضاف ويشارك ويعد ويكتب ، لكن هذه المناشط كلها كانت مركزة في بابٍ واحد هو خدمة كتاب الله تعالى ، حيث تفرغ لهذا الهدف الذي نذر نفسه لأجله.
هذا الحضور مكّنه من أن يدير - باحتراف - لعبة الإعلام ( التقليدي والجديد ) قبل وأثناء المؤتمر ، من خلال فريق جعل المؤتمر ماليء الدنيا وشاغل الناس، معلناً انخراط المجتمع فيه على اختلاف فئاته .
وفي كل ماسبق ومعه وقبله وبعده ابتسامة ساحرة آسرة ، فقدناها عند من هم أقل شأناً أو كدنا .
آخر الكلام
ومن يتهيب صعود الجبال * يعش أبد الدهر بين الحفر
لم يصبه ذلك النجاح بالمخدّر الذي يصيب البعض ، فيظل يتحدث عن بطولةٍ واحدة أو وحيدةٍ حصّلها ذات يومٍ ووقف عندها.
كان يحدثني عن تحضيره لمؤتمر تطوير الدراسات القرآنية بعد سنة من الآن - من ذلك التاريخ - ، وكان مغتبطاً بصدور الموافقة السامية على هذا المؤتمر ، مردداً كلمته الأثيرة التي صارت عنوان المؤتمر قولاً وفعلاً : ما بعد المؤتمر سيكون مختلفاً عما قبله.
مضت الأيام سراعاً ، وعقد المؤتمر - بحمدالله
- وكعادته - حصد نجاحاً ربما أكثر من المتوقع أو ما خطط له ، ونال شهادات ثناء تغنيه عن شهادتي هذه وتفُوقها ، بيد أني سأقرأ هذا النجاح قراءةً أخرى ، أحببت أن أشارككم فيها لنستفيد منها.
يتكيء عبدالرحمن الشهري في جميع أعماله على شبكة من العلاقات والتحالفات والارتباطات العلمية والعملية التي يمكنها - بعد توفيق الله - أن تكون سبباً لإنجاح أية مشروعٍ علمي.
أول أسباب النجاح مركز تفسير للدراسات القرآنية ، حيث يعتمد على قاعدة معلومات ضخمة لموضوعات ولأشخاصٍ تكونت عبر عقد من الزمان من خلال ملتقى أهل التفسير ، - وهو المشروع الذي شغل باله إبان دراسته في مرحلة الدكتوراه - هيأت له الأرضية التي انطلق منها نحو هذا المؤتمر .
إن مراكز البحوث والدراسات المحترمة لا تصنع مؤتمرات فحسب ، بل تصنع سياسات وتسهم في التغيير الإيجابي لمجتمعاتها .
وما دمنا نتحدث عن مركز تفسير ؛ هل يعلم القاريء الكريم أن هذا المركز وضع خطة استراتيجية له قام على إعدادها أحد بيوت الخبرة المحترفة عبر عقد سلسلة من ورش العمل مع مجموعة من المختصين في مجالات مختلفة، وقد وضعت له البوصلة التي تمكنه من تبوء الريادة في مجال الدراسات القرآنية من خلال عمل مؤسسي محترف يخرجه من الارتجال .
لقد صغرت في عينه العظائم ، حتى جعلت أحد العاملين في المؤتمر والمركز يهمس في أذني قائلاً : قل لصاحبك أن يضع رجله على الكوابح قليلاً ، فهو أمامنا ، ونحن لا نستطيع اللحاق به ، ولذلك كان ينقلهم من نشاط إلى نشاط وبرنامج إلى برنامج ، وهم في إثره .
شكّل فريقاً متناغماً تجد فيه العالِم الذي بلغ منزلة علمية عالية ، والمهني في المجالات الإدارية المختلفة والمبتديء ، وهؤلاء جميعاً بهذا الامتزاج كانوا الأدوات التي استطاعت أن تصنع الحدث .
وإلى ذلك ؛ استقطب مجلس إدارة يشار إليه بالبنان ، جمع بين مجموعة من الكبار في العلم والجاه والتجارة والإدارة ، وهم أمنية كل أحد يود أن يكون لمجلسه شأن .
وعلى الصعيد الرسمي كانت علاقته بالمسؤولين علاقة طيبة أثمرت دعماً لمشاريعه وقبولاً لها ، ولذلك جاء هذا المؤتمر لا ليؤسس هذه العلاقة بل ليحصد ثمرة بضع سنوات من الثقة ويتوجها ، ولتفتح له هذه الثقة أبواب إمكانات جامعة عملاقة كجامعة الملك سعود ، فبادل هذه الثقة مسؤولية أكدت أن الرهان عليه لم يكن رهاناً على حصانٍ خاسر .
وخلال عقد من الزمن لم يكن عبدالرحمن الشهري نكرةً ، بل كان حاضراً في برامج علمية وإعلامية هنا وهناك وهنالك يستضيف ويستضاف ويشارك ويعد ويكتب ، لكن هذه المناشط كلها كانت مركزة في بابٍ واحد هو خدمة كتاب الله تعالى ، حيث تفرغ لهذا الهدف الذي نذر نفسه لأجله.
هذا الحضور مكّنه من أن يدير - باحتراف - لعبة الإعلام ( التقليدي والجديد ) قبل وأثناء المؤتمر ، من خلال فريق جعل المؤتمر ماليء الدنيا وشاغل الناس، معلناً انخراط المجتمع فيه على اختلاف فئاته .
وفي كل ماسبق ومعه وقبله وبعده ابتسامة ساحرة آسرة ، فقدناها عند من هم أقل شأناً أو كدنا .
آخر الكلام
ومن يتهيب صعود الجبال * يعش أبد الدهر بين الحفر