مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة ؟

إنضم
31/07/2003
المشاركات
73
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: ( ثم بعثناهم ليتسألوا) ، قال ابن عطية هي لام الصيرورة ، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية ، فما الفرق؟
 
بينهما بَوْنٌ شاسع

بينهما بَوْنٌ شاسع


أما ( لام السببية ) وهي أيضاً لام التعليل ، فيكون ما قبلها علة وسببا فيما بعدها بإرادة وقصد سواء كانت الإرادة من فعل الفاعل أو بالقوة التي خلقها الله في الأشياء ؛
كما في قوله تعالى : ( وجعلوا لله أنداداً ليُضلوا عن سبيله ) ففعلهم هذا قصدوا من ورائه سوءا ، فرتبوا هذا على ذاك .

وأما ( لام الصيرورة ) - وهذه تسمية الكوفيين ، والبصريون يسمونها : لام العاقبة ، وبعض النحاة يطلق عليها : لام المآل - فهي الدالة على أن ما بعدها جاء على غير قصد الفاعل من الفعل الذي قبلها ؛
كما في قوله تعالى : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحَزَنا ) فهم لم يلتقطوه لذلك بل قال قائلهم عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ، ولكن الطفل كانت له النبوة وقدر الله أن يكون هلاك فرعون على يد هذا النبي فكان لهم عدوا لكفلاهم وعنادهم وحزنا لما صاروا إليه ؛ أي : كان شأن الطفل على غير مُناهم منه .
والله أعلم .
 
في كتب النحو

في كتب النحو


تجد مثل هذه الفروق في كتب النحو المتخصصة في معاني الحروف مثل :
1 - مغني اللبيب لابن هشام
2 - الجنى الداني للمرادي
3 - اللامات للزجاجي
4 - اللامات للهروي

وفي مراجع التحقيق تجد مراجع أخرى ،
وبالله التوفيق .
 
أضواء البيان قال:
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة- والتي تسمى بلام العاقبة أو المآل؟ كما في قوله تعالى في سورة الكهف: ( ثم بعثناهم ليتسألوا) ، قال ابن عطية هي لام الصيرورة ، ورجح السمين الحلبي كونها لام السببية ، فما الفرق؟

هي لام الصيرورة أو العاقبة---لأن الله بعثهم من مرقدهم لا لسبب التساؤل---


قال تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) 19 الكهف


قال السمين الحلبي في الدّر المصون (قوله: "ليتساءَلُوا" اللامُ متعلقةٌ بالبعث، فقيل: هي للصَّيْرورة، لأنَّ البَعْثَ لم يكنْ للتساؤلِ. قاله ابنُ عطيةَ. والصحيحُ أنَّها على بابِها مِن السببية.)

ولا أدري على جلال قدره لم جعلها سببيّة مع أنّها لام عاقبة واضحة من حيث كونهم بعثوا لا لسبب التساؤل
 
محاولة للفهم

محاولة للفهم

لو تأملنا قوله سبحانه : ( وكذلك بعثناهم ) في الآية التاسعة عشرة من سورة الكهف بعد قوله عزّ وجلّ : ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ) الآية الحادية عشرة لوجدنا :
1 - أن شأن الله في هؤلاء الفتية يتجلى في إظهار آية النوم الطويل ثم اليقظة منه ، وهذا يختلف عن حال الموت الذي تبلى به الأجساد في الدنيا .
2 - أن قدرة الله على إيقاظهم كقدرته على إنامتهم ، فالكاف في قوله ( كذلك ) هي كاف التشبيه ؛ أي : مثلما جعلنا إنامتهم هذه المدة الطويلة آية جعلنا بعثهم آية كذلك .
وهذا تذكيرٌ بقدرته - سبحانه - على الإماتة في الدنيا والبعث في الآخرة .
3 - فالتساؤل بين الفتية دار حول النوم الطويل : كم مدته ؟
وحيث إن هذا التساؤل لا يمكن أن يكون حال النوم - بل حال اليقظة - بعثهم الله ليتساءلوا بينهم وظنوا أن نومهم كان يوما أو بعض يوم ؛ لذلك لم يتبينوا آية الله من نومهم ثم بعثهم ، إنما هي آية للمكذبين بالبعث من قومهم أما الفتية فقد آمنوا بربهم من قبل الفرار إلى الكهف و النوم فيه ، فبعثهم سبب لتساؤلهم عن مدة النوم بقول بعضهم : ( كم لبثتم ) وليس عن كيفية البعث كما حدث من نبي الله إبراهيم . وعندما تبين الناس هذه المعجزة التي ظهرت بعد دخولهم في دين الله كان منهم ما كان من الرغبة في إقامة البنيان أو اتخاذ مسجد .
4 - وهنا نتبين أن بعث الفتية ترتب علي أمران :
أمر يتعلق بالفتية أنفسهم وهو التساؤل عن مدة نومهم : فاللام للسببية
وأمر يتعلق بقومهم وهو زيادة اليقين بالبعث الأخروي وأن وعد الله حق : ( وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق ) واللام هنا للتعليل .
وعلى ذلك فأرى أن الحق مع السمين الحلبي - إن شاء الله - لأن ما كان من شأن الفتية وما ترتب على ذلك جاء على مُراد الله بأفعاله : ( بعثناهم - أعثرنا عليهم ) فكان فعلهم ( يتساءلوا - يعلموا ) استجابة لحكمة الله .
أما لام الصيرورة فالفعل الذي بعدها غير مراد لفاعل الفعل الذي قبلها ، وهذا غير وارد في هذا المقام لأن الله أراد فعل التساؤل من الفتية كما أراد بعثهم .
والله أعلم .
 
ذكر ابن عادل الحنبلي - رحمه الله تعالى - أن الصحيح اعتبارها سببية ، قال: ولا يبعد ذلك ، لأنهم إذا تسألوا انكشف لهم من قدرة الله أمور عجيبة، وذلك أمر مطلوب.
 
نعم

نعم

ابن عادل يكثر من النقل عن السمبن الحلبي ؛ فلعله رجح ذلك منه . وهناك من قال بذلك غير السمين الحلبي ، فالقول متداول .
وبالله التوفيق
 
ما شاء الله يا أستاذنا الكبير منصور مهران

ما شاء الله يا أستاذنا الكبير منصور مهران

[all1=#FF00CC]تحية إعجاب بعلمكم [/all1]
فما شاء الله يا أستاذنا الكبير منصور مهران وزادكم الله فقهًا وعلمًا
 
بارك الله فيكم جميعاً ، وأشكر الأستاذ الجليل منصور مهران وفقه الله على حسن بيانه وجوابه ، وقد انتفعتُ به .
وللفائدة للأخت السائلة فقد تكلم عن هذه المسألة الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد الخثران في كتابه (مصطلحات النحو الكوفي) صفحة 128-131
 
أنكر البصريون لام العاقبة . -انظر مغني اللبيب-
وفي الحقيقة أميل إلى هذا الرأي ، وأنّ ما يسمى (لام العاقبة) هي في حقيقتها لام التعليل لمعنى يستفاد من الجملة .

مثلاً : في قوله تعالى : ((فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً)) .
يمكن تفسير اللام بأنها تعليل لحصول هذا الالتقاط ، لا لمقصود آل فرعون .
أي : أنّ الله قدّر حصول هذا الالتقاط ليكون لهم عدوّاً وحزناً .
 
[align=center]

ماشاء الله ..

استفدت كثيراً هنا .. واستمتعت بقراءة شرح الشيخ : منصور .. بارك الله في علمكم ..

ونفع بكم عباده .. وزادكم من فضله ..


[/align]
 
عودة
أعلى