هذه المشاركة والتي تليها مستفادتان من كتاب الدكتور مساعد الطيار وغيره:
غريب القرآن
تعريفه:
هو العلم المختص بتفسير الألفاظ الغامضة في القرآن الكريم وتوضيح معانيها بما جاء في لغة العرب وكلامهم.
أهميته:
معرفة هذا العلم أمر ضروري للمفسر، وإلا فلا يحل له الإقدام على كتاب الله تعالى. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "عليكم بديوانكم لا تضلوا. قالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا بد في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرف ما يدل على مراد الله ورسوله من الألفاظ وكيف يُفهم كلامه، فمعرفة العربية التي خوطبنا بها مما يُعين على أن نفقه مراد الله ورسوله بكلامه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني".
نشأته وتطوره وأول من صنف فيه:
كان r أفصح الناس لساناً، وأوضحهم بياناً، يُخاطب الوفود بما يفهمون، وهذه طريقة القرآن في الخطاب، وقد كان خلقه القرآن.
وكان الصحابة رضي الله عنهم -وهم أهل اللسان العربي- يدركون قوله ويفهمون معناه، واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن فُتحت البلدان، فاختلط العرب بغيرهم من الشعوب، فشابت الأذواق شوائب، فالتبست عليهم بعض الألفاظ، وغمض عليهم بعض المعاني.
والغموض في فهم القرآن يزداد بمرور الزمن فالغريب في عصر نزول الوحي كان قليلاً جداً، ثم لم تزل الحاجة إلى معرفة ألفاظ القرآن تزداد شيئاً فشيئاً.
لذا كانت المصنفات في غريب القرآن صغيرة الحجم وجيزة العبارة ثم أصبحت تزداد حجماً، فاتجهت أنظار طائفة من العلماء في كل عصر لتفسير ما يحتاج إليه أبناء عصرهم من ألفاظ القرآن، وسمي هذا العلم: (غريب القرآن).
واخُتلف في أول من ألف في هذا العلم: فقيل ابن عباس (ت: 68هـ)، وقيل أبان بن تغلب البكري (ت: 141هـ) في كتابه "غريب القرآن"، وقيل أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: 210هـ) في كتابه "مجاز القرآن"، وكتابه أول كتاب مطبوع من كتب غريب القرآن.
المصنفات فيه:
والمؤلفات في هذا العلم تنقسم من حيث الترتيب إلى قسمين:
1- قسم جاء ترتيب الألفاظ فيه على ترتيب السور، فيذكر اسم السورة ثم يذكر الغريب من كلماتها مثل: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (ت: 210هـ)، و"تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ت: 276هـ).
2- وقسم رتبها على حروف الهجاء مثل: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ت: 425هـ)، و"عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي (ت: 756هـ).
والمصنفات في علم غريب القرآن كثيرة، اذكر منها غير ما ذُكر:
1. تفسير غريب القرآن المسمى "نزهة القلوب"، لأبي بكر محمد بن عُزَيز السجستاني (ت: 330هـ).
2. العمدة في غريب القرآن، لمكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437هـ) [ويشكك الدكتور أحمد حسن فرحات في نسبة الكتاب له].
3. البيان في غريب القرآن، لأبي البركات الأنباري (ت: 577هـ).
الدراسات الحديثة في علم غريب القرآن:
1. معجم ألفاظ القرآن الكريم، إعداد: مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1953م) وطبع طبعة ثانية منقحة (1390ه).
2. كلمات القرآن - تفسير وبيان، لحسنين محمد مخلوف.
3. السراج في بيان غريب القرآن، لمحمد بن عبدالعزيز الخضيري.
4. المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد حسن حسن جبل [أصله رسالة دكتوراه، وهو من أروع وأجود كتب غريب القرآن ويكاد يتفوق على الكتب المصنفة قبله، وهو يرجع المفردات لأصلها].