ماذا يقول الكرام في هذا القول الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محمد بن عيد الشعباني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

محمد بن عيد الشعباني

Guest
قال أحد المؤلفين عن وحي القرءان إلى النبي صلى الله عليه وسلم :إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها ( الوحي ) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين .
ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) وقوله ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين ) .
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وقلبه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة : ( أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ) . أ - هـ
فماذا يقول إخواننا الكرام في هذا القول العظيم الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه ؟
وقد قال ابن كثير رحمه الله : هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه عليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه فالحالة الأولى جمعه في صدره والثانية تلاوته والثالثة تفسيره وإيضاح معناه ولهذا قال تعالى : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } أي بالقرآن كما قال تعالى : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما } ثم قال تعالى : { إن علينا جمعه } أي في صدرك { وقرآنه } أي أن تقرأه { فإذا قرأناه } أي إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى : { فاتبع قرآنه } أي فاستمع له ثم اقرأه كما أقرأك { ثم إن علينا بيانه } أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه ] قال : فقال لي ابن عباس : أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه وقال لي سعيد : وأنا أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل { لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه } قال : جمعه في صدرك ثم تقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } أي فاستمع له وأنصت { ثم إن علينا بيانه } فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه وقد رواه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة به ولفظ البخاري فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره ] فأنزل الله تعالى : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } وهكذا قال الشعبي والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد : إن هذه الاية نزلت في ذلك وقد روى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس { لا تحرك به لسانك لتعجل به } قال : كان لا يفتر من القراءة مخافة أن ينساه فقال الله تعالى : { لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه } أن نجمعه لك { وقرآنه } أن نقرئك فلا تنسى وقال ابن عباس وعطية العوفي { ثم إن علينا بيانه } تبيين حلاله وحرامه وكذا قال قتادة .
وقال القرطبي رحمه الله :
قوله تعالى : { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } قال فاستمع له وانصت ثم ان علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتاه جبريل عليهما السلام استمع واذا انطلق جبريل عليه السلام قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقره خرجه البخاري ايضا ونظير هذه الآية قوله تعالى : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } [ طه : 114 ] وقد تقدم وقال عامر الشعبي : انما كان يعجل بذكره اذا نزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض وقيل : كان عليه السلام اذا نزل عليه الوحي حرك لسانه مع الوحي مخافة ان ينساه فنزلت { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } [ طه : 114 ] ونزل : { سنقرئك فلا تنسى } [ الأعلى : 6 ] ونزل : { لا تحرك به لسانك } قاله ابن عباس : ( وقرآنه ) أي وقراءته عليك والقراءة والقرآن في قول الفراء مصدران وقال قتادة : ( فاتبع فرآنه ) أي فاتبع شرائعه واحكامه .
فماذا يقول إخواننا الكرام في قول هذا المؤلف الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه ؟
 
شكر الله لك طرحك يا أخي طارق وجزاك الله خيرا

لعلي أقول مع ما قلت:
إن قول المنكر سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للوحي:" :إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية". لا يقبل لأنه هو من خالف المعتاد، فمنذ خلق الله آدم عليه السلام والبشرية تتلقى الوحي تنزلا على أنبياء الله نزل به الملائكة وبلغوه وسمعه الأنبياء عليهم السلام. بل الذي لا يعتاد أن يغالط من لا تجد في قلبه فقها للحق.
إن الله تعالى قال عن مثل هذا المغالط الذي نقلت قوله مشكورا: (لهم قلوب لا يفقهون بها). لذلك لم يفهم قول الله: (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين).
فإن الوحي نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل به جبريل عليه السلام، وسمعه منه صلى الله عليه وسلم وفقهه في قلبه بإذن الله مصدقا. وهو مقتضى الفطرة.
وهذا معنى (على قلبك)والله أعلم
وأكمل ما يرد به عليه السياق الذي نزلت فيه الآية التي استدل بها هو؛ قال الله:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90))

وقال بعد الآية: (منْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101))
والله أعلم
 
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة وبانتظار إضافات المشاركين الكرام .
 
عزيزي الأخ طارق

قوله تعالى: ((فإنه نزله على قلبك)) لا يدل على عدم سماعه صلى الله عليه وسلم لأن السماع لا يعني شيئا دون حضور القوة المدركة، والأذن مجرد واسطة لإيصال المعلومة. ونفي السماع هنا يحتاج إلى نص صريح وإلا يكون خبط عشواء. ومعلوم أن للوحي أكثر من صورة: أولا: الرؤيا المنامية، ودليل هذا: (أول ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة الرؤيا الصادقة) و (يا أبت افعل ما تؤمر). ثانيا: الإلقاء في الروع، بدليل (ألقي في روعي..) وهذه الصورة لا تحتاج إلى سماع بالأذن. ثالثا: سماع الرسول مثل صلصلة الجرس، وهذا يدل على أنه عليه السلام كان يسمع. رابعا: مجيء جبريل عليه السلام على صورة رجل فيتكلم: وهذا دليل على السماع..... وهناك صور أخرى.

وقد خاطب الله تعالى موسى عليه السلام فقال: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) وهذا يشير إلى صورة من صور الوحي للأنبياء عليهم السلام. وقوله تعالى في حق زكريا: ( فنادته الملائكة....إن الله يبشرك). صورة أخرى من صور الوحي... وهكذا تجد الكثير من الأدلة على حصول السماع للوحي. ثم أخيراً ما الداعي للخوض في مثل هذه المسألة وما الفائدة المرجوة، إلا رغبة البعض في التظاهر والتعالم. اللهم إنا نسألك الإخلاص في العلم والعمل.
 
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى : (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} . ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/114].أضواء البيان - (1 / 42)
 
ثم أخيراً ما الداعي للخوض في مثل هذه المسألة وما الفائدة المرجوة، إلا رغبة البعض في التظاهر والتعالم. اللهم إنا نسألك الإخلاص في العلم والعمل.
أخي الكريم سنان جزاك الله خيرا على ما نقلته من أدلة وإن كان بعضها مما قد سبق وقدمته ردا على هذا القول العظيم من ذاك المؤلف , ولكن لا يصح أن نخوض في نيته لأن النيات لا يعلمها إلا رب البريات , وما في القلوب لا يعلمه إلا علام الغيوب , ولو لم يكن هذا القول بنفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان بإذنه قد بدأ يظهر لم تكلفت الرد عليه لظهور بطلانه ولكن ابتلينا في هذه الأيام بمن ييتتبع الأقوال الغريبة الشاذة فيتحمس لنشرها , كهذا القول فهو قول قديم للفلاسفة والبعض الآن يريد نشره فلابد من الرد عليه بالأدلة .
وجزى الله عز وجل أخانا إبراهيم الحسني على ما نقله عن الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى في الجمع بين الآيات بقوله : (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} . ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/114].أضواء البيان - (1 / 42) .
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا شيخ طارق علي هذا النقل .

أعتقد أن هذا القول للشيخ أيمن سويد في كتاب قام فيه بالرد علي الفرجة والشيخ عامر وأورد في مقدمته هذا القول فخانه التوفيق ..أليس صحيحا ؟؟؟؟؟
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام يا شيخ عبد الحكيم
نعم وللأسف قائل هذا الكلام عن الوحي هو فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد حفظه الله في كتابه ( تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه ) ( ص 4 - 5 ) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م , وعندما قرأت هذا الكلام العجيب الغريب حسبت الشيخ كتبه في أول حياته العلمية فقد يهون حينئذ الأمر وقد يلتمس بذلك له العذر , ولكني وجدته يؤرخ في آخر كتابه ( جدة 19 شوال 1427 الجمعة 10 / 11 / 2006 م , وهذا يعلمنا أمرا مهما طالما نص عليه الأئمة وقد افتقدناه من بيننا في أيامنا هذه وقد أجمعت عليه الأمة ( كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ولا تعارض بين حبنا وتقديرنا لفضيلة الشيخ أيمن وبين أن نقول : أخطأ الشيخ في قوله هذا , وعلى من يتيسر له الاتصال به أن يعلمه لأننا نحسبه من الباحثين عن الحق الرجاعين إليه , ولولا أن قوله هذا في كتاب منشور متداول ما رددنا عليه ولا نشرنا ذلك , ولو أني أستطيع الاتصال به لفعلت ولكني لاأعلم رقم الشيخ حفظه الله , وقد أخطأ في هذا الكتاب خطأ آخر في مسألة الإطباق والفرجة وقال عن الشيخ عامر ما لا ينبغي أن يقال حتى من مخالفه , فنحن نخالف الشيخ أيمن ولكن نحترمه ونرد عليه بعدل وإنصاف إن شاء الله .
أخوكم محمد بن عيد الشعباني .
 
عودة
أعلى