لمن يروّج لشبهة أن فاحشة وإجرام قوم لوط تعود الى أسباب جينية - أي وراثية -
http://vb.tafsir.net/tafsir48786/#.WGkpQxt97lg
لم أكمل قراءة الموضوع بعد فقرتين، الأولى:
ولا يخفى عن اخوتي أهل التفسيرأن نسبة هاته الفاحشة الى أسباب جينية (وراثية) هو تبرير لارتكابها بتصويرأن الجاني يرث الدافع اليها عن طريق المورثات مثل لون الشعر وطول القامة وشكل الأنف...
خطأ! المباينة الجنسية ليست بفاحشة، كذلك المثلية الجنسية؛ إنما الفاحشة تكون في ممارسة غير شرعية أو غير أخلاقية أو غير عرفية (الأخلاقية الإجتماعية) مثل ممارسة المغايرة الجنسية بلا عقد شرعي (النكاح) أو ممارستها بالإغتصاب أو بتشهي غير البالغين حيث يشمئز العرف والذوق من الأخير. إن قولنا بطبائعية المباينة الجنسية (تركيبة هرمونية أو جينات أو ما شابه) لا يعني تبرير الزنا مثلا، كذلك القول مثله في المثلية الجنسية لا يعني تبرير اللواطية أو السحاق.. فلا يذهب المسلم يزني بحجة أن تركيبه الجسماني يميل للجنس المغاير، بل يصبر أو يصوم أو يتحنّث أو يتعاطى ما يضطهد التجييش الهرموني أو يتزوج. كذلك بالنسبة للمثلية، لا يذهب يمارس لواطية أو سحاق لنفس الحجة، بل يجاهد ويجتهد ويصبر ويصابر ويتمرّن ..
أما المفارقة هنا فالقول بطبائعية المباينة الجنسية حيث يتقبل العقل تفسير الميول المغاير بالتركيبة الهرمونية، أما المثلية فالمسؤول عنها ماذا؟ جنون تسكن في المريخ؟ شيء داخل الجسم أم خارجه ؟
هذا بينما القوانين البيولوجية تسري على الأحياء كلها بلا تمييز، فللجرثومة أثر على الإنسان كما هو الحال مع الحيوان والفرق في قوة أو ضعف نظام المناعة بين الأحياء. بالعربي إذا ذبحت إنسانا فسيموت في النهاية كما يموت الحيوان عندما تذبحه. فلنقل أن المسؤول عن الميول المثلي الجنسي عند الإنسان شيء خارج جسمه، ربما شياطين المريخ؛ لكن ماذا عن المثلية الجنسية وممارستها عند الحيوانات؟
إن مثل الميول الجنسي (المباينة أو المثلية أو الإزدواجية) عند الإنسان كمثل الغريزة العدوانية أو السلمية، فأنت لا تختار أن تكون مسالما أو عنيفا، لكن إن كنت عنيفا فالممنوع أو الحرام ليس ميولك للعنف بل ممارسة هذا العنف بغير حق؛ وهذا تلاحظه في المنزل مع الصغار هذا حنون مسالم أبوي والآخر ثوري عدواني مشاكس، بينما الفعل شيء آخر فقد يمارس العنف من هو مسالم بطبعه ولا يمارسه من هو عدواني بطبعه.
أما الفكرة القديمة عن المثلي هو المخنث هو اللواطي، فنقاش متجاوز لا معنى له إلا في الدوائر المحافظة وهذا أيضا موجود في الغرب عند المسيحيين المتزمتين الذين ما زالوا يعتقدون أن المثلية ناتجة عن تلبس الجن بالإنس، وبعضهم يعتقد مرض نفسي، وهذه الأشياء.
والثانية:
وتهدف هاته الدراسات الممولة في الغرب من طرف جمعيات وأحزاب سياسية ليبرالية الى الترويج لهاته الفاحشة داخل المجتمع الغرب
خطأ! المجتمع الغربي عامة والأوروبي خصوصا مجتمع عادل بل قمة العداله مع شعبه ومواطنيه، وآخر شيء تفكر فيه الأحزاب الوطنية هو دفع شعوبها نحو مزيد من الهاوية، خاصة في ظل الشيخوخة الديموغرافية وانتشار الأزمات النفسية، لكن لأن الفكر المادي الذي يؤسس لايديولوجيات تلك الأحزاب جعلهم يبحثون عن حلول بشكل غير صحيح، فظنوا أن الإعتراف بالمثليين وتوسيع حرياتهم قد يساهم في إخراجهم من العزلة والتقوقع على النفس والضيق وكل ما يؤدي للكآبة، وهذا صحيح من جانب وخطأ كبير من جوانب أخرى.
إن الحل الحقيقي يكمن في الوازع الديني والطاقة الإيمانية، فإن كان الجسم يؤثر على النفس، فالنفس تؤثر على الجسم. بالتصوف والترويض والتمارين والإنشغال المستمر والرياضة يمكن إحداث ثورة هرمونية ونفسية حقيقية ترى ثمارها متجسدة أمامك؛ وقد جربنا هذا في جمعيتنا مع أخ شيشاني متدين كان من المثليين جاءنا يشكي من "أفكار شيطانية" تستحوذ عليه، ولما سألناه هل تفكر في ممارسة المثلية، كان جوابه أعوذ بالله بل هي مجرد إحساس عاطفي .. وأنه جرب التواصل مع الجنس المغاير بلا فائدة، ثم شرحنا له أنها لا أفكار شيطانية ولا يحزنون، وأنه يستطيع اظطهاد تلك الميولات والعواطف بالترويض والرياضة، وأن في تاريخنا كثير من الأئمة المهتدين غالب الظن انهم كانوا من المغايرين لا المثليين مع ذلك لم يتزوجوا ولم يثبت عنهم اي اقتراب للفاحشة الى ان انتقلوا الى عفو الله، ومنذ ذلك الحين ونحن منفتحون على المثليين المسلمين وحاولنا التواصل مع جمعيات كثيرة من اجل تدشين برامج اندماجية للمثلين لأن البديل الوحيد في أوروبا هو التوجه الليبيرالي: الاعتراف والحرية، وفعلا ظهرت جمعيات كثيرة للمسلمين المثليين وهي ذات توجه ليبيرالي. ونحن نتفق مع هذا التوجه في قضية الإعتراف لأن الإعتراف فضيلة، ونختلف معهم في حرية ممارسة المثلية لأنها عبودية واستسلام للجسم، اما الحرية الحقيقة فعبادة الله بالصبر على البلاء والمجاهدة والترويض. والبديل الثالث مستبعد لأنه يؤدي إلى
نفاق إجتماعي كما هو الحال في المجتمعات الإسلامية والافريقية والاسيوية والامريكا الجنوبية، بطريقة التفكير الطابوهاوية اه عيب اها فضيحة اه خنثى اها مخنث اه رجل مش راجل اها "قوم لوط". بالعربي: التخلف؟؛ لكن في الممارسة حدث ولا حرج!