ماذا يقصد ابن قتيبة من هذا القول؟

إنضم
05/07/2004
المشاركات
103
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ((قد جمعنا الله بحسن اختيار السلف لنا على مصحف هو آخر العرض، وليس لنا أن نعدوه، كما كان لهم أن يفسروه، وليس لنا أن نفسره)).
وهذا الكلام من ابن قتيبة فيه تعظيم لقدر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
ماذا يقصد ابن قتيبة من قوله: ((وليس لنا أن نفسره))؟
 
ليتك ذكرت لنا رقم الصفحة لنراجعه في الكتاب يا أبا عبدالله .
والذي يظهر لي في توجيه هذا الكلام من ابن قتيبة ابتداءً أنه يقصد بما يحق للصحابة أن يفسروه دون من بعدهم ما تعلق بما شهدوه من أسباب النزول المؤثرة في فهم المعنى ، حيث إنهم هم وحدهم المصدر في نقل تلك الوقائع التي لا يتضح المعنى إلا بمعرفتها . دون ما يشتركون فيه مع غيرهم في معرفته كما يتعلق فهمه باللغة مثلاً فابن قتيبة نفسه قد فسر القرآن اعتماداً على معرفته بلغة العرب وأساليب كلامها في كتابه هذا وفي كتابه الآخر (غريب القرآن) ولم يقتصر على تفسير السلف رضي الله عنهم .
 
ليتك ذكرت لنا رقم الصفحة لنراجعه في الكتاب يا أبا عبدالله .

أشكر لك أخي مداخلتك، وموضع القول هو:
تأويل مشكل القرآن (نشرة السيد أحمد صقر): ص42

بارك الله في جهودكم ونفع بكم
 
كلام ابن قتيبة رحمه الله، تفسيره على ما قاله الدكتور، عبد الرحمن الشهري حفظه الله.
وقوله: (كما كان لهم أن يفسروه، وليس لنا أن نفسره).
هو من باب التقديم والتأخير، إذ أصل الكلام، وليس لنا أن نفسره كما كان لهم أن يفسروه.
وهو إلحاق من ابن قتيبة التفسير بالقراءة، وأن بابهما واحد، فكما أن القراءة سنة متبعة، فكذلك الشأن في معاني القرآن، لا يسوغ فيها مخالفة ما اتفقوا عليه من المعاني،في باب التفسير. كما لا يسوغ مخالفة ما أجمعوا عليه من المباني.في باب القراءة.
والله أعلم.
 
أفهم من كلام ابن قتيبة أن الصحابة قد جاز لهم القراءة على الأحرف السبعة، بخلاف من بعدهم، بسبب جمع القرآن على حرف واحد، وإلغاء ما سواه، وللصحابة أن يفسروا القرآن بناء على تلك الأحرف التي يعرفونها ويجزمون بقرآنيتها، ولا يحق لغيرهم أن يفسر القرآن على تلك الأحرف لأنها ألغيت ولا سبيل للجزم بأنها قرآن، والله تعالى أعلم.
 
الاطلاع على سياق الكلام يزيد الأمر وضوحاً .
[align=center]
64b3700f406bfa.jpg
[/align]
تعليقاً على كلام الأخ/ أو الأخت (فجر جديد) :
الفكرة التي أشرتم إليها لطيفة حقاً وهي جديرة بالتأمل . ولكنَّ هذا ينبني على المقصود بالأحرف السبعة والقول الراجح فيه أولاً ، وهذا أمرٌ لم يتحرر بعدُ القول الراجح فيه الخالي من الاعتراضات .
وإنما يصح هذا الفهم لكلام ابن قتيبة لو كان ابن قتيبة يُرجِّح أنَّ الأحرفَ السبعة هي الألفاظ المختلفة والمعنى واحد كما ذهب إليه الطبري وأنه قد اقتصر منها على أحدها في جمع عثمان وألغي البقية كما ذهب إلى ذلك الإمام الطبري. ولكنَّ ابن قتيبة يرى أنَّ الأحرف السبعة هي وجوهُ الاختلاف بين القراءات بتفاصيله التي ذكرها . وهي موجودة في المصحف الذي بين أيدي الناس اليوم.
ولعل إعادة النظر والتأمل في كلام ابن قتيبة تكشف معنى لم نفطن له بعدُ .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أشكر أولاً إدارة الملتقى على منحي عضوية هذا الملتقى المبارك ، أسأل الله عز وجل أن يبارك لهم في علمهم وعمرهم ، وأن يجعلنا عند حسن ظنهم . وبعد
لي حول ما ذُكرعن ابن قتيبة وقفتان :
الوقفة الأولى : اتفق مع الشيخين الكريمين الفاضلين د عبدالرحمن الشهري وعدنان أجانة حول توجيه كلام ابن قتيبة ، وأضيف :
أن المتتبع لكلام ابن قتيبة عند تفسيره لآيات القرآن الكريم يظهر له جليا أنه موقر للسلف الصالح ، لا يعدل بهم أحدا ، ويرى أنهم أصح الناس فهوما وعلوما ، وأن قولهم في الكتاب والسنة هو الحق الذي يجب المصير إليه ، وتتضح عناية ابن قتيبة بتفسير السلف من خلال أمور كثيرة ؛ منها :
1- يعد ابن قتيبة من أوائل الأئمة الذين اعتنوا بتفسير السلف ، و أكثر من النقل عنهم ، يقول د مساعد الطيار : " ولا أعرف أحداً من اللغويين سبقه إلى فعل ذلك " ، وقد نص ابن قتيبة في مقدمة مصنفاته ك" تأويل مشكل القرآن " و " تفسير غريب القرآن " على اعتماده فيها على تفسير السلف ، والمطلع على هذه المصنفات يجد مصداق ذلك .
2- من مظاهر عناية ابن قتيبة بتفسير السلف أنه كان في كثير من الآيات يقتصر على تفسيرهم ولا يجاوزه إلى غيره ، حتى تجده في بعض الآيات يقول : " قد تكلم المفسرون في هذه الآية بما فيه مَقْنَع وغناء عن أن يوضح بغير لفظهم " .
3- تبين لي أن الإمام ابن قتيبة عندما يطلق لفظ " المفسرين " فإنه يريد به مفسري السلف ، وهذا لا شك يدل على عظيم عنايته واحتفائه بتفسيرهم ، وأظهر الأدلة على أنه يقصد السلف بوصف المفسرين أنه يمايز دائماً بين المفسرين من أهل اللغة وبين المفسرين من السلف ، فيطلق على الأولين " أهل اللغة " أو يذكرهم بأسمائهم ، ويقصر وصف المفسرين على السلف .
4- يلمح القارىء لتفسير ابن قتيبة مظهراً آخر من مظاهر عنايته بتفسير السلف ، وهو : التقليل من قيمة المنقول عن غيرالسلف ، والتوقف عن بعض التفسير لكونه لم ينقل عنهم ، والشواهد كثيرة على هذا .

الوقفة الثانية : لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات ، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة ، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال : " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف ، وهناك فرق بين القراءات والأحرف ، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات .
والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات ، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه .
أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة ؛ فقد أفصح عنه بقوله :
" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو : السبعة الأحرف : وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج . وقال آخرون : هي سبع لغات في الكلمة ، وقال قوم : حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال .
وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل .
وإنما تأويله : نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن ، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاقرءوا كيف شئتم " .
ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما .
وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة . أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة ، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة .
 
كلام ابن قتيبة رحمه الله تعالى ظاهر المعنى ، ولا يخلو من حالين :
أولهما : أن يكون على القراءة ، وهو ظاهر اللفظ الذي نقله الشيخ عبد الرحمن حفظه الله تعالى وأوضحه وتابعه عليه الشيخ عدنان ..
ثانيهما : أن يكون معناه أنه ليس لنا أن نفسر كلام الله تعالى ، وعلى هذا فهو مردود بإجماع علماء الأمة في كل عصر على تفسيره ، والتعبير عن معانيه ، والجمع بين ما ظاهره التعارض منه ، ونحو ذلك من أوجه التفسير.
والله تعالى أعلم.
 
الوقفة الثانية : لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات ، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة ، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال : " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف ، وهناك فرق بين القراءات والأحرف ، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات .
والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات ، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه .
أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة ؛ فقد أفصح عنه بقوله :
" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو : السبعة الأحرف : وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج . وقال آخرون : هي سبع لغات في الكلمة ، وقال قوم : حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال .
وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل .
وإنما تأويله : نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن ، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاقرءوا كيف شئتم " .
ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما .
وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة . أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة ، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة .

بارك الله فيكم أخي العزيز ونفع بعلمكم ، وأشكرك على هذا التصحيح والتصويب جزاك الله خيراً ، وفي انتظار بقية إفادتك .
 
وماذا إذا أضيف قوله ذاك (في التفسير) إلى قوله هذا في مقدمة عيون الأخبار: "فإن هذا الكتاب وإن لم يكن في القرآن والسنة وشرائع الدين وعلم الحلال والحرام، فهو دالٌّ على معالي الأمور، مرشدٌ لكريم الأخلاق، زاجرٌ عن الدناءة، ناهٍ عن القبيح، باعثٌ على صواب التدبير وحسنِ التقدير ورفقِ السياسة وعمارةِ الأرض." (1/3) ؟؟!

يقول الأستاذ محمد أمين فرشوخ في قراءته لنقد نظم القيم في الثقافة العربية (محمد عابد الجابري) :
"عندما توفي ابن المقفع كان قد مضى على الدولة العباسية نحو عشر سنوات، وعلى رأسها أبو جعفر المنصور الذي تبنى القيم الكسروية في كل مجال، فكان "النفوذ الفارسي" هو الذي طبع العصر العباسي الأول، مما ولَّد - مع مرور الزمن- ردود فعل مضادة تمثلت في "التجنيد لتدوين الموروث العربي الإسلامي في اللغة والشعر وأخبار العرب". وكانت النتيجة أن ظهرت الموسوعات الثقافية التي سميت: "كتب الأدب"، وقد اتخذ صنف من هذه الكتب شكل "سوق للقيم"؛ لكنه بقي محكوما برؤية من القيم السابقة نفسها وهي القيم الكسروية.

أول الذين دشنوا هذا النوع من التأليف هو ابن قتيبة (الدينوري النيسابوري) وهو الموسوعي المنفتح، والذي عاش في عصر "الانقلاب السني" على المعتزلة ونهاية النفوذ الفارسي، ومن الناحية الثقافية عاش المرحلة الثانية من عصر التدوين، حين غطت الثقافة العربية الإسلامية جميع حقول المعرفة المعروفة يومئذ، العقلية منها والنقلية. هذا الحقل المعرفي الجديد هو" الأدب"، وقد ألف ابن قتيبة فيه "عيون الأخبار"، والذي كان وما يزال أشهر كتبه. يقول ابن قتيبة: "فإن هذا الكتاب وإن لم يكن في القرآن والسنة وشرائع الدين...فهو دال على معالي الأمور، مرشد لطريق الأخلاق، زاجر عن الدناءة، باعث على صواب التدبير وحسن التقدير، ورفق السياسة وعمارة الأرض". هو "فن الأدب"، فن جامع، هدفه " تحقيق النجاح في الحياة لجميع الفئات والطبقات"، مما يقتضي الانفتاح على الثقافات كافة، أما مرجعياته فكثيرة صادرة عن أن "العلم ضالة المؤمن". هذه "الليبرالية" هي الاعتراف بالاختلاف وعدم التعصب لأي مصدر."

هل يقرأ ليبيرالية (إسلامية) في (كلام) ابن قتيبة ؟ لكن كيف نقول أن المرجعيات الكثيرة صادرة عن "العلم ضالة المؤمن"؟ يعني هذه الحكمة لا علاقة لها لا بالقرآن ولا بالسنة ولاشرائع الدين ولا ولا ..؟

يقول الأستاذ نادر الحمامي في عرض فِكراني (آيديولوجي) لكتاب ابن قتية تأويل مختلف الحديث:
"الكتاب يمثّل لسان دفاع عن دعائم مهمّة للمنظومة السنيّة العامّة كما تشكّلت في التاريخ، سواء تعلّق الأمر بالعقائد أو بالأحكام الفقهيّة أو بالنظرة إلى الأجيال السابقة، وذلك في مقابل المطاعن الّتي وجّهها أهل الرأي لأهل الحديث وتصوّراتهم، وهي مطاعن مثّلت حرجا حقيقيّا للضمير الديني السنّي الّذي كان يخشى الثغرات الموجودة في منظومته، وهي ثغرات يمكن أن تهدم أحيانا المنظومة برمّتها. ولعلّ ذلك ما جعل ابن قتيبة يقف موقفا دفاعيّا، وينساق وراء دفاعه دون اهتمام كبير بوجاهة الحجج أو مصادرها؛ فالمهمّ بالنسبة إليه هو الردّ على الخصوم، وهذا ما يفسّر غلبة العاطفة الدينيّة على الإقناع العقلي في الكتاب."

وإذا أخذنا ظاهر الكلام بدون جر السياق مع قراءة تجزيئية، فيمكن الوصول إلى نتائج أخرى لكن كما هو الحال مع لفظ "التأويل" الذي استعمله في معرضين، في معرض القاء الخطب الوعظية على "أهل الكلام"، وفي معرض (التفسير) بيان المراد من كلام الله:
"ومما يشهد لهذا التأويل الذي تأولناه في المحصنات وأنهن في هذا الموضع الحرائر الأبكار، قوله تعالى في موضع آخر: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم} والمحصنات هاهنا الحرائر، ولا يجوز أن يكن ذوات الأزواج؛ لأن ذوات الأزواج لا ينكحن." (تأويل مشكل الحديث 278)

وإلا فالمعنى الآخر مشكل حقيقة، وقد يشكل به على شمولية الفكر الإسلامي، باعتبار القرآن "حدث نزول وتفسير في التاريخ" فابحث إذن عما وراء ذلك خارجه، بل خارج السنة، وخارج شرائع الدين..

هذا هو الكلام المشكل !
 
عودة
أعلى