عبدالرحمن المعلوي
New member
ماذا يستفيد القضاة من هذه الآيات؟
------------------------------------
قال تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) الفوائد1-ان يكون القاضي في جوء آمن لافزع فيه2-لايستعجل في الحكم فيقوده ذلك الى النسيان3-لايتبع هواه في الحكم فيحكم بما يرى بل بمايرى الحق0
4-يناقش المدعي كأن يقول له وضح ماذا تقصد بكلامك؟
انظر الى خطأ دؤاد في هذا الحكم،ان هذان الخصمان طلبوا من داود ان يحكم بينهم بالحق،وان لايشطط،وان يهديهم سواء السراط ثلاثة مطالب،فبادر احدهم بالقول إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) فأستعجل داود،ولم يفهم القضية،ولم يسمع من الطرف الآخر ونظر بعين مايراه قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)فوصف صاحب المشتكي بأنه ظالم،وادخله في جملة الخلطاء الذين لايؤمنون،ولا يعملون الصالحات،واستثناه منهم،وهذا فيه شطط،ولما تبين لداود انهم ملائكة ضن ان الله ابتلاه واختبره،فأدرك انه اخطأ،لأن ابتلاء الله ليس كأبتلاء احد من الناس،فأستغفر،فغفر الله له ذلك،ثم نبهه الله الى اهمية (الخلافة)وهي الحكم بين الناس بالحق ،وان لايتبع الهوى،وان يحرص ان لايضِل بسبب نسيانه،لأن القاضي سيحاسب بنسيانه،بعكس عامة الناس،يوم الحساب، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) فالمقصود بالنسيان هنا نسيان الحق،وليس نسيان يوم الحساب،ثم ان ظاهر الآية يقول(نعجة) وجاء في الآية كلمة(خلطاء)وهذه قرينة تؤكد ان المقصود بالنعاج(الضأن)فلماذا نتبع الإسرائيليات ونقول(إمرآة)؟ فالقرآن واضح وصريح لايحوي الغاز يسمي الأشياء بأسمائها،ثم ان المسألة لايقصد بها المشتكي انه ظلمني لأنه يريد ان يأخذ نعجتي،بل يقصد انه اهانني احتقارا لمالي البالغ نعجة،فقوله اكفلنيها استهزاء به،ولذلك قال(وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)اي قهرني بكلامه،فهو كان اعز مني قولا لأنه في موضع القوي المتعالي،وعز علي الرد عليه بمثل ماقال،أي لااجد في حقه من الكلام مايشفي غليلي منه،فالعزيز عادة لامدخل للسباب اليه،فهو لايتظلم من مال اخذ بل يتظلم من مشاعر جُرحت،فكان داود في وادي،والقضية في وادي،رغم ان المشتكي او ضح له الفارق المادي والتفاضل بينه وبين اخيه،بقوله له تسعا وتسعين نعجة ولي نعجة واحدة،وكلمة(عزني:أي كان اعز مني وأغلب في خطابة المهين لي الرافع لهامته،مثل كلمة(فضَلني:أي كان افضل مني،غلبني بالفضل،او كلمة فاقني:أي تفوق على،أوعلاني:أي تعلى علي أوكان أعلى مني ولو كان الأمر كما يضن داود سؤال نعجته طمعا لا استهزاء وسخرية وتعال(لكان الحكم،ان يقول له اذا لاترغب في ذلك،لاتكفله نعجتك،قضي الأمر الذي فيه تستفتيان)دون أي شطط في القول،لأن الأمر طبيعي، اما لوعلم داود انه يقصد الإهانة بقوله اكفلينيها احتقارا لأنه يرى نفسه اكثر منه مالا واعزنفرا،وهذا امر شنيع،لكان الحكم شي آخر،كأن يحكم بمال المستهزىء للمستهزأ به،لكان اقل شططا من استثنائه من الذين آمنوا،في قضية كفالة نعجة،وكفالة المال تعني ادارته بمقابل او ما يسمى (بالخِبر)ومع ان داود اخطأ في تقديره وأخطأ في الحكم لم يقدح ذلك في محبة الله له،بل قال تعالى فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) فالناس على نياتهم الصالحة يرزقون،لله درك ياداود،ضننت انه يريد نعجة الشاكي طمعا،فقلت ظلمك،لأنه ليس في قاموسك ولافي ناموسك شيء اسمه احتقار وسخرية،فأعطاك الله على نيتك،بعد ان استغفرت وضننت انه ابتلاك بهذين الخصمين،هذا تآويل مالم يكن يحط داود وعلماء الأمة وبني اسرائيل به خُبرا0
س-اذا لم يكن داود اخطأ في الحكم فلماذا ظن ان الله فتنه ولماذا استغفر ولماذا قال الله فغفرنا له ذلك؟ولماذا قال الله ياااااداود انتبه انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بالحق، وحذره من النسيان لاتُضِل فتدخل النار بسبب نسيانك،ولو قال داود بدلا من عبارة(لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجة)(لقد اهانك بسؤال نعجتك الى نعاجة)لجاز لنا ان نقول لقد فهم داود القضية،وفهم قوله(عزني في الخطاب)ولذلك لم يحقق مطالب الخصمان الثلاثة،وقد حام بن عثيمين رحمه الله حول التفسير الصحيح لهذه الآية لكنه لم يهتدي الى التآويل الصحيح،اما قول عامة العلماء (عزني في الخطاب)كان أكثر مني فصاحة وبيان،وقولهم عاتب الله داود لإنشغاله بالعبادة عن الناس لاتصح،فالخطاب(أكفلينها)لا يحمل من البيان والفصاحة سوى(السخرية والإستهزاء والإحتقار لمال قدره نعجة واحدة)مقارنة بتسعة وتسعين نعجة
والعتاب لداود في انه لم يفهم القضية لأنه ضن الشاكي يتظلم من مال سيؤخذ لامن مشاعر جرحت،فأين تذهبون؟فالشاكي يقول(وعزني في الخطاب) ولم يقل وعزني في السؤال.
ولابد هنا من ايراد قول بن عثيمين رحمه الله فلا يستغنى عن قوله وهو
------------------------------------
قال تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) الفوائد1-ان يكون القاضي في جوء آمن لافزع فيه2-لايستعجل في الحكم فيقوده ذلك الى النسيان3-لايتبع هواه في الحكم فيحكم بما يرى بل بمايرى الحق0
4-يناقش المدعي كأن يقول له وضح ماذا تقصد بكلامك؟
انظر الى خطأ دؤاد في هذا الحكم،ان هذان الخصمان طلبوا من داود ان يحكم بينهم بالحق،وان لايشطط،وان يهديهم سواء السراط ثلاثة مطالب،فبادر احدهم بالقول إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) فأستعجل داود،ولم يفهم القضية،ولم يسمع من الطرف الآخر ونظر بعين مايراه قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)فوصف صاحب المشتكي بأنه ظالم،وادخله في جملة الخلطاء الذين لايؤمنون،ولا يعملون الصالحات،واستثناه منهم،وهذا فيه شطط،ولما تبين لداود انهم ملائكة ضن ان الله ابتلاه واختبره،فأدرك انه اخطأ،لأن ابتلاء الله ليس كأبتلاء احد من الناس،فأستغفر،فغفر الله له ذلك،ثم نبهه الله الى اهمية (الخلافة)وهي الحكم بين الناس بالحق ،وان لايتبع الهوى،وان يحرص ان لايضِل بسبب نسيانه،لأن القاضي سيحاسب بنسيانه،بعكس عامة الناس،يوم الحساب، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) فالمقصود بالنسيان هنا نسيان الحق،وليس نسيان يوم الحساب،ثم ان ظاهر الآية يقول(نعجة) وجاء في الآية كلمة(خلطاء)وهذه قرينة تؤكد ان المقصود بالنعاج(الضأن)فلماذا نتبع الإسرائيليات ونقول(إمرآة)؟ فالقرآن واضح وصريح لايحوي الغاز يسمي الأشياء بأسمائها،ثم ان المسألة لايقصد بها المشتكي انه ظلمني لأنه يريد ان يأخذ نعجتي،بل يقصد انه اهانني احتقارا لمالي البالغ نعجة،فقوله اكفلنيها استهزاء به،ولذلك قال(وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)اي قهرني بكلامه،فهو كان اعز مني قولا لأنه في موضع القوي المتعالي،وعز علي الرد عليه بمثل ماقال،أي لااجد في حقه من الكلام مايشفي غليلي منه،فالعزيز عادة لامدخل للسباب اليه،فهو لايتظلم من مال اخذ بل يتظلم من مشاعر جُرحت،فكان داود في وادي،والقضية في وادي،رغم ان المشتكي او ضح له الفارق المادي والتفاضل بينه وبين اخيه،بقوله له تسعا وتسعين نعجة ولي نعجة واحدة،وكلمة(عزني:أي كان اعز مني وأغلب في خطابة المهين لي الرافع لهامته،مثل كلمة(فضَلني:أي كان افضل مني،غلبني بالفضل،او كلمة فاقني:أي تفوق على،أوعلاني:أي تعلى علي أوكان أعلى مني ولو كان الأمر كما يضن داود سؤال نعجته طمعا لا استهزاء وسخرية وتعال(لكان الحكم،ان يقول له اذا لاترغب في ذلك،لاتكفله نعجتك،قضي الأمر الذي فيه تستفتيان)دون أي شطط في القول،لأن الأمر طبيعي، اما لوعلم داود انه يقصد الإهانة بقوله اكفلينيها احتقارا لأنه يرى نفسه اكثر منه مالا واعزنفرا،وهذا امر شنيع،لكان الحكم شي آخر،كأن يحكم بمال المستهزىء للمستهزأ به،لكان اقل شططا من استثنائه من الذين آمنوا،في قضية كفالة نعجة،وكفالة المال تعني ادارته بمقابل او ما يسمى (بالخِبر)ومع ان داود اخطأ في تقديره وأخطأ في الحكم لم يقدح ذلك في محبة الله له،بل قال تعالى فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) فالناس على نياتهم الصالحة يرزقون،لله درك ياداود،ضننت انه يريد نعجة الشاكي طمعا،فقلت ظلمك،لأنه ليس في قاموسك ولافي ناموسك شيء اسمه احتقار وسخرية،فأعطاك الله على نيتك،بعد ان استغفرت وضننت انه ابتلاك بهذين الخصمين،هذا تآويل مالم يكن يحط داود وعلماء الأمة وبني اسرائيل به خُبرا0
س-اذا لم يكن داود اخطأ في الحكم فلماذا ظن ان الله فتنه ولماذا استغفر ولماذا قال الله فغفرنا له ذلك؟ولماذا قال الله ياااااداود انتبه انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بالحق، وحذره من النسيان لاتُضِل فتدخل النار بسبب نسيانك،ولو قال داود بدلا من عبارة(لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجة)(لقد اهانك بسؤال نعجتك الى نعاجة)لجاز لنا ان نقول لقد فهم داود القضية،وفهم قوله(عزني في الخطاب)ولذلك لم يحقق مطالب الخصمان الثلاثة،وقد حام بن عثيمين رحمه الله حول التفسير الصحيح لهذه الآية لكنه لم يهتدي الى التآويل الصحيح،اما قول عامة العلماء (عزني في الخطاب)كان أكثر مني فصاحة وبيان،وقولهم عاتب الله داود لإنشغاله بالعبادة عن الناس لاتصح،فالخطاب(أكفلينها)لا يحمل من البيان والفصاحة سوى(السخرية والإستهزاء والإحتقار لمال قدره نعجة واحدة)مقارنة بتسعة وتسعين نعجة
والعتاب لداود في انه لم يفهم القضية لأنه ضن الشاكي يتظلم من مال سيؤخذ لامن مشاعر جرحت،فأين تذهبون؟فالشاكي يقول(وعزني في الخطاب) ولم يقل وعزني في السؤال.
ولابد هنا من ايراد قول بن عثيمين رحمه الله فلا يستغنى عن قوله وهو
قال الشيخ ابن عثيمين:
هذه الآيات في قصة خصومة وقعت عند داود عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء الكرام أحد أنبياء بني إسرائيل أبتدئه الله بقوله (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسور المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم) فقوله تعالى هل (أتاك نبأ الخصم) هو استفهام بمعنى التشويق إلي هذه القصة ليعتبر الإنسان بما فيها هؤلاء الخصم تسورا المحراب والمحراب مكان صلاته عليه الصلاة والسلام أي مكان صلاة داود فسوروه أي قفزوا من السور حتى دخلوا على داود ولما كان دخولهم هذا غير معتاد فزع منهم فقالوا لا تخف خصمان يعني نحن متخاصمان بغى بعضنا على بعض فاعتدى عليه (فأحكم بينا بالحق ولا تشطط) لا تشق علينا وأهدنا إلي سواء السراط ثم ذكر القصة فقال أحدهما (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة) والنعجة هي الشاة من الضأن (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب) أي غلبني في الخطاب لقوة بيانه وأسلوبه وأراد منه هذا أن يضم نعجته والواحدة إلى نعاجاته التسع والتسعين فقال له داود عليه الصلاة والسلام دون أن ينظر في قول خصمك (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه ثم قال الله تعالى وإن كثيراً من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك) هذه قصة كان فيها شيء يحتاج إلي استغفار وإنابة إلي الله عز وجل لأن فيها اختبار لداود الذي جعله الله نبياً حكماً بين العباد حيث أقتصر في محرابه على العبادة خاصة دون أن يبقى ليحكم بين الناس ولهذا جاء هؤلاء الخصوم فلم يجدوا داود عليه الصلاة والسلام وكان مكان صلاته مغلقاً فتسورا عليه تسوراً ثم إنه عليه الصلاة والسلام (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه) فحكم عليه بأنه ظالم له وظاهر القصة أنه لم يسأل المدعى عليه هل كانت دعوى صاحبه على وجه الصواب أم ليست على وجه الصواب ومن أجل هذين الأمرين ظن عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى أختبره في هذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وأنه له عندنا لزلفى وحسن مآب وقد كان كثير من المفسرين يذكرون في هذه القصة أشياء لا تليق بنبي من أنبياء الله عز وجل قصصاً إسرائيلية تقتضي القدح في الأنبياء فيجب على المرء أن يحترز منها وألا يقصها على أحد إلا مبيناً بطلانها ذكروا لداود عليه الصلاة والسلام تسع وتسعين امرأة وأنه شغف حباً بامرأة أحد جنوده وأنه أراد أن تكون هذه المرأة من زوجاته فطلب من هذا الجندي أن يذهب إلي الغزو لعله يقتل فيخلف امرأته ثم يأخذها داود عليه الصلاة والسلام وهذه القصة كذب بلا شك ولا تليق بأدنى شخص له عقل فضلاً على أن يكون له إيمان فضلاً على أن يكون نبياً من أنبياء الله ولكن هذه من أخبار بني إسرائيل الكاذبة التي لا يجوز لنا نحن المسلمين أن نعتمدها أو نقصها إلا على وجه بيان بطلانها.
هذه الآيات في قصة خصومة وقعت عند داود عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء الكرام أحد أنبياء بني إسرائيل أبتدئه الله بقوله (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسور المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم) فقوله تعالى هل (أتاك نبأ الخصم) هو استفهام بمعنى التشويق إلي هذه القصة ليعتبر الإنسان بما فيها هؤلاء الخصم تسورا المحراب والمحراب مكان صلاته عليه الصلاة والسلام أي مكان صلاة داود فسوروه أي قفزوا من السور حتى دخلوا على داود ولما كان دخولهم هذا غير معتاد فزع منهم فقالوا لا تخف خصمان يعني نحن متخاصمان بغى بعضنا على بعض فاعتدى عليه (فأحكم بينا بالحق ولا تشطط) لا تشق علينا وأهدنا إلي سواء السراط ثم ذكر القصة فقال أحدهما (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة) والنعجة هي الشاة من الضأن (ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب) أي غلبني في الخطاب لقوة بيانه وأسلوبه وأراد منه هذا أن يضم نعجته والواحدة إلى نعاجاته التسع والتسعين فقال له داود عليه الصلاة والسلام دون أن ينظر في قول خصمك (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه ثم قال الله تعالى وإن كثيراً من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك) هذه قصة كان فيها شيء يحتاج إلي استغفار وإنابة إلي الله عز وجل لأن فيها اختبار لداود الذي جعله الله نبياً حكماً بين العباد حيث أقتصر في محرابه على العبادة خاصة دون أن يبقى ليحكم بين الناس ولهذا جاء هؤلاء الخصوم فلم يجدوا داود عليه الصلاة والسلام وكان مكان صلاته مغلقاً فتسورا عليه تسوراً ثم إنه عليه الصلاة والسلام (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه) فحكم عليه بأنه ظالم له وظاهر القصة أنه لم يسأل المدعى عليه هل كانت دعوى صاحبه على وجه الصواب أم ليست على وجه الصواب ومن أجل هذين الأمرين ظن عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى أختبره في هذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وأنه له عندنا لزلفى وحسن مآب وقد كان كثير من المفسرين يذكرون في هذه القصة أشياء لا تليق بنبي من أنبياء الله عز وجل قصصاً إسرائيلية تقتضي القدح في الأنبياء فيجب على المرء أن يحترز منها وألا يقصها على أحد إلا مبيناً بطلانها ذكروا لداود عليه الصلاة والسلام تسع وتسعين امرأة وأنه شغف حباً بامرأة أحد جنوده وأنه أراد أن تكون هذه المرأة من زوجاته فطلب من هذا الجندي أن يذهب إلي الغزو لعله يقتل فيخلف امرأته ثم يأخذها داود عليه الصلاة والسلام وهذه القصة كذب بلا شك ولا تليق بأدنى شخص له عقل فضلاً على أن يكون له إيمان فضلاً على أن يكون نبياً من أنبياء الله ولكن هذه من أخبار بني إسرائيل الكاذبة التي لا يجوز لنا نحن المسلمين أن نعتمدها أو نقصها إلا على وجه بيان بطلانها.