ماذا عن علاقة التقاء الساكنين في اللغة العربية بالتجويد؟

يحيى صالح

New member
إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
149
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعرف أنه إذا التقى حرفان ساكنانِ - في التجويد - فإننا نقوم بفتح أولهما أو كسره للتخلص من التقاء الساكنين، فماذا عن علاقة التقاء الساكنين في اللغة العربية بالتجويد؟

أقصد ما تأثير اللغة في هذه المسألة من حيث الفتح أو الكسر؟


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعرف أنه إذا التقى حرفان ساكنانِ - في التجويد - فإننا نقوم بفتح أولهما أو كسره للتخلص من التقاء الساكنين،


أو ضمه في مثل: {ولا تنسوُا الفضل بينكم}، أو حذفه إذا كان حرف علة في نحو: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، أو الإبقاء عليه في بعض الأحوال، كالوقف والإدغام الكبير.

وعلاقة ذلك باللغة علاقة البعض بالكل؛ إذ قواعد التجويد قبل أن تفرد بالتأليف كانت جزءا لا يتجزأ من قواعد علم التصريف.
مع ملاحظة أن مبحث التقاء الساكنين ليس من صميم علم التجويد وإن ذكره فيه بعض المؤلفين؛ لأن مدار علم التجويد على دراسة مخارج الحروف وصفاتها الأصلية والعارضة. وما يذكر في كتب التجويد بعد ذلك يعد تطوعًا ونافلة.
والله أعلم.
 
شكر الله لكِ وبارك فيكِ
ولكنَّ سؤالي مازال قائمًا، إذ أنَّ بعض الحروف - باستثناء ما تفضلتِ بذكره من ضمٍّ أو حذفٍ أو غيره - يتم التخلص من التقاء الساكنين بالفتح أو الكسر، فما القاعدة في هذا، وما القاعدة في التخلص من التقاء الساكنين بكل حالٍ؟
 
إذا أعدنا تعريف التقاء الساكنين بتوسع وقلنا إنه (التقاء صامتين بلا صائت بينهما في مقطع واحد) يدخل تحته حينئذ الابتداء بالساكن، والعرب في لسانها أجازت التقاء الساكنين في الوقف بلا قيد وباتفاق بينها فلم تتخلص منه كالوقف على (علم) بإسكان اللام والميم، وهو كثير جداً؛ وأقل منه أتى التقاء الساكنين في الوسط فتشدد في منعه أكثر نحاة البصرة، وحدوه بحد، وردوا به قراءات متواترات، منها على سبيل المثال قراءة حمزة (اسطاعوا) بإسكان السين مع تشديد الطاء؛ أما في أول الكلام _ إذا اتفقنا على التعريف الجديد لالتقاء الساكنين _ فقد تشددت العرب في منعه باتفاق، فجلبت ألف الوصل ليفترق الساكنان في مقطعين بدل أن كانا مجتمعين في مقطع واحد. وإذا اعتبرنا أن التوصل والتخلص في حقيقتهما ظاهرة واحدة.. أعني التوصل إلى الابتداء بالساكن والتخلص من التقاء الساكنين.. وجدنا أن الأصل فيهما الكسر لتجنب اللبس بالفتح ولتجنب الثقل بالضم، ثم يأتي الضم في المرتبة الثانية، ولا يكون في التوصل إلا في الفعل إذا أتى بعد سكونه ضم أصلي احترازا من الضم المناسب لواو الجمع فإنه لا يعتد به، ولا يكون في التخلص إلا في ميم الجمع وفي واو الجمع إذا كانت ليناً ولم تكن مداً. ويأتي في المرتبة الثالثة الفتح من حيث كثرة الاستخدام، ولا يكون في التوصل _ في نطاق القرآن _ إلا في أل التعريف، ولا يكون في التخلص في القرآن إلا في نون مِن مكسورة الميم تجنباً لتوالي الكسر، وفي ميم فاتحة آل عمران لأجل تفخيم الاسم الأعظم.. والله أعلم، وأعز وأكرم.
 
بقي إن كان الساكن الأول حرف مد ولين، فإنه يقصر فيكتفى فيه بالحركة الدالة عليه، وعلى اصطلاح الأوائل يحذف لأنه بزنة الصحيح الساكن صرفياً وعروضياً. وينبغي التنبيه _هنا_ على أمرين؛ أولهما: عدم دقة اصطلاح النحويين مقارنة باصطلاح القراء، وذلك في القول المشهور _ ولا أدري من القائل _: (إذا التقى ساكنان فاكسر ما سبق " وإن يكن لينا فحذفه أحق)؛ لأن ما اتصف باللين فقط يحرك كالصحيح ولا يحذف، وما حقه الحذف هو ما اتصف بالمد واللين. والمعنى في الشطر الأول ناقص؛ لأن التخلص بالتحريك بالكسر هو الأصل ولكن التحريك يكون بالضم والفتح أيضاً. وثانيهما: وجوب التنبيه في التجويد على ضرورة النبر في موضع حرف المد المحذوف لالتقاء الساكنين إذا حدث لبس بين المفرد وغيره من المثنى والمجموع؛ فمثال الألف: (وقالا الحمد لله)، ومثال الياء: (حاضري المسجد)، ومثال الواو: (وصالحُ المؤمنين) عند من فسرها بالجمع وحذفت واوها خطاً لا نحواً اتباعاً لحذفها لفظاً لالتقاء الساكنين كما حذفت في (ويمح الله).
 
عودة
أعلى