محمد محمود إبراهيم عطية
Member
الليلة القادمة هي ليلة الثلاثين ، وفيها ينظر الهلال ، فإن رؤي ، كان غدًا – إن شاء الله – غرة رمضان ، وإن لم ير ، كان غدًا - إن شاء الله - المتم لشعبان .
ويتعلق برؤية الهلال مسائل:
الأولى: لا يصام رمضان قبل رؤية الهلال، فإن لم ير الهلال أكمل شعبان ثلاثين يوما؛ ولا يصام يوم الثلاثين منه سواء أكانت الليلة صحوا أم غيما، لما روى أهل السنن عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ، فَقَالَ: كُلُوا، فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم . قال الترمذي – رحمه الله: وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ؛ كَرِهُوا أَنْ يَصُومَ الرَّجُلُ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ.ا.هـ. اللهم إلا إذا كان وافق يومًا اعتاد صومه، كأن يكون من عادته صيام الاثنين والخميس، فيوافق أحدهما، أو صيام يوم ويوم فيوافق اليوم الذي يصومه ، فلا حرج عندئذ من صيامه، لما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ " . أما إذا صامه ولم يكن يوافق صومًا يعتاده فرَأَى أَكْثَرُ أهل العلم أنه إِنْ صَامَهُ فَكَانَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَنْ يَقْضِيَ يَوْمًا مَكَانَهُ .
الثانية: تبييت النية لصيام رمضان، وذلك في كل ليلة ، كما ينبغي عليه أن يستقبل الشهر بنية صيامه كله ، حتى إذا جاءه أجله ولم يستكمله أُثيب بنيته.
الثالثة: يسن صلاة التراويح لهذه الليلة ؛ لأنها أول ليلة من رمضان.
الرابعة: حسن استقبال الشهر بتوبة نصوح ، وعزم على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابًا .