ماجستير السرعة في قراءات السبعة تاليف شرف الدين هبة الله ابن البارزي المتوفي سنة 738هـ درا

جزاكم الله خيرا على هذه الهدية القيمة، فقد كنت أبحث على الكتاب وأود أن أعرف طريقة تأليفه فقد قال ابن الجزري: وألّف الشرعة في قراءات السبعة على طريق لم يسبق إليها فإنه جعلها أصولاً بلا فرش.
والمحقق حفظه الله رجح أن اسم الكتاب السرعة. وإن كنت أميل إلى أن اسم الكتاب الشرعة لذكر ابن الجزري له بهذا الاسم، ولقول المؤلف في أوله: وصلواته على نبيه المبعوث بأشرف شرعة.
والمؤلف رحمه الله جعل الكتاب كله أصولا كما ذكر ابن الجزري، فبعد ذكره الأصول المعروفة قسم الفرش إلى أصول أخرى وهي كالتالي:
ذكر إثبات المد وحذفه
ذكر إثبات غير حرف المد وحذفه
ذكر إبدال الحروف سوى ما تقدم
ذكر النون والياء أول الفعل
ذكر الغيبة والخطاب
ذكر التذكير والتأنيث
ذكر التخفيف والتشديد
ذكر الجمع والتوحيد ...
جزى الله مؤلفه ومحققه ومقربه إلى أهل الملتقى.
 
سُجِّلَت في قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, رسالة دكتوراه بعنوان: (شرح السرعة في القراءات السبعة لهبة الله بن عبدالرحيم بن إبراهيم الجهني الحموي المعروف بابن البارزي (ت738هـ) دراسةً وتحقيقاً) للباحث/ عمرو عبدالعظيم الديب, وهو يعمل عليها حالياً, أسأل الله أن يوفقه.
 
كتاب: "الشِّرعة في القراءات السَّبعة وشرحها لهبة الله البارزي الحموي"
حققه منذ سنوات فضيلة الشيخ محمد غياث الجنباز ، وهو قيد الإخراج..
ولا بأس بتعدد التحقيقات للكتاب مما يزيد النفع به..


 

والمحقق حفظه الله رجح أن اسم الكتاب السرعة. وإن كنت أميل إلى أن اسم الكتاب الشرعة لذكر ابن الجزري له بهذا الاسم، ولقول المؤلف في أوله: وصلواته على نبيه المبعوث بأشرف شرعة.
الدليل الثاني الذي استددلتم به يا أستاذ سمير ربما يكون دليلا - في نظري - على أن الكتاب اسمه (السرعة) بالسين، واسمع إليه يقول:
"الحمد لله الذي زاد أهل القرآن بإتقانه رفعة، وصلواته على نبيِّه المبعوث بأشرف شرعة، وبعد: فهذا كتاب السُّرْعةِ، في قراءاتِ السَّبْعةِ، رضي الله عنهم وعمَّم نفعه، وجعله خالصا لوجهه لا للرِّياء والسُّمعة".
فهو - كما ترون - بنى هذه الفقرة على سجعة معينة، ويستبعد من مثله أن يعيد الكلمة نفسها في صدر مقدمة يحرص أمثاله على أن تكون سجعاتها محبوكة حبكا متقنا، فما رأي فضيلتكم؟.
 
فما رأي فضيلتكم؟.
أخي الفاضل الأستاذ أيت عمران، رأيي هو ما ذكرت أنفا، وهذا ليس على سبيل الجزم، فالموضوع يحتاج إلى بحث أكثر، أما بالنسبة للسجعة فيمكن ـ والله أعلم ـ أن تتكرر كلمة خصوصا إذا كانت هذه الكلمة عنوان الكتاب، فقد تكون من براعة الاستهلال كما يقولون.
إلا أن المرجح الأقوى عندي هو إثبات ابن الجزري عنوان الكتاب بحرف الشين في النشر وفي الغاية أيضا، وهو قد أخذ هذا الكتاب وسمعه من جماعة من بينهم تلميذ البارزي، وأخذه أيضا مشافهة، قال في النشر: أخبرني بها عنه إذنا جماعة وسمعتها جمعاء تقرأ على الشيخ أبي المعالي محمد بن أحمد اللبان ، وأخبرنا أنه قرأها على مؤلفها المذكور ، وشافهني به الشيخ إبراهيم بن أحمد الدمشقي قال : شافهني به مؤلفه.
وأيضا فقد ذكره باسم الشرعة الحافظ الذهبي في معرفة القراء وهو من تلامذة البارزي.
والمحقق حفظه الله قد ذكر في مقدمته:
الحمد لله الذي زاد أهل القرآن بإتقانه رفعة، وصلواته على نبيِّه المبعوث بأشرف شرعه. بالهاء بدل التاء، فإن كان الكلمة كذلك في المخطوط، فأظن أن الاستدلال بما وجد في المخطوط ليس بالقوة الكافية في ترجيح اسم السرعة على اسم الشرعة.
وإن كان في إمكان الأخ الأستاذ الفاضل عمرو الديب أن يصور لنا صورا للمخطوط لصفحة الغلاف والصفحة الأولى وكذلك لشرح الشرعة أو السرعة للمعاينة، وأن يبدي أيضا رأيه في هذه المسألة إن أمكن له ذلك.
وقد أحسن المؤلف رحمه الله حين ختم كتابه بقوله: وبعد كسر خاء وفد وأخ في ختامه مسك.

 
بارك الله فيكم أخي/سمير عمر، وعفوا إن كنت تأخرت في إجابتكم لانشغالي الشديد في الأيام الماضية.
أما بالنسبة لطلبكم بوضع صفحة العنوان والصفحة الأولى، فتفضل أخي الحبيب، مع وضع الصفحة الأخيرة أيضاً:

أولاً: نسخة السرعة المحفوظة في الأسكندرية:
http://up.tafsir.net/do.php?img=456
http://up.tafsir.net/do.php?img=457
http://up.tafsir.net/do.php?img=458

ثانياً: نسخة السرعة المحفوظة في الأزهرية:
مركز تفسير لمشاركة الملفات

ثالثاً: نسخة شرح السرعة:
http://up.tafsir.net/do.php?img=460
http://up.tafsir.net/do.php?img=461
http://up.tafsir.net/do.php?img=462
 
أما عن رأيي في المسألة:

فأقول وبالله التوفيق ومنه الإعانة والتسديد:
أن الراجح الذي لا مرية فيه، أن اسم الكتاب هو: "السرعة في قراءات السبعة"، وذلك لما يأتي:

أولاً: أن نسخ كتاب السرعة وشرحه-وهي ثلاث نسخ- كلها اتفقت على السين المهملة, سواء في صفحة العنوان, أو داخل النسخة, عندما صرَّح المؤلف باسم كتابه, وكذلك في نهاية النسخ: كلها بالسين، ولا شك أن ما اتفقت عليه النسخ أثبت وأصح مما قد يوجد في بعض كتب التراجم, لما يقع فيها من الوهم والتصحيف.
ومما يؤكد صحة ما ورد في النسخ؛ أنها كلها كتبت في حياة المؤلف وليس بعده؛ مما يرجح عدم وقوع التحريف فيها.

ثانياً: معلوم أن عنوان الكتاب يضعه المؤلف للدلالة على ما احتواه كتابه, وكذلك قد يشير في بعض الأحيان إلى طريقة تأليفه للكتاب, ولو تحاكمنا إلى طريقة تأليف الإمام البارزي لكتابه؛ لحصل اليقين التام أن الاسم الأنسب له هو: "السرعة"؛ والسبب في ذلك هو: الاختصار الشديد الذي اتبعه الناظم في كتابه؛ حتى أنك تكاد تعجب كيف يختصر اختلاف القراء في كل مسألة في كلمات معدودة؟!! فالسرعة في تناول الخلاف هو السمة الواضحة فيه. وسأضرب لذلك مثالاً:
ذكر رحمه الله أحكام الميم الجمع فقال: " وضمَّ وصلًا سكونَ ميمِ الجمعِ بواوٍ مكٍّ, وبخلفٍ قالونُ, ولقَطْعٍ ورشٌ ولضميرٍ كلٌّ وضمَّ لساكنٍ كلٌّ بلا واوٍ, وضمَّ كسرَ هاءِ كـ(بِهُمُ)و(إِلَيۡهُمُ) مع ساكنٍ شفا, وكسَر ميمَه بصرٍ".
من خلال هذا النص يتبين للقارئ الاختصار الشديد في تناول أحكام ميم الجمع؛ حتى ذكر أحكامها جميعاً في: (29) كلمة فقط, ولو قارنا ذلك بالكتب التي تعتبر مختصرة في القراءت السبع لتبين أنه أخصر منها.
وكما قالوا: وبضدها تتميز الأشياء؛ فأقول: ذكر أبو عمرو الداني في التيسير أحكام ميم الجمع في قرابة: (100) كلمة, والشاطبي في حرز الأماني في قرابة: (55) كلمة؛ رغم أنه نظم، وأما هو فذكرها في (29) كلمة فقط.

ولذلك توصل الباحث محقق السرعة إلى أن كتاب السرعة: " أخصر كتاب في القراءات السبع من طريق الشاطبية".


ثالثاً: إذا أردنا أن نرجح بين كلام المترجمين بين "السرعة, و"الشرعة"؛ لرجحنا كلام تلاميذه على كلام غيرهم؛ إذ أنهم أعرف به من غيرهم, وابن الوردي تلميذه قد صرَّح بالأول, فيقدم كلامه على كلام غيره، وكذلك أيده الشوكاني والبغدادي في هدية العارفين.

رابعاً: يبقى الشبهة التي احتج بها البعض ليرد كل الأدلة السابقة الواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء، وهي ما صرح به بعض من ترجم للإمام البارزي كابن الجزري وغيره، فقد قالوا أنه : "الشرعة"، ويرد على مثل ذلك بأمور:

1- أن هذا يخالف أيضاً من ترجم للإمام البارزي، إذا نحن أمام فريقين، كل منهما صرح باسم مختلف، إذا لابد من دليل مرجح، ونحن عندنا أكثر من دليل يرجح القول بالسرعة، منها: ما اتفقت عليه النسخ الثلاث المكتوبة في حياة المؤلف (السرعة)، وكذلك: ما ذكرته من أن اسم السرعة ينطبق تماماً على الكتاب، بخلاف: الشرعة.


2- قد يقع التحريف والتصحيف في السرعة: وذلك لعدة أسباب:
أن اسم السرعة فيه نوع من الغرابة، فليس مشهوراً كشهرة الشرعة.
أن هناك كتباً في القراءات تسمى بالشرعة، فقد يحصل اللبس من هنا.
أن تحريف السرعة إلى الشرعة لا يتطلب إلا نقط السين فقط.

والله أعلم بالصواب.
 
جزاكم الله خيرا وحفظكم الله من كل سوء.
أخي الفاضل الأستاذ عمرو الديب صحيح أن اتفاق النسخ الثلاث يعطي قوة لهذا الاسم؛ لكن مع ذلك لا زالت عندي بعض الملاحظات.
بالنسبة للمخطوطة الأولى في اللوحة الأولى وردت كلمة ورش وشعبة بدون نقط لحرف الشين، وأنا أقتصر فقط على ذكر الحروف التي فيها ثلاث نقط أما غيرها فكثير، وفي آخر المخطوط كلمة شفا.
في المخطوطة الثانية في اللوحة الأولى: الكلمات الآتية كذلك غير منقوطة: الشاطبية، هشام، شفا. وأقتصر فقط على الحروف المثلثة.
أما في الشرح فالكلمات التالية غير منقوطة أيضا: شرح، الشيخ الشافعي، الشريفة، ورش، هشام، شعبة، الحارث، ابن كثير، شام، شعبة.
أما قول فضيلتكم بأن ابن الوردي وهو من تلامذة البارزي ضبطه بالسين، فيقابله قول الذهبي وهو أيضا من تلامذة البارزي، ويزيد عليه بقول ابن الجزري الذي قرأ الكتاب على جماعة منهم تلميذ البارزي ومعلوم أن ابن الجزري من أهل هذا الفن، بل هو المحقق فيه.
ختاما أقول: الآن أنا متوقف في ترجيح أحد العنوانين على الآخر، والشكر موصول للفاضلين أيت عمران وعمرو الديب على إثراء هذا النقاش.
 
بارك الله فيكم يا أستاذ سمير، وزادكم من فضله، والأمر كما قلتم، فالقطع بأحد الاحتمالين يحتاج إلى ديل قطعي،،،
 
بارك الله فيكم أخي الحبيب الفاضل/ سمير عمر، وشكرا لكم على هذه المناقشة الهادئة الماتعة، وأشكر أخي محمد ايت عمران على إضافة الدليل السابق المتعلق بالسجعة.

أرى أن فضيلتكم لم تردوا على الدليل الثاني وهو سبب تسمية الإمام البارزي لكتابه بـ(السرعة)، وهو في نظري الدليل الأوضح لترجيح كلمة السرعة.

وأما الدليل الأول فقد رددتم عليه شيخنا سمير: بأن النسخ تضمنت بعض الكلمات التي لم تنقط، فيحتمل عدم نقط كلمة السرعة، وهذا الرد عليه في غاية السهولة، وهو أن الكلمة ضبطت بالشكل هكذا: " شرح السُّرعة" فنقطت الشين في (الشرح) وأهملت السين في (السُّرعة) مع ضبطها بالضم، مما لا يدع مجالاً للشك بأن المقصود: "السُّرعة": وانظر بارك الله فيك إلى ضبطها هنا:
http://up.tafsir.net/do.php?img=460

وهنا كتب أيضاً: (السرعة في قراءات السبعة) ثم كتب تحتها (هو مختصر الشاطبية) فنقطت الشين وأهملت السين:
http://up.tafsir.net/do.php?img=456

وهنا أيضاً ضبطت السرعة بـ(ضم) السين:
مركز تفسير لمشاركة الملفات

وعموماً: الأمر ليس مهولاً، وإنما ذكرت ما سبق من الأدلة؛ لأبين أن تسمية الكتاب: "بالشرعة" تضيع المقصد الذي أراده المؤلف حين ألف الكتاب، وهو الاختصار والسرعة الشديدة في تناول أحكام القراءات.
 
أرى أن فضيلتكم لم تردوا على الدليل الثاني وهو سبب تسمية الإمام البارزي لكتابه بـ(السرعة)، وهو في نظري الدليل الأوضح لترجيح كلمة السرعة.
حفظكم الله ورعاكم، أنا فقط أبديت ملاحظاتي على المخطوط، لا أقصد الرد على أحد، وقد تفحصت المخطوطات جيدا وهذا ما جعلني أتوقف في ترجيح أحد الضبطين، وربما أقتنع بما رجحتموه إن استمر النقاش مع فضيلتكم ـ بسمةـ، أما بالنسبة للدليل الثاني فلا أراه ـ والله أعلم ـ دليلا؛ إلا إذا كان هو العنوان الوحيد الذي يليق بالكتاب وجميع العناوين لا تصلح، ألا ترى فضيلتكم أن عنوان الشرعة يليق أيضا بموضوع الكتاب؛ لأن المؤلف ألف الكتاب على طريقة لم يسبق إليها، فقد جعل الفرش أصولا بضم النظائر إلى بعضها فهو بذلك يجعل هذا الكتاب شرعة ومنهاجا وطريقا لمن أراد أن يتعلم القراءات السبع، وأيضا فإن من معاني الشرعة كما في التاج: الشِّرْعَةُ : مِثلُ الشيءِ ، يقال : شِرْعَةُ هذه ، أَي مثلُها، وأظن أن العنوان بهذا المعنى يصلح أيضا، كما أن أي عنوان وضعته للكتاب وختمته بـ: في قراءات السبعة لصلح أن يكون عنوانامثل: التيسير و و....
أما بالنسبة للسرعة، فهو كتاب جد مختصر، لكن وصف الكتاب بالسرعة ففيه نظر ـ من وجهة نظري ـ لأن الاختصار الشديد للكتاب يصعّب التعامل معه، وأظن أن تلقي القراءات السبع من طريق قصيد الشاطبي أو غيرها من الأنظام أيسر وأسهل وأسرع لما هو معروف من سرعة وسهولة حفظ النظم على حفظ الكلام المنثور.
وفقكم الله لإتمام شرح السرعة عفوا ـ الشرعةـ بسمة .
 
بارك الله فيكم أخي الحبيب سمير عمر، إذا كنت ستتراجع عن قولك إن استمررت؛ فسأظل أناقشكم مدة طويلة (ابتسامة)، وكيف لا أحب الاستمرار مع مثلكم وأنا أستفيد وأتعلم مما تطروحه في هذه المناقشة الماتعة؟!!!!
ولعل ذلك يكون آخر ما أكتبه في الموضوع فأقول: ليس القضية مبنية على ما أستحسن أنا ولا أنت، بل مبنية على ما وجدناه في النسخ الثلاث وما أثبته العلماء وما وجدناه من منهج المؤلف، وقلت سابقاً سي سمير: الأمر ليس مهولا.
ولعلي أقابل فضيلتكم في المغرب قريباً بإذن الله، ونتناقش في الموضوع ونحن نأكل (الباسطيلا) و (الحريرة) و (الحرشه)، وساعتها ستقنعني وأنا في زحمة الأكل (ابتسامة).
 
عودة
أعلى