بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إضافة إلى ما ذكره الأخ ( أبو مجاهد ) هذا بيان للمراد من قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }( الأنبياء:30 )، وقوله تعالى:{ والله خلق كل دابة من ماء } ( النور:45 )، مع ذكر ما بينهما من فرق في المعنى، وبالله المستعان.
سر الحياة على هذه الأرض
وأما الحقيقة الثانية- وهي سرُّ الحياة- فقد أشار إليها الشق الثاني من الآية الكريمة؛ وهو قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }0 أي: أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ، وكوَّناه بقدرتنا00 وإنما قال تعالى:{ وجعلنا }، ولم يقل:{ خلقنا }؛ لأن( جعل ) لفظ عام في الأفعال0 ولمَّا كان قوله تعالى:{ كل شيء حي } مرادًا به عموم المخلوقات، ناسب التعبير عنه بفعل يدلُّ على العموم0
وقال تعالى- هنا:{ من الماء }، وقال في النور:{ والله خلق كل دابة من ماء } ( النور:45 )، فعرف الماء في الأول، ونكَّره في الثاني00 أما تعريفه في الأول فلأن المعنى: أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس، الذي هو الماء0 فذكِر الماءُ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفة الأنواع0 وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى: أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء؛ وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات، بحسب اختلاف نطفها: فمنها هوامٌ، ومنها ناسٌ، ومنها بهائمٌ.
وتحرير الفرق بين القولين: أن الغرض من الأول إظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع0 وأن الغرض من الثاني إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا، قد تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة0
من مقال:( من أسرار الإعجاز في القرآن )
يمكن الرجوع إلى مقال:( مثل عيسى عند الله في الخلق)، ففيه جواب عن قوله تعالى:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ }(المؤمنون:12-13).. والله تعالى أعلم!
محمد إسماعيل عتوك