مؤلف كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) والرأي الفطير !

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
صدرت عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 2002م الطبعة الأولى من كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم ) الذي كتبه سعد بن عبدالمطلب العدل .

[align=center]
heroghleef.jpg
[/align]

وقد أثار هذا الكتاب استياء عدد كبير من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية واللغة المصرية القديمة على حد سواء ؛ لجناية مؤلفه على التخصصين ، وتطفله عليهما ، فلا هو من أهل التخصص في الدراسات القرآنية المجيدين لأصول التعامل معها ، ولا هو من أهل التخصص في اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) التي يزعم أنها تفسر القرآن الكريم . وإِنَّما حَمَله على تأليف هذا الكتاب - كما يَحملُ غيَرَهُ من المشككين في القرآن ، والمتنقصين للغة القرآن ، ولسان العرب – الرغبةُ في الطعن في القرآن تحت ستار التجديد ، ومحاولة إعادة قراءة القرآن قراءة جديدة ، أو العبث بالعلم ، وقلة المبالاة به ولا بأهله ، وليس أضر على العلوم من الواغلين والمتطفلين على موائدها وهم من غير أهلها.
ولا ينقضي عجبي من تطاول أمثال مؤلف هذا الكتاب ، وكثرة مراوغته لمن يناقشه من العلماء والباحثين ، مع ضعف حجته ، وقلة علمه ، وضعف لغته العربية كما ظهر من كتابه وفهمه للنصوص ، وما يدعيه من اللغات الأخرى بشهادة أهل الاختصاص . ولا أراه إلا كغيره من الأدعياء الذين أفسدوا العلوم ، وأثاروا حولها الجدل والمراء ، وأطلقوا دعوات عريضة للتجديد لا يقومون بحقها ، مع بعدهم عن التخصص في هذا العلم الشريف وهو التفسير ، وعدم قيامهم بأدواته حق القيام ، وتذرعهم بحرية البحث العلمي ، والتعبير عن الرأي ، التي أصبحت عصاً غليظة يرفعها أهل الجهل في وجوه حماة العلم ، وأهل التخصص في كل الفنون ، وهم ليسوا إلا أهل ثَرْثرةٍ وتَرْترةٍ وبَرْبَرةٍ ، ولكنها ثرثرة مزعجة ، وجعجعة وصياح ينذران إن سكت أهل العلم عنها بفساد وبيل في ثقافتنا الإسلامية ، ولوثة خطيرة في لغتنا العربية ، وما أُشبِّهُ هذه الدعواتِ المشبوهةِ ، والدراسات العابثة إلا بأفعي أبي محمد الفقعسي :
[align=center]كشيشُ أَفعى أَجمعتْ لِعَضِّ * فهي تحكُّ بعضَها ببعضِّ[/align]
وقد عرض المؤلف كتابه هذا على عدد من أهل العلم والتخصص ، فأما أهل الثقة والعدالة منهم فقد ردوه ، وانتقدوه ، وبينوا للمؤلف خطأه ، ولكنه كابر وعاند ، ورد عليهم بردود تدل على مبلغه من العلم. وأما من لم يفهم الفكرة- إن أحسنَّا الظن - ، أو لم يقرأ الكتاب ، فقد قرظ الكتاب ومدح صاحبه .
وقد أرفق الناشر مع الكتاب صورة خطاب موجه من شيخ الجامع الأزهر الأستاذ الدكتور سيد طنطاوي عفا الله عنه ، يثني فيه على جهد الكاتب في كتابه ، وأنا أشكك في هذا الخطاب ، أو أن الشيخ لم يقرأ الكتاب وإنما كلف به بعض الباحثين فلم يتنبه لخطره. وقد أنصفت مكتبة مدبولي عندما نشرت الكتاب ، ونشرت معه الملاحق التي تختلف مع الكتاب فيما ذهب إليه .
وقد تناول الكتابَ عددٌ من العلماء والباحثين ، في الصحف والمجلات والإذاعة ، تناولوه بالنقد ، والرد ، ولم أطلع على كاتبٍ متخصص يثني على الكتاب ، ولعل في طرح الموضوع للحوار في ملتقى أهل التفسير ما يثري هذا الجانب.
وممن تعرض للكتاب بالنقد والرد الأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني وفقه الله ، حيث تناوله في عدد من المقالات ، وفي حلقات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم المصرية.
وإني لأعجب من الأستاذ الجليل الدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله ، وهو العالم والناقد ، كيف قدَّم لهذا الكتاب ؟ مع أنه تحفظ في عبارات التقديم ، ودعا إلى نقد الكتاب ، وأكاد أجزم أنه لم يستوف قراءة الكتاب ، ولو فعل لما كتب ذلك التقديم على ذلك الوجه ، لدقته في النقد ، ودراساته المعروفة الواسعة التي تتبع فيها كثيراً من الأدباء والكتاب ، وهو مجتهد في تقديمه على كل حال.
وقد عُرِضَ هذا الكتابُ على مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة ، وكلفوا أحد أعضاء المجمع بكتابة تقرير عنه ، فكتبه الأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد وفقه الله ، وخلص فيه إلى رد هذا الكتاب جملة وتفصيلاً ، وقال في خاتمة تقريره الذي نشرته مجلة المجمع الفقهي الإسلامي في عددها العشرين الصادر 1426هـ (327-394):
(والخلاصة في شأن الكتاب وصاحبه :
أولاً : أن الكتاب يقوم على فكرةٍ باطلةٍ ، ومنهاجٍ فاسدٍ ، وتطبيقٍ يُلحدُ في آيات الله إلحاداً مبيناً.
ثانياً : أَنَّ المؤلف ينبغي أن يُدعى إلى التوبةِ النصوحِ ، والبراءةِ مِمَّا كتبهُ ، وجادلَ به ، إنْ كان يريد الخيرَ والنجاة لنفسه.
ثالثاً : أَنَّ المؤلفَ والكتابَ بِمعزلٍ تامٍّ عن الوفاء بشروطِ الاجتهاد الصحيح ، والمُجتهدِ الملتزمِ بالأصولِ والقواعدِ العلميَّةِ والدينية التي أجمعَ عليها المُحققونَ من علماءِ الأمةِ والمفسرين خاصة طوال التاريخ.
رابعاً : ندعو المفكرين والأدباء والباحثين إلى الاجتهاد النافع الذي يجمع أمة الإسلام ، ولا يفرقها ، وتحاشى الطعن في دينها وتاريخها المجيد ، وهذه مهمتهم الجليلة ، التي يسألون عنها عند الله يوم القيامة.
خامساً : لا ينبغي للمؤسسات الإسلامية تبني مثل هذه الكتب لا بالنشر ، ولا بالتقريظ ، ولا بالتساهل ولا المجامىت بحجة حرية الفكر والاجتهاد ونحوهما ؛ فإن في ذلك فساداً عظيماً ، يخدع جمهور الأمة ، ويوقع الفتنة بين الناس.
ولذلك أقترح على رابطة العالم الإسلامي – بما لها من ثقة في مجال الدعوة الصحيحة – أن تكاتب الأزهر الشريف في شأن هذا الكتاب حتى لا يستغل المؤلف موقفهم منه في نشر أفكاره الضالة. وينبغي أيضاً نشر كتاب في الرد عليه تفصيلاً ، فإن هذا التقرير – مع طوله – لم يتسع لذلك ، وإلا جاء أضعافاً مضاعفة) أ.هـ.


وقد عُرِضَ الكتابُ على الأستاذ الدكتور عبدالحليم نور الدين – أستاذ اللغة المصرية القديمة ، ورئيس قسم الآثار المصرية بجامعة القاهرة ، فبين استنكاره لما جاء في هذا الكتاب ، وأبان عن علمٍ جمٍ في مجال تخصصه ، ومنهج علمي دقيق في تناول المسائل ، وعقل منصف في الوقوف عند حدود التخصص ، ومما قاله :
(أرى أنه لا بد من وجود لجان متخصصة تطرح عليها مثل هذه الكتب قبل التصريح بطبعها وتداولها ، وبالنسبة لهذا الكتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) فإنني أرى أن الأزهر الشريف أخطأ في حق القرآن الكريم قبل أن يخطئ في حق اللغة المصرية القديمة ، فمع كل التقدير والإجلال لعلماء الدين فقد كان من الضروري أن يطلب الأزهر من المؤلف أن يعرض كتابه أولاً على أساتذة اللغة المصرية القديمة لمناقشتها ، والتحقق مما جاء في الكتاب ؛ لأنه يتعرض لسر من أسرار الله تعالى ، أراد الباحث أن يخوض في تفسيره دون دراية كافية بالأدوات التي استخدمها ، وهي مفردات اللغة المصرية التي عاشت أكثر من أربعة الآف عام ، ومرت بمراحل مختلفة ، اعتمد الكاتب على مرحلة واحدة منها في تفسيره ، وهي العصر الوسيط ، مما جعله يخوض فيما لا نستطيع – بعلمنا المتواضع – أن نخوض فيه). انظر الرد في ملاحق الكتاب ص 187-196.
ولا غرابة في تواضع هذا العالم الجليل المتخصص في اللغة المصرية القديمة ، فهذا دأبُ العلماءِ ، وأَدبُ الباحثين ، والشيء من معدنه لا يُستَغربُ ، بل إنه يقول في أثناء حديثه (إنني على الرغم من تخصصي في الآثار لا أجرؤ على الحديث في الآثار الإسلامية أو المسيحية ، لأنني متخصص في الآثار المصرية).
وهذا كلام عالم عرفَ حَدَّهُ ، ووقفَ عندَهُ ، فاستحقَّ التقدير مِنّا جَميعاً ، وفقه الله ونفع به. وهذا أدب يجب علينا جميعاً احتذائه ، واحترام تخصصات الآخرين ، وعدم التقدم بين يدي أهل التخصص ، فهذا أدعى للثقة بما نحمله من العلم ، وأدل على عقل الباحث ، وحسن تربيته وذوقه العلمي والأدبي. بخلاف من يخوض في كل علم ، ويكتب في كل فن ، بغير علم ولا هدى ، فإنه لا يحظى بالتقدير والثقة. وحتى تعرف مدى علم مؤلف الكتاب ، تأمل رده على عبارات الدكتور عبدالحليم نور الدين المتواضعة التي تدل على عقله وأدبه.[انظر: ص197-206]
والذي دفعني إلى كتابة هذه المشاركة هو اطلاعي على الكتاب نفسه قديماً ، ثم اطلاعي على التقرير الذي كتبه الأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة أم القرى ، وعضو مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة الذي نشرته مجلة المجمع الفقهي مؤخراً ، ثم أخيراً ملاحظة كثرة الطاعنين في القرآن من كل جهة ، بغير علم ، ولا أدب ، ولا مراعاة لتخصص ، ولا لقداسة القرآن ، ولا لحرمة التفسير والتقول على الله بغير علم.
وقد رغبت من وراء طرحه في الملتقى إطلاع الإخوة على فكرة هذا الكتاب ، وبيان الردود التي صدرت حوله.
وقبل نشري للمشاركة بحثت في الانترنت (عن طريق جوجل) عن هذا الكتاب ، فأسعدني وجود بحث قيم للأستاذ الكريم علي بن عبد الرحمن القضيب العويشز بعنوان (الرد على كتاب الهيروغليفية تفسّر القرآن الكريم) ، لعله أحد بحوث الدراسة التمهيدية لمرحلة الماجستير أو الدكتوراه بكلية التربية بجامعة الملك سعود ، وقد نقلت البحث إلى مكتبة شبكة التفسير لفائدته ، وحتى ينتفع به القراء في هذا الموقع إن شاء الله.

فكرة كتاب الهيروغليفية الأساسية :
ردُّ القول بأَنَّ الحروف المقطعة التي في أوائل السور هي حروفٌ هجائيَّةٌ ، والذهاب إلى أَنَّها كلماتٌ وجُمَلٌ لها معانٍ في اللغة المصرية القديمة المعروفة باللغة الهيروغليفية.
أما المنهج الذي استخدمه الكاتب :
يقول المؤلف : (المنهج الذي سنستخدمه في كتابنا هو : تحديد الرموز القرآنية المعجمة التي في أول السور الـ - 29 ، وإعادة كتابتها بلغتها الأصلية ، ثم البحث في معانيها في قاموس اللغة المصرية القديمة ، ثم التأكد من صحة معناها في السياق ، سواء بالحس اللغوي التفسيري أو بما نستطيع الحصول عليه من كتب السيرة والسنة من إشارات في هذا الاتجاه.
وهدف هذا الكتاب :
1. تعيين اللغات المقدسة (- اللغة المصرية القديمة ، اللغة البابلية وعلى وجه التحديد في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد ، واللغة العبرية ن اللغة العربية -) وإعلاء شأنها على سائر اللغات ، حتى نتفادى أن يفسر مجتهد كلمات معجمة في القرآن الكريم بلغات أخرى غير المقدسة لمجرد تشابه كلمة معها ؛ كأن يقول قائل في معنى (فرت من قسورة) : الأسد ، ويشرح كلمة قسورة بلغة اخرى (الحبشية) غير مقدسة مثلا (وكلمة قسورة أيضا كلمة مصرية وتعني : (رامي الحربة) . فإن هو فسر بها كلمة فلن تسمو تلك اللغة لتفسر كلمات أخرى ، وربما كانت تلك اللغة قد انتقلت إليها الكلمات من المصرية لانها ليست بأقدم من اللغة المصرية .
2. لا بد وأن يأتي المنهج بثمرة ويضيف إلى تفسير الآيات ما يستأهل الأخذ بهذا المنهج .
3. لا بد وأن يعاون المنهج على الكشف عن أسرار جديدة في القرآن- ذَكَّرني هذا الكلام بصاحب موقع أسرار القرآن ! - ، من أسرار الله وعلوم وتاريخ . . . إلخ .
4. واخيراً ليتضح معنى الآيات التي ورد بها الرمز في محاولة للوصول إلى مراد الله عز وجل .
5. لتأكيد بلاغة القرآن حتى وإن احتوى بعض الكلمات المعجمة حيث غن وضعها في سياقها وتوظيفها في مكانها في الآيات يشير إلى بلاغة عالية رفيعة مما سنشير إليه في موضعه .
فاستخدام المنهج المذكور ليس مجرد شرح مفردات أو أن كلمة ما تساوي كلمة أخرى من لغة أخرى وحسب ، بل لا بد وأن تضيف هذه المعلومة الجديدة كشوفا جديدة إلى تفسير النص ، وشرحها يساعد في توضيح المراد الحقيقي الذي أراده الله عز وجل ، وإلا كانت هذه العملية برمتها لا فائدة منها ولا طائل )[ص 31-32]

وأدعو في ختام هذا المقال الإخوةَ القراء الفضلاء إلى الاطلاع على :
- مجلة المجمع الفقهي الإسلامي ، العدد العشرون 1426 ، تقرير علمي عن كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) للأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد 327-394
- بحث (الرد على كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم)) للباحث علي بن عبد الرحمن القضيب العويشز ، وهو في المرفقات .
- قراءة الكتاب نفسه والملاحق التي ذيل بها الكتاب .
 
وفقك الله لكل خير
وجعل تعبك فيما تكتبه في ميزان حسناتك يوم القيامة
اللهم ارفع قدر كل من ذب ودافع عن كتابك الكريم
 
مقال ماتع كعادتك ، بوركت وبورك علمك. وهذه أول مرة أسمع بهذا الكتاب ، فالله المستعان على هؤلاء الأغرار.
 
وهنا بحث بعنوان (الحروف المقطعة هل تفسرها الهيروغليفية ؟) وهو قـراءة نـقـديـة لكـتـاب “الهيروغليفية تفسر القرآن “ قدمته الأستاذة أسماء بنت محمد الحميضي المحاضرة في قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود خلال دراستها لمرحلة الدكتوراه . أرجو أن يكون فيه إضافة لما كتب حول هذا الكتاب .
 
جزاكم الله خيرا على ما نبهتنا إليه.
يبقى علماء الأمه يينفون عن القرآن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وعبث العابثين.
 
الأزهر: لم نوافق على كتاب لتفسير القرآن الكريم بالهيروغليفية

الأزهر: لم نوافق على كتاب لتفسير القرآن الكريم بالهيروغليفية

القاهرة - نفى مجمع البحوث الإسلامية موافقته على تداول كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" للمؤلف سعد عبد المطلب العدل، وأفادت الإدارة العامة للتأليف والبحوث والترجمة بالمجمع -وهي الجهة المختصة بإعطاء تصريحات على تداول الكتب المتعلقة بالجوانب الشرعية- أن هذا الكتاب لم يرد إليها وأنها لم تسمع عنه من قبل.

فيما أوضح مصدر مسئول بالأزهر أن قطاع المعاهد الأزهرية، ليس متخصصًا بنظر كتب لإجازتها أو تقييمها، كما ذكر المؤلف في كتابه بأن هناك لجنة شكلها الشيخ علي فتح الله رئيس المعاهد الأزهرية الأسبق من علماء القطاع، وأن موافقات الأزهر على أي كتاب يكون بتقرير رسمي مفصل وموقع ومختوم من مجمع البحوث الإسلامية.

وكان موقع المصريون قد نشر 24 سبتمبر 2007 أن هناك خلافًا بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي و"جبهة علماء الأزهر"؛ بسبب كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" الذي يزعم مؤلفه أن القرآن الكريم كتاب أعجمي، وأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يجهل معاني ما يوحى إليه من القرآن، وأنه كان مثل الكفار في شك وارتياب.

وسبب الخلاف أن خطابًا مذيلاً بتوقيع شيخ الأزهر وضعه المؤلف في مقدمة الكتاب، يتضمن ثناءً وإشادة به، وردت الجبهة بإصدار بيان شديد اللهجة على الشيخ طنطاوي، وعلى الكتاب الذي يتضمن كذبًا بصريح القرآن الكريم وتطاولاً على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقد استندت الجبهة -حسب ما ذكره موقع المصريون- في بيانها إلى تقرير أعده الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، بتكليف من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عن الكتاب المشار إليه، وكذلك إلى تصريحات الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس قسم الآثار المصرية وأمين عام المجلس للآثار السابق التي ندّد فيها بالخزعبلات التي جاءت بالكتاب، وندّد بإشادة شيخ الأزهر بمؤلفه واتهمه بالإساءة للقرآن الكريم.

كتاب خرب

وبالرجوع إلى الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس قسم الآثار بجامعة القاهرة، اعتبر أن هذا الكتاب خرب، وقال: "إن قضايا التفسير بها اجتهاد، ولكن هناك قضايا تُعَدّ سرًّا من أسرار الله، ومنها الحروف المقطعة؛ ولذلك قال المفسرون إنها إعجاز قرآني؛ لذلك لا ينبغي التعرض لها بدون علم.

ويتساءل مستنكرًا ما جاء في كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" "لماذا اختص الله 29 سورة لتبدأ بكلمات هيروغليفية؟، وما صلتها بالقرآن الكريم؟، وهل عندما نزل القرآن نزل بالهيروغليفية؟، وبالقطع لا".

ويضيف أن مؤلف هذا الكتاب ليس أستاذًا في اللغة المصرية القديمة، وما فعله من محاولة تفسير القرآن باللغة الهيروغليفية تُعَدّ جرأة في التعامل مع هذه القضايا، خاصة في القرآن، كما لا توجد له أدلة فيما ذكره عن الحروف المقطعة وأنها من اللغة المصرية القديمة.

وكشف الدكتور عبد الحليم أن مؤلف الكتاب طلب منه عمل مقدمة لكتابه "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" وأنه رفض، وأوضح أن شيخ الأزهر كتب خطابًا يدل على أنه غير مُلِم بالمسألة.

وشدد على ضرورة أن يكون المنهج الفرعوني بعيدًا عن الكتب المقدسة، ورفض الربط المتعمد والذي قام به مؤلف الكتاب في كتب أخرى بين الأنبياء وملوك مصر، مطالبًا مجمع البحوث الإسلامية بفحص كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم"؛ لإنهاء مهزلة هذا الكتاب، وتوضيح خطره للناس.

رد شرعي
أما الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد فقد أكد أنه أعد تقريره للرد على كتاب "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم" بناء على طلب رابطة العالم الإسلامي بذلك، وشدد على أن زعم مؤلف الكتاب بأن القرآن الكريم يضم ألفاظًا هيروغليفية هو طعن في القرآن، وتكذيب لخبر الله تعالى بأنه أنزله "بلسان عربي مبين".

وأوضح الدكتور عبد الستار أن المؤلف خاض خوضًا عنيفًا في غير تخصصه وميدانه، وأنه بنى منهجه على خواطر نظرية ظنية، كما أن افتراضه بأن الحروف المقطعة بعض الكلمات ليس لها معنى في اللغة العربية افتراض باطل.

وأضاف أن المفسرون منذ الصحابة أجمعوا على عربية هذه الألفاظ، وفسروها في إطارها الشرعي، فمنهم من قال إن هذا من المكنون الذي استأثر الله بعلمه، ومنهم من قال إن معناها أقسام، أو رموز لأسماء الله وصفاته، أو إنها لإثبات إعجاز القرآن الكريم؛ ولذلك كان إنكار المؤلف لكل ما قاله الصحابة والمفسرون وأن الكلمات المقطعة لا تؤدي لمعنى في اللغة العربية دعوى باطلة تستهدف الفتنة والتأويل الفاسد.

وأشار إلى أن قول المؤلف بأن اللغة المصرية القديمة كانت لغة عالمية، وكانت لسان العصر لكل من أراد أن يعبر ربما حتى بعثة النبي يُعَدّ من الدعاوى الباطلة وقد أسقطها المؤلف بنفسه حين قال "لو كان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أن كلمة يثرب لغة مصرية قديمة وتعني "مهاجر نبي" ربما لم يكن يفكر في تغيير اسم البلد"؛ لأن يثرب ذكرت في القرآن الكريم.

وألمح إلى أن الكتاب يفسر القرآن بلغة بائدة، ويطابق بين الحروف المقطعة والرسوم الهيروغليفية؛ ليوجد معاني تؤدي إلى تغيير النص القرآني وتحديد المعنى الذي يريده المؤلف، وذلك بالزيادة والنقصان من اللفظ القرآني مثل ما قاله في قول الله تعالى "حم"، وقال إن "حامي" تعني كائن سماوي، و"يم" تعني بواسطة أو عن طريق، وينكر على المفسرين أن يجعلوا هذه الفواتح حروفًا أو أسماء للقسم.

[align=center]
649b0d62ae2699.jpg
[/align]

وأوضح أن ما ذكره المؤلف من عرض كتابه على لجنة من علماء الزهر، ووافقوا عليه لم يقدم عليه أي موافقة مكتوبة؛ ولذلك ينسب لهم ما يشاء مثل استحسانهم الفكرة وتأييدهم لها، فالرجل الذي ملأ كتابه بالكذب على الله وعلى القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم أسهل شيء عليه أن يكذب على بعض شيوخ الأزهر.

وكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي قد أرسل خطابًا للمؤلف على هذا الكتاب كان نصه: "فقد تسلمت بالشكر والتقدير كتابكم الأول والذي عنوانه "الهيروغليفية تفسير للقرآن الكريم"، أوضحتم فيه أن تفسير الحروف المقطعة في أوائل بعض سور القرآن الكريم تدل على معان في اللغة الهيروغليفية.. والكتاب فيه جهد يحمد فيشكر، وندعو الله أن ينفع به، ويجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة".
 
... ولسعد العدل في التفسير آراء تثير الشكوك ، من ذلك نفيه أن تكون فلسطين أرض مباركة ، وان يكون المسجد الأقصى كذلك .. وقد رددت عليه في مقالة منشورة في موقع الأرقام ، هي التالية ...


فلسطين أرض مباركة ..

[align=center]فلسطين مباركة رغم أنف العدل . .[/align]

يستدل الباحث سعد العدل على ما ذهب إليه من عجيب الرأي فيقول : انه على طول مراحل التاريخ المعروف لم تظهر على أرض فلسطين أي بوادر للبركة , فالحروب والفتن هي السائدة في هذه البقعة إلى يومنا هذا ..

هكذا يرى الباحث المحترم أرض فلسطين " أرض الحروب والفتن " . فهل فلسطين كذلك ؟ هل ما يجري في فلسطين مما يمكن أن نسميه " بالفتن " ؟ لماذا لا تكون أرض فلسطين أرض الحشد والرباط ؟ أرض المجاهدين ومقاومة الظلم ومواجهة أعداء الله ؟

وكيف تخلو أرض فلسطين طول تاريخها من بوادر للبركة ؟ ليت الكاتب قد فسر لنا ما معنى البركة التي بحث عنها فلم يجدها على أرض فلسطين . ألا يعني المسيح بن مريم شيئا ؟ والمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى , ألا يعني شيئا ؟ وصلاح الدين الأيوبي , ومعارك الإسلام الخالدة , أليس في أي من هذه المعالم بادرة بركة ؟ ماذا إذن ؟ ويفسر الباحث الآية الأولى في سورة الإسراء تفسيرا عجيبا :

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء

يقول : إن المسجد الأقصى المبارك حوله لا يستتبع بالضرورة أن تكون الأرض التي يقع عليها مباركة بالضرورة !

فالمبارك هو حوله وليس هو . يريد أن يقول : إن المسجد الأقصى ليس مباركا كما أن الأرض التي يقع عليها ليست مباركة هي الأخرى , المبارك هو ما حول الأقصى .

لماذا يريد الكاتب أن ينفي صفة البركة عن المسجد الأقصى وعن أرض فلسطين ؟ هل ليثبت أن الأرض المباركة هي ارض الحجاز ؟ وأن إثبات ذلك لا يكون إلا إذا نفينا صفة البركة عن أرض فلسطين وعن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟

لم يبق إلا أن يقول : إن المبارك إذن هو حائط المبكى .

وبالتالي فلماذا هذه الضجة التي يفتعلها المسلمون كلما تعرض المسجد الأقصى للعبث والتخريب ومحاولات الهدم ؟ ولماذا كل هذه التضحيات الجمة التي يقدمها أبناء فلسطين كل يوم دفاعا عن مكان لا حظ له من بركة أو قداسة ؟ ويتجاهل الباحث معجزة الإسراء والمعراج .. ألا تكفي هذه لتعطي أرض فلسطين بادرة واحدة من البركة ؟ وإذا لم يكن للأقصى ولا للأرض التي يقع عليها حظ من البركة , فلماذا اختارها الله لتكون محطة يتوقف عندها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل عروجه إلى السماء ؟ بل لماذا تتم حادثة الإسراء والمعراج من أرض الحجاز إلى ارض فلسطين ؟ أليس في هذا دليل على أن أرض فلسطين مباركة كما أن ارض الحجاز مباركة ؟ .

وإذا كانت الآية لم تصف المسجد الأقصى مباشرة بأنه مبارك ووصفت ما حوله , فليس معنى ذلك نفي هذه الصفة عنه , ذلك انه بالضرورة مبارك , والعلم بذلك يغني عن الوصف بما هو لازم ومعروف , فمادام ما حوله مباركا فهو أي المسجد الأقصى أكثر بركة " مركز البركة " .

ونوضح ذلك بالمثال التالي : إذا قلنا أن المنطقة حول مركز الكرة الأرضية شديدة الحرارة , فهل يعني ذلك أن مركز الأرض بارد وليس بالضرورة أن يكون شديد الحرارة , أم أننا نفهم أنه الأشد حرارة ؟

إن نفي البركة عن ارض فلسطين وعن المسجد الأقصى ووصفها بأرض الحروب والفتن أمر غريب لا يمكننا القبول به .

ويعيد الباحث تفسير الآية 81 من سورة الأنبياء وهي قوله تعالى :

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} (81) سورة الأنبياء

..فيقول : فالبديهي انه حينما تجري الريح مسخرة بأمره ( أمر سليمان ) يكون اتجاهها إلى مكان آخر وليس إلى حيث يقيم , لأن حرف الجر إلى يفيد الإرسال في اتجاه آخر .. يستنتج الباحث أن ذلك الاتجاه هو ارض الحجاز .

هنا يجب أن نلاحظ التالي : حينما سخر الله الريح لسليمان : خرجت حركة الريح عن قوانينها الطبيعية التي أودعها الله فيها إلى قوانين استثنائية جديدة تمكنها من الاستجابة لأوامر سليمان ومشيئته , ولن تكون في هذه الحالة محكومة بحرف الجر إلى ولا بالاتجاه المعاكس .. مثل ما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام حينما شق البحر بعصاه , فالقوانين التي تضبط حركة المياه تعطلت هنا لتحل محلها قوانين جديدة مؤقتة حتى تستجيب للحالة الطارئة ثم تعود بعد ذلك إلى قوانينها الأولى .

فالاستدلال بالريح هنا وحركتها لا يكفي لإثبات ما يريده الباحث العدل . هذا على افتراض أن كلمة الريح الواردة في الآية تعني ما نفهمه من حركة الهواء ولا تعني شيئا آخر , فالريح هنا قد تعني الجيوش السريعة الحركة التي تشبه الريح الجاهزة تحت أمرة سليمان يوجهها حيث يشاء فتطيعه .

وعلى افتراض أن الأرض المباركة هي أرض الحجاز , فما المانع أن تكون أرض فلسطين – أرض الحشد والرباط – أرض مباركة ؟

إن سلب هذه الصفة المختفي تحت ستار الدين وتصحيح التفسير وتصويب عثرات المفسرين , ليس أكثر من دعوة إلى التخلي عن أرض فلسطين والتي تم الاكتشاف أخيرا أنها أرض الفتن – كما وصفها الكاتب – وبالتالي فهي لا تستحق كل هذه الدماء التي تبذل رخيصة في سبيل الذود عنها وعن مقدساتها , والخطورة هنا أننا بذلك نسلب المسلم الذي يعيش على أرض فلسطين الدافع الأقوى والمحرك الذي يقوده إلى مواجهة عدوه والتضحية بروحه رخيصة في سبيل الله ودفاعا عن أرضه المباركة , كما نسلب المسلم خارج الأرض الرابط " بالمقدس " والدور الذي يؤديه في جمع كلمة المسلمين نحو الهدف الواحد .

ومن المؤسف أن يأتي مثل هذا التفسير في هذا الوقت , وعلى نحو مغاير تماما لما تقوم به اليهودية من استغلال للجانب الديني وتوظيفه على نحو يجعل الهجرة إلى الأرض المباركة أرض فلسطين هدفا وسببا لاكتمال الدين .



Date: Sun, 24 Apr 2005 06:50:58 -0700 (PDT)
From: "abdullah jalghoum" <[email protected]> Add to Address Book
Subject: فلسطين أرض مباركة
To: [email protected]
 
يا سلام يا سلام ، جزى الله تعالى كل من شارك في هذا الموضوع ودافع عن القرآن العظيم ضد هذا الزبد الذي سوف يذهبه الله جفاء على أيدي هولاء الفضلاء وأمثالهم ، وما أكثر هذا الزبد في زماننا ، واقترح أن يكشف داخل هذا المنتدى المبارك زيف كل من قال في القرآن ما شاء بلا ضابط ولا دليل ممن يسمون مفكرين معاصرين وهم أبعد الناس عن التفكير الصحيح والرؤية السليمة .
 
أحسنت أخي عبد الله ..

والحديث بالحديث يذكر..
فقد اطلعت قريبا على كتاب ضخم يؤكد فيه مؤلفه على أن أرض التوراة هي اليمن وليست فلسطين، وأن اعتقاد أن فلسطين هي الأرض التي نزلت فيها التوراة على موسى -عليه السلام- إنما جاء من قِبل من ترجم التوراة ولا يمت للحقيقة بصلة، فهم -برأيه- أنشئوا "فلسطين متخيلة" جرت فوقها أحداث التوراة!
ومع أن هذا الرأي لا يناقض في ظاهره أن تكون فلسطين أرضا مباركة، فقد باركها الله واختارها أرضا لأنبيائه، ومسرى لخير خلقه، وقبلة أولى للمسلمين ...مع هذا فإن هذا الكتاب جدير بالقراءة والنقد في نظري.
رابط تعريفي بالكتاب
 
وما أكثر هذا الزبد في زماننا ، واقترح أن يكشف داخل هذا المنتدى المبارك زيف كل من قال في القرآن ما شاء بلا ضابط ولا دليل ممن يسمون مفكرين معاصرين وهم أبعد الناس عن التفكير الصحيح والرؤية السليمة .

أحسنتم ..
ومن العجيب -وعجائب زماننا كثيرة- أن تجد المكتبات لاتفتأ تقذف بين الحين والآخر كتبا يدعي أصاحبها الدعوة إلى القرآن والدفاع عنه، تحت مسميات التجديد، وكل ما فيها انقلاب على كل تراثنا المجيد الذي تركه لنا أسلافنا، وبنوا به صلاح العباد وحضارة البلاد، انقلاب وانتكاسة ظاهرها العودة إلى القرآن وإعماله في الحياة، وباطنه سلخ الناس من مصدر قوتهم وإبدالهم بفهم فطير سقيم يهدم ولا يبني ..يخرب ولا يصلح..
والله المستعان.
 
عودة
أعلى