لِم لم يستطع أيوب عليه السلام الصبر عليه،وأثنى عليه ربه تعالى ( وجدناه صابرا) ؟

أم الأشبال

New member
إنضم
30/06/2004
المشاركات
503
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

لم لم يستطع أيوب عليه السلام الصبر عليه،وأثنى عليه ربه تعالى ( وجدناه صابرا) ؟
وقد ورد السبب في حديث شريف سأنقله فيما يلي ، لكن ما أريده معنى شعوره الذي دعاه للدعاء ، ومن ثم ظفر بالإجابة ورضى الرب ، قال تعالى :
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }(ص:44)
وهل هذا الشعور معتبر في شرعنا ؟

ورد في تفسير ابن كثير :
وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر مرفوعًا بنحو هذا فقال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد، عن عُقَيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخص إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تَعَلَّم -والله-لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب، عليه السلام: ما أدري ما تقول، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهة أن يذكرا الله إلا في حق. قال: وكان يخرج في حاجته، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى إلى أيوب في مكانه: أن اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب".
وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه.
وصححه الألباني .
 
لم يتضح لي معنى السؤال وفقكم الله ، فهل تتكرم بشئ من البيان ؟

وفقكم الله خير ، ما قصدته هو :
هل شعر أيوب عليه السلام بالظلم ،
هل ظلمه اخوانه فزادوا همه .
هل ظلموه لأن كلامهم كان نوعا من الشماتة .
هل ظلموه لأنهم ظنوا فيه ظن السوء.
أم أنه لم يتحمل أن يظن الناس أن ربه عاقبه لمعصية .
أفكر في ذلك فأتعجب وأحتار ،
ونيجة هذا الشعو إذا افترضنا أنه شعور بالظلم ، هل يصح للمؤمن إذا ظلم من الناس الذين يحبهم لقرابة أو أخوة ، أن يدعو الله أن ينزل بركاته عليه ويعفو عنه بدل أن يدعو بضرهم فيستجيب الله تعالى لدعواه في شريعتنتا ؟
وهل ينافي هذا الصبر ؟
 
الأخ الفاضل أبا الأشبال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أتبين قصدك ولعله من قصور فهمي ، ولكن الذي أعرفه أن الدعاء بكشف الضر لا ينافي االصبر ، وإنما الذي ينافي الصبر هو التشكي المشعر بعدم الرضى.

أما أيوب عليه السلام فقد أمتدحه الله تعالى بأنه كان من المتضرعين إليه في وقت الضر وجعله قدوة للعابدين :
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (الأنبياء :83 - 84 )
 
الأخ الفاضل أبا الأشبال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أتبين قصدك ولعله من قصور فهمي ، ولكن الذي أعرفه أن الدعاء بكشف الضر لا ينافي االصبر ، وإنما الذي ينافي الصبر هو التشكي المشعر بعدم الرضى.

أما أيوب عليه السلام فقد أمتدحه الله تعالى بأنه كان من المتضرعين إليه في وقت الضر وجعله قدوة للعابدين :
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (الأنبياء :83 - 84 )

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقطة مهمة الأخ الكريم حجازي .
بالتأكيد ما قام به أيوب عليه السلام لا ينافي الصبر .
فالله تعالى رحيم بعباده لا يكلفهم بما هو فوق طاقتهم من البلاء والامتحان .
والذي يقرأ قصة أيوب عليه السلام يجد أنه لم يدعو قبل ذلك ، فهو لم يصبر عندما شمت به من شمت أو ظنوا فيه الظن السالف الذكر فدعا ، وهذا حقه ولا ينافي الصبر .
ويلاحظ أنه لم يدعو عليهم بل دعا يطلب الرحمة من الله تعالى .

وهذه نقول مفيدة كما أظن والله أعلم :
ورد في تفسير الطبري:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ )... إلى آخر الآيتين، فإنه لما مسه الشيطان بنصب وعذاب، أنساه الله الدعاء أن يدعوه فيكشف ما به من ضرّ، غير أنه كان يذكر الله كثيرا، ولا يزيده البلاء في الله إلا رغبة وحسن إيمان، فلما انتهى الأجل، وقضى الله أنه كاشف ما به من ضرّ أذن له في الدعاء، ويسرَّه له، وكان قبل ذلك يقول تبارك وتعالى: لا ينبغي لعبدي أيوب أن يدعوني، ثم لا أستجيب له، فلما دعا استجاب له، وأبدله بكل شيء ذهب له ضعفين، ردّ إليه أهله ومثلهم معهم، وأثنى عليه فقال:( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ).

قال القرطبي:
... أن معنى: " مسني الضر " من شماتة الأعداء، ولهذا قيل له: ما كان أشد عليك في بلائك ؟ قال شماتة الاعداء.
قال ابن العربي: وهذا ممكن فإن الكليم قد سأله أخوه العافية من ذلك فقال: " إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء " [ الأعراف: 150 ]...
قال العلماء: ولم يكن قوله " مسني الضر " جزعا، لان الله تعالى قال: " إنا وجدناه صابرا " [ ص: 44 ] بل كان ذلك دعاء منه، والجزع في الشكوى إلى الخلق لا إلى الله تعالى، والدعاء لا ينافي الرضا.
قال الثعلبي: سمعت أستاذنا أبا القاسم ابن حبيب يقول حضرت مجلسا غاصا بالفقهاء والأدباء في دار السلطان، فسألت عن هذه الآية بعد إجماعهم على أن قول أيوب كان شكاية قد قال الله تعالى: " إنا وجدناه صابرا " [ ص: 44 ]
فقلت: ليس هذا شكاية وإنما كان دعاء، بيانه (فاستجبنا له) والإجابة تتعقب الدعاء لا الاشتكاء.
فاستحسنوه وارتضوه." أهـ

وورد في صحيح مسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَمِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَمِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَمِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ "

وسبحان الله قال هارون لموسى :
{... فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }(الأعرا:ف150)
فدعا موسى قائلا :
{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }(الأعراف:151)

ورد في تفسير الجلالين :
" (قال رب اغفر لي) ما صنعت بأخي (ولأخي) أشركه الدعاء إرضاء له ودفعا للشماتة به (وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين) " أهــ

وذكرني بدعاء أيوب حيث قال أيضا فيه { وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } (الأنبياء:83).

فكما يظهر أن الشماتة فيها نوع من عدم الرحمة بالمبتلى .

وقد ورد في سنن الترمذي :
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ "
 
هذه النقولات مفيدة في الموضوع ، والحديث صححه جمع من أهل العلم ، ولكن ما فهمت من كلامك يا أبا الأشبال أنك تريد أن تقول إن سبب دعاء أيوب هو عدم تحمله لشماتة الأعداء وخاصة من الأقارب فهل هذا هو قصدك أخي الكريم ؟
 
عجبا ثم عجبا
يصف الله النبي الكريم بأنه كان صابرا ثم نقول لِم لم يستطع الصبر ؟

وهل الدعاء بكشف الكرب ورفع الضر ماينافي خلة الصبر أو يقدح في مقام الصابرين ؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
هذه النقولات مفيدة في الموضوع ، والحديث صححه جمع من أهل العلم ، ولكن ما فهمت من كلامك يا أبا الأشبال أنك تريد أن تقول إن سبب دعاء أيوب هو عدم تحمله لشماتة الأعداء وخاصة من الأقارب فهل هذا هو قصدك أخي الكريم ؟

الأخ الكريم إبراهيم
لا أقصد الأقارب بالمعنى المفهوم ، بل كل من هو قريب مثل الأخوة الذين لا يتوقع الإنسان منهم مثل ما حصل مع أيوب عليه السلام .
فقد يكون الأخوة في الله أقرب إلى الإنسان من أقاربه .
والمقصود أن يعقوب عليه السلام صبر عن الدعاء ولم يدعو ، وبعد ما حدث دعا ربه :

* ورد في تفسير ابن كثير:
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا أبو عمران الجوني، عن نَوْف البِكَالي؛ أن الشيطان الذي عرج في أيوب كان يقال له: "سوط" ، قال: وكانت امرأة أيوب تقول: "ادع الله فيشفيك" ، فجعل لا يدعو، حتى مر به نفر من بني إسرائيل، فقال بعضهم لبعض: ما أصابه ما أصابه إلا بذنب عظيم أصابه، فعند ذلك قال: "رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين".

وهنا ملاحظة الأمر للمناقشة والمدارسة والاستفادة ولست مقررا لأمر بل أشرت في البداية إلى أني أسأل .
 
عجبا ثم عجبا
يصف الله النبي الكريم بأنه كان صابرا ثم نقول لِم لم يستطع الصبر ؟

وهل الدعاء بكشف الكرب ورفع الضر ماينافي خلة الصبر أو يقدح في مقام الصابرين ؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لم يصبر عن الدعاء ، وليس المقصود لم يصبر على البلاء ، - راجع إذا تكرمت ما نقلته من تفسير القرطبي- ، والله أعلم.
وما زال الأمر مطروحا للمناقشة والمدارسة .
 
سبحان الله وأنا أفكر في وضع أيوب تأملت حاله ،
عند الدعاء ،
تحول أعز اخوانه إلى أعداء ،
ألم يظلموه وشمتوا به في نفس الوقت .
أليس كذلك ؟
 
سبحان الله وأنا أفكر في وضع أيوب تأملت حاله ،
عند الدعاء ،
تحول أعز اخوانه إلى أعداء ،
ألم يظلموه وشمتوا به في نفس الوقت .
أليس كذلك ؟

أخي الفاضل أبا الأشبال

إذا صحت الرواية في سبب دفع أيوب إلى الدعاء فإنها ليست من باب الشماته وإنما يمكن حمله على محاولة واجتهاد لكشف سر هذا البلاء الذي حل بأيوب عليه السلام ، فهؤلاء النفر من بني إسرائيل لم يستوعبوا أن يعاني أيوب عليه السلام هذه المعانة الشديدة وهذا البلاء المستمر مع صلاحه وعبادته وقربه من ربه ومن ثم فسروا هذا على أنها عقوبة حلت به بسبب ذنب ارتكبه ، ولو أنهم علموا أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما هو في الحديث الشريف لربما لم يتكلموا بما تكلموا به.

والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
أخي الفاضل أبا الأشبال

إذا صحت الرواية في سبب دفع أيوب إلى الدعاء فإنها ليست من باب الشماته وإنما يمكن حمله على محاولة واجتهاد لكشف سر هذا البلاء الذي حل بأيوب عليه السلام ، فهؤلاء النفر من بني إسرائيل لم يستوعبوا أن يعاني أيوب عليه السلام هذه المعانة الشديدة وهذا البلاء المستمر مع صلاحه وعبادته وقربه من ربه ومن ثم فسروا هذا على أنها عقوبة حلت به بسبب ذنب ارتكبه ، ولو أنهم علموا أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما هو في الحديث الشريف لربما لم يتكلموا بما تكلموا به.

والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

أخي الفاضل حجازي توجيه مهم جزاك الله خيرا .
ويبقى رب العالمين أقرب لعبده من كل أحد وأدرى بعبده من كل أحد ،
ويبقى كتاب الله هدى ونور ، ما أجمل الحياة وفيها كتاب الله تعالى القرآن الكريم .
 
عودة
أعلى