لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ/ ما علّة تذكير (ظهوره)؟؟؟؟

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
يقول الله تعالى في محكم تزيله: وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)
ويقول سبحانه: وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا
يقول القرطبي رحمه الله: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ" السفن" والْأَنْعامِ" الإبل" ما تَرْكَبُونَ" في البر والبحر." لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ" ذكر الكناية لأنه رده إلى ما في قوله" ما تَرْكَبُونَ"، قاله أبو عبيد. وقال الفراء: أضاف الظهور إلى واحد لان المراد به الجنس، فصار الواحد في معنى الجمع بمنزلة الجيش والجند، فلذلك ذكر، وجمع الظهور، أي على ظهور هذا الجنس.
هل من أقوال غير هذا القول الذي أورده القرطبي قد ذكره اهل العلم في هذه المسألة ؟؟؟. وجزاكم الله خيراً.
 
بارك الله بك أخي الاستاذ عصام وهو كما قلت.
قال ابن عاشور في التحرير: والاستواء هو الاعتلاء. والظهور: جمع ظهر، والظهر من علائق الأنعام لا من علائق الفلك، فهذا أيضا من التغليب. والمعنى: على ظهوره وفي بطونه. فضمير {ظهوره} عائد إلى {ما} الموصولة الصادق بالفلك والأنعام كما هو قضية البيان. على أن السفائن لعظيمة تكون لها ظهور، وهي أعاليها المجعولة كالسطوح لتقي الراكبين المطر وشدة الحر والقر. ولذلك فجمع الظهور من جمع المشترك والتعدية بحرف {على} بنيت على أن للسفينة ظهرا قال تعالى {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: 28].
وقد جعل قوله {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} توطئة وتمهيدا للإشارة إلى ذكر نعمة الله في قوله {ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} أي حينئذ، فإن ذكر النعمة في حال التلبس بمنافعها أوقع في النفس وأدعى للشكر عليها. وأجدر بعدم الذهول عنها، أي جعل لكم ذلك نعمة لتشعروا بها فتشكروه عليها، فالذكر هنا هو التذكر بالفكر لا الذكر باللسان.
 
هناك اسئلة هو لماذا ذكر ظهوره وكان من الممكن ان يستقيم المعنى بغيرها فيقول (لتستووا عليها ثم تذكروا نعمة ربكم ) ما الحكمة من ذكر ظهوره

وامثلة هذة الاية مثا ايات اخري ( يقولون بافواههم ما ليس فى قلوبهم) لماذا ذكر افواههم مع ان القول من الافواة وهذا معلوم
وقوله تعالى( وراء ظهورهم) مع ان الوراء معروف فلماذا ذكر ظهورهم
وقوله تعالى ( ولاطائر يطير بجناحية) مع ان المعروف ان الطائر لايطير الابجناح فلماذا ذكر الجناح ويستقيم المعنى من غيرها
وقوله تعالى( فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ) مع ان الكتابة لاتكون الا باليد فلماذا ذكر الايد
وقوله تعالى( فخر عليهم السقف من فوقهم) لماذا ذكر فوقهم مع ان ذلك معلوم من لفظ السقف فانه فوق
وقوله تعالى( والسماء يتفطرن من فوقهن ) كذلك مثل قبلها
وقوله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم) مع ان الله فوقهم وهذا معلوم فلماذا ذكر ذكر فوقهم
قوله تعالى( انهار من ماء غير اسن) ما فائدة ذكر اسن مع ان لفظ انهار وهى التى تجرى فالبتالى لايأسن لانه جارى فما فائدة لفظ اسن
مؤكد ان هناك حكمة لذكر تلك الالفاظ ارجوا مناقشة تلك الامثلة ولكن بذكر المصادر او هضم تلك المصادر فى نفس الاخوة والتعبير عنها باسلوبهم....؟​
 
هناك اسئلة هو لماذا ذكر ظهوره وكان من الممكن ان يستقيم المعنى بغيرها فيقول (لتستووا عليها ثم تذكروا نعمة ربكم ) ما الحكمة من ذكر ظهوره​

وامثلة هذة الاية مثا ايات اخري ( يقولون بافواههم ما ليس فى قلوبهم) لماذا ذكر افواههم مع ان القول من الافواة وهذا معلوم
وقوله تعالى( وراء ظهورهم) مع ان الوراء معروف فلماذا ذكر ظهورهم
وقوله تعالى ( ولاطائر يطير بجناحية) مع ان المعروف ان الطائر لايطير الابجناح فلماذا ذكر الجناح ويستقيم المعنى من غيرها
وقوله تعالى( فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ) مع ان الكتابة لاتكون الا باليد فلماذا ذكر الايد
وقوله تعالى( فخر عليهم السقف من فوقهم) لماذا ذكر فوقهم مع ان ذلك معلوم من لفظ السقف فانه فوق
وقوله تعالى( والسماء يتفطرن من فوقهن ) كذلك مثل قبلها
وقوله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم) مع ان الله فوقهم وهذا معلوم فلماذا ذكر ذكر فوقهم
قوله تعالى( انهار من ماء غير اسن) ما فائدة ذكر اسن مع ان لفظ انهار وهى التى تجرى فالبتالى لايأسن لانه جارى فما فائدة لفظ اسن

مؤكد ان هناك حكمة لذكر تلك الالفاظ ارجوا مناقشة تلك الامثلة ولكن بذكر المصادر او هضم تلك المصادر فى نفس الاخوة والتعبير عنها باسلوبهم....؟​
أخي أحمد حفظك الله
هنا تنبيهان مهمان قبل المناقشة :

أولاً : محال أن يكون في القرآن حشو لا فائدة في ذكره .
ثانياً : لم يعترض أحد من العرب على أمثال هذه القيود ، دلالة على استيعابهم لها وإدراكهم لمعناها .
أما عن السؤال فلا يمكن أن يكون "لتستووا عليها" أقوم من قوله تعالى : ( لتستووا على ظهوره ) أو كما قلت تحديداً :
وكان من الممكن ان يستقيم المعنى بغيرها
أي بغير ذكر (ظهوره) ، وذلك لأن لفظ الاستواء لا يعني الركوب ولا الجلوس ، كما يفهم من كلامك ، ولذا كان ذكر الظهور قيداً لازماً لبيان مكان الاستواء وهيئته ...
قال : "يعني جل وعلا أنه جعل لبني آدم ما يركبونه من الفلك التي هي السفن، ومن الأنعام ؛ ليستووا ، أي : يرتفعوا معتدلين على ظهوره " أضواء البيان.
وقال الزركشي في البرهان في قوله تعالى : (ولا طائر يطير بجناحيه):
"وقيل : لو اقتصر على ذكر الطائر فقال (وما من دابة في الأرض ولا طائر) لكان ظاهر العطف يوهم : " ولا طائر في الأرض " ؛ لأن المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف ، وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والاوز والبط ونحوها فلما قال: ((يطير بجناحيه)) زال هذا الوهم وعُلِم أنه ليس بطائر مقيد ، إنما تقيدت به الدابة ".
وهكذا ...
والله أعلم .
 
ذكر القرطبي قولاً حسناً حول قوله تعالى (بجناحيه) فقال بما معناه:
لقد كانت العرب تستخدم فعل طار في غير معنى الطيران فتقول: طار الرجل الى قومه أي أسرع الرجوع اليهم. ولإزالة الوهم من تلك الكناية قال الله تعالى بجناحيه ليشير الى معنى الطيران الحقيقي . والله اعلم.
 
نزولا عند رغبتك اخي البراك فقد بحثت في آية الشورى ( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن ) -5
ولكم ما وجدت :
لو كانت الآية قد توقفت عند (تكاد السماوات يتفطرن) لما اعطت غير معنى المقاربة ، ولما دلت سوى على اقتراب تفطرهن.
ولكن انظر معي الى اقوال أهل العلم في اضافة (من فوقهن) والتي يمكن تلخيصها فيا يلي
أولا: البعض اعاد الضمير في فوقهن الى الأرضين وهذا يدل على قدرة الله عز وجل الذي رفعهن .
ثانيا: الأغلبية اعادت الضمير على السماوات وهنا اختلف توجيه المعنى الى الأقوال التالية :
- أن السماوات يتفطرن من هيبة الله وجلاله الذي داخل السماوات من فوقهن فارتجفن وكدن يتفطرن بدليل انها جاءت بعد الفاصلة
(وهو العلي العظيم) 4 الشورى . وليس ابين للعلو والعظمة من أن تكون السماء تكاد تتشقق من فوقهن.
- وقال البعض ان السماوات تكاد يتفطرن من كثرة الملائكة المسبحين فيهن واستدلوا بالحديث ( أطت السماء وبحقها ان تئط ، والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح الله وبحمده ) . كما اشاروا الى تتمة الآية ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) والتي تحتوي لفظ الملائكة والتسبيح والاستغفار.
- وحملها الزمخشري على انهن يتفطرن لأن الذي اعظم من السماوات والأرض هو ما فوقهن وهو الكرسي والعرش وما لا يعلم كنهه من ملكوت الا الله .
- وقالوا ان كل سماء تتفطر فوق التي تليها او يتفطرن جميعا من شدة عظم الفرية التي افتراها اغلب الناس وهي الكفر واستدلوا بآية مريم 90 ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا ادا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا )
واستدل العلماء بتتمة الآية وهي استغفار الملائكة لمن في الأرض ، فلولا ان الناس قد اقترفوا كفرا او معصية لما كان داعي للاستغفار .

والحق ان كل هذه المعاني صحيحة . فالحق ان السماوات اوشكن ان يتفطرن فقد اقتربت الساعة ، والحق انما تفطرهن الا اجلالا لهيبة الله وعظمته و علوه . والحق ان الملائكة يملؤن السماوات كما وصف صلى الله عليه وسلم . والحق ان الكفر بالله ومعصيته امر عظيم تتفطر له السماوات .
فأنظر اخي الكريم كيف كان الاتساع في المعنى باضافة كلمة ( من فوقهن) . والله اعلم كم في هذه المعاني العظيمة
 
عودة
أعلى