"لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا " لماذا يطلق على الشخص المبهم اسم (فلان) ؟.

المسيطير

New member
إنضم
14/04/2006
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
المشايخ الفضلاء /

اسم (فلان) نطلقه - غالبا - على الشخص المبهم ، فإذا لم ُيرد المتكلم بيان الاسم الحقيقي قال : (فلان ) .


وقد بحثتُ عن أصل الكلمة فوجدتها وردت في سورة الفرقان في قوله تعالى :

[align=center]" يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا " .[/align]


قال الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير :

( "وفلان " كناية عن الأعلام ، قال النيسابوري : زعم بعض أئمة اللغة أنه لم يثبت استعمال (فلان) في الفصيح إلا حكاية ، لا يقال جاءني " فلان " ، ولكن يقال : قال زيد جاءني فلان ، لأنه اسم اللفظ الذي هو علم الاسم ، وكذلك جاء في كلام الله .

وقيل " فلان " كناية عن علم ذكور من يعقل ، و" فلانة " عن علم إناثهم .

وقيل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور ، وفلانة عمن يعقل من الإناث ، وأما الفلان والفلانة فكناية عن غير العقلاء .

و(فل)يختص بالنداء إلا في الضرورة كقول الشاعر :
في لُجّةٍ أمسَكَ فُلانا عن فُلِّ

وقوله :
حدّثاني عن فُلان وفُلّ

وليس (فل)مرخما من فلان خلافا للفراء .

وزعم أبو حيان أن أن ابن عصفور وابن مالك وهما في جعل (فلان)كناية علم من يعقل ) .أ.هـ



وقال الراغب الأصفهاني رحمه الله في (مفردات ألفاظ القرآن) :

( فلن :
فلان وفلانة : كنايتان عن الإنسان ، والفلان والفلانة : كنايتان عن الحيوانات ، قال تعالى : " ليتني لم أتخذ فلانا خليلا " ) أ.هـ .


وفي المعجم الوسيط :

( " فلان " : كناية عن العلم المذكر العاقل ، مؤنثه فلانة ممنوعا من الصرف .
وقد يقال للمذكر : "فُلُ" ، وللمؤنث : "فلاة"و"فُلَة" ، ويكثر ذلك عند النداء .
وقد تزاد "أل" في أوله فيكنى بالفلان والفلانة من غير الآدميين ، تقول العرب : ركبت الفلان ، وحلبت الفلانة : كناية عن الفرس والناقة ونحوهما )أ.هـ
 
وقد ورد لفظ (فلان) في عدة أحاديث ، منها ماورد في البخاري : ( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان ) ، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه : (لا حسد إلا في اثنتين : رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق ، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل ) .

وحديث حديث أبي هريرة رضي الله عنه :" إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض " ..... وغيرها .

قال ابن الأثير في النهاية :
" وفلان وفلانة : كناية عن الذكر والأنثى من الناس ، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت : الفلان والفلانة " أ.هـ
 
عودة
أعلى