" لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ":

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع قوله تعالى:" ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ":



يقول الله تعالى:" ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ"-الحج:60-.
قد يقول قائل: سياق الكلام يقتضي أن تختم الآية باسم أو أسماء تدل على العزة والانتقام والانتصار كقوله:إن الله عزيز ذو انتقام أو نحو هذا.
والجواب –والله أعلم- من وجهين:
- أن الآية ختمت باسمي العفو والغفور للترغيب في العفو والصفح والتجاوز والغفران.
- الإشارة إلى أن أجل صور النصر أن يجعل الله عبده في مقام العافين الغافرين، فإن العبد لا يزداد بعفوه إلا عزة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله."([1]).
وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى أن في الحديث وجهين:
-" أحدهما أنه على ظاهره وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه واكرامه.
- والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك."[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].

([1] ) رواه مسلم في البر والصلة، باب: استحباب العفو والتواضع.

([2] ) شرح النووي على مسلم:16/141.
 
عودة
أعلى