جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قَالُوا ، وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا.وفي لفظ :{« سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ ». قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ».} جاء في كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للحكمي رحمه الله :
س: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43]
جـ: لا منافاة بينهما بحمد الله فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة، لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه، والمنفي في الحديث هي باء الثمنية، فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة، فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة، " {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 118]
قال العلماء .... كما يقول أحدنا بعتك هذا الكتاب بعشرين جنيها --- فهذه باء الثمنية .
بسم1
قال تعالى{ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30)}
هنا أهل الإيمان والعمل الصالح يمرون من باب الرحمة أولا فيتغمدهم الله عز وجل برحمته والفرق أن المشهد هنا من مشاهد الآخرة فقوله تعالى{فَيُدْخِلُهُمْ}يناسب هذا السياق لأن الفاء هنا تفيد الترتيب والتعقيب دون مهله.أما فى الآية (71)من سورة التوبة أهل الإيمان والعمل الصالح سوف يتغمدهم اللهعز وجل برحمته لأن الأعمال فى الدنيا وقوله تعالى{سَيَرْحَمُهُمُ}يناسب سياق المضارعة والسين تدل على أن اللهعز وجلسيتغمدهم برحمته فى المستقبل .
هذا والله أعلم
بسم1
قال تعالى{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)}
هنا بيان من الله عز وجل بأعظم الأعمال الصالحة ألا وهى الهجرة فى سبيله والجهاد بالمال والنفس وبالرغم من عظم عملهم إلا أنهم لا يدخلون الجنة قبل أن يتغمدهم الله عز وجل برحمته وبعدها ينتقلون إلى أعظم الدرجات المبشرون بها وهى رضوان الله الأكبر فلما كان العمل عظيما جاء الأجر أعظم وفى عقب الرحمة.
هذا والله أعلم
مجرد أن جعل الله عز وجل أعمالنا هي المعيار في دخول الجنة، فهذه هي الرحمة. كون أن الله عزوجل يعلق دخول الجنة على أعمالنا القاصرة والتي لا تبلغ إحسانه إلينا بالمثل فهذه هي الرحمة .
وعلى هذا فلن يدخل أحد الجنة بعمله تفضلا على الله أو مقابلة لإحسانه.
بل يدخل الجنة بعمله رحمة منه سبحانه وتعالى أن جعل هذا العمل القاصر سبباً لمرضاته.
ففى سنن الترمذى عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير! الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل. قال: ثم تلا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ { يعملون } ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه! قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله! قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم! قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقال الشيخ الألباني : صحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
بعيدا عن كثرة النقولات والمطولات ........................
فإن خلاصة هذا الباب ......هو أن العمل الصالح سببٌ في دخول ولكنه ليس ثمنا لدخول الجنة .
أما علاقة الرحمة بالعمل فهذا باب واسع والكلام فيه يطول ..........