( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْح

إنضم
17/08/2016
المشاركات
680
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية
قوله تعالى
( لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ [48] وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [49] ) التوبة

قوله «لقد ابتغوا الفتنة »: لك.
قاله السيوطي.

قال السمعاني: الابتغاء: الطلب، والفتنة: إيقاع الاختلاف المؤدي إلى تفريق الكلمة.

قال ابن الجوزي: يعني الشر.

قال ابن جزي الغرناطي: أي طلبوا الفساد.

وقال الإيجي الشافعي: تفريق أصحابك وتشتيت أمرك.

وقال مكي: المعنى لقد التمس هؤلاء المنافقون لأصحابك، يا محمد.

قوله « من قبل»: تبوك.
قاله ابن الجوزي في التذكرة.

قال السيوطي: أول ما قدمت المدينة.

قال السمرقندي: يعني: من قبل غزوة تبوك، لأنهم قصدوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم قبل كثرة المؤمنين.

قال البغوي: أي طلبوا صد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر، وتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم، كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه.

وقال مكي: أي من قبل أن ينزل عليك أمرهم وكشف سرهم واعتقادهم.

قال الثعلبي: أي عملوا بها لصد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر بتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم، كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه.

قوله «وقلَّبوا لك الأمور»: أي أحالوا الفكر في كيدك وإبطال دينك.
قاله السيوطي.

قال ابن الجوزي: أي بغوا لك الغوائل.

قال السمعاني: ومعناه: صرفوا لك الأمور وأرادوها ظهرا لبطن وبطنا لظهر، وحقيقة المعنى: أنهم طلبوا بكل حيلة إفساد أمرك.

قال الواحدي في الوجيز: اجتهدوا في الحيلة عليك والكيد بك.

قال السمرقندي: احتالوا في قتلك وفي هلاكك من كل وجه.

قال الثعلبي: أجالوا فيك وفي إبطال دينك الرأي بالتخذيل عنك وتشتت أصحابك.
وبنحوه قال مكي.

قوله «حتى جاء الحق»: أي: نصر الله.
قاله مكي.

وقال السمرقندي: كثر المسلمون.

قال النسفي: وهو تأييدك ونصرك.

قوله «وظهر»: عز، وغلب.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فأيدنا الذين آمنوا على عدوهمفأصبحوا ظاهرين): قال زيد بن علي، وقتادة: غالبين. حكاه القرطبي.
انتهى

قوله «أمر الله»: دينه.
قاله السيوطي، وجمع من المفسرين.

قال السمرقندي: يعني ظهر دين الله الإسلام.

قوله «وهم كارهون»: لدين الله؛ فدخلوا فيه ظاهرا.

قال السيوطي: فدخلوا فيه ظاهرا.

قال السمرقندي: كارهون للإسلام.

قوله «ومنهم من يقول »: يعني ومن المنافقين.
قاله الثعلبي.

قال البغوي: نزلت في جد بن قيس المنافق.

قال السمعاني: أكثر المفسرين أن هذه الآية نزلت في رجل من المنافقين يقال له: الجد بن قيس.

وقال ابن جزي الغرناطي: وروى أنها نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه من المنافقين.

قوله « ائذن لي»: في التخلف.
قاله الثعلبي، والسيوطي.

قال ابن عباس: اعتل جد بن قيس ولم تكن له علة إلا النفاق، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
حكاه البغوي.

قال مكي: أي ائذن لي يا محمد، في المقام ولا أخرج معك.

قوله «ولا تفتنِّي»: قال المنافقون مقالتهم بعدما حرضهم النبي على الغزو؛ الذي فيه خير الدنيا والآخرة؛ إعلاء لكلمة الله أولا، وليغنموا من زرق الله الطيب؛ من السبي والغنائم التي وصفها الله بقوله ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا )، فقال قائلهم أخشى الفتنة على نفسي من بنات الأصفر؛ وإنما قالوا ذلك كذبا ليتخلفوا عن الغزو ردا منهم لأمر الله ورسوله، فرد عليهم الذي يعلم السر وأخفى بقوله ( ألا في الفتنة سقطوا ): ألا في الإثم والكفر وقعوا بخيانتهم وخلافهم أمر الله ورسوله.
فأي فتنة أعظم ترك أمر الله ورسوله؟!
قال الله ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة ): قال أحمد بن حنبل: الفتنة: الكفر. قال السيوطي: وقُرِئ: سَقَط.

قال مجاهد: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اغزوا تبوك، تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم " فقال بعض المنافقين: ائذن لي، ولا تفتني بالنساء.
حكاه مكي.

قال الزجاج: أي لا تؤثمني بأمرك إياي بالخروج، وذلك غير متيسر لي فآثم.

قال الراغب: أي يقول لا تبلني ولا تعذبني، وهم بقولهم ذلك وقعوا في البلية والعذاب.

وعن عطاء، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ): فيقال: ائذن لي ولا تُؤَثِّمَنِّي وَلَا تُكَفِّرَنِّي.
رواه ابن أبي حاتم في التفسير

وعن ابن عباس: ائذن لي ولا تحرجني.

قوله « ألا في الفتنة سقطوا »: يقول ألا في الكفر وقعوا.
قاله مقاتل بن سليمان، ويحيى بن سلام.

قال الواحدي في الوجيز: أي: في الشرك وقعوا بنفاقهم وخلفهم أمرك.

قال الفراء: في التخلف عنك.

قال السيوطي: وقرئ سقط.

قال النسفي: يعني أن الفتنة هي التي سقطوا فيها وهي فتنة التخلف.

قال السمعاني: فيه معنيان: أحدهما: ألا في جهنم سقطوا، والآخر: ألا في الشرك سقطوا.

قلت ( عبدالرحيم ): وعلى الأول فمنه قوله تعالى ( يومهم على النار يفتنون ): قال مكي في المشكل: يعذبون.

قال مكي في الهداية: أي ألا في الإثم وقعوا، ومنه هربوا في زعمهم.

وعن ابن عباس: يعني: في الحرج سقطوا.
رواه ابن أبي حاتم.

وعن قتادة: ألا في الإثم سقطوا.
رواه ابن أبي حاتم.

قلت ( عبدالرحيم ): لا تعارض بين قول ابن عباس، وبين قول قتادة؛ لأن أصل الحرج: الإثم.
قال ابن عطية: الحرج: الإثم.
قال الزجاج: الحرجفي اللغة الضيق، ومعناه في الدينالإثم.
وقال مكي في الهداية: وقيل:الحرج: الشك وكله يرجع إ'لىالإثم.

قوله «وإن جهنم لمحيطة بالكافرين»: مطيفة بهم وجامعتهم فيها.
قاله الثعلبي.

قال السيوطي: لا محيص لهم عنها.

أي: محدقة بهم، جامعة لهم يوم القيامة.

قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وأحيط بثمره ): قال الزجاج، وابن الجوزي: أي أحاط اللَّهُ العَذَابَبثمره.
وقال البغوي: أي أحاط العذاب بثمر جنته وذلك أن الله تعالى أرسل عليها نارا فأهلكتها.

قلت: ومنه قولهم: أحاط بهم العدو: كناية عن هلاكهم.
قال الزمخشري: وَأُحِيطَبه؛ عبارة عن إهلاكه. وأصله من أحاط به العدوّ، لأنه إذا أحاط به فقد ملكه واستولى عليه، ثم استعمل في كل إهلاك.
انتهى
_____________
المصدر:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي القيسي، معاني القرآن للفراء، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، تذكرة الأريب في تفسير الغريب لابن الجوزي، معاني القرآن للزجاج، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، تفسير ابن أبي حاتم، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير السمرقندي، الكشف والبيان للثعلبي، الوسيط للواحدي، الوجيز للواحدي، تفسير السمعاني، تفسير القرطبي، تفسير البغوي، الكشاف للزمخشري، المحرر الوجيز لابن عطية، تفسير النسفي، تفسير ابن جزي الغرناطي، تفسير الجلالين، جامع البيان للإيجي الشافعي.

كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424
 
عودة
أعلى