ليعلم أني لم أخنه بالغيب، من قالها؟

إنضم
24/01/2013
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
بغداد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}
من القائل ؟
ومن المقصود بــ {ليعلم}؟

بارك الله فيكم
 
للفائدة من تفسير الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ( 52 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، هذا الفعل الذي فعلته ، من ردي رسول الملك إليه ، وتركي إجابته والخروج إليه ، ومسألتي إياه أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن عن شأنهن إذ قطعن أيديهن ، إنما فعلته ليعلم أني لم أخنه في زوجته " بالغيب " ، يقول : لم أركب منها فاحشة في حال غيبته عني . وإذا لم يركب ذلك بمغيبه ، فهو في حال مشهده إياه أحرى أن يكون بعيدا من ركوبه ، كما : -

19421 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : يقول يوسف : ( ذلك ليعلم ) ، إطفير سيده ( أني لم أخنه بالغيب ) ، أني لم أكن لأخالفه إلى أهله من حيث لا يعلمه . [ ص: 141 ]

19422 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، يوسف يقوله .

19423 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) يوسف يقوله : لم أخن سيدي .

19424 - . . . . قال حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال يوسف يقوله .

19425 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال : هذا قول يوسف .

19426 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، في قوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال هو يوسف ، لم يخن العزيز في امرأته .

19427 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " ، هو يوسف يقول : لم أخن الملك بالغيب .

لكن قال القرطبي في تفسيره:

قوله تعالى : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب اختلف فيمن قاله ، فقيل : هو من قول امرأة العزيز ، وهو متصل بقولها : الآن حصحص الحق أي أقررت بالصدق ليعلم أني لم أخنه بالغيب أي بالكذب عليه ، ولم أذكره بسوء وهو غائب ، بل صدقت وحدت عن الخيانة ; ثم قالت : وما أبرئ نفسي بل أنا راودته ; وعلى هذا هي كانت مقرة بالصانع ، ولهذا قالت : إن ربي غفور رحيم . وقيل : هو من قول يوسف ; أي قال يوسف : ذلك الأمر الذي [ ص: 183 ] فعلته ، من رد الرسول ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب قاله الحسن وقتادة وغيرهما .

ورجح ابن تيمية رحمه الله ان القول لامراة العزيز,قال في الفتاوى الكبرى: في تفسير الايات:
فهذا كله كلام امرأة العزيز ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك ولا سمع كلامه ولا رآه ولكن لما ظهرت براءته في غيبته - كما قالت امرأة العزيز : { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوده راودته ,
 
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم علماً
الظاهر قول مجاهد وقتادة
فالقرطبي رحمه الله لم يسند القول الآخر إلى أحدٍ من السلف
والله تعالى أعلم
 
يقول طنطاوي (ت:1431ه) في تفسيره : والذي يتأمل هذا الكلام الذي حكاه القرآن عن امرأة العزيز، يراه زاخرا بالصراحة التي ليس بعدها صراحة، وبالمشاعر والانفعالات الدالة على احترامها ليوسف الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، رغم الإِغراءات المصحوبة بالترغيب والترهيب، ويبدو لنا - والله أعلم - أن هذا الكلام ما قالته امرأة العزيز، إلا بعد أن استقرت عقيدة الإِيمان التي آمن بها يوسف في قلبها، وبعد أن رأت فيه إنسانا يختلف في استعصامه بالله وفى سمو نفسه، عن غيره من الناس الذين رأتهم.
هذا، ويرى كثير من المفسرين أن كلام امرأة العزيز قد انتهى عند قوله - تعالى - { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } وأن قوله - تعالى - بعد ذلك { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ... } إلى قوله - تعالى - { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } هو من كلام يوسف - عليه السلام – (...)
والذي نراه أن الرأي الأول الذي سرنا عليه هو الجدير بالقبول، لأنه هو المناسب لسياق الآيات من غير تكلف، ولأنه لا يؤدي إلى تفكك الكلام وانقطاع بعضه عن بعض، بخلاف الرأي الثاني الذي يرى أصحابه أن كلام امرأة العزيز قد انتهى عند قوله - تعالى - { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } فإنه يؤدى إلى تفكك الكلام، وعدم ارتباط بعضه ببعض، فضلا عن أن وقائع التاريخ لا تؤيده، لأن يوسف - عليه السلام - كان في السجن عندما أحضر الملك النسوة وقال لهن: { مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ.. } وعندما قالت امرأة العزيز أمام الملك وأمامهن: { ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ.. } إلى قوله - تعالى - { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }."
 
عودة
أعلى