للفائدة من تفسير الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ( 52 ) )
قال أبو جعفر : يعني بقوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، هذا الفعل الذي فعلته ، من ردي رسول الملك إليه ، وتركي إجابته والخروج إليه ، ومسألتي إياه أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن عن شأنهن إذ قطعن أيديهن ، إنما فعلته ليعلم أني لم أخنه في زوجته " بالغيب " ، يقول : لم أركب منها فاحشة في حال غيبته عني . وإذا لم يركب ذلك بمغيبه ، فهو في حال مشهده إياه أحرى أن يكون بعيدا من ركوبه ، كما : -
19421 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : يقول يوسف : ( ذلك ليعلم ) ، إطفير سيده ( أني لم أخنه بالغيب ) ، أني لم أكن لأخالفه إلى أهله من حيث لا يعلمه . [ ص: 141 ]
19422 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، يوسف يقوله .
19423 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) يوسف يقوله : لم أخن سيدي .
19424 - . . . . قال حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال يوسف يقوله .
19425 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال : هذا قول يوسف .
19426 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، في قوله : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) ، قال هو يوسف ، لم يخن العزيز في امرأته .
19427 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب " ، هو يوسف يقول : لم أخن الملك بالغيب .
لكن قال القرطبي في تفسيره:
قوله تعالى : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب اختلف فيمن قاله ، فقيل : هو من قول امرأة العزيز ، وهو متصل بقولها : الآن حصحص الحق أي أقررت بالصدق ليعلم أني لم أخنه بالغيب أي بالكذب عليه ، ولم أذكره بسوء وهو غائب ، بل صدقت وحدت عن الخيانة ; ثم قالت : وما أبرئ نفسي بل أنا راودته ; وعلى هذا هي كانت مقرة بالصانع ، ولهذا قالت : إن ربي غفور رحيم . وقيل : هو من قول يوسف ; أي قال يوسف : ذلك الأمر الذي [ ص: 183 ] فعلته ، من رد الرسول ليعلم العزيز أني لم أخنه بالغيب قاله الحسن وقتادة وغيرهما .
ورجح ابن تيمية رحمه الله ان القول لامراة العزيز,قال في الفتاوى الكبرى: في تفسير الايات:
فهذا كله كلام امرأة العزيز ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك ولا سمع كلامه ولا رآه ولكن لما ظهرت براءته في غيبته - كما قالت امرأة العزيز : { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوده راودته ,