ليعش المفسر زمانه

ابن الشجري

New member
إنضم
18/12/2003
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الرد على المخالف سبيل حق , ومهيع واسع ، وجادة مطروقة , في كل عصر ومصر , والناظر في كتب شيخ الاسلام رحمه الله ، يجد أن اكثرها قام على هذا الاساس المتين من العلم ، فلولم يعش زمانه وينظر في منعطفاته ، ويمضي قلمه في نحر كل مناوئ للاسلام وأهله لكان غيرماكان ، لقد نظر ـ رحمه الله ـ في كتب الضلال التي صدرت في عهده على كثرتها ، ونصب لها منجنيق حق ، فنسفها نسفا ، مع تميزهم في ذلك العصرعلى ضلالهم بتضلعهم من العلوم الكلامية واللسانية ، من فلاسفة وملاحدة وروافض ...، لكن أسكتهم لسان الحق حتى لم تقم لهم قائمة.

ومازال اذنابهم كالعقرب تلوح بذيلها قبل شيخ الاسلام وبعده الى يومنا هذا ، حتى اشتدت شوكتهم في زمن الرويبضة هذا ولاحول ولاقوة الا بالله .

وليس مرادي هنا التنظير للرد على المخالف ، أو بيان فضل ذلك، وأنه من أعظم أبواب النصح لله ولكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد سطرت في هذا كتب مستقله حافلة ، ليست خافية على أهل العلم والفضل من القراء الكرام .

إنما مرادي الإشارة إلى أن طالب العلم ـ والمفسرهنا على وجه الخصوص ـ لابد أن يعيش أيامه ، ويعرف علوم زمانه ورجاله ، ومالهم أو عليهم ، حتى لاتغيب عنه بعض الحقايق ، وربما مرعلي بعضهم زمن انقضى ، لم يكن أحدهم يجالس فيه إلامن ضمتهم الاجداث ، حتى أحدث لهم ذلك نفرة من الناس والحياة ـ وهذه أتاوة لابد أن يؤديها عشاق الكتب ـ فليست بالطريقة المثلى لطالب العلم ، فلربما لم تساعده حتى العباره لتأدية مكنون صدره من علم يبثه بين أهله ، ولربما استغلقت عليه الواضحات بين أقرانه وخلانه لغربة لسان العصر على سمعه وقلبه ، فمع أن لغة العلم واحدة في كل العصور ، إلا أن الناس غير الناس ، فالانسان مدني بالطبع ، يؤثر ويتأثر بكل ماحوله , وماالإنسان إلا ابن بئته ومجتمعه ، تسري اليه طبيعته سريان الماء في جوف الشجر ، ومانعيشه اليوم من تفاوت بين طلاب العلم في مداركهم وتنوع رغباتهم ، وتباين شديد بين بعض أرائهم ، حتى لربما أثر ذلك في اختيار العالم لوجه مباين للآخر في بعض مسائل العلم ، إلا شاهد صدق لماذكرت ، يعرف ذلك من تفنن في قراء ته بين المشارقة والمغاربة وغيرهم.

وهاهم الاقزام كأقزام كل عصر، وإن كانوا في عصرنا اشد مكرا وأضحل علما، يعشرون تعشير الحمار شرقا ومغربا ، فهل نعرض عنهم الذكر صفحا ، ونقبل على مانحن فيه من مسارات لحياتنا العلمية و(الاكاديمية) ، أم نقابل الشبهة بالحجة ، ونمضي جهاد القلم ، فنضرب في نحورهم ضربة لازب ، تأخذ بتلابيبهم فتصرعهم من اعلاهم حتى تدعهم كأعجاز نخل خاوية ، كمافعل اسلافنا ـ رحمهم الله ـ لقد أمات الله بالإمام أحمد فتنة عظيمة وأخمدبه نارها ، وقل أن تجد عالما مبرزا إلا وله سهام مبرية تصيب الغرة من نحر كل مبتدع أوناشرفتنة في زمانه ، فمستقل ومستكثر ، إلى يومنا هذا ، وليس بخاف ماكتبة المعلمي رحمه الله في الذب عن جناب الدين وأعلامه ، حتى عد كتابه التنكيل من أعظم المراجع عند بعض المتخصصين في علم الحديث وغيره .

إنها سلسلة مباركة تشنف بذكرها الاسماع من علماء طالما قاموا لله ، فبه كانوا وله عاشوا وعليه ماتوا ، فرحمهم الله رحمة تزورهم في أجداثهم تنير لهم القبور ، ووهبنا لسان صدق به نقوم مقامهم من بعدهم ، فتالله ماداهنو وماتعثروا في معاداة أعداء الله وإن كان من أبناء جلدتهم ، أوأبنائهم أو أبائهم ، ورحم الله الامام المحدث صاحب السنن، أبو داود السجستاني فقد كان ينصح عدم الاخذ عن ابنه ، ويتهمه بالكذب ، نصحا لله ولرسوله ، مع تزكية أهل العلم له .

ما أحسن السلامة ، وماأسهل طريقها ، وما أشقى من عدل عنها وهولايستطيع غيرها ، لكن هذه الشرذمة أخذت تتكاثر تكاثر الفراش ، فليس لهم دواء كنار تضرم ليتهافتوا فيها ، فماهم الامعول هدم للاسلام , وإن تكلموا بلسانه ، وزعموا أنهم من حماته .

فهناك أسماء ممقوت اصحابها , وإن سمعت فيها أحمد ومحمدا... ، أرى انها أخذت حيزا من الساحة الاعلامية بكل قنواتها كتابية كانت أو مرئيه ، تتكلم في الوحيين بما ارتأت , دون رادع أو وازع من علم أو هدى أو تقى ، إنماهم أبواق للعدو في ثوب جديد ، يتسترون بأستار براقة ـ كالنقد الثقافي ، او الحرية الدينية , أو عالمية الثقافة ... ـ في سلسلة من الثياب الصفيقة التي يزيفها من عنده ادنى حس من الدين والعلم .

وإني مورد من هذه الاسماء مايكفي لتذكير أهل التفسير ، بتلك الثعالب الضارية التي أخذت تعوي في جنبات العالم ، مكشرة عن أنيابها ، تحارب الله جهارا نهارا , وتشكك في كتابه وتزدريه ، على مشهد ومسمع كثير من طلاب العلم ، كل ذلك علي سبيل الاشارة ، دون تقص أو تفتيش , لعلمي بأن حال الكثير منهم لايخفى على طلاب الشريعة وحراس العقيدة .

1ـ(المفكر والباحث الاسلامي نصر حامد أبوزيد ) هكذا استضيف في أحد القنوات المرئيه ، وهوماأصابني بالذهول لحال من سيستمع له ، ولم يعرف حكم الله فيه من العامة وأشباههم ، ممن أخذوا يتلقون دينهم من شاشات ( تلفازهم ) ـ وقديما قيل الناس على دين ملوكهم , واليوم يقال على دين تلفازهم ـ وهو ينكر ويهدم كثيرا من ثوابت الدين ، فقلي بربك ماحال كثير من المستمعين بعد سماعه في إذاعة متأسلمة تبث صوتها على أسماع المسلمين وغيرهم...

فسحقا لهذه المعاطف التي اثقلت كاهل زمرة من أهل العلم ، عن أن يخرجوا للناس يعلموهم كتاب الله ، ويبثوا نوره بينهم... ، حتى تصدر هذا الغراب لتعليم علوم القرآن ، القرآن الذي هو كلام الله جل في علاه ,والذي يعده هذا المأبون نصا بشريا لاقداسة ولاحرمة له .

2ـ محمد أركون . الداعي لإعادة قراءة القرآن من جديد، قراءة نقدية من خلال منظور نيتشه ، وفرويد ، وماركس . فهل بعد هذا الكفر من كفر.

3ـ محمد عابد الجابري. والذي ينكر الوحي ويعتبره حقبة تاريخية تخطاها الزمن ، لقد قرأت له فوجدته شديد المراوغة ، وإن تمتع بعمق في العبارة أحيانا إلا أن ضحالة معلوماته بعلم الشريعة تعيقة عن إيضاح مقصوده ، ممازاد بعض الناشئة تعلقا بكتاباته ، لشغف بني هذا الزمان بالكتابات الرمزية .

4ـ حسين أحمد أمين . وتصديه لتفسير كتاب الله جل في علاه , تفسيرا فلسفيا بنظرة ماركسية ملعونه .

وصدق الله إذ يقول ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا اساطير الأولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ألاساء مايزرون ) .

ولست بصدد تعدادهم ـ أخزاهم الله ـ وقد قيل يكفيك من شر سماعه ، فهل من غضبة لله ، تسكت تلك الاصوات وهل من متصد لهؤلاء وأمثالهم, يصكهم بالحق صك الجندل ، ويوردهم موارد الهلاك ، فيفضحهم على رؤس الاشهاد ، ويجرعهم الحنظل ، حتى يتمنى أحدهم الموت ولايجدله سبيلا ، وليس هذا من باب الفتيا ،حتى يتدافعها أهل التفسير ، بل من النصح لله ولكتابه .

وإني لأعجب من قوة أحدهم في الطرح ، وعمقه في العباره على ماهو عليه من باطل، ويزيد التعجب عند رؤية دراسة نقدية لمثل فكرهولاء ، تصدرفي ثوب مهلهل وعبارة باردة وجذب لشتاتها في بيان المقصود, و صاحبها ينشد الحق ويدافع عنه ، وإنما خشي عمر رضي الله عنه واستعاذ من مثل هذه الحال .

ومع أن هناك جهود مشكورة للتصدي لهؤلاء وأمثالهم ، إلا أني أهيب بأهل التفسير ومن حبسوا أنفسهم على هذا العلم الشريف ، أن يكون لهم جهد يعرف في هذا الميدان ، فهم من أولى الناس به ، وأن يتحرروا من الانغلاق على محاور مسبوقة مطروقة ، وينشدوا العالمية كماكان كتاب الله ، فماخص الله به قوم دون غيرهم ، فلينظروا خارج اسوار الجامعة ، وليحد كل واحد منهم قلمه ، ويضعه في لبة كل شانئ لكتاب الله ، مجهزاً عليه دون رأفة أو رحمه .
إن الله حافظ كتابه , ومظهردينه ، على رغم أنف من جحد وتكبر ، ولكن لينظر كل امرئ ماقدم ، وليعش زمانه
ويسامر لياليه وأيامه , ويناطح بالحق مناوئ الاسلام وقرون شيطانه ، حتى يكتب في الخالدين من الخالدين ، وينزل منازل الربانيين السالفين .


وفق الله الجميع
 
هذه تذكرة لمن أراد من طلاب العلم أن يضرب بسهم في الدفاع عن القرآن الكريم ، وقد انبرى العلماء في زمن انقضى لأمثال هؤلاء الكتاب فتركوا لنا ثروة علمية نفخر بها . وفي عهدنا القريب كتب طه حسين كتابه في الشعر الجاهلي ، فرمى القرآن من طرف خفي ، فثار عليه العلماء والكتاب الغيورون من أمثال العلامة الجليل محمد الخضر حسين ، ومحمد فريد وجدي ، ومحمد الغمراوي رحمهم الله ، فكتبوا في الرد عليه كتباً ، تعد من نفائس الكتب ! فرب ضارة نافعة .
واليوم كما تفضلت - أخي الكريم - يصول ويجول هؤلاء المفترون دون رقيب ولا حسيب ، بل وتروج كتبهم في الطعن في الوحي ، والتهكم بالدين ، فتصبح من أكثر الكتب مبيعاً في معارض الكتب ، ويستضاف أصحابها في المحطات الفضائية ، ويقدمون للناس على أنهم من (المفكرين الإسلاميين). ولكن لا عليك ، فهم كما قال الرافعي - رحمه الله - هم عند أنفسهم كالجمرة المتوقدة لا يشبعها حطب الدنيا ، ولكن غرفة من الماء تأكل الجمرة ، وهم مخذولون بقوة الله ، إذ ليس فيهم رجل فصيح بليغ يكون لهم كالتعبير من الطبيعة عن المذهب ، حتى يثبت مذهبهم فلا يدفع ، ويقوم فلا ينقص ، ولن يأتي لهم هذا الرجل.
وإنك لتقرأ للواحد منهم الصفحات الطوال ، فلا تعود بطائل ، وهذا من الخذلان الذي ابتلاهم الله به ، وانظر إلى كبارهم كم يسودون من الصفحات ، وكم يحصل لهم من الدعم ، ثم إذا الناتج لا يفي بالتعب. وحين تستفهم من أحدهم عن معنى قوله في أحد كتبه ، أخذ بك في أودية من الكلام الذي ظاهره العربية ، وباطنه فيه ما لست أدري ولا أفهم ، فإن قلت له : لم أفهم !
أنحى باللائمة عليك وعلى فهمك ، وعلى المناهج التي صنعتك هكذا ، وشكلت تفكيرك هذا التشكيل ، ولو كنت أتقنت منهج ديكارت في الشك ، ومنهج سبينوزا في ما أدري ماذا ، لكان لك شأن في فهم الكلام كما ينبغي الخ ما تقرأه وتسمعه ، فلا تملك إلا أن تحوقل ، وتلوذ بالصمت ، فراراً من المعرة ، وصيانة للعرض من منازعة هؤلاء في مجامع الناس ، ومنتدياتهم.
وإنك لتعود إلى سورة الناس فتقرأها ، فتذهب عنك ما علق بك من أوضار كلام هؤلاء ومجالستهم ، كما يذهب الماء الطهور ما يعلق بالبدن الطاهر !
شكر الله لك أخي الكريم هذه النفحة الرافعية ! (نسبةً للرافعي طبعاً).
 
أتفق مع أخي ابن الشجري فيما طرحه أعلاه ، وأشكره على حسن بيانه ، وصدق غيرته. وأشكر الأخ عبدالرحمن الذي تعجبني تعقيباته الأدبية كثيراً ، فيا حبذا لو أكثرتم من هذا اللون فهو ينشط المنتدى كثيراً ، ويذهب عني وأمثالي السأم والملل.
ولدي اقتراح أن يتم في الملتقى المفتوح طرح بعض القضايا الأدبية ، التي أراكما تتقنان التعامل معها بمهارة ، بخلاف كثير من المنتديات الأدبية على الانترنت فإنها لا تشفي الغليل كما تشفيه الكتابات في هذا المنتدى على قلتها !! وأرجو أن لا تقولوا هذا موقع متخصص يا شيخ عبدالرحمن حفظك الله ، فالذي يبدو لي من كتاباتك سعة صدرك ، وبعد أفقك.
أخوك
فهد
 
أشكرك أخي الكريم فهد على حسن ظنك ، وعلى حسن تعقيبك. ولا مانع لدينا مما أشرتم إليه ، ونحن نستمتع بذلك أكثر مما تتصور ، ومن وجد في نفسه القدرة على السير على هذه الطريقة في البيان ، فهذا مما يقوي ملكة البيان عند الكاتب ولا شك ، وهذا هدف من أهداف هذا الملتقى الحواري ، ولو في الملتقى المفتوح.
وأضم صوتي لصوتك في مطالبة الإخوة الكرام الذين يجيدون التعامل مع الكلمة كما يصنع ابن الشجري بارك الله فيه ، أن يشاركونا في طرد الملل كلما أطل برأسه على هذا الملتقى ، ولا أكتمك أن النفس تمل ، ولا تنشط في كل حين للكتابة العلمية المحررة ، فهي تحتاج إلى صفاء ذهن ، وخلو بال ، وهما أمران قلما يزوراننا في هذا الزمان الحزين.
وقد هيأ الله هذا الملتقى الذي ليس بينه وبين الكاتب حجاب كما في الصحف والمجلات ونحوها من وسائل الإعلام ، فهنا لا يلوم الكاتب إلا موقع يده على لوحة المفاتيح ! فليس عندنا منع إلا لشيء تعدى حدود الشرع ، أو جاوز حمى الأدب ، وما سوى ذلك فعلم وأدب ننتفع به ، ونهش لقراءته كما يهش الغريب لأوبة وتلاقِ !
 
شكر الله للأخوين الكريمين ماعقبا به ، وأخص بالشكر أخي الكريم الشيخ عبدالرحمن الشهري ، الذي لايترك فرصة تسنح أوتبرح إلا ويأخذ بيدي فيها ، مشجعاً تارة ، ومسددا تارة أخرى ، فجزاه الله عن أخيه خيرأ .

وأنا معك اخي الكريم في ماذكرته عن كتب هذه الحثالة ، وماسودته من صفحات أعمارها وأعمالها ، فلو سود أحدهم بالمداد وجهه لماعد في زمرة الكتاب ، إذ كان مكان أحدهم دورالكتاب ، خاصة في علوم الشرع المطهر والتي هي الغاية ، وإن شارك بعضهم في العلوم اللسانية ، وهذا العلم إن لم يضبطه صاحبه بالشرع المطهر كان وبالا عليه! ـ وليس بخاف براعة المعتزلة قديما في هذا الفن لقيام مذهبهم على علم الكلام ، ونصارى العرب كذلك ، خاصة أقباط مصر وموارنة لبنان ـ وقد يكون الدواء الناجع مع بعضهم هو تجاهله ، ولكن تعرف أخي الكريم أن لكل ساقطة لاقطه ، فلا يستبعد أن يقع في بعض شبههم من لا يعرف كوعه من بوعه في علوم الشريعة ، خاصة أن الأمر ماذكر من خروج بعضهم أمام الملأ ، فكان لزاما على من وفقه الله وفتح عليه بالعلم أن يغتنم بعض ساعات عمره في جهاد الكلمة، إذ هي من أعظم أبواب الجهاد ، خاصة في هذه الازمان ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس عند ألامام أحمد وغيره أنه قال ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم والسنتكم )، وقبله آية التحريم ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) الآية . وجهاد من غرق في النفاق إنما هو بالحجة .

وكذلك معك ـ زادك الله توفيقا ـ في أن أكثر كلامهم أشبه شئ بالطلاسم ، ولربما كان لبعضهم وقر بعير من تصانيفه ، يكررنفسه ووسوسته في كل كتاب منها ، وهم وإن كان قد استشرى شرهم فليس لهم كتاب معول عليه ، أو لسان يتحدث باسمهم كماكان أسلافهم من معتزلة ، وجهمية وغيرهم ، فالأمر ماذكرت.
لكن لابد لهذه الطلاسم من تعاويذ إيمانية ، ولهذا التعشير من كية في الرأس تزيل كل وسوسة ، أو درة كدرة الفاروق تقوم منه مقام المندفه.

وأما ما أشرت إليه بخصوص الحاجة التي تستدعيها النفس المطمئنة من عودة لكتاب الله ، بعد مطالعة بعض كتبهم فصدقت ، وأذكر مرة أني اطلعت على كتاب لأحد الهالكين منهم (عاشق لعار التاريخ ) ويعلم الله ما أخذت أقرأ فيه حتى أنكرت من بصري وبصيرتي... ، فقذفته من حالق ، وعذت ولذت من المخلوق بالخالق ، وواريت أغلب كتبهم عن مسرح نظري في رفوف مكتبتي ,حتى لاتقع عيني على غرة مني على بعض كتبهم فينتكس الخاطر.

فدر درك أبا عبدالله على ماجادت به قريحتك ، ونقرت به شناترك.

وأعود بالشكرعلى أخي الكريم فهد ، وآمل أن نرى منه في هذا الباب ماهو حري بعلمه ، خاصة وأنه قد تصدر لتعليم لغة القرآن ، وهو أهل لذلك إن شاء الله .
 
لأول مرة أعرف عن محمد عابد الجابري ما قلت أخي

فهل تنقل لي شيئا من كلامه حول إنكاره للوحي

أما طوامه الأخرى فهي كثيرة جدا منها قوله

((فلا ذنب ولا لوم على المرأة إذا هي لبست اللباس العصري أو اللباس التقليدي، فليس اللباس ذاته هو الذي يحمي من "مقدمات المحظور"، لأن المحظور نفسه يمكن أن يحصل في عصرنا بالحجاب الذي يلف سائر جسم المرأة ولا يحصل بالسفور.))http://www.aljabriabed.com/tajdid13.htm
 
الذي يظهر أنه كان عطل مؤقت عندي--فلقد فتحته

أما بالنسبة للمقال الذي فيه فلا يتناول أقوال الجابري بالنقد والتحليل--من الممكن للباحثين نقل أقواله من موقعه ونقدها وخصوصا موقفه السيء من منع فرنسا للطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب
 
شكر الله لك -فضيلة الشيخ أبا مجاهد- هذا التذكير ..
كلما قرأت أمثال هذه الموضوعات والتعقيبات تتوق نفسي وتشرئب بحثا عمن يحيي سنّتها، ويبعث سيرتها.
وسؤالك عن أخينا ابن الشجري سؤالنا جميعا..
حفظه الله من كل سوء وجمعنا به قريبا.
 
الصديق العزيز ابن الشجري بخير وعافية ولله الحمد ، ولكنه اشتغل بخاصة نفسه عن الكتابة ، وألهاه العيشُ في الزمانِ الصَّعب ، عن تفقد أحوال الصَّحّب ، فليته يعود لسابق عوائده ، ونشر طرائف فرائده ، وأن يتخفف من الصفق بالأسواق ، فنحن له بالأشواق .
 
[align=justify]حماك الله ضحوك السن بسام العشيات ، وكفانا وإياك شر هذه الأسواق فماهي إلا شر البقاع ، ورزقنا وإياك من الدنيا ما نصون به ماء الوجه ويزيد عن قضاء الحاجة ، ووهبنا بركة في العمر وصلاحا في العمل ورضا بالقضاء والقدر ، وكفانا وإياك شر أنفسنا وشر جميع عباده فما أضعف من وكله الله لنفسه أو لأحد من خلقه ، واستعملنا وإياك في مرضاته فيا شقاوة من شغلته دنياه عن آخرته ، وقدر لنا جميعا من عافيته ما تهنأ به الحياة ويطيب العيش وتسكن النفس .

تعلم رعاك الله أني ماكنت يوما بحمد الله عبد القفا واللهازم ، لكن أقدار الله تجري على عادة وغير عادة في حكمة بالغة ، لقد كان من خبر السوق والأسواق ما تحزن معه كان ، فلقد كانت أندية القوم ومستراحها ، تحج لها الشعراء والأعيان ، وتحل فيها الحروب وتضرم نيرانها ، لا يأنف كبير عن قصدها ، ولا يعدم صغير من نفعها ، كتبت عن مآثرها الكتب ، وشادت بها العرب والعجم ، أما سيقت إليها الحوليات والمذهبات ، وتلك المسمطات والمعلقات ، نفاخر بها حتى يوم الناس هذا ، من عكاظ إلى ذي مجاز ومن مجنة إلى حباشة ، وأنت تعلم حرس الله مهجتك ما حباشة ، فمن بركته معجم البلدان ، فمــــــــــــا أطول الأحزان.

ثم مازال أمر الخليقة ينقص حتى آل الأمر إلى ماترى ، فأصبح العاقل يأنف من غشيانها ، ويزداد سفه الجاهل بإتيانها ، فغدت سبة جهل بعد أن كانت قبة علم ، ومحل بهرجة وتكاثر بعد أن كانت مورد أدب وتفاخر ، وربك يخلق مايشاء ويختار .

وإن كنا لم نأتها إلا كما أتاها من هو خير منا ، لقضاء حاجة لابد منها ، أو عقد صفقة ليس لنا فيها أكثر من توثيقها ، فلم يغب عني مرادك بعتابك حماك الله ، لكن أخشى غيابه عمن وراءك ، فيظن بنا الظنون ، ويبهتنا بما دونه ريب المنون ، فأعددنا للأمر عدته ، وأحببنا وأده في مهده ، قبل أن يقول متقول ، أو يجول بفكره متجول ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، حين نادى إنها لصفية ، وربك أعلم بالنية .

شكر الله لك وللأخوة الكرام حسن التفقد وجميل التعهد ، وإن كان لم يخل من دليل محبة ، وتلطف معاتبة ، وجميل مؤانسة ، وإهداء نصيحة ، اختصرته في سطر واحد لك الله ، وأنا أجمعه جمع شماطيط وأشقى به شقاوة مباري عباديد ، ومع هذا فإني لعمر الله لنفسي أشد معاتبة ، ونفسي من نفسي تعبت منازعة ، فما عاتب الحر الكريم كنفسه ، فأعوذ بالله أن نستبدل الأدنى بالذي هو خير ، ولن أساوم بحظي منكم مع الغير ، فإني به لأشح من صبي وأحن من شارف ، فمن لك بمن له عذر سمين ، هبرة صافية تنشد العافية ، فما كل ما تهواه تستطيعه ، وما كل ما تستطيعه تهواه ، والعاقل يرى في الحياة عبرة ، ويرى من نفسه عبر ، ولكن ما أكثر العبر وأقل الاعتبار .

فلك في قلبي ومن قلبي من الشكر أضعافا مضاعفة ، وللأخوة جميعا من الدكتور محمد إلى العبادي إلى من راسلني سائلا عني ، والله يتولانا جميعا بمنه ولطفه وكرمه .[/align]
 
[align=justify]
شكر الله لك وللأخوة الكرام حسن التفقد وجميل التعهد ، وإن كان لم يخل من دليل محبة ، وتلطف معاتبة ، وجميل مؤانسة ، وإهداء نصيحة ، اختصرته في سطر واحد لك الله ، وأنا أجمعه جمع شماطيط وأشقى به شقاوة مباري عباديد ، ومع هذا فإني لعمر الله لنفسي أشد معاتبة ، ونفسي من نفسي تعبت منازعة ، فما عاتب الحر الكريم كنفسه ، فأعوذ بالله أن نستبدل الأدنى بالذي هو خير ، ولن أساوم بحظي منكم مع الغير ، فإني به لأشح من صبي وأحن من شارف ، فمن لك بمن له عذر سمين ، هبرة صافية تنشد العافية ، فما كل ما تهواه تستطيعه ، وما كل ما تستطيعه تهواه ، والعاقل يرى في الحياة عبرة ، ويرى من نفسه عبر ، ولكن ما أكثر العبر وأقل الاعتبار .

فلك في قلبي ومن قلبي من الشكر أضعافا مضاعفة ، وللأخوة جميعا من الدكتور محمد إلى العبادي إلى من راسلني سائلا عني ، والله يتولانا جميعا بمنه ولطفه وكرمه .[/align]

حياكم الله يا أبا عبدالرحمن ونفع بكم ، وأسعدتني عودتكم .
 
عودة
أعلى