ليس في القرآن كلمةٌ مُقحمةٌ ولا حرفٌ زائدٌ زيادة معنوية..

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
بسم1
في كتاب عظيم للدكتور محمد عبدالله دراز - اسمه - النَّبَإ الْعَظِيم ..........
يقول رحمه الله وجزاه عن كتابه خيرا ..........
- ليس في القرآن كلمةٌ مُقحمةٌ ولا حرفٌ زائدٌ زيادة معنوية:

دع عنك قول الذي يقول في بعض الكَلمات القرآنية إنها "مقحَمة" وفي بعض حروفه إنها "زائدة" زيادة مَعنوية. ودع عنك قول الذي يَستخفُ كلمة "التأكيد" فيرمي بها في كل مَوطن يظن فيه الزيادة، لا يبالي أن تكون تلك الزيادة فيها معنى المزيد عليه فتصلح لتأكيده أو لا تكون، ولا يبالي أن يكون بالموضع حاجة إلى هذا التأكيد أو لا حاجة له به.
أجل، دع عنك هذا وذاك، فإن الحكمَ في القرآن بهذا الضربِ من الزيادة أو شبهها إنما هو ضربٌ من الجهل -مستورًا أو مكشوفًا- بدقة الميزان الذي وضع عليه أسلوب القرآن.

وخذ نفسك أنت بالغوص في طلب أسراره البيانية على ضوء هذا المِصباح. فإن عَمي عليك وجه الحكمة في كلمة منه أو حرف فإياك أن تعجل كما يعجل هؤلاء الظَّانون؛ ولكن قل قَوْلًا سَدِيدًا هو أدنى إلى الأمانة والإنصاف. قل: "الله أعلم بأسرار كلامه، ولا علم لنا إلا بتعليمه". ثم إياك أن تركن إلى راحة اليأس فَتَقْعُدَ عن استجلاء تلك الأسرار قائلًا: أين أنا من فلان وفلان ؟
كلَّا، فربَّ صغيرٍ مفضولٍ قد فطِن إلى ما لم يَفطن له الكبيرُ الفاضلُ. ألا ترى إلى قصة ابن عمر في الأُحجية المَشهورة ؟ فجِدَّ في الطلب وَقُلْ: رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ، فعسى اللهُ أن يفتحَ لك بابًا من الفَهم تكشفُ به شيئًا مما عَمي على غيرك. وَاللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ.
 
ولقد تعرَّض رحمه الله إلى حل الإشكال حول حرف - الكاف - في قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)}
فكتب اللهُ له التوفيقَ في هذا الأمر وسأنقله فيما بعد ....

لكنه قال فيما قال في كتابه النافع :
لقد قال الله : {فَأْتُوا بِسُورَةٍ} ولم يقل بسورة من طواله أو أوساطه، بل أطلق إطلاقًا، فتناول ذلك سور المفصل الذي كان قد نزل أكثره بمكة -قبل أن ينزل هذا التحدي الأخير- حتى سورة العصر والكوثر.
 
قال رحمه الله :
سر زيادة الكاف في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} :

"أكثر" أهل العلم قد ترادفت كلمتهم على زيادة الكاف بل على وجوب زيادتها في هذه الجملة، فرارًا من المحال العقلي الذي يفضي إليه بقاؤها على معناها الأصلي من التشبيه؛ إذ رأوا أنها حينئذ تكون نافية الشبيه عن مثل الله، فتكون تسليمًا بثبوت المثل له سبحانه، أو على الأقل محتملة لثبوته وانتفائه؛ لأن السالبة -كما يقول علماء المنطق- تصدق بعدم الموضوع. أو لأن النفي -كما يقول علماء النحو- قد يوجه إلى المقيد وقيده جميعًا. تقول: "ليس لفلان ولدٌ يعاونه" إذا لم يكن له ولد قط أو كان له ولد ولا يعاونه. وتقول: "ليس محمدٌ أخًا لعلي" إذا كان أخًا لغير علي أو لم يكن أخًا لأحد.

"وقليل منهم" من ذهب إلى أنه لا بأس ببقائها على أصلها؛ إذ رأى أنها لا تؤدي إلى ذلك المحال لا نصًّا ولا احتمالًا؛ لأن نفي مثل المثل يتبعه في العقل نفي المثل أيضًا.
وذلك أنه لو كان هناك مثل الله لكان لهذا المثل مثل قطعًا وهو الإله الحق نفسه، فإن كل متماثلين يعد كلاهما مثلًا لصاحبه، وإذًا لا يتم انتفاء مثل المثل إلا بانتفاء المثل وهو المطلوب.

وقصارى هذا التوجيه -لو تأملته- أنه مصحح لا مرجح، أي أنه ينفي الضرر عن هذا الحرف، ولكنه لا يثبت فائدته ولا يبين مسيس الحاجة إليه؛ ألست ترى أن مؤدي الكلام معه كمؤداه بدونه سواء، وأنه إن كان قد ازداد به شيئًا فإنما ازداد شيئًا من التكلف والدوران وضربًا من التعمية والتعقيد. وهل سبيله إلا سبيل الذي أراد أن يقول: "هذا فلان" فقال: "هذا ابن أخت خالة فلان"؟ فمآله إذًا إلى القول بالزيادة التي يسترونها باسم التأكيد، ذلك الاسم الذي لا تعرف له مسمى ها هنا؛ فإن تأكيد المماثلة ليس مقصودًا البتة، وتأكيد النفي بحرف يدل على التشبيه هو من الإحالة بمكان.

ولو رجعت إلى نفسك قليلًا لرأيت هذا الحرف في موقعه محتفظًا بقوة دلالته، قائمًا بقسط جليل من المعنى المقصود في جملته، وأنه لو سقط منها لسقطت معه دعامة المعنى، أو لتهدم ركن من أركانه، ونحن نبين لك هذا من طريقين، أحدهما أدق مسلكًا من الآخر:

"الطريق الأول" -وهو أدنى الطريقين إلى فهم الجمهور: أنه لو قيل: "ليس مثله شيء" لكان نفيًا للمثل المكافئ، وهو المثل التام المماثلة فحسب؛ إذ إن هذا المعنى الذي ينساق إليه الفهم من لفظ المثل عند إطلاقه. وإذًا لدب إلى النفس دبيب الوساوس والأوهام: أن لعل هنالك رتبة لا تضارع رتبة الألوهية ولكنها تليها، وأن عسى أن تكون هذه المنزلة للملائكة والأنبياء، أو للكواكب وقوى الطبيعة، أو للجن والأوثان والكهان، فيكون لهم بالإله الحق شبه ما في قدرته أو علمه، وشرك ما في خلقه أو أمره.. فكان وضع هذا الحرف في الكلام إقصاءً للعالم كله عن المماثلة وعما يشبه المماثلة وما يدنو منها، كأنه قيل: ليس هناك شيء يشبه أن يكون مثلًا لله، فضلًا عن أن يكون مثلًا له على الحقيقة. وهذا باب من التنبيه بالأدنى على الأعلى، على حد قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا} نهيًا عن يسير الأذى صريحًا، وعما فوق اليسير بطريق الأحرى.
"الطريق الثاني" -وهو أدقهما مسلكًا: أن المقصود الأولي من هذه الجملة وهو نفي الشبيه، وإن كان يكفي لأدائه أن يقال: "ليس كالله شيء" أو "ليس مثله شيء" لكن هذا القدر ليس هو كل ما ترمي إليه الآية الكريمة، بل إنها كما تريد أن تعطيك هذا الحكم تريد في الوقت نفسه أن تلفتك إلى وجه حجته وطريق برهانه العقلي.
ألا ترى أنك إذا أردت أن تنفي عن امرئ نقيصة في خلقه فقلت: "فلان لا يكذب ولا يبخل" أخرجت كلامك عنه مخرج الدعوى المجردة عن دليلها. فإذا زدت فيه كلمة فقلت: "مثل فلان لا يكذب ولا يبخل" لم تكن بذلك مشيرًا إلى شخص آخر يماثله مبرأً من تلك النقائص، بل كان هذا تبرئة له هو ببرهان كلي، وهو أن من يكون على مثل صفاته وشيمه الكريمة لا يكون كذلك؛ لوجود التنافي بين طبيعة هذه الصفات وبين ذلك النقص الموهوم.

على هذا المنهج البليغ وضعت الآية الحكيمة قائلة: "مثله تعالى لا يكون له مثل". تعني أن من كانت له تلك الصفات الحسنى وذلك المثل الأعلى لا يمكن أن يكون له شبيه، ولا يتسع الوجود لاثنين من جنسه. فلا جرم جيء فيها بلفظين، كل واحد منهما يؤدي معنى المماثلة؛ ليقوم أحدهما ركنًا في الدعوى، والآخر دعامة لها وبرهانًا. فالتشبيه المدلول عليه "بالكاف" لمّا تصوب إليه النفي تأدَّى به أصل التوحيد المطلوب؛ ولفظ "المثل" المصرح به في مقام لفظ الجلالة أو ضميره نبه على برهان ذلك المطلوب.
واعلم أن البرهان الذي ترشد إليه الآية على هذا الوجه برهان طريف في إثبات وحدة الصانع، لا نعلم أحدًا من علماء الكلام حام حوله؛ فكل براهينهم في الوحدانية قائمة على إبطال التعدد بإبطال لوازمه وآثاره العملية. حسبما أرشد إليه قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}.

أما آية الشورى المذكورة فإنها ناظرة إلى معنى وراء ذلك ينقض فرض التعدد من أساسه، ويقرر استحالته الذاتية في نفسه بقطع النظر عن تلك الآثار. فكأننا بها تقول لنا: إن حقيقة الإله ليست من تلك الحقائق التي تقبل التعدد والاشتراك والتماثل في مفهومها، كلا، فإن الذي يقبل ذلك إنما هو الكمال الإضافي في الناقص، أما الكمال التام المطلق الذي هو قوام معنى الإلهية، فإن حقيقته تأبى على العقل أن يقبل فيها المشابهة والاثنيْنيَّة؛ لأنك مهما حققت معنى الإلهية حققت تقدمًا على كل شيء وإنشاءً لكل شيء: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، وحققت سلطانًا على كل شيء وعلوًّا فوق كل شيء: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فلو ذهبت تفترض اثنين يشتركان في هذه الصفات لتناقضتَ؛ إذ تجعل كل واحد منهما سابقًا مسبوقًا، ومنشئًا منشأً. ومستعليًا مستعلًى عليه. أو لأحلت الكمال المطلق إلى كمال مقيد فيهما؛ إذ تجعل كل واحد منهما بالإضافة إلى صاحبه ليس سابقًا ولا مستعليًا. فأنى يكون كل منهما إلهًا، وللإله المثل الأعلى؟!

أرأيت كم أفدنا من هذه "الكاف" وجوهًا من المعاني كلها شاف كاف؟
فاحفظ هذا المثال وتعرف به دقة الميزان الذي وضع عليه النظم الحكيم حرفًا حرفًا.
 
وهذه الجملة التي ذكرها الشيخ الدكتور دراز رحمه الله - تغلق بابا افتراضيا في علم التفسير قد أخذ حيزا من التفكير والتسطير ....
وهذا الذي قاله رحمه الله هو ما كان يتردد في نفوس بعضنا لكن كنا ننتظر من يتقدمنا في هذا الأمر ....{ لا زيادة ولا إقحام كما قالوا ويقولون } بل كلٌ وُضع لمعنى .
 
بسم1
سبحان من كان هذا كلامه ولله المثل الأعلى
فى علم الهندسة نفى المطابقة بين شكلين لا ينفى المشابهه بينهما ولكن نفى المشابهه ينفى المطابقة بينهما قطعا وهكذا كان التشبيه المنفى أبلغ ما يكون بحضور أداته فنفى الله عز وجل المطابقة بنفيه للشبه.
 
ادعاء أسرار في الحروف الزائدة من التقول على الله والتكلف في التفسير الذي نهي عنه
فالقرآن نزل بلغة العرب فيفسر بها وفيها أحرف زائدة
وقد اتفق أهل التفسير وأهل العربية على زيادة أحرف في العريية والقرآن
ولم يتكلفوا ولم يدعوا أسرارا
فاسلك سبيلهم ودع عنك شبهات من وحي الشيطان
 
الأخ بشير
الاختلاف في مسألة الحروف الزائدة كاختلافهم في الألفاظ الأعجمية وكاختلاف بعضهم قديما في شكل الأرض امسطحة هي أم كرة. لا يوجد أي تعارض إلا عند صاحب وهم اختلطت عنده الأوراق فنقل الصورة من مجال إلى مجال آخر.
إن وقوع الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم لا ينافي كونه بلسان عربي بل يثبت عربيته وعالميته في آن واحد لأن تلك الكلمات وإن كان أصلها غير عربي إلا أنها عربت فصارت معربا وخضعت لقواعد العربية في النحو والمعاني والصرف وغير ذلك. وبالمثال يتضح المقال:
هل كلمة ( coffee ) كلمة انجليزية؟ نعم، ولا.
هل الأرض كرة؟ نعم، ولا.
هل في القرآن حرف زائد؟ نعم، ولا.
عندما نطرح السؤال فنحن نحدد المجال أولا فالسياق ثانيا فالدلالة ثالثا.
قال الزجاج: هذا باب ما جاء في التنزيل من الحروف الزائدة في تقدير، وهي غير زائدة في تقدير آخر.
- انظر التفصيل في "حروف المعاني الزائدة: دلالتها و أثرها في اختلاف اللغويين والفقهاء" لسمية طارق خضر، أقوال النحاة والمفسرين في الزيادة، الصفحة 49.

والجواب: كلمة ( coffee ) كلمة انجليزية لانها خاضعة لقواعد هذه اللغة في النطق لأن القاف مثلا في ( قهوة ) لا مخرج له في الانجليزية، وفي النحو كدخول اداة التعريف the عليها وليس ال العربية على سبيل المثال، أو في موقعها من الجملة في الفاعلية والمفعولية حسب قواعد الانجليزية، رغم أنها من حيث الأصل كلمة عربية انتقلت الى التركية العثمانية منها الى الايطالية منها الى الهولندية ومنها الى الانجليزية. اذا، كلمة ( coffee ) انجليزية في تقدير، وحبشية (؟) فعربية فعثمانية فايطالية فهولندية في تقدير آخر تماما.

هذا، ورحم الله العالم المحقق محمد عبدالله دراز رحمة واسعة، فقد جاهد بالقرآن المستشرقين وغيرهم جهادا قويا.



يا ابا الزبير، في "شاهدا عدل على كروية الأرض" قلتَ: "أكثر العلماء على أن الأرض ليست كروية وهو الحق". وهنا تقول: "اتفق أهل التفسير وأهل العربية على زيادة أحرف في العريية والقرآن".

فالظاهر أنك لا تعرف من قول الأكثرية والاتفاق إلا ما يثير الشبهات بل ويدعمها!!

ثم تزيد الطين بلة فتقول: فاسلك سبيلهم ودع عنك شبهات من وحي الشيطان. !!

هذا الملتقى اسمه "الملتقى العلمي للتفسير" وليس "الملتقى الدعوي"، فهل تعرف الفرق؟ أشك في ذلك !!

إن قولك أكثر العلماء على أن الأرض ليست كروية "وهو الحق" قول باطل لا أساس له من الصحة بل تقول على العلماء وكذب عليهم، وكذلك قولك أنهم اتفقوا على زيادة أحرف في القرآن. !!

فأما سطحية الأرض فلم يقل بها إلا من أنكر كرويتها لأن الذي قال بتسطحها دون أن ينكر كرويتها على صواب أيضا، فالأرض مسطحة وكرة، مسطحة بالمعاينة العندية إن كنت واقفا عليها، وكرة بالمعاينة العندية إن كنت خارجها تسبح في الفضاء بسرعة مدارية، ومسطحة بالمعاينة العندية إن كنت خارجها تسبح في الفضاء بسرعة فائقة، وهكذا تختلف الرؤية حسب نقطة المشاهدة والسرعة والمسافة، فخذ مثلا قطعة نقدية وهي دائرة مسطحة لكن عند تكويرها عموديا بسرعة فستظهر لك (أي بالمعاينة العندية) هذه القطعة النقدية في شكل كرة. ومن الناحية اللغوية الأرض مشترك لفظي أي وضع اللفظ لمعان كثيرة من بينها الكوكب واليابسة والتربة أي طبقة التراب السطحية التي تتناولها آلات الحراثة وبالتالي عندما نقول هذه "أرض صحراوية أو زراعية" إلى غير ذلك فنحن لا نعني بها كوكب زراعي وكوكب صحراوي وكوكب حار وكوكب بارد وكوكب معتدل .. أم تفهم من الفلاح الذي يقول يحرث الأرض أنه يحرث الكوكب بجباله وسهله وهضابه وبحره وجوه ومحيطاته وغلافه؟

وأما الحروف الزائدة فها هو الامام الطبري يقول:
زعم بعض المنسوبين إلى العلم بلغات العرب من أهل البصرة: أن تأويل قوله: {وإذ قال ربك} وقال ربك، وأن إذ من الحروف الزوائد، وأن معناها الحذف. واعتل لقوله الذي وصفنا عنه في ذلك ببيت الأسود بن يعفر : .. إلى أن قال: والأمر في ذلك بخلاف ما قال: وذلك أن"إذ" حرف يأتي بمعنى الجزاء، ويدل على مجهول من الوقت. وغيرُ جائز إبطال حرف كان دليلا على معنى في الكلام. إذْ سواءٌ قيلُ قائل: هو بمعنى التطوُّل، وهو في الكلام دليل على معنى مفهوم - وقيلُ آخرَ، في جميع الكلام الذي نطق به دليلا على ما أريد به: وهو بمعنى التطوُّل. وتتمة كلامه من هنا.

وعلق المحقق الشيخ محمود محمد شاكر على هذا الكلام بقوله: في المخطوطة: "هو بمعنى التطول في الكلام". وهو خطأ. والتطول، في اصطلاح الطبري وغيره: الزيادة في الكلام بمعنى الإلغاء، كما مضى آنفًا، وأراد الطبري أن ينفي ما لج فيه بعض النحاة من ادعاء اللغو والزيادة في الكلام، فهو يقول: إذا كان للحرف أو الكلمة معنى مفهوم في الكلام، ثم ادعيت أنه زيادة ملغاة، فجائز لغيرك أن يدعي أن جملة كاملة مفهومة المعنى، أو كلامًا كاملا مفهوم المعنى - إنما هي زيادة ملغاة أيضًا. وبذلك يبطل كل معنى لكل كلام، إذ يجوز لمدع أن يبطل منه ما يشاء بما يهوى من الجرأة والادعاء. وهذا تأييد لمذهبنا الذي ارتضيناه في التعليق السالف.

فاين الاتفاق الذي تزعمه ؟؟ ومن اين جئت به؟؟ وما هو هذا الحرف الذي اتفق أهل التفسير على القول بزيادته؟
 
ليس في القرآن كلمةٌ مُقحمةٌ ولا حرفٌ زائدٌ زيادة معنوية..

وأضيف إلى ما تفضلت به أخي شايب
أن الخلاف قديم بين النحويين والبلاغيين في هذه القضية منذ زمن سيبويه
والخلاف بين الفريقين أشهر من أن ينكره مكابر

وما أجمل مسلك الدكتور فاضل السامرائي حين وفق بين النحويين والبلاغيين في أطروحته للدكتوراه حول معاني النحو

وبالجملة فقد استقر تحرير محل النزاع بين الفريقين:
على أن الزيادة عند النحويين = الصلة = الفضلة قد تكون مقبولة من حيث الصناعة الإعرابية
ولكنها من حيث دلالتها على المعنى البلاغي فلها وظيفتها في الكشف عن المراد من كلام الله تعالى.

وأنا أتحدى أبا الزبير أن يعطيني مثالاً واحدا على حرف زائد في القرآن لا وظيفة بلاغية له تؤثر في المعنى!
 
الأخ بشير
الاختلاف في مسألة الحروف الزائدة كاختلافهم في الألفاظ الأعجمية وكاختلاف بعضهم قديما في شكل الأرض امسطحة هي أم كرة. لا يوجد أي تعارض إلا عند صاحب وهم اختلطت عنده الأوراق فنقل الصورة من مجال إلى مجال آخر.
إن قوع الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم لا ينافي كونه بلسان عربي بل يثبت عربيته وعالميته في آن واحد لأن تلك الكلمات وإن كان أصلها غير عربي إلا أنها عربت فصارت معربا وخضعت لقواعد العربية في النحو والمعاني والصرف وغير ذلك. وبالمثال يتضح المقال:
هل كلمة ( coffee ) كلمة انجليزية؟ نعم، ولا.
هل الأرض كرة؟ نعم، ولا.
هل في القرآن حرف زائد؟ نعم، ولا.
عندما نطرح السؤال فنحن نحدد المجال أولا فالسياق ثانيا فالدلالة ثالثا.
قال الزجاج: هذا باب ما جاء في التنزيل من الحروف الزائدة في تقدير، وهي غير زائدة في تقدير آخر.
- انظر التفصيل في "حروف المعاني الزائدة: دلالتها و أثرها في اختلاف اللغويين والفقهاء" لسمية طارق خضر، أقوال النحاة والمفسرين في الزيادة، الصفحة 49.

والجواب: كلمة ( coffee ) كلمة انجليزية لانها خاضعة لقواعد هذه اللغة في النطق لأن القاف مثلا في ( قهوة ) لا مخرج له في الانجليزية، وفي النحو كدخول اداة التعريف the عليها وليس ال العربية على سبيل المثال، أو في موقعها من الجملة في الفاعلية والمفعولية حسب قواعد الانجليزية، رغم أنها من حيث الأصل كلمة عربية انتقلت الى التركية العثمانية منها الى الايطالية منها الى الهولندية ومنها الى الانجليزية. اذا، كلمة ( coffee ) انجليزية في تقدير، وحبشية (؟) فعربية فعثمانية فايطالية فهولندية في تقدير آخر تماما.

هذا، ورحم الله العالم المحقق محمد عبدالله دراز رحمة واسعة، فقد جاهد بالقرآن المستشرقين وغيرهم جهادا قويا.



يا ابا الزبير، في "شاهدا عدل على كروية الأرض" قلتَ: "أكثر العلماء على أن الأرض ليست كروية وهو الحق". وهنا تقول: "اتفق أهل التفسير وأهل العربية على زيادة أحرف في العريية والقرآن".

فالظاهر أنك لا تعرف من قول الأكثرية والاتفاق إلا ما يثير الشبهات بل ويدعمها!!

ثم تزيد الطين بلة فتقول: فاسلك سبيلهم ودع عنك شبهات من وحي الشيطان. !!

هذا الملتقى اسمه "الملتقى العلمي للتفسير" وليس "الملتقى الدعوي"، فهل تعرف الفرق؟ أشك في ذلك !!

إن قولك أكثر العلماء على أن الأرض ليست كروية "وهو الحق" قول باطل لا أساس له من الصحة بل تقول على العلماء وكذب عليهم، وكذلك قولك أنهم اتفقوا على زيادة أحرف في القرآن. !!

فأما سطحية الأرض فلم يقل بها إلا من أنكر كرويتها لأن الذي قال بتسطحها دون أن ينكر كرويتها على صواب أيضا، فالأرض مسطحة وكرة، مسطحة بالمعاينة العندية إن كنت واقفا عليها، وكرة بالمعاينة العندية إن كنت خارجها تسبح في الفضاء بسرعة مدارية، ومسطحة بالمعاينة العندية إن كنت خارجها تسبح في الفضاء بسرعة فائقة، وهكذا تختلف الرؤية حسب نقطة المشاهدة والسرعة والمسافة، فخذ مثلا قطعة نقدية وهي دائرة مسطحة لكن عند تكويرها عموديا بسرعة فستظهر لك (أي بالمعاينة العندية) هذه القطعة النقدية في شكل كرة. ومن الناحية اللغوية الأرض مشترك لفظي أي وضع اللفظ لمعان كثيرة من بينها الكوكب واليابسة والتربة أي طبقة التراب السطحية التي تتناولها آلات الحراثة وبالتالي عندما نقول هذه "أرض صحراوية أو زراعية" إلى غير ذلك فنحن لا نعني بها كوكب زراعي وكوكب صحراوي وكوكب حار وكوكب بارد وكوكب معتدل .. أم تفهم من الفلاح الذي يقول يحرث الأرض أنه يحرث الكوكب بجباله وسهله وهضابه وبحره وجوه ومحيطاته وغلافه؟

وأما الحروف الزائدة فها هو الامام الطبري يقول:
زعم بعض المنسوبين إلى العلم بلغات العرب من أهل البصرة: أن تأويل قوله: {وإذ قال ربك} وقال ربك، وأن إذ من الحروف الزوائد، وأن معناها الحذف. واعتل لقوله الذي وصفنا عنه في ذلك ببيت الأسود بن يعفر : .. إلى أن قال: والأمر في ذلك بخلاف ما قال: وذلك أن"إذ" حرف يأتي بمعنى الجزاء، ويدل على مجهول من الوقت. وغيرُ جائز إبطال حرف كان دليلا على معنى في الكلام. إذْ سواءٌ قيلُ قائل: هو بمعنى التطوُّل، وهو في الكلام دليل على معنى مفهوم - وقيلُ آخرَ، في جميع الكلام الذي نطق به دليلا على ما أريد به: وهو بمعنى التطوُّل. وتتمة كلامه من هنا.

وعلق المحقق الشيخ محمود محمد شاكر على هذا الكلام بقوله: في المخطوطة: "هو بمعنى التطول في الكلام". وهو خطأ. والتطول، في اصطلاح الطبري وغيره: الزيادة في الكلام بمعنى الإلغاء، كما مضى آنفًا، وأراد الطبري أن ينفي ما لج فيه بعض النحاة من ادعاء اللغو والزيادة في الكلام، فهو يقول: إذا كان للحرف أو الكلمة معنى مفهوم في الكلام، ثم ادعيت أنه زيادة ملغاة، فجائز لغيرك أن يدعي أن جملة كاملة مفهومة المعنى، أو كلامًا كاملا مفهوم المعنى - إنما هي زيادة ملغاة أيضًا. وبذلك يبطل كل معنى لكل كلام، إذ يجوز لمدع أن يبطل منه ما يشاء بما يهوى من الجرأة والادعاء. وهذا تأييد لمذهبنا الذي ارتضيناه في التعليق السالف.

فاين الاتفاق الذي تزعمه ؟؟ ومن اين جئت به؟؟ وما هو هذا الحرف الذي اتفق أهل التفسير على القول بزيادته؟
لا فضَّ فوك ولا جفَّ يراعك.
ولكن ظني أنه احتياطًا وتأدبًا مع القرآن الكريم لئلا يفهم المحذور الذي نبه له أخونا الفاضل بشير وأجمل فيه الدكتور عبد الرحيم بقوله:

وأنا أتحدى أبا الزبير أن يعطيني مثالاً واحدا على حرف زائد في القرآن لا وظيفة بلاغية له تؤثر في المعنى!
لأجل ذلك لا يُلجأ إلى ما فيه الإيهام.

ونظيره في القرآن عدم تسمية "المبني للمجهول" كذلك، والانصراف إلى تسميته "ما لم يُسمَّ فاعله" لئلا يتوهم لا من قريب ولا من بعيد أن الله مجهول في قوله تعالى مثلاً: {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} وقوله: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}.

والله أعلم.
 
أحسنت أخي محمد يزيد، والذي بينه ونص عليه أستاذنا الدكتور الشريف تصريحا هو ما أشرت إليه أنا تلميحا بالمتغير المجالي وبالاحالة على التفصيل في كتاب سمية طارق خضر حيث سيفهم القارئ معنى قولي " نقل الصورة من مجال إلى مجال آخر "، إذ جاء فيه:

غير أن التدقيق في أقوال الذين نُسب إليهم إنكار وقوع الزائد في القرآن يوضح لنا أن هؤلاء عندما أنكروا الزيادة كانوا في معرض الحديث عن معنى الحرف الزائد في السياق الذي ورد فيه وهم في هذا لا يلتفتون إلى الشكل الخارجي أو قواعد النحو المجردة، وإنما ينظرون إلى ما تؤديه العبارة من معنى وهذا من اختصاص علم المعاني في البلاغة. وسبق أن بينا الفرق بين النحو وعلم المعاني.

فإذا عرفنا هذا بانَ لنا أن لكل قول مقامه الذي قيل فيه. ولا تعارض بين إثبات الزيادة ونفيها عند الشخص الواحد كما ظن البعض.

قال الزجاج: ((هذا باب ما جاء في التنزيل من الحروف الزائدة في تقدير، وهي غير زائدة في تقدير آخر)).


الصفحة 41 والتي تليها.

يعني ايش ها الكلام؟ النحو مجال و البلاغة مجال آخر.
 
أحسنتم أحسن الله إليكم

وما أجمل ما ذكر السيوطي في الازدهار..

تَعَلَّمْ وَكُنْ وَاعِيَاً لِلْعُلُوْمِ
وَمَا قَدْ نَبَا عِلْمُهُ عَنْكَ سَـلْ


فَإنَّ السُّؤَالَ شِفَاءُ العِيِّ
وَكَمْ حِيْرَةٍ نَتَجَتْ عَنْ كَسَلْ


وبما أننا مع المعيارية فيما يختص بالمعرب والسيوطي، فتجدر الإشارة إلى أن السيوطي ذكر كلاماً جميلا عن اختلاف النظرة المعيارية تجاه المعرب، قال:
" من خصائص القرآن على سائر كتب الله تعالى المنزلة، أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم لم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم، والقرآن احتوى على جميع لغات العرب، وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير.. وأيضاً فالنبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كل أمة،
وقد قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ" [إبراهيم: 4فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه.. ".


وضرب مثالاً بديعاً على ذلك وهو كلمة (إستبرق)، حيث بيَّن أنه لا توجد كلمة تسد مكانها ثم قال:

" وقال أبو عبيد القاسم بن سلام ـ بعد أن حكى القول بجواز وجود المعرب عن الفقهاء، والمنع عن أهل العربية‏ ـ:‏ والصواب عندي، فيه تصديق القولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية ـ كما قال الفقهاء ـ لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال‏:‏ إنها عربية، فهو صادق. ومن قال: أعجمية، فصادق ".

يخلو القرآن الكريم من تراكيب، أو جُمل، أو أشباه جُمل، غير عربية. فكل ما ذكروه من المعرب، مجرد لفظٍ لأدواتٍ الحسية، ليست معنوية. وحتى تلك الألفاظ النادرة، لم يتنزل القرآن الكريم بها، إلا بعد أن استعملتها العرب ردحاً من الزمان، وبعد أن قاموا بتشذيبها وتهذيبها وصبغها بالصبغة العربية الخالصة.[SUP]([1]) [/SUP]صارت عربية لأن الكلمات التي في أصولها أعجمية، أخذتها العرب واستعملتها، فعرَّبتها بألسنتها.. ثم نزَلَ بها القرآن بعد أن اختلطت بكلام العرب في أشعارها ومحاوراتها، وجَرَت مجرى العربي الصحيح.. ومن ثم، وقَعَ بها البيان، ونَزَل بها القرآن.[SUP]([2])[/SUP]


[1]) انظر: قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، أ.د. فضل حسن عباس، ص94.

[2]) انظر: إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر، د. علي النملة 2/642.
 
أيسر التفاسير للجزائري (3/ 467)
الباء: في بإلحاد: الاجماع على أنها صلة لتقوية الكلام لشيوع مثلها في كلام العرب

البرهان في علوم القرآن (3/ 79)
قال الشلوبين: وأما زيادة [لا] في قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب} ،فشيء متفق عليه وقد نص عليه سيبويه ولا يمكن أن تحمل الآية إلا على زيادة [لا] فيها لأن ما قبله من الكلام وما بعده يقتضيه.
وذكره عن جماعة من المفسرين

اللباب في علوم الكتاب (14/ 524)
{وكفى بربك هاديا ونصيرا} .
قال المفسرون: الباء زائدة بمعنى كفى ربك
فتح القدير للشوكاني (4/ 85)
قال المفسرون:
الباء زائدة، أي: كفى ربك

زاد المسير في علم التفسير (3/ 131)
فاختلف الأحزاب من بينهم قال المفسرون: «من» زائدة، والمعنى: اختلفوا بينهم

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (2/ 461)
وزيادة لفظة (لا) لتوكيد الكلام وتقويته أجمع عليها جميع علماء العربية في الكلام الذي فيه معنى الجحد -أعني الكلام المشم برائحة النفي- لا خلاف في هذا بين العلماء، وهو كثير في القرآن، ومنه قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن} [طه: الآيتان 92، 93] يعني: ما منعك أن تتبعني، وقوله: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: آية 12
 
ليس في القرآن كلمةٌ مُقحمةٌ ولا حرفٌ زائدٌ زيادة معنوية..

أولا
الباء في بإلحاد لتفيد التضمين
والتضمين مسألة من أجمل مسائل البلاغة القرآنية

وذلك لأن الإرادة (من الفعل "يريد") وهذا الفعل لا يتعدى بالباء
ولكن ضُمِّن معنى الهمّ (من الفعل "يهُم") وهذا الفعل يتعدى بالباء
نقول: همّ فلان بكذا ،
والوعيد من "الهمّ" أبلغ من الوعيد من " الإرادة"؛ لأن الهمّ بالسيئة أقل مرتبة في الجزم بقصد السيئة من الإرادة.
فالإنسان لا يؤاخذ بهمِّ السيئة ولكنه يؤاخذ بإرادتها

فكان في ذكر الباء في هذه الآية إشارة إلى استحقاق العذاب عند الإرادة وإن لم تكن جازمة .
وذلك زيادة في الوعيد

------------

ثانياً
لئلا يعلم

قال الطاهر بن عاشور
دعوى زيادة ( لا ) لا داعي إليها ، وأن بقاءها على أصل معناها وهو النفي متعين ، وتجعل اللام للعاقبة ، أي : أعطيناكم هذا الفضل وحرم منه أهل الكتاب فبقي أهل الكتاب في جهلهم وغرورهم بأن لهم الفضل المستمر ولا يحصل لهم علم بانتفاء أن يكونوا يملكون فضل الله ولا أن الله قد أعطى الفضل قوما آخرين وحرمهم إياه فينسون أن الفضل بيد الله ، وليس أحد يستحقه بالذات .

وبهذا الغرور استمروا على التمسك بدينهم القديم ، ومعلوم أن لام العاقبة أصلها التعليل المجازي كما علمته في تفسير قوله تعالى فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا في سورة القصص .

---------
ثالثاً
وكفى بربك
تحدث عنها أبو حيان
أدخلت الباء في قوله (بربك)، وهو في محل رفع ؛ لأن معنى الكلام: كفاك ربك وحسبك ربك بذنوب عباده خبيراً، دلالة على المدح، وكذلك تفعل العرب في كل كلام كان بمعنى المدح أو الذم، تدخل في الاسم الباء، والاسم المدخلة عليه الباء في موضع رفع؛ لتدل بدخولها على المدح أو الذم، كقولهم: أكرم به رجلاً، وناهيك به رجلاً، وجاد بثوبك ثوباً، وطاب بطعامك طعاماً، وما أشبه ذلك من الكلام. ولو أسقطت الباء مما دخلت فيه من هذه الأسماء رفعت؛ لأنها في محل رفع"، ثم قال: "فأما إذا لم يكن في الكلام مدح أو ذم، فلا يدخلون في الاسم الباء. لا يجوز أن يقال: قام بأخيك، وأنت تريد قام أخوك، إلا أن تريد قام رجل آخر به، وذلك معنى غير المعنى الأول". وذكر أبو حيان أن زيادة الباء مع الفاعل تؤدي إلى مضاعفة معنى الفعل، قال: "قال ابن عيسى إنما دخلت الباء في (كفى بالله) لأنه كان يتصل اتصال الفاعل، وبدحول الباء اتصل اتصال مضاف واتصال الفاعل، لأن الكفاية منه ليست كالكفاية من غيره، فضوعف لفظها لمضاعفة معناها". وذكر أيضاً أن زيادة الباء تحول صيغة الخبر إلى الأمر، قال: "قال ابن عطية: (بالله) في موضع رفع بتقدير زيادة الخافض، وفائدة زيادته تبين معنى الأمر في صورة الخبر، أي اكتفوا بالله، فالباء تدل على المراد من ذلك".

------------

رابعاً
فاختلف الأحزاب من بينهم
(من) تدل على الحال
أي: الاختلاف لم يخرج عنهم ، بل كانوا هم المختلفين دون غيرهم

---------
خامساً
زيادة لا
سئل عنها الدكتور فاضل السامرائي كثيرا
ومن إحدى إجاباته

قال :« هناك قاعدة ( لا ) يمكن أن تُزاد إذا أُمن اللبس ، وسُمّيت ( حرف صلة ) ، وغرضها التوكيد وليس النفي . ونلاحظ أن سياق الآيات مختلف في السورتين ؛ ففي سورة الأعراف الآيات التي سبقت هذه الآية كانت توبيخية لإبليس ، ومبنية على الشدة والغضب والمحاسبة الشديدة ، وجو السورة عمومًا فيه سجود كثير. النحويون يقولون : أن ( لا ) زائدة ، فهي لا تغيّر المعنى ؛ وإنما يُراد بها ( التوكيد ) ، ومنهم من قال : أنها ( صلة ) . وليس قولهم : أنها زائدة يعني أنه ليس منها فائدة ، إنما حذفها لن يغيّر المعنى لو حُذفت . فلو قلنا مثلاً ( والله لا أفعل ) ، وقلنا ( لا والله لا أفعل ) ، فالمعنى لن يتغير برغم أننا أدخلنا ( لا ) على الجملة ، لكن معناها لم يتغير .

أما في آيات القرآن الكريم فلا يمكن أن يكون في القرآن زيادة بلا فائدة ، والزيادة في ( لا ) بالذات لا تكون إلا عند من أمِن اللبس ، بمعنى : أنه لو كان هناك احتمال أن يفهم السامع النفي فلا بد من زيادتها . في قوله تعالى : ( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الحديد) معناها : ليعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء ، وإذا أراد الله تعالى أن يُنزل فضله على أحد لا يستطيع أحد أن يردّ هذا الفضل . فالقصد من الآية إعلامهم ، وليس عدم إعلامهم ؛ لذلك قسم من النحاة والمفسرين يقولون : أن ( لا ) زائدة ، أو( صلة ) .

وفي قوله تعالى ( قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه) هي ليست نافية ؛ ولكنها بمعنى : من منعك من اتباعي . وفي قوله تعالى ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف) الله تعالى يحاسب إبليس على عدم السجود . ولو جعلنا ( لا ) نافية يكون المعنى : أنه تعالى يحاسبه على السجود ، وهذا غير صحيح ؛ ولهذا قال تعالى في سورة ص ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) . إذن ( لا ) مزيدة للتوكيد ، جيء بها لغرض التوكيد ؛ لأن المعلوم أن يحاسبه على عدم السجود » .

ويستطرد العلامة السامرائي كعادته ، فيقول :« لكن يبقى السؤال : لماذا الاختيار بالمجيء بـ( لا ) في آية ، وحذفها في آية أخرى ؟ لو نظرنا في سياق قصة آدم في الآيتين ، في سورة الأعراف وص ، لوجدنا أن المؤكّدات في سورة الأعراف أكثر منها في سورة ص ؛ ففي الأعراف جاءت الآيات ( لأقعدنّ ، لآتينهم ، لأملأن ، إنك ، وغيرها من المؤكّدات ) . وكذلك القصة في سورة الأعراف أطول منها في ص ، ثم إن مشتقات السجود في الأعراف أكثر ( 9 مرات ) . أما في ص ( 3 مرات ) ؛ ولتأكيد السجود في الأعراف جاءت ( ما منعك ألا تسجد ) .
 
يستطيع كل إنسان وكل من شذ وزعم أنه لا زيادة في القرآن أن يدعي له معنى
لكن هل دعواه لها حجة بينة أم ادعاء
وكتاب الله لا يفسر بالشبهة والشذوذ والضعف
الخلاصة
الاتفاق قائم والمخالف متأخر
وحجته واهية وشبته ضعيفة مع شذوذه عن السواد الأعظم
 
بل المشكلة فيمن يظن أن الذي هداه - سبحانه وتعالى - لم يهد غيره!

واللهم إنا نسألك أن تحفظنا من أبرز الآفات المعيقة عن طلب العلم: الكِبر.
 
الآن فهمت قول الشافعي رحمه الله: ما جادلت عالما إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا وغلبني!
 
ا
فالقرآن نزل بلغة العرب فيفسر بها وفيها أحرف زائدة
.. فاسلك سبيلهم ودع عنك شبهات من وحي الشيطان

أجاب شيخ مشايخنا الشيخ محمد عبدالله دراز رحمه الله عن سؤال: إن المشركين قد وجدوا في طبيعة القرآن سرًّا من أسرار الإعجاز يسمو به عن قدرتهم، لكني لست أفهم أن ناحيته اللغوية يمكن أن تكون من مظان هذ السر؛ لأني أقرأ القرآن فلا أجده يخرج عن معهود العرب في لغتهم العربية: فمن حروفهم رُكِّبَتْ كلماتُه. ومن كلماتهم أُلفت جمله وآياته، وعلى مناهجهم في التأليف جاء تأليفه، فأي جديد في مفردات القرآن لم يعرفه العرب من موادها وأبنيتها؟ وأي جديد في تركيب القرآن لم تعرفه العرب من طرائقها ولم تأخذ به في مذاهبها، حتى نقول: إنه قد جاءهم بما فوق طاقتهم اللغوية؟

فقال: أما أن القرآن الكريم لم يخرج في لغته عن سنن العرب في كلامهم إفرادًا وتركيبًا فذلك في جملته حق لا ريب فيه، وبذلك كان أدخل في الإعجاز، وأوضح في قطع الأعذار " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ".
وأما بعد، فهل ذهب عنك أن مثل صنعة البيان كمثل صنعة البنيان، فالمهندسون البناءون لا يخلقون مادة بناء لم تكن في الأرض، ولا يخرجون في صنعتهم عن قواعدها العامة، ولا يعدو ما يصنعونه أن يكون جدرانًا مرفوعة، وسقفًا موضوعة، وأبوابًا مشرعة، ولكنهم تتفاضل صناعاتهم وراء ذلك في اختيار أمتن المواد وأبقاها على الدهر، وأكنها للناس من الحر والقر، وفي تعميق الأساس وتطويل البنيان، وتخفيف المحمول منها على حامله، والانتفاع بالمساحة اليسيرة في المرافق الكثيرة، وترتيب الحجرات والأبهاء، بحيث يتخللها الضوء والهواء، فمنهم من يفي بذلك كله أو جله، ومنهم من يخل بشيء منه أو أشياء.. إلى فنون من الزينة والزخرف يتفاوت الذوق الهندسي فيها تفاوتًا بعيدًا.
....
فالجديد في لغة القرآن أنه في كل شأن يتناوله من شئون القول يتخير له أشرف المواد، وأمسها رحمًا بالمعنى المراد، وأجمعها للشوارد، وأقبلها للامتزاج، ويضع كل مثقال ذرة في موضعها الذي هو أحق بها وهي أحق به، بحيث لا يجد المعنى في لفظه إلا مرآته الناصعة، وصورته الكاملة، ولا يجد اللفظ في معناه إلا وطنه الأمين، وقراره المكين. لا يومًا أو بعض يوم، بل على أن تذهب العصور وتجيء العصور، فلا المكان يريد بساكنه بدلًا، ولا الساكن يبغي عن منزله حِوَلًا
.....
فإن أحببت أن تعرف للقرآن الكريم سبقه وبلوغه الغاية في هذا المضمار وأنت بعدُ لم تُرزق قوة الفصل بين درجات الكلام فاعلم أنه لا سبيل لك إلى القضاء في هذا الشأن عن حس وخبرة، وإنما سبيلك أن تأخذ حكمه مسلمًا عن أهله وتقنع فيه بشهادة العارفين به.
 
أجاب شيخ مشايخنا الشيخ محمد عبدالله دراز رحمه الله عن سؤال: إن المشركين قد وجدوا في طبيعة القرآن سرًّا من أسرار الإعجاز يسمو به عن قدرتهم، لكني لست أفهم أن ناحيته اللغوية يمكن أن تكون من مظان هذ السر؛ لأني أقرأ القرآن فلا أجده يخرج عن معهود العرب في لغتهم العربية: فمن حروفهم رُكِّبَتْ كلماتُه. ومن كلماتهم أُلفت جمله وآياته، وعلى مناهجهم في التأليف جاء تأليفه، فأي جديد في مفردات القرآن لم يعرفه العرب من موادها وأبنيتها؟ وأي جديد في تركيب القرآن لم تعرفه العرب من طرائقها ولم تأخذ به في مذاهبها، حتى نقول: إنه قد جاءهم بما فوق طاقتهم اللغوية؟

فقال: أما أن القرآن الكريم لم يخرج في لغته عن سنن العرب في كلامهم إفرادًا وتركيبًا فذلك في جملته حق لا ريب فيه، وبذلك كان أدخل في الإعجاز، وأوضح في قطع الأعذار " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ".
وأما بعد، فهل ذهب عنك أن مثل صنعة البيان كمثل صنعة البنيان، فالمهندسون البناءون لا يخلقون مادة بناء لم تكن في الأرض، ولا يخرجون في صنعتهم عن قواعدها العامة، ولا يعدو ما يصنعونه أن يكون جدرانًا مرفوعة، وسقفًا موضوعة، وأبوابًا مشرعة، ولكنهم تتفاضل صناعاتهم وراء ذلك في اختيار أمتن المواد وأبقاها على الدهر، وأكنها للناس من الحر والقر، وفي تعميق الأساس وتطويل البنيان، وتخفيف المحمول منها على حامله، والانتفاع بالمساحة اليسيرة في المرافق الكثيرة، وترتيب الحجرات والأبهاء، بحيث يتخللها الضوء والهواء، فمنهم من يفي بذلك كله أو جله، ومنهم من يخل بشيء منه أو أشياء.. إلى فنون من الزينة والزخرف يتفاوت الذوق الهندسي فيها تفاوتًا بعيدًا.
....
فالجديد في لغة القرآن أنه في كل شأن يتناوله من شئون القول يتخير له أشرف المواد، وأمسها رحمًا بالمعنى المراد، وأجمعها للشوارد، وأقبلها للامتزاج، ويضع كل مثقال ذرة في موضعها الذي هو أحق بها وهي أحق به، بحيث لا يجد المعنى في لفظه إلا مرآته الناصعة، وصورته الكاملة، ولا يجد اللفظ في معناه إلا وطنه الأمين، وقراره المكين. لا يومًا أو بعض يوم، بل على أن تذهب العصور وتجيء العصور، فلا المكان يريد بساكنه بدلًا، ولا الساكن يبغي عن منزله حِوَلًا
.....
فإن أحببت أن تعرف للقرآن الكريم سبقه وبلوغه الغاية في هذا المضمار وأنت بعدُ لم تُرزق قوة الفصل بين درجات الكلام فاعلم أنه لا سبيل لك إلى القضاء في هذا الشأن عن حس وخبرة، وإنما سبيلك أن تأخذ حكمه مسلمًا عن أهله وتقنع فيه بشهادة العارفين به.

يرفرفُ قلبانا إلى خُضْرِ رفرفِ * بنبض المعاني الغُرِّ من قولِ منصفِ
كلامَ النبيـــئين قرأتُ أمَ اَنَّهُ * شبيــهٌ لهُ في السَّبك دون تكلُّفِ؟
به يـوهنُ الجَهْلاءَ من فِكرِ مُمْترٍ * ويُخْرصُ أفَّــاكًا وتدليسَ مرجفِ
وما الدَّرْزُ أني نلتُ حظًّا من الـدُّنـا * فقـــيل به أنِّي غنيٌّ ومُكتفِ
ولــكنهُ "الدَّرَّازُ" يُغْني جنانُهُ * بما ينتقي من مُقنِعَـــاتٍ ويصطفي​
 
سبحان الله من أفنى عمره في تفسير كتاب الله والدفاع عنه جاهل ومتكبر
وصدق من قال:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
 
قوله تعالى :{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}
قال في المنار :
(الْمُفْرَدَاتُ) الْكَافُ فِي قَوْلِهِ : أَوْ كَالَّذِي بِمَعْنَى مِثْلِ ، فَهِيَ اسْمٌ ، وَزَعَمَ الْجَلَالُ أَنَّهَا زَائِدَةٌ انْتِصَارًا لِمَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ الَّذِينَ أَنْكَرُوا مَجِيءَ الْكَافِ بِمَعْنَى مِثْلِ ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى لَا يَسْتَقِيمُ كَمَا يَلِيقُ بِبَلَاغَةِ الْقُرْآنِ إِلَّا عَلَى الْأَوَّلِ .
قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : إِنَّ تَحْكِيمَ مَذَاهِبِهِمُ النَّحْوِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَمُحَاوَلَةَ تَطْبِيقِهِ عَلَيْهَا - وَإِنْ أَخَلَّ ذَلِكَ بِبَلَاغَتِهِ - جَرَاءَةٌ كَبِيرَةٌ عَلَى اللهِ - تَعَالَى - ، وَإِذَا كَانَ النَّحْوُ وُجِدَ لِمِثْلِ ذَلِكَ فَلَيْتَهُ لَمْ يُوجَدْ .
 
قال العثيمين رحمه الله في تفسيره :
والجميع اتفقوا على أن المراد الزيادة الإعرابية؛ وليست الزيادة المعنوية؛ لأنه ليس في القرآن ما هو زائد معنى - أي لا فائدة فيه .
 
وهذه آية أخرى ..............

قوله تعالى :{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}
قال في المنار :
(فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ : إِنَّ الْآيَةَ تَعْرِيضٌ بِأَهْلِ الْكِتَابِ وَتَبْكِيتٌ لَهُمْ .
وَقَالَ (الْجَلَالُ) : إِنَّ لَفْظَ (مِثْلِ) زَائِدٌ ...........

وَاسْتَنْكَرَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ ذَلِكَ وَاسْتَكْبَرَهُ كَعَادَتِهِ ، فَإِنَّهُ يُخَطِّئُ كُلَّ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ فِي الْقُرْآنِ كَلِمَةً زَائِدَةً أَوْ حَرْفًا زَائِدًا .

وَقَالَ : إِنَّ لِمِثْلِ هُنَا مَعْنًى لَطِيفًا وَنُكْتَةً دَقِيقَةً ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَبِمَا أُنْزِلَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَلَكِنْ طَرَأَتْ عَلَى إِيْمَانِهِمْ بِاللهِ نَزَغَاتُ الْوَثَنِيَّةِ ، وَأَضَاعُوا لُبَابَ مَا أُنْزِلَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ الْإِخْلَاصُ وَالتَّوْحِيدُ وَتَزْكِيَةُ النَّفْسِ وَالتَّأْلِيفُ بَيْنَ النَّاسِ ، وَتَمَسَّكُوا بِالْقُشُورِ وَهِيَ رُسُومُ الْعِبَادَاتِ الظَّاهِرَةِ ، وَنَقَصُوا مِنْهَا وَزَادُوا عَلَيْهَا مَا يُبْعِدُ كُلًّا مِنْهُمْ عَنِ الْآخَرِ ، وَيَزِيدُ فِي عَدَاوَتِهِ وَبَغْضَائِهِ لَهُ ، فَفَسَقُوا عَنْ مَقْصِدِ الدِّينِ مِنْ حَيْثُ يَدَّعُونَ الْعَمَلَ بِالدِّينِ ، فَلَمَّا بَيَّنَ اللهُ لَنَا حَقِيقَةَ دِينِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَنَّهُ وَاحِدٌ لَا خِلَافَ فِيهِ وَلَا تَفْرِيقَ ، وَأَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدَّعُونَ اتِّبَاعَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ ضَلُّوا عَنْهُ فَوَقَعُوا فِي الْخِلَافِ وَالشِّقَاقِ ، أَمَرَنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ نَدْعُوَهُمْ إِلَى الْإِيْمَانِ الصَّحِيحِ بِاللهِ وَبِمَا أَنْزَلَ عَلَى النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بِمِثْلِ مَا نُؤْمِنُ نَحْنُ بِهِ لَا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنِ ادِّعَاءِ حُلُولِ اللهِ فِي بَعْضِ الْبَشَرِ ، وَكَوْنِ رَسُولِهِمْ إِلَهًا أَوِ ابْنَ اللهِ ، وَمِنَ التَّفَرُّقِ وَالشِّقَاقِ لِأَجْلِ الْخِلَافِ فِي بَعْضِ الرُّسُومِ وَالتَّقَالِيدِ ، فَالَّذِي يُؤْمِنُونَ بِهِ فِي اللهِ لَيْسَ مِثْلَ الَّذِي نُؤْمِنُ بِهِ ، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِالتَّنْزِيهِ ، وَهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالتَّشْبِيهِ ، وَعَلَى ذَلِكَ الْقِيَاسُ ، فَلَوْ قَالَ : فَإِنْ آمَنُوا بِاللهِ وَبِمَا أُنْزِلَ عَلَى أُولَئِكَ النَّبِيِّينَ وَمَا أُوتُوهُ ، فَقَدِ اهْتَدَوْا لَكَانَ لَهُمْ أَنْ يُجَادِلُونَا بِقَوْلِهِمْ : إِنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ دُونَكُمْ ، وَلَفْظُ (مِثْلِ) هُوَ الَّذِي يَقْطَعُ عِرْقَ الْجَدَلِ .
عَلَى أَنَّ الْمُسَاوَاةَ فِي الْإِيْمَانِ بَيْنَ شَخْصَيْنِ بِحَيْثُ يَكُونُ إِيْمَانُ أَحَدِهِمَا كَإِيْمَانِ الْآخَرِ فِي صِفَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَانْطِبَاقِهِ عَلَى الْمُؤْمِنِ بِهِ ، وَمَا يَكُونُ فِي نَفْسِ كُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ مُتَعَلِّقِ الْإِيْمَانِ يَكَادُ يَكُونُ مُحَالًا ، فَكَيْفَ يَتَسَاوَى إِيْمَانُ أُمَمٍ وَشُعُوبٍ كَثِيرَةٍ ، مَعَ الْخِلَافِ الْعَظِيمِ فِي طُرُقِ التَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ وَالْفَهْمِ وَالْإِدْرَاكِ ؟ وَلَوْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ : فَإِنْ آمَنُوا بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ - كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الشَّوَاذِّ - لَكَانَ الْأَوْلَى أَنْ يُقَدِّرَ الْمِثْلَ ، فَكَيْفَ نَقُولُ وَقَدْ وَرَدَ لَفْظُ مِثْلِ مُتَوَاتِرًا : إِنَّهُ زَائِدٌ ؟ .
 
قوله تعالى :{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) }
قال في المنار :
وَمِنْ مَبَاحِثِ اللَّفْظِ فِي الْآيَةِ : أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ (مَا) زَائِدَةٌ وَمَا هِيَ بِزَائِدَةٍ وِفَاقًا لِابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ ، وَجَلَّ الْقُرْآنُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ كَلِمٌ زَائِدٌ ، وَإِنَّمَا تَأْتِي (مَا) هَذِهِ لِإِفَادَةِ الْعُمُومِ تَارَةً وَلِتَفْخِيمِ الشَّيْءِ تَارَةً ، وَيَقُولُ ابْنُ جَرِيرٍ : إِنَّمَا يُؤْتَى بِهَا فِي مِثْلِ هَذَا الْمُقَامِ كَمُبْتَدَأِ كَلَامٍ جَدِيدٍ يُفِيدُ الْعُمُومَ ، كَأَنَّهُ قَالَ : فَإِيمَانًا قَلِيلًا ذَلِكَ الَّذِي يُؤْمِنُونَ بِهِ . وَأَمَّا الَّتِي لِتَفْخِيمِ الشَّيْءِ فَكَقَوْلِهِ - تَعَالَى - : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) أَيْ فَبِسَبَبِ رَحْمَةٍ عَظِيمَةِ الشَّأْنِ خَصَّكَ اللهُ بِهَا لِنْتَ لَهُمْ عَلَى مَا لَقِيتَ مِنْهُمْ ، وَقَدْ بَيَّنَ - تَعَالَى - هَذِهِ الرَّحْمَةَ بِقَوْلِهِ فِي وَصْفِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وَقَوْلِهِ : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
هَذَا مَا اخْتَارَهُ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ - تَعَالَى - : (فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ).
 
قَالَ فِي الْمُحَرَّرِ الْوَجِيزِ....................

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا } َأَجْمَعُوا - وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } -

قَالَ بَعْضُ النُّحَاةِ: - فِي مِثْلِ هَذَا - : إِنَّ الْوَاوَ زَائِدَةٌ - وَقَوْلُهُ مَرْدُودٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ زَائِدٌ لِغَيْرِ مَعْنًى.
 
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ......}

قَالَ ابْنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ................

وَقَوْلُهُ: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ} قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: قَوْلُهُ: {فَوْقَ} زَائِدَةٌ وَتَقْدِيرُهُ: فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً اثْنَتَيْنِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ} [الْأَنْفَالِ:12] ..

وَهَذَا غَيْرُ مُسَلَّم لَا هُنَا وَلَا هُنَاكَ؛ فَإِنَّهُ
لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ زَائِدٌ لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَهَذَا مُمْتَنِعٌ....

ثُمَّ قَوْلُهُ: {فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ} لَوْ كَانَ الْمُرَادُ مَا قَالُوهُ لَقَالَ: فَلَهُمَا ثُلُثَا مَا تَرَكَ. وَإِنَّمَا اسْتُفِيدَ كَوْنُ الثُّلُثَيْنِ لِلْبِنْتَيْنِ مِنْ حُكْمِ الْأُخْتَيْنِ فِي الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ، فَإِنَّهُ تَعَالَى حَكَمَ فِيهَا لِلْأُخْتَيْنِ بِالثُّلُثَيْنِ. وَإِذَا وَرِثَ الْأُخْتَانِ الثُّلُثَيْنِ فَلَأَنْ يَرِثَ الْبِنْتَانِ الثُّلُثَيْنِ بِطْرِيقِ الْأَولَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَمَ لِابْنَتَيْ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالثُّلُثَيْنِ، فَدَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} فَلَوْ كَانَ لِلْبِنْتَيْنِ النِّصْفُ أَيْضًا لَنَصَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا حَكَمَ بِهِ لِلْوَاحِدَةِ عَلَى انْفِرَادِهَا دَلَّ عَلَى أَنَّ الْبِنْتَيْنِ فِي حُكْمِ الثَّلَاثِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
 
قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ :{ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}

قَالَ الشَّعْرَوِايُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ .......................

وَبَعْضٌ مِنْ المُفَسِرينِ قَالَ : إِنَّ ( لا ) زَائدَةٌ وَمِنْهُم مَنْ كَانَ أَكْثَرَ تَأَدُّبَا فَقَالَ : ( لا ) صِلَةٌ لِأَنَّهُم خَافُوا أَنْ يَقُولُوا : ( لا ) زَائِدَةٌ وَقَدْ يَأْخُذُ الِبَعْضَ بِمِثلِ هَذَا الِقَوْلِ فَيَحْذِفُهَا ، لِذَلِكَ أَحْسَنُوا الْأَدَبَ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَتَكَلًّمُ هُوَ الْإِلَه وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِ حَرْفٌ زَاِئدٌ بِحَيْثُ لَوْ حَذَفْتَهُ يَصِحُ الِكَلَامَ ، لَا . إِنَّكَ إِذَا حَذَفْتَ شَيئَا فَالْكَلَامُ يَفْسَدُ وَلَا يُؤَدِّي الْمُرَادَ مِنْهُ؛ لِأَنَّ للهِ مُرَادَاتٍ فِي كَلَامِهِ ، وَهَذِهِ المُرَادَاتُ لِابُدَّ أَنْ يُحَقِّقُهُا أُسْلُوبُهُ.
 
قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ يُونُسَ:{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}

قَالَ الشَّعْرَوِايُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ .......................

و { وَمَا يَعْزُبُ } أَيْ : لا يبعدُ أو يَغيبُ { عَنْ رَبِّكَ } أي : عَن عِلْمِهِ { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } . أيْ : وَزْنُ ذَرَّةٍ .
وَقَديمَاً قُلنَا : إن البعْضَ يَقولُ : إن « مِنْ » قَد تَكُونُ حَرْفَاً زَائدَاً فِي الَّلغَةِ ، كَقَولنَا : « مَا جَاءنِي مِنْ رَجُلٍ » وَتُعْرَبُ كَلِمَةُ « مِنْ » : حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٍ ، وَ « رَجُل » : فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ بِالضَّمَةِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي مَنَعَ مِنْ ظُهُورِهَا اشْتِغَالُ المَحِلِّ وَهُوَ « اللام » بِحَركةِ حَرْفِ الْجِرِ الزَّائِدِ .
وَلَكِن فِي كَلَامِ اللهِ لا يُوجَدُ حَرْفٌ زائدٌ ، ف « مِنْ » في قَوْلِهِ : { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } . أي : من بِدَايةِ مَا يُقَالُ لَهُ « مِثْقَالِ » .
 
قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا..}

قَالَ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ..........

قَالَ الْأَصَمُّ: «مَا» فِي قَوْلِهِ مَثَلًا مَا صِلَةٌ زَائِدَةٌ كَقَوْلِهِ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ }
قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ: " مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرآنِ زِيَادَةٌ وَلَغْوٌ.

قَالَ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ..........

وَالْأَصَحُّ قَوْلُ أَبِي مُسْلِمٍ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَصَفَ الْقُرْآنِ بِكَوْنِهِ هُدًى وَبَيَانًا وَكَوْنُهُ لَغْوًا يُنَافِي ذَلِكَ.
 
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ ......

الْقُرْآنُ ثَبَتَ نَقْلًا مُتَوَاتِرًا سُوَرُهُ وَآيَاتُهُ وَحُرُوفُهُ، لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ.

قَالَ الطَّبَريُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ................

قَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ لاَ مَعْنَى لَهُ.
 
قَالَ العُثَيمِينُ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ...... ..

وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ زَائِدٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهُ؛ بَلْ زَائِدٌ إِعْرَابَاً فَقَطْ؛ أَمَّا فِي الْمَعْنَى فَلَيْسَ بِزَائِدٍ.

يقُولُ عُلماءُ البلَاغَةِ وعُلماءُ النَّحْو: إنَّ زِيادَةَ الكلِمَةِ - يعْنِي: الحرْفَ فِي الجُملَةِ- تدُلُّ عَلَى التَّوكيدِ، يعْنِي: كُلُّ كلمَةٍ زَائدَةٍ فِي القُرآنِ مِنْ حَيثُ الإعْرَابُ فهِيَ مُفيدَةٌ للمَعْنَى.

قَالَ العُثَيمِينُ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ فِي سُورَةِ" الزُّخْرُفِ .........

اعْلَمْ أنَّهُ لَيسَ فِي القُرآنِ شَيءٌ زَائِدٌ، كُلُّ مَا فِي القُرْآنِ فإِنَّه فِي مَحَلِّهِ والسِّياقُ يَحتَاجُ إِلَيهِ.
 
عودة
أعلى