لهو الحديث

إنضم
2 فبراير 2009
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]آية وإشكالات حولها
أبوحسام الدين[/align]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
وبعد :
فلقد اختلف العلماء قديما حول تفسير قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان :6]
ولقد حصر الكثير المعنى في معنى واحد ، وهو الغناء الفاحش ، أو الغناء بصورة عامة ، حتى أن ذكر كلمة غناء معناها الفسق والمجون ، مع العلم أنها كلمة في حد ذاتها تحوي ما هو مباح وما هو مستحب وما هو محرم ومكروه . لذا أردت إلقاء الضوء على هذه الآية من خلال ما جاء في تفسيرها من أحاديث وآثار ، ووضعها تحت البحث الحديثي العلمي بعيدا عن الانحياز لقول فلان أو فلان .
• ما ذكر من الآثار في تفسير الآية
وقد ورد في تفسير الآية أقوال :
القول الأول : أن لهو الحديث هو الغناء
وقد ورد في ذلك أدلة مرفوعة وموقوفة
أولا : الأدلة المرفوعة
الأول :
أخرج الترمذي (1282) :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ ، وَلا تَشْتَرُوهُنَّ ، وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ ، وَلا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } إِلَى آخِرِ الآيَةِ .
قَالَ : وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ أَبُو عِيسَى : حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ وَضَعَّفَهُ وَهُوَ شَامِيٌّ .
قلت : حديث موضوع
1 ـ عبيد الله بن زحر : منكر الحديث
قال عنه ابن الجوزي في (الضعفاء : 2/ 162) :
يروي عن علي بن يزيد نسخة باطلة
ضعفه أحمد
وقال ابن المديني : منكر الحديث يروي الموضوعات
وقال يحيى : ليس بشيء كل حديثه عندي ضعيف
وقال الدارقطني : عبيد الله ليس بالقوي ، وعلي متروك
وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، فإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن ؛ لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديدهم .أ ـ هـ
وذكر الترمذي في علله (ص190 )عن البخاري قال : ثقة
2 ـ وعلي بن يزيد : منكر الحديث ،
ـ وقد أخرجه الطبراني في (مسند الشامين : 231،893) ، والمعجم الكبير (7749) من طريق بن ثوبان ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة به .
منكر :
1 ـ بن ثوبان : هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
قال أحمد : لم يكن بالقوي وأحاديثه مناكير ، ويكتب حديثه
وقال النسائي : ليس بالقوي
وقال يحيى : ضعيف
وقال مرة : ليس به بأس
ووثقه دحيم ، وأبو حاتم
2 ـ يحيى بن الحارث الزماري : ثقة
3 ـ القاسم بن عبد الرحمن الشامي
قال أحمد بن حنبل : روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم
وقال ابن حبان : يروي عن أصحاب رسول الله المعضلات .
ووثقه ابن معين والجوزجاني والترمذي .
ـ وقد أخرجه ابن ماجة (2168) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا هاشم بن القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم عن أبي المهلب عن عبيد الله الإفريقي عن أبي أمامة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات ، وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن .
وهذا إسناد ساقط
عبيد الله الأفريقي : هو بن زحر وهو منكر الحديث ولم يلقى أبي أمامة .
ـ وأبو المهلب : هو مطرح بن يزيد
قال عنه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي ، والنسائي ، والدراقطني : ضعيف
وقال يحيى مرة : ليس بشيء ليس بثقة
وقال ابن حبان : مطرح لا يروي إلا عن عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وكلاهما ضعيف ، فطيف يتهيأ الجرح لمن لا يروي إلا عن الضعفاء ولكنه لا يحتج به لأنه يروي عن الضعفاء
ـ وعاصم بن أبي النجود القارئ : فيه مقال
ـ أبو جعفر الرازي : هو عيسى بن أبي عيسى
قال علي بن المديني : كان ثقة ، وقال مرة : كان يخلط
وقال يحيى مرة : هو ثقة ، وقال مرة يكتب حديثه إلا أنه يخطئ
وقال أحمد : ليس بقوي في الحديث
وقال مرة : صالح الحديث
وقال الفلاس : سيئ الحفظ
وقال أبو زرعة : يهم كثيرا
وقال ابن حبان : يتفرد بالمناكير عن المشاهير .
ـ وللحديث شاهد :
أخرجه أبو يعلى في مسنده (527 ) حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ، حدثنا علي بن يزيد الصدائي ، عن الحارث بن نبهان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغنيات والنواحات ، وعن شرائهن وبيعهن وتجارة فيهن وقال كسبهن حرام .
موضوع
الحارث : هو الحارث بن عبد الله الأعور
قال شعبة : كان كذابا
وقال أبو إسحاق : كان كذابا
وقال جرير : كان الحارث زيفا
وقال علي بن المديني : كذاب
وقال عثمان الدارمي عن بن معين : ثقة
قال عثمان : ليس يتابع بن معين على هذا
وقال أبو زرعة : لا يحتج بحديثه
وقال أبو حاتم : ليس بقوي ولا ممن يحتج بحديثه
وقال النسائي : ليس بالقوي .
ـ والحارث بن نبهان
قال يحيى : لا يكتب حديثه ليس بشيء
وقال أحمد والبخاري : منكر الحديث
وقال النسائي : متروك الحديث
وقال الدارقطني : ليس بالقوي
وقال ابن حبان : خرج عن حد الاحتجاج .
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية " (2/758) :
هذه الأحاديث ليس فيها شيء يصح .
ثانيا : الأدلة الموقوفة
الأول : أثر ابن مسعود رضي الله عنه
أخرج بن أبي شيبة في مصنفه (21130 ) والحاكم في مستدركه (3542) عن حميد بن صخر ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء ، عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عنها ـ أي الآية ـ فقال : الغناء والذي لا إله إلا هو .
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي
وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (21/61) من طريق أبي الصهباء عنه .
أبو الصهباء هو البكري مولى ابن عباس :
قال عنه أبو زرعة : مدينى ثقة
وقال النسائي : بصري ضعيف
وذكره ابن حبان في الثقات
وجمعا بين الجرح والتعديل قال الحافظ في التقريب : مقبول .
ـ وقد أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان : 4/279) : من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبيه عن ابن مسعود في قوله عز وجل : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : رجل يشتري جارية تغنيه ليلا أو نهارا .
وفي سنده انقطاع بين ابن مسعود وبين يونس بن أبي إسحاق .
فالأثر ضعيف
وقد ضعفه الحافظ في الفتح (11/91) . وقال في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير - (4 / 482) : وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ الْبَيْهَقِيُّ. اهـ وسكت عنه
الثاني : أثر ابن عباس
1 ـ أخرج البخاري في الأدب المفرد (786) ) من طريق خالد بن عبد الله قال : أخبرنا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن بن عباس : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} قال : الغناء وأشباهه .
والبيهقي في السنن الكبرى (10/221) من طريق منصور بن أبي الأسود عن عطاء به .
ضعيف
ـ عطاء بن السائب
قال أحمد : من سمع منه قديما فهو صحيح ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء .
وقال يحيى : لا يحتج بحديثه .
وقال أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى : حديثه ضعيف إلا ما كان عن شعبة وسفيان .
وقال البخاري : أحاديث عطاء بن السائب القديمة صحيحة
وقال ابن عيينة : ذكر أبو إسحاق السبيعي عطاء بن السائب فقال : ما فعل عطاء إنه من البقايا .
وقال أحمد بن حنبل : عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح ومن سمع منه قديما كان صحيحا .
وقال أبو حاتم : محله الصدق قبل أن يخلط
وقال النسائي : ثقة في حديثه القديم لكنه تغير ، ورواية شعبة والثوري وحماد بن زيد عنه جيدة .
وقال البخاري في " تاريخه " : قال على : سماع خالد بن عبد الله من عطاء بن السائب بآخره .اهـ
2 ـ وأخرج بن أبي شيبة (21131 ) من طريق ابن أبى ليلى عن ، الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : الغناء وشرى المغنية .
ـ ابن أبي ليلى : وهو محمد بن عبد الرحمن : ضعيف وقد تقدمت ترجمته .
ـ ومقسم : هو الضبي مولى ابن عباس :
قال أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به
وذكره البخاري في الضعفاء
وقال ابن حزم : ليس بالقوي
وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفا
وقال الساجي : تكلم الناس في بعض روايته
قال أحمد بن صالح المصري : ثقة ثبت لا شك فيه
وقال العجلي : مكي تابعي ثقة
وقال يعقوب بن سفيان والدار قطني : ثقة .
ـ والحكم : هو الحكم بن عتيبة : وهو ثقة غير أنه لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث : ليس هذا منها . وقد وصفه ابن حبان بالتدليس
3ـ وقد أخرج الأثر ابن حزم من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي هاشم الكوفي عن ابن عباس به
وأبو هاشم الكوفي : هو القاسم بن كثير
قال أبو حاتم : صالح
وقال النسائي : ثقة
وذكره بن حبان في كتاب الثقات . وقال : يخطئ ، وقال في موضع آخر : ربما خالف
وقال الذهبي : صالح الأمر
غير أنه لم يسمع من ابن عباس .
ـ وعبد الكريم الجزري : ثقة
4 ـ وقد أخرج ابن جرير (21/61) من طريق : ابن أبي ليلى عن الحكم أو مقسم عن مجاهد عن ابن عباس قال : شراء المغنية
قلت : وابن أبي ليلى : ضعيف
5 ـ وقد أخرج ابن جرير أيضا (21/61) من طريق : ليث ، عن الحكم ، عن ابن عباس قال : الغناء .
ضعيف :
ليث : هو ليث بن أبي سليم : ضعيف وقد تقدمت ترجمته
6ـ وأخرج الطبري أيضا (21/62) من طريق محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } قال : باطل الحديث هو الغناء ونحوه .
وفيه مجاهيل
والحديث لا تصححه كثرة الطرق إذا كان فيها ضعف
الثالث : أثر جابر
أخرج الطبري في تفسيره (21/62) من طريق : سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن جابر في قوله : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، قال : هو الغناء والاستماع له
ضعيف :
ـ قابوس بن أبي ظبيان
قال يحيى : ضعيف الحديث
وقال مرة : ثقة
وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ولا يحتج به
وقال النسائي : ليس بالقوي
وقال ابن حبان : كان رديء الحفظ يتفرد عن أبيه بما لا أصل له .
الرابع : أثر مجاهد
1 ـ أخرج الطبري (21/62) من طريق : سفيان ، عن حبيب ، عن مجاهد : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) ؛ قال : الغناء
صحيح
2 ـ وقد أخرجه أيضا : من طريق : شعبة عن الحكم عن مجاهد به
وسنده : صحيح
3 ـ وأخرجه أيضا من طريق : سفيان ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، قال : هو الغناء وكل لعب لهو .
4 ـ وقد أخرجه أيضا من طريق : عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : الغناء والاستماع له وكل لهو .
5 ـ وأخرجه أيضا من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد به .
الخامس : أثر عكرمة
1 ـ أخرج الطبري (21/62) : من طريق : إسماعيل بن أبي خالد ، عن شعيب بن يسار ، عن عكرمة قال : (لهو الحديث ) ؛ الغناء .
صحيح
2ـ وأخرجه أيضا : من طريق : أبو أسامة وعبيد الله ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة به
هذه جملة ما ورد في تفسير قوله تعالى : (لهو الحديث ) بالغناء ، وكلها ضعيفة عدا ما ورد عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس
القول الثاني : لهو الحديث بمعنى الشرك
الأول : عن الضحاك
أخرجه الطبري في تفسيره (12/62) فقال : حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ؛ يعني الشرك
وهذا ضعيف للآتي :
1 ـ الانقطاع بين الطبري والحسين .
2 ـ جهالة عبيد الله مولى عمر بن مسلم الباهلي
الثاني : عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
أخرج الطبري (21/62) من طريق ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا } قال : هؤلاء أهل الكفر ألا ترى إلى قوله {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا}[لقمان :7] فليس هكذا أهل الإسلام ، قال : وناس يقولون وليس كذلك ، قال وهو الحديث الباطل الذي كانوا يلغون فيه
وسنده صحيح .
القول الثالث : أن لهو الحديث هو الطبل
أخرج ابن جرير (21/63) من طريق : حجاج الأعور عن ابن جريج عن مجاهد قال : اللهو : الطبل
حجاج الأعور : ثقة
ابن جريج : ثقة غير أنه يدلس .
القول الرابع : باطل الحديث
أخرج البيهقي في شعب الإيمان (5194 ) : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبور الدهان ، أنا الحسين بن محمد بن هارون ، ثنا أحمد بن محمد بن نصر ، ثنا يوسف بن بلال ، ثنا محمد بن مروان ، عن أبي صالح في قوله : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} يعني باطل الحديث بالقرآن .
قال ابن عباس : وهو النضر بن الحارث بن علقمة يشتري أحاديث الأعاجم وصنيعهم في دهرهم ، فرواه من حديث الروم وفارس ورستم وأسفنديار والقرون الماضية وكان يكتب الكتب من الحيرة والشام ويكذب بالقرآن فأعرضت عنه فلم يؤمن به .
موضوع
محمد بن مروان بن عبد الله السدي الصغير
قال جرير : محمد بن مروان كذاب
وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتة
وقال يحيى بن معين : ليس بثقة
وقال مرة : ليس بشيء
وقال السعدي : ذاهب
وقال النسائي والأزدي : متروك الحديث
وقال البخاري : لا يكتب حديثه
وقال الدارقطني : ضعيف
وقال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا ولا الاحتجاج به بحال . ـ ويوسف بن بلال لم أجد له ترجمة .
• من أقوال العلماء في الآية :
العلماء في الآية كانوا على حسب ما ورد من آثار فيها ، وكل واحد رجح بما رآه صحيح في ذلك ، وإليك بعضا من أقوالهم :
1 ـ هذا ما وقع في تفسير هذه الآية عن السلف ، وقد استدل البخاري بعموم الباطل في الآية فقال في صحيحه :
باب : كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله
ومن قال لصاحبه تعال أقامرك ، وقوله تعالى :( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )
قال الحافظ في الفتح (11/91) :
وذكر بن بطال : أن البخاري استنبط تقييد اللهو في الترجمة من مفهوم قوله تعالى : {ليضل عن سبيل الله } فان مفهومه أنه إذا اشتراه لا ليضل لا يكون مذموما . وكذا مفهوم الترجمة أنه إذا لم يشغله اللهو عن طاعة الله لا يكون باطلا ؛ لكن عموم هذا المفهوم يخص بالمنطوق فكل شيء نص مما يلهي يكون باطلا ، سواء شغل أو لم يشغل .
وكأنه رمز إلى ضعف ما ورد في تفسير اللهو في هذه الآية بالغناء وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه : لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن الحديث .. وفيه : وفيهن أنزل الله : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) .. الآية . وسنده ضعيف .
واخرج الطبراني عن بن مسعود موقوفا : اللهو في هذه الآية بالغناء وفي سنده ضعف أيضا . أ ـ هـ
2 ـ ابن حزم :
قال رحمه الله في كتابه (المحلى : 9/60) :
لا حجة في هذا كله لوجوه :
أحدها : أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم
والثاني : أنه قد خالف غيرهم من الصحابة والتابعين
والثالث : أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها لأن فيها : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6] هذه صفة من فعلها كان كافرا بلا خلاف إذا اتخذ سبيل الله تعالى هزوا ، ولو أن امرأ اشترى مصحفا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرا ، فهذا هو الذي ذم الله تعالى وما ذم قط عزوجل من اشترى لهو الحديث ليلتهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالى فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا ، وكذلك من اشتغل عامدا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن أو بحديث يتحدث به أو ينظر في ماله أو بغناء أو بغي ذلك فهو محمود عاص لله تعالى ، ومن لم يضيع شيئا من الفرائض اشتغالا بما ذكرنا فهو محسن . أ ـ هـ
خلاصة القول في الآية :
الآية لا يجوز تضييق معناها في معنى واحد فقط ، بل هي تشمل كل معنى يؤدي إلى الضلال والبعد عن منهج الله وطاعة الله تعالى .
والغناء الذي يؤدي بدوره إلى الفسق والفجور وإثارة الغريزة بالتشبيب بالنساء ونحو ذلك مما هو مشاهد في عصرنا اليوم من مرئيات ومسموعات فيها كل الفجور والفسق ، هو من لهو الحديث .
أما الغناء الذي من شأنه شحذ الهمم للجهاد أو طاعة الله تعالى أو العمل المباح ، كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يدخل في لهو الحديث . والكلام في ذلك يطول شرحه .
هذا ما أردت ذكره فإن كنت وفقت فمن فضل الله عليَّ ومنِّه وكرمه ، وإن أخفقت فمن نفسي والشيطان . وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .
وكتبه
أبوحسام الدين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أخي بوعوف الحنفي على مروره ودعائه ، وشكرا لمن قرأ الموضوع ، وبارك الله فيكم وفي أعمالكم
 
عودة
أعلى