لهشام خلاف في إدغام ذال (إذ) في بعض حروفها الستة

إنضم
03/07/2010
المشاركات
606
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه مناقشة لإدغام هشام حرف الذال من (إذ) في حروفها الستة.
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله (النشر، 2/2ـ3):
" (ذال: إذ) اختلفوا في إدغامها وإظهارها عند ستة أحرف، وهي حروف تجد، والصفير:

فالتاء: (إذ تبرأ الذين، وإذ تخلق، وإذ تأذن، إذ تأتـيهم، إذ تفيضون، إذ تقول، إذ تدعون، إذ تمشى).
والجيم: (إذ جعل، وإذ جئتم، وإذ جاء).
والدال: (إذ دخلت جنتك) في الكهف، (إذ دخلوا) في الحجر وصَ والذاريات.
والسين: (إذ سمعتوه).
والصاد: (وإذا صرفنا).
والزاي: (وإذ زين لهم، وإذ زاغت).
فأدغمها في الحروف الستة أبو عمرو وهشام"اهـ.
وقال ـ رحمه الله ـ في الطيبة:
254ـ إذ في الصفير وتجد أدغم حلا **** لي ................................
فيلاحظ أنه ذكر أن هشاماً يدغم ذال (إذ) في جميع حروفها الستة من غير خلاف.

بينما مفاد كلام الإمام ابن مجاهد رحمه الله أن لهشام الإظهار عند بعض هذه الأحرف الستة، وتقييد الإدغام في بعضها بمواضع محددة.
قال الإمام ابن مجاهد رحمه الله ـ أثناء كلامه عن مذهب أبي عمرو رحمه الله في الإدغام ـ (السبعة، ص 119):
"وفي الجيم كقوله: (إذ جاءوكم)، ولم يدغم أحد من القراء الذال في الجيم غير أبي عمرو".

وقال رحمه الله ـ وهو يتكلم عن إدغامات ابن عامر رحمه الله ـ (السبعة، ص24ـ25):
"وأما ذال (إذ) فكان يدغمها في الظاء مثل قوله: (إذ ظلموا)، وفي الزاي مثل قوله: (وإذ زاغت)، وفي الدال مثل قوله: (إذ دخلت)، ويظهر في قوله: (إذ دخلوا)، ويظهرها عند الصاد في مثل قوله: (وإذ صرفنا إليك)، ويدغمها في التاء في موضع واحد ويظهرها عند غيره، وهو قوله: (إذ تقول للمؤمنين)، ويظهرها في قوله: (إذ تستغيثون)، و(إذ تفيضون فيه)، وما أشبه ذلك" اهـ.
فحاصل كلام ابن مجاهد:
أن لهشام في ذال (إذ) الإظهار عند السين، والصاد، والجيم مطلقاً، وعند الدال في غير (إذ دخلت) وهو في الكهف، أي يظهرها عند الدال من (إذ دخلوا) بالحجر, وص، والذاريات، وعند التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين).
وكتاب السبعة لابن مجاهد هو من أصول النشر، ومن طرقه في رواية هشام، وبعض الروايات الأخرى.
فاقتصار ابن الجزري لهشام على إدغامها في حروفها الستة فيه إشكال.
ـ فالذي يظهر لي مما سبق, والله تعالى أعلم ـ أنه ينبغي أن يكون له ـ أي هشام ـ الخلاف في إدغام ذال (إذ) في السين والصاد والجيم، وكذلك في الدال في غير (إذ دخلت) بالكهف، وفي التاء في غير (إذ تقول للمؤمنين)، والله تعالى أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله، وكل عام وأنتم بخير
بالنسبة لما ذُكر من إظهار ذال إذ عند الجيم لهشام وكذا لأبي عمرو فهو مما عده الإمام الداني من الغلط
قال الداني في جامع البيان: ((فأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام عن ابن عامر، وأظهرها الباقون))
ثم قال: ((وكذلك حكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو وقال: "كلهم قرأ (((إذ جاءكم))) و (((إذ جاءوكم))) و (((إذ جاءتكم))) غير مدغم" قال: "ولا نعلم أحداً أدغمه"
[قال الداني:] وذلك غلطٌ منه على أبي عمرو، على أن الذين نقلوا القراءة عنه أداءً من الأنطاكيين وغيرهم لا يعرفون غير الإدغام، وكذلك حكى ابن عبد الرزاق وأحمد بن يعقوب عن أصحابهما عنه))
ثم حكى ما قيل من إظهار هشام فقال:
((وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد إن أبا عمرو وحده أدغم الذال في الجيم، ولم يذكر رواية هشام عن أصحابه عن ابن عامر.
وذلك مما لا خلاف عن أهل الأداء عنه فيه، وكذلك نص عليه الحلواني عنه:
أخبرنا ابن جعفر، قال أنا أبو طاهر، قال أنا الحسين بن المهلب، قال: أنا محمد بن بسام، قال: أنا الحلواني، قال: قرأتُ على هشام وأخبرني أنه قرأ على أيوب، وأن أيوب قرأ على يحيى، وأن يحيى قرأ على ابن عامر فكان يدغم (إذ جئتهم)، و(إذ جعل)، و(وإذ زاغت) و....مدغماتٌ كلها)).
 
السلام عليكم ورحمة الله، وكل عام وأنتم بخير
بالنسبة لما ذُكر من إظهار ذال إذ عند الجيم لهشام وكذا لأبي عمرو فهو مما عده الإمام الداني من الغلط
قال الداني في جامع البيان: ((فأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام عن ابن عامر، وأظهرها الباقون))
ثم قال: ((وكذلك حكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو وقال: "كلهم قرأ (((إذ جاءكم))) و (((إذ جاءوكم))) و (((إذ جاءتكم))) غير مدغم" قال: "ولا نعلم أحداً أدغمه"
[قال الداني:] وذلك غلطٌ منه على أبي عمرو، على أن الذين نقلوا القراءة عنه أداءً من الأنطاكيين وغيرهم لا يعرفون غير الإدغام، وكذلك حكى ابن عبد الرزاق وأحمد بن يعقوب عن أصحابهما عنه))
ثم حكى ما قيل من إظهار هشام فقال:
((وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد إن أبا عمرو وحده أدغم الذال في الجيم، ولم يذكر رواية هشام عن أصحابه عن ابن عامر.
وذلك مما لا خلاف عن أهل الأداء عنه فيه، وكذلك نص عليه الحلواني عنه:
أخبرنا ابن جعفر، قال أنا أبو طاهر، قال أنا الحسين بن المهلب، قال: أنا محمد بن بسام، قال: أنا الحلواني، قال: قرأتُ على هشام وأخبرني أنه قرأ على أيوب، وأن أيوب قرأ على يحيى، وأن يحيى قرأ على ابن عامر فكان يدغم (إذ جئتهم)، و(إذ جعل)، و(وإذ زاغت) و....مدغماتٌ كلها)).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ الدكتور أحمد الرويثي حفظه الله ورعاه:
تقبل الله منا ومنكم صالح الطاعات، وكل عام وأنتم بخير.
أشكركم على تفضلكم بنقل كلام الداني رحمه الله، ولكن الظاهر منه الحكم بالغلط على من قال بإظهار نحو: (إذ جاءكم) لأبي عمرو.
وأما القول بالإظهار لهشام فلم يحكم عليه بالغلط، وإنما غاية ما ذكره الداني رحمه الله أنه لا خلاف عن أهل الأداء عن هشام في إدغام ذال (إذ) في الجيم، وأنها مدغمة في جميع حروفها، ولكن ذكره عدم الخلاف متعارض مع ذكر ابن مجاهد للإظهار فيما تقدم، على أن ابن مجاهد ذكر فيها الإظهار وجهاً واحداً، فكلام الداني ينفي وجود الإظهار في الجميع، وكلام ابن مجاهد يثبت وجود الإظهار عند بعض الأحرف، والمثبت مقدَّم كما لا يخفى، مع تقدم ابن مجاهد في الزمن على الداني، والعجيب أن ابن الجزري لم يذكر أي خلاف في هذه الأحرف مع أن كتاب السبعة هو من طرق رواية هشام، ومن من عادته أن يذكر الخلاف حتى ولو كان ضعيفاً، فجزمه هنا بإدغام هشام في الحروف الستة، وعدم ذكره للخلاف في شيء منها فيه إشكال كبير، والله أعلم.
 
والجيم: (إذ جعل، وإذ جئتم، وإذ جاء).

سبحان الله!
ما حسبتُكم يا شيخ محمد تنقلون مثل هذا في مشاركة - قصيرة - دون مراجعة للكلمات القرآنية.
مع أني - ولي نسختِي الخاصة جدًّا من كتاب النشر ومن شرح روضة التقرير - لا أنقل شيئًا منهما إلا راجعتُه مرَّات.
[ويبدو أن عقدة المصحِّح اللغوي لن تُفارقني]
عمومًا إذ جئتم .. خطأ .. صوابها : إذ جِئْتَهُمْ
وهو خطأ في المطبوع [وما تفرَّع منه كالعلمية ودار الصحابة - فيما أذكر -] ثم في نسخة الشَّيخ السالم الجكني في رسالته المنشورة المعروفة.
وقد كنت تشرَّفتُ بمدارسة مواضع من كتاب النشر مع الدكتور السالم، وذكرتُ له ما عنَّ لي من تصويبات ... هذه من بينها.
إلى جانب ما استفدته من سؤالاتي له حول ما أستشكله.
ويمكن لفضيلتك مطالعة هذه المشاركة بما في المرفق:
http://qiraatt.com/vb/showpost.php?p=915&postcount=14

وهي ضمن هذا الموضوع:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=122
 
سبحان الله!
ما حسبتُكم يا شيخ محمد تنقلون مثل هذا في مشاركة - قصيرة - دون مراجعة للكلمات القرآنية.
مع أني - ولي نسختِي الخاصة جدًّا من كتاب النشر ومن شرح روضة التقرير - لا أنقل شيئًا منهما إلا راجعتُه مرَّات.
[ويبدو أن عقدة المصحِّح اللغوي لن تُفارقني]
عمومًا إذ جئتم .. خطأ .. صوابها : إذ جِئْتَهُمْ
وهو خطأ في المطبوع [وما تفرَّع منه كالعلمية ودار الصحابة - فيما أذكر -] ثم في نسخة الشَّيخ السالم الجكني في رسالته المنشورة المعروفة.
وقد كنت تشرَّفتُ بمدارسة مواضع من كتاب النشر مع الدكتور السالم، وذكرتُ له ما عنَّ لي من تصويبات ... هذه من بينها.
إلى جانب ما استفدته من سؤالاتي له حول ما أستشكله.
ويمكن لفضيلتك مطالعة هذه المشاركة بما في المرفق:
http://qiraatt.com/vb/showpost.php?p=915&postcount=14

وهي ضمن هذا الموضوع:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=122

جزيت خيراً فضيلة الشيخ المليجي على التصويب.
أما عن عدم مراجعة الكلمات القرآنية فأحياناً يغلبنا الاستعجال، مع الركون إلى اعتماد المحققين ذلك، فنسأل الله العفو والمغفرة.
ولعلنا نستفيد من صنيعكم في المراجعة والتأكد فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وقد استفدت من الرابط الذي وضعتَه هنا، فلك جزيل الشكر.
 
وهذه هي مشاركاتي ردًّا على موضوع الشيخ محمد أحمد الأهدل .. في المجلس العلمي:
شيخنا الفاضل.
نعم.
هذه من المواضع التي وقع فيها الخلاف بين المذهب العراقي [كتاب الإرشاد للقلانسي وغيره] والمذهب الشامي [التيسير والشاطبية ونحوهما]، وقد اهتم أكثر من إمام ببيان ما بين المذهبين من فروق، مثل الإمام الديواني في (روضة التقرير)، وقد قال عند هذا الموضع:


القول في ذال إذ ودال قد وتاء التأنيث الساكنة ولام هل وبل .. ويفعل


* الكلُّ وفقًا أتى لكنَّ عندهمُ = هشامٌ ادغَمَ (إذ) في الستة اعتقدا
* ولابن ذكوانَ دالا والخلافُ له = من طُرقِنا مع تقول إذ تفيض بدا
أخبر أن الكل أي ذال إذ ودال قد ولام هل وبل ... يفعل، وقع الجميع في المذهبين سواء إلا ما ذكر عن هشام في ذال إذ فإنه أدغم في المذهب الشامي ذال إذ في الأحرف الستة التي يجمعها حروف تجد والصفير بلا خلاف عنه في شيء منها، ثم ذكر أن ابن ذكوان في المذهب الشامي أيضًا أدغم ذال إذ في الدال فقط، وهو أربعة مواضع: ولولا إذ دخلت جنتك، وإذ دخلوا على داود، وإذ دخلوا عليه فقالوا سلاما في الحجر والذاريات. ثم ذكر الخلاف له من طرقنا عنه يعني في المذهب العراقي ، وهو الإظهار والإدغام. ثم زاد له في المذهب العراقي أيضا الخلاف .. .... ....[1] للمؤمنين في آل عمران، وإذ تقول للذي أنعم الله ... ...[2] الأحزاب، وفي إذ تفيضون فيه في يونس. ...... لابن ذكوان في الثلاث الإظهار والإدغام

[1] في إذ تقول.

[2] عليه في.

وأيضًا:
ويبدو أن هناك بعض المواضع لم يف فيها ابن الجزري ببيان أوجه الخلاف من جميع الطرق التي اختارها،
= فمنها ما تفضلتم بذكره.
= ومنها قوله: واخْتَلَفُوا في كَسْرِ مِيمِ الجَمْعِ وَضَمِّهَا، وضَمِّ ما قَبْلَهَا وكَسْرِه، إذا كان بَعْدَ المِيمِ سَاكِنٌ، وكَانَ قَبْلَهَا هَاءٌ وَقَبْلَهَا كَسْرَةٌ أَوْ يَاءٌ سَاكِنَةٌ؛ نَحْو: (قُلُوبِهِمُ العِجْلَ) و (بِهِمُ الأَسْبَابُ) و (يُغْنِهِمُ اللَّهُ) و (يُرِيهِمُ اللَّهُ) و (عَلَيْهِمُ القِتَالُ) و (مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي).
قال:
وضَمَّ المِيمَ وكَسَرَ الهَاءَ: نَافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عَامِرٍ وعَاصِمٌ وأبُو جَعْفَرٍ.
وفي تَحرير النشر للأزميري: روى الرمليُّ عن الصوريِّ (من يومهُم الذى) و (أهلهُم انقلبوا) بضم الهاء والميم من المستنير والمبهج والتلخيص.
وكذلك قال الديواني في شرح روضة التقرير:
* وَضَمَّ هَا يَوْمِهِمْ فِي الذَّارِيَاتِ وَفِي التْـ * * ـتَطْفِيفِ هَا أَهْلِهِمْ رَمْلِيُّنَا اعْتَمَدَا
أخبر أنَّ الرَّمليَّ، وهو أبو بكر الداجونيُّ عن ابن ذكوان ضمَّ الهاءَ كحمزة والكسائي في موضعين: {من يومهُمُ الذي يوعدون} و{إلى أهلهُمُ انقلبوا فَكِهين[1]}، فتعين لابن عامر في المذهب العراقي الوجهان فيهما[2]

[1]يقرؤها الرملي الداجوني بغير ألف كحفص.

[2] لم يعرج في النشر على هذا بل قال: وضَمَّ المِيمَ وكَسَرَ الهَاءَ نَافِعٌ وابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عَامِرٍ وعَاصِمٌ وأَبُو جَعْفَرٍ .
وأيضًا:

= ومن المواضع التي لم يفِ ابن الجزري فيها بذكر أوجه الخلاف من جميع طرقه:
قوله:

(اخْتَلَفُوا) فِي (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَالكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ بِالأَلِفِ مَدًّا، وَقَرَأَ البَاقُونَ بِغَيْرِ أَلْفٍ قَصْرًا.

أقول: قد ورد في مراجع ابن الجزري التي اختار طرقه منها أن للإمام الكسائي وجهين: مالِك وملِك.
قد ذُكر ذلك في "التبصرة" لمكي ... و "المصباح" لأبي الكرم الشهرزوري ....
صحيح أنه قد يكون ترك ذلك الوجه قصدًا، لكنه لم يذكر ذلك.

= ومنها هذه المسألة في قراءة يعقوب ... على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=260
 
نعم أخي الكريم الشيخ القارئ المليجي حفظك الله:
تيسر لي مراجعة المبهج والتلخيص فوجدت أن لابن ذكوان الضم في هاء (يومهم الذي)، و(إلى أهلهم انقلبوا) وصلاً، من نفس الطريق التي اعتمدها ابن الجزري له في النشر.
وأيضاً:
مما لم يذكر ابن الجزري فيه الخلاف دال قد عند حروفها فقد ذكر أن هشاماً أدغمها في حروفها الثمانية بلا خلاف إلا في (لقد ظلمك).
بينما في السبعة يقول عن ابن عامر:
"وأما دال (قد) فقد فكان يظهرها عند السين من قوله: (قد سمع)، وعند الشين من قوله: (قد شغفها)، وعند الصاد من قوله: (لقد صدق)، ويدغمها في الضاد من قوله: (فقد ضل)، ويظهر ها عند الجيم من قوله: (قد جئناك) وما أشبه ذلك، ويدغمها في الظاء مثل: (لقد ظلمك)" اهـ.
ولم أجد فيه حكمها عند الذال والزاي.
فأقول:
هذه المواضع تحتاج إلى مراجعة من كبار الشيوخ وبيان كيفية التعامل معها، هل يؤخذ بما ذكره ابن الجزري رحمه الله وإن وُجد في الأصول ما يخالفه، أو يؤخذ بما في الأصول ولو لم يذكره ابن الجزري رحمه الله، أو تفسيرها لنا إن لم نكن مصيبين فيما ذكرناه، فهذه المواضع الكلام فيها أكثر وضوحاً من الكلام في السكت لخلف من طريق الدرة مثلاً، ومع ذلك فالسكت نال حظًّا كبيراً من البحث والأخذ والرد، مع أنه لا يوجد فيه كلام صريح ـ أعنى في ألأخذ به ، أما المنع فواضح ـ وإنما هو اجتهاد وفهم من علمائنا رحم الله ميتهم وحفظ حيَّهم، مع أن غيره أحق بالبحث والدراسة، والله أعلم.
 
وماذا عن قراءة الكسائي (مالك) ؟
فإنَّ ابنَ الجزريّ لم يُشر إلى شيءٍ من الخلاف عنْه أو التخيير.
ولا أشار إلى ذلك الدكتور السالم في تعليقاته ...
مع أن ابن الجزي ذكر مثل هذه الخلافات والتخييرات عن الكسائي وغيره؛
كالخلاف في (يطمثهنّ) بضم الميم وكسرها في الموضعين عن الكسائي، وتوسَّع جدًّا.
= = =
ومن التصويبات للتعليقات على كتاب النشر عند ذِكر (يطمثهنَّ):
قال محمد بن محفوظ الشنقيطي بعد ترجمته لأبي محمد سلمة بن عاصم :
((وطريق سلمة بن عاصم عن الليث ليست من طرق الكتاب)).
ولا أدري كيف يقول هذا محققٌ لكتاب النشر!
ألم يقرأ: وأمَّا أبُو الحَارِثِ، فمِنْ طَرِيقَيْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وسَلَمَةَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْهُ، فابْنُ يَحْيَى مِنْ طَرِيقَيِ البَطِّيِّ والقَنْطَرِيِّ عَنْهُ فَعَنْهُ، وسَلَمَةُ مِنْ طَرِيقَيْ ثَعْلَبٍ وابْنِ الفَرَجِ عَنْهُ فَعَنْهُ. !!!!
فإن قلتَ: لعله يقصد ليستْ من طرق كتاب السبعة لابن مجاهد [وهو اعتذار بعيد].
قلتُ:
قد قال ابن مجاهد في كتابه:
[أسانيد قراءة الكسائي]
....
..
وأخبرني أحمد بن يحيى ثعلب النحوي، قال حدثني سلمة بن عاصم، عن أبي الحارث الليث بن خالد، عن الكسائي.
يراجع ص 542 من رسالة محمد بن محفوظ، وص 98 من كتاب السبعة [الطبعة الثالثة] ..... والمرفق.
 
أشكر الإخوة الكرام على مداخلاتهم القيّمة ومذاكرتهم المفيدة .
وهنا نقطة أرى أنها مهمة جداً تحل لنا كثيراً من " إشكالات النشر " ومنها المسألة الأساس في هذه الصفحة وهي إدغام " ذال إذ في الجيم " حيث قال أخي الكريم والشيخ الفاضل " محمد الأهدل " حفظه الله :
فاقتصار ابن الجزري لهشام على إدغامها في حروفها الستة فيه إشكال.
ـ فالذي يظهر لي مما سبق, والله تعالى أعلم ـ أنه ينبغي أن يكون له ـ أي هشام ـ الخلاف في إدغام ذال (إذ) في السين والصاد والجيم،
ومن ذلك أيضاً ما ذكره أخي الكريم والشيخ الفاضل " القارئ المليجي " حفظه الله :
وماذا عن قراءة الكسائي (مالك) ؟
فإنَّ ابنَ الجزريّ لم يُشر إلى شيءٍ من الخلاف عنْه أو التخيير.
ولا أشار إلى ذلك الدكتور السالم في تعليقاته ...
فألزما - ضمناً - الإمام ابن الجزري رحمه ما لم يلزمه ألبتة ، والجواب عن ابن الجزري رحمه الله ذلك عندي هو :
إن هذه الأوجه والروايات التي جاءت على شرط ابن الجزري رحمه الله ومن طرقه وتركها ولم يذكرها في الفرش أو الأصول كإدغام " ذال إذ" وك " مالك " للكسائي " هو فعل ذلك لأنه لم يروها " أداء " ، لأنه قال :" ...وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط " اه ( النشر : 1/98)
وهذا يفهم منه - والله أعلم - أن هذه الطرق والأسانيد منها ما هو عنده " أداء " ومنها ما هو عنده ليس " أداء " ، فيكون الخلاف في " مالك للكسائي حتى وإ كان من طرقه لكنها خالفت شرطه وهو " الأداء " ، وكذلك الكلام في " ذال إذ " ويزاد عليه هنا أن رواية ابن مجاهد في رواية هشام هي من قراءته الحروف " فربما يكون هذا سبب آخر .
هذا ما فهمته من صنيع ابن الجزري رحمه الله ، ولو كان فهمي صحيحاً فإنه يسد باباً من النقد والمطاولة على ابن الجزري رحمه الله وعلى كتابه ، الذي أصبحنا نرى في هذه الأيام كثيراً من محاولات الاستدراك عليه وبيان أوهامه ، وليس هذا إلا من قلة دراستنا وقراءتنا له قراءة متأنية سليمة نتهم أنفسنا فيها قبل أن نسطر حرفاً فيها .
ويعلم الله الذي لا إله إلا هو أني لا أقصد بهذا الكلام الشيخين الكريمين الفاضلين ، وإنما أقصد بعض الدراسات التي حاولت وتحاول احتكار " فهم النشر " لفهمها ورؤيتها الخاصة .
والله من وراء القصد .
 
شيخنا الكريم الدكتور الجكني حفظكم الله:
شرفنا بمداخلتكم ومشاركتكم لنا في هذا الموضوع، لا سيما وأنتم من محققي كتاب النشر، فجزاكم الله عنا خير الجزاء.
فألزما - ضمناً - الإمام ابن الجزري رحمه ما لم يلزمه ألبتة
ليس هذا إلزام بما لا يلزم، فابن الجزري رحمه الله تعالى صرح بإسناد القراءات والراويات المذكورة إلى تلك الكتب، وبعض هذه الأحكام مثل ذال (إذ) عند الحروف التي تقدم الكلام عليها، ليس فيها إلا الإظهار لهشام من كتاب السبعة الذي هو من طرقه في هذه الرواية مع بعض الروايات الأخرى، فإسناده لهذه الرواية إلى كتاب السبعة يحتم عليه ذكر ما فيه لا سيما الألفاظ التي ليس فيها في السبعة إلا وجهاً واحداً.
إن هذه الأوجه والروايات التي جاءت على شرط ابن الجزري رحمه الله ومن طرقه وتركها ولم يذكرها في الفرش أو الأصول كإدغام " ذال إذ" وك " مالك " للكسائي " هو فعل ذلك لأنه لم يروها " أداء " ، لأنه قال :" ...وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط " اه ( النشر : 1/98)
وهذا يفهم منه - والله أعلم - أن هذه الطرق والأسانيد منها ما هو عنده " أداء " ومنها ما هو عنده ليس " أداء " ، فيكون الخلاف في " مالك للكسائي حتى وإ كان من طرقه لكنها خالفت شرطه وهو " الأداء " ، وكذلك الكلام في " ذال إذ "
المفهوم من كلامه ـ رحمه الله ـ هنا الاقتصار على الأسانيد التي وقعت له عن طريق الأداء، فكلامه عن ذكر الأسانيد التي أدت إليه القراءة إلى أصحاب الكتب التي أسندها، وليس عن الخلافات الأصولية أو الفرشية.
وكتاب السبعة لابن مجاهد هو من الكتب التي ذكر أسانيدها فقال:
"وقرأت القرآن بمضمنه على الشيخ أبي محمد بن البغدادي وإلى أثناء سورة النحل على أبي بكر ابن الجندي، وأخبراني أنهما قرآ به على شيخهما أبي عبد الله محمد بن أحمد الصائغ، قال قرأت به على الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل التميمي، قال قرأت به على أبي اليمن الكندي، قال الكندي أخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسدي المقري قراءة عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزار مرد الخطيب الصريفيني، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، قال أخبرنا المؤلف المذكور سماعاً عليه لجميعها وتلاوة لقراءة عاصم، وهذا إسناد لا يوجد اليوم أعلى منه مع صحته واتصاله" اهـ (النشر، 1/81).

ويزاد عليه هنا أن رواية ابن مجاهد في رواية هشام هي من قراءته الحروف " فربما يكون هذا سبب آخر .
هل تقصدون بهذا شيخنا الكريم أن ابن الجزري لا يعتمد رواية هشام من كتاب السبعة لأجل هذا السبب؟
 
شيخنا الكريم الدكتور الجكني حفظكم الله:
شرفنا بمداخلتكم ومشاركتكم لنا في هذا الموضوع، لا سيما وأنتم من محققي كتاب النشر، فجزاكم الله عنا خير الجزاء.
فألزما - ضمناً - الإمام ابن الجزري رحمه ما لم يلزمه ألبتة
ليس هذا إلزام بما لا يلزم، فابن الجزري رحمه الله تعالى صرح بإسناد القراءات والراويات المذكورة إلى تلك الكتب، وبعض هذه الأحكام مثل ذال (إذ) عند الحروف التي تقدم الكلام عليها، ليس فيها إلا الإظهار لهشام من كتاب السبعة الذي هو من طرقه في هذه الرواية مع بعض الروايات الأخرى، فإسناده لهذه الرواية إلى كتاب السبعة يحتم عليه ذكر ما فيه لا سيما الألفاظ التي ليس فيها في السبعة إلا وجهاً واحداً.

إن هذه الأوجه والروايات التي جاءت على شرط ابن الجزري رحمه الله ومن طرقه وتركها ولم يذكرها في الفرش أو الأصول كإدغام " ذال إذ" وك " مالك " للكسائي " هو فعل ذلك لأنه لم يروها " أداء " ، لأنه قال :" ...وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط " اه ( النشر : 1/98)
المفهوم من كلامه ـ رحمه الله ـ هنا الاقتصار على الأسانيد التي وقعت له عن طريق الأداء، فكلامه عن ذكر الأسانيد التي أدت إليه القراءة إلى أصحاب الكتب التي أسندها، وليس عن الخلافات الأصولية أو الفرشية.
وكتاب السبعة لابن مجاهد هو من الكتب التي ذكر أسانيدها فقال:
"وقرأت القرآن بمضمنه على الشيخ أبي محمد بن البغدادي وإلى أثناء سورة النحل على أبي بكر ابن الجندي، وأخبراني أنهما قرآ به على شيخهما أبي عبد الله محمد بن أحمد الصائغ، قال قرأت به على الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل التميمي، قال قرأت به على أبي اليمن الكندي، قال الكندي أخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسدي المقري قراءة عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزار مرد الخطيب الصريفيني، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، قال أخبرنا المؤلف المذكور سماعاً عليه لجميعها وتلاوة لقراءة عاصم، وهذا إسناد لا يوجد اليوم أعلى منه مع صحته واتصاله" اهـ (النشر، 1/81).
ويزاد عليه هنا أن رواية ابن مجاهد في رواية هشام هي من قراءته الحروف " فربما يكون هذا سبب آخر .

هل تقصدون بهذا شيخنا الكريم أن ابن الجزري لا يعتمد رواية هشام من كتاب السبعة لأجل هذا السبب؟
 
عودة
أعلى