لم اقترن بـ(القرآن) وصف (الكريم) أكثر من غيره ؟

إنضم
31/07/2005
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
كثير من المصاحف كتب على طرتها : القرآن الكريم أو قرآن كريم ..
يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وأحببت طرحه للإخوة الفضلاء لعلي أجد جواباً ..
أنا أعرف أن لهذا الوصف أصلاً ويكمن الاستفسار في سبب اقترانه بالقرآن عند ذكره أكثر من غيره من الأوصاف ..
بارك الله فيكم ووفقكم وسددكم لكل خير ..
 
إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77)
هذا الوصف من أجمع أوصاف القرآن​
قال صاحب تاج العروس:
"وقال الأزهري: اعلم أن الكرم الحقيقي هو من صفة الله تعالى ثم هو من صفة من آمن به وأسلم لأمره وهو مصدر يقام مقام الموصوف فيقال رجل كرم ورجلان كرم ورجال كرم وامرأة كرم لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث لأنه مصدر أقيم مقام الموصوف فخفف العرب الكرم وهم يريدون كرم شجرة العنب لما ذلل من قطوفه عند الينع وكثر من خيره في كل حال وأنه لا شوك فيه يؤذي القاطف ونهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن تسميته بهذا الاسم لأنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه وأنه يغير عقل شاربه ويورث شربه العداوة والبغضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة وقال أبو بكر سمي الكرم كرما لان الخمر المتخذة منه تحث على السخاء والكرم وتأمر بمكارم الأخلاق فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه فكره صلى الله عليه وسلم أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن وأنشد * والخمر مشتقة المعنى من الكرم * ولذلك يسمى الخمر راحا لان شاربها يرتاح للعطاء أي يخف * ومما يستدرك عليه الكريم من صفات الله تعالى وأسمائه وهو الكثير الخير وقيل الجواد وقيل المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وقيل هو الجامع لأنواع الخير والفضائل والشرف وقيل حميد الفعل وقيل العظيم وقيل المنزه بما لا يليق وقيل الفضول وقيل العزيز وقيل الصفوح وقد ذكره المصنف فهذا ما قيل في تفسير اسمه تعالى قال بعضهم الكرم إذا وصف تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر منه ذلك والكريم أيضا الحر والنجيب والسخي والطيب الرائحة والطيب الأصل والذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه وأيضا الرقيق الطبع والحسن الأخلاق والواسع الصدر والحسيب والمختار والمزين المحسن العزيز عندك والحج وأيضا الجهاد وفرس يغزى عليه والبعير يستقى به وهذه الأربعة ذكرها المصنف وكتاب كريم أي مختوم أو حسن ما فيه وقرآن كريم يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة وقول كريم سهل لين ورزق كريم أي كثير وقد ذكرهما المصنف ومدخل كريم حسن والكريم أيضا الرئيس والعفيف والجميل والعجيب الغريب والعالم والنفيس والمطر الجود والمعجز والذليل على التهكم فهذه نيف وثلاثون قولا في معنى الكريم ولم أره مجموعا في كتاب قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شئ نفت عنه فعلا تنوي به الذم يقال أسمين هذا فيقال ما هو بسمين ولا كريم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة"
 
عودة
أعلى